أول من ادرك الموقف كانت مريم، حيث ابتسمت بمكر واقتربت من السيارة الفاخرة قائلةً:
"يونس، هل أتيت لأخذ عمر؟"
لكن عندما لاحظت أن عينيه كانتا مثبتتين عليّ، ابتلعت ريقها بتوتر ثم سارعت لتبرير موقفها:
"هذه صديقتي، إنها مخادعة وماكرة، تحاول فقط إغواء عمر طوال الوقت."
"سأتخلص منها فورًا، ولن تزعجك أبدًا."
في تلك اللحظة، حاول عمر أيضًا الابتسام مُرحِبًا بأخيه يونس.
في الحقيقة، كان عمر يخشى أخاه الأكبر بشدة،
فمنذ طفولته، كان يونس طفلًا عبقريًا يتفوق عليه في كل شيء.
وبعد أن أسس شركته الخاصة في الخارج وجعلها شركة عامة في غضون سنوات قليلة.
كان الفرق بينهما واضحًا، فعمر، فبالكاد نجح في دراسته ولم يتمكن من دخول أي جامعة مرموقة عالميًا،
فاتخذ طريقًا مختلفًا تمامًا عن أخيه؛ حيث اختار العيش في المعابد كناسك بوذي ليحظى ببعض التقدير بدلاً من المقارنة المستمرة مع يونس.
ولكن على الرغم من كل شيء، ظل تأثير أخيه محفورًا في أعماقه.
الآن، وهو يقف أمامه، شعر وكأنه فأر يواجه قطة، فحاول أن يحافظ على هدوئه بينما سأل بتردد:
"أخي، لماذا أتيت اليوم؟"
كلما تحدث، زادت نبرته ضعفًا، لذا بدأ يخمن السبب الحق