كانت الفيلا فسيحة للغاية، وهادئة إلى حد أن خطى الأقدام كان يتردد صداه في الأرجاء.رغم أن الوقت كان منتصف الليل، لم تكن تُضاء سوى بعض المصابيح الجدارية القديمة في الممر، بينما خيّم الظلام على معظم الزوايا.في هذا الليل الساكن، انبعث صوت عزف على البيانو، كانت أنغامًا مألوفة للجميع، إنها مقطوعة "زفاف في الحلم".لو كان المشهد مختلفًا، لكانت تلك المقطوعة تبعث في النفس راحةً وبهجة، غير أنها بدت الآن في هذا القصر الكئيب كأنها تصدح من أعماق قبر، فبثّت رهبةً لا يمكن تجاهلها.تابع العم يوسف صعوده الدرج مسترشدًا بصوت البيانو.بالنسبة له، فإن هذه الطريقة التي اختارها زعيم منظمة الحشرات السامة للقاء، لم تخلُ من الغرابة.أما أحمد، الذي كان قد أُبقي في باحة الفيلا، فكان يختبئ بهدوء تحت السقف، وقد لاحظ وجود أجهزة مراقبة في الجوار.بالنسبة له، تعطيل كاميرات المراقبة لم يكن بالأمر الصعب، إذ احتاج إلى بضع دقائق فقط لجعلها تتجمّد مؤقتًا على صورة ثابتة.وبعد أن أنهى رصده لتصميم الفيلا، تَسلّل بصمت إلى الداخل من خلال أنابيب الطابق الأول.كان يتحرك برشاقة فهدٍ في عتمة الليل.حين سمع عزف البيانو قادمًا من الط
Read more