سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك

سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك

By:  سيد أحمدOngoing
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
8
6 ratings. 6 reviews
30Chapters
3.8Kviews
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

تزوجت سارة من أحمد لمدة ثلاث سنوات، ولكنها لم تستطع التغلب على حبه السرّي لعشر سنوات. في يوم تشخيصها بسرطان المعدة، كان يرافق حبه المثالي لإجراء الفحوصات لطفلها. لم تثر أي ضجة، وأخذت بجدية ورقة الطلاق وخرجت بهدوء، لكن انتقمت منه بشكل أكثر قسوة. اتضح أن زواجه منها لم يكن إلا وسيلة للانتقام لأخته، وعندما أصابها المرض، أمسك بفكها وقال ببرود: "هذا ما تُدين به عائلتكم ليّ." فيما بعد، دُمرت عائلتها بالكامل، دخل والدها في غيبوبة إثر حادث بسيارته، حيث شعرت بأنها لم تعد لديها رغبة في الحياة، فقفزت من أعلى مبنيِ شاهق. ." عائلتي كانت مدينة لك، وها أنا قد سددتُ الدين" أحمد الذي كان دائم التعجرُف، أصبح راكعًا على الأرض بعيون دامية، يصرخ بجنون ويطلب منها العودة مرةً بعد مرة...

View More

Chapter 1

1الفصل

في اليوم الذي تأكدت فيه سارة بتشخيصها بسرطان المعدة، كان أحمد يُرافق عشيقته في إجراء الفحوصات الطبية لابنها.

في ممر المستشفى، نظر باسل إلى تقرير الخزعة بوجه جاد وقال: "يا سارة، لقد ظهرت نتائج الفحص. هناك ورم خبيث من المرحلة الثالثة، إذا نجحت الجراحة، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يتراوح بين خمسة عشر إلى ثلاثين بالمائة.

تشد سارة بحزام حقيبتها على كتفها بيدها الرفيعة، وكان وجهها الشاحب يبدو جاداً: " يا زميلي الأكبر، كم من الوقت يمكنني العيش دون جراحة؟"

"من نصف عام إلى عام، يختلف من شخصٍ لآخر. في حالتكِ، من الأفضل أن تقومي بالعلاج الكيميائي لمرتين قبل الجراحة، فهذا يمكن أن يمنع انتشار الورم وتفشيه."

سارة عضت شفتيها بصعوبة وقالت: "شكراً لك."

"لا داعي للشكر. سأُرتب دخولك إلى المستشفى."

"لا حاجة لذلك، أنا لا أنوي العلاج. فلا أستطيع التحمل."

كان باسل يريد أن يقول شيئاً آخر، لكن سارة انحنت له باحترام وقالت: " يا زميلي الأكبر، أرجو منك أن تحفظ بهذا السر، فلا أريد أن تشعُر عائلتي بالقلق."

في ذلك الحين قد أفلست عائلة سارة، وتحمُل تكلفة علاج والدها يستنزف كل طاقتها، بالإضافة إلى إخبار عائلتها بحالتها سيكون بمثابة إضافة مزيدًا من العبء.

تنهد باسل بلا حول ولا قوة وقال: "لا تقلقي، سأحافظ على السر. قد سمعت أنكِ تزوجتِ، ماذا عن زوجكِ..."

" يا زميلي الأكبر، أرجو منك أن تهتم بوالدي. لدي أمور أُخرى، يجب أن أذهب الآن."

بدا أن سارة لا ترغب في الحديث عن هذا الموضوع، حينها لم تنتظر رده وغادرت مسرعة.

هز باسل رأسه، فوفقاً للشائعات، تركت سارة الجامعة وتزوجت قبل أن تتخرج، وكأن عبقرية كلية الطب قد سقطت كالنيزك، والآن لم يتبقى سوى الرماد

في السنوات الماضية، كانت سارة هي الوحيدة التي اعتنت بوالدها، وحتى عندما مرضت، كان يتم نقلها إلى المستشفى بواسطة غرباء، ولم يرَ أحدٌ زوجها.

تذكرت سارة السنوات السابقة، في السنة الأولى من زواجهما كان أحمد يعاملها بصدق، ولكن بعد عودة عشيقته إلى الوطن وهي حامل، تغير كل شيء، حيث سقطت هي وعشيقته في الماء في نفس الوقت.

وبينما تُعاني، شاهدت سارة أحمد وهو يسبح بكل قوته نحو صفاء. وكانت صفاء وسارة خائفتان بالقدر نفسه، وضعت صفاء طفلها مبكراً. بينما تم إنقاذ سارة متأخراً مما أخر الوقت المثالي للعلاج، وعندما وصلت إلى المستشفى، قد توفي طفلها في رحمها

في اليوم السابع بعد وفاة الطفل، طلب أحمد الطلاق، لكنها لم توافق.

الآن بعد أن علمت بحالتها الصحية، لم تستطع سارة الاستمرار.

اتصلت برقم هاتفه بيدين مرتعشتين، وبعد ثلاث رنات، جاء صوته البارد الجاف: "لن أراكِ إلا إذا كان الأمر يتعلق بالطلاق."

شعرت سارة بكبريائها ينكسر، وابتلعت بصعوبة الكلمات التي كانت تنوي إخبارها إياه بشأن مرضها، ثم سمعت فجأة صوت صفاء على الهاتف: "يا أحمد إن الطفل بحاجة إلى إجراء الفحوصات."

سقطت دموع سارة التي كانت قد كبتها طويلاً في تلك اللحظة. لقد فقدت طفلها، ودُمرت عائلتها، وهو الآن قد أسس عائلة جديدة مع شخصٍ آخر، وكان من المُفترض أن تنتهي كل هذه الأمور.

بدون أن تطلب كما في السابق بضُعف، تحدثت بقوة قائلًا: "أحمد، دعنا نتطلق."

سكت الرجل على الطرف الآخر من المكالمة للحظة، ثم سخر ببرود: "يا سارة، أي حِيل جديدة تلعبين؟"

أغلقت سارة عينيها وقالت كلمة بكلمة: "أحمد، سأنتظرك في المنزل."

قطع المكالمة استنزف كل طاقة سارة، وسقطت بجسدها على الحائط، بينما تسرب المطر الغزير من الخارج، مبللاً جسدها. تُمسك بالهاتف وعضت على كم قميصها وهي تبكي بصمت.

نظر أحمد مُتحيراً إلى الهاتف الذي تم قطع الاتصال فجأة، بعد عام من الصراع البارد، كانت سارة متمسكة بعدم الطلاق، لماذا تغيرت فجأة اليوم؟

صوتها كان يحمل نبرة بكاء، وعندما نظر إلى الأمطار الغزيرة من النافذة، خرج أحمد من غرفة الفحص.

"يا أحمد، إلى أين تذهب؟" خرجت صفاء حاملة الطفل، لكنها لم ترَ سوى ظل أحمد الذي يبتعد بسرعة، وتحول وجهها الهادئ فجأة إلى وجه مظلم ومخيف.

تلك العاهرة، ألا تزال متمسكة به!.

لم يزر أحمد منزلهُما منذ فترة طويلة. كان يظن أن سارة قد أعدت طعاماً يحبّه، ولكن عندما وصل إلى الفيلّا، وجدها خالية تمامًا، بلا نور، مظلمة كأنها ميتة.

الليل في الشتاء يأتي مبكرًا، والساعة لم تتجاوز السادسة بعد، ولكن الظلام قد حل بالفعل.

نظر أحمد إلى الزهور الذابلة على الطاولة.

من شخصيتها، تعرف أن سارة لن تترك الزهور تذبل بهذه الطريقة دون التخلص منها، والاحتمال الوحيد هو أنها لم تكن في المنزل خلال الأيام الماضية، ربما كانت بالمستشفى.

عندما دخلت سارة، رأت الرجل الطويل الذي يرتدي بدلة واقفاً بجانب الطاولة. وجهه الوسيم كان بارداً كالثلج، وعندما نظر إليها، كان في عينيه كراهية عميقة.

عندما نزلت من السيارة بعد الجري تحت المطر، كان جسد سارة مُبللاً تماماً، وعندما التقت بنظراته الباردة، شعرت ببرودة على ظهرها.

"أين كنتِ؟" جاء صوت أحمد البارد.

عيون سارة اللامعة التي كانت تضيء في السابق، أصبحت الآن بلا بريق، نظرت إليه ببرود: "هل تهتم بمصيري الآن؟"

سخر أحمد وقال: "أخشى أن تموتي دون أن يُلاحظ أحد."

كلمة واحدة كالسهم، مزقت قلبها المجروح بشدة. دخلت سارة مبللة، ولم تبكِ، ولم تثر ضجة، بل أخرجت اتفاق الطلاق من حقيبتها بهدوء غير عادي.

"لا تقلق، لقد قمت بتوقيع الاتفاق."

وُضع الاتفاق الأبيض والأسود على الطاولة، ولم يشعر أحمد أبداً أن كلمتي الطلاق كانتا مؤلمتين للغاية.

كان لديها طلب واحد فقط، تعويض قدره عشرة ملايين.

"كنت أتساءل كيف بإمكانكِ تحمل الطلاق،يبدو إنه بسبب المال."

امتلأ وجهه بالسخرية، وفي السابق كانت ستدافع عن نفسها، ولكن اليوم كانت مرهقة جداً.

لذا وقفت سارة بهدوء في مكانها وقالت: "كان بإمكاني أن أطلب نصف ممتلكاتك يا سيد أحمد، ولكنني طلبت عشرة ملايين فقط، وباختصار، ما زلت طيبة أكثر من اللازم."

تقدم أحمد خطوة للأمام، ظله الطويلة يُغطي سارة، وأمسك بفكها بإصبعه الطويل، وصوته كان باردًا وعميقًا: "بماذا تنادينني؟"

"إذا لم تعجبك تسمية "السيد أحمد"، فلا أمانع أن أناديك بزوجي السابق، بعد أن توقّع، يمكنك المغادرة."

أثارت وجهها المتحدي استياء أحمد، "هذا منزلي، ما الذي يجعلكِ تظنين أن لديكِ الحق في إجباري على مغادرته؟"

سارة تجمدت قليلاً ثم قالت ببرود: "ليس لدي الحق، ولكن يا سيد أحمد، لا داعي للقلق، بعد أن أحصل على شهادة الطلاق، سأغادر هذا المكان."

أزاحت سارة يد أحمد عنها، وحدقت في عينيه السوداوين بجرأة، وقالت بصوت بارد: "يا سيد أحمد، غدًا في تمام الساعة التاسعة صباحاً، أحضر اتفاق الطلاق و لنلتقي في مكتب السجل المدني."
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

Comments

default avatar
Souzan
رائع جداً مميز
2025-04-23 22:41:47
1
default avatar
Abdou
Très bonne story
2025-04-23 08:21:07
1
default avatar
Minoucha
...️...️...️...️...️...️...️...️...️...️...️...️...️...️...️
2025-04-21 10:11:44
1
default avatar
فاطمه
......نرجو إكمال الرواية بأسرع وقت
2025-02-26 12:17:23
4
default avatar
Amut Allh
لان اقيم اكثر من ثلاثه نقاط ...
2025-04-21 20:31:05
0
default avatar
fatma awad
كل الروايات في هذا التطبيق غير مكتملة وهذا امر سخيف جدا اشعر بالندم لاني دفعت النقود
2025-04-22 00:35:34
0
30 Chapters
1الفصل
في اليوم الذي تأكدت فيه سارة بتشخيصها بسرطان المعدة، كان أحمد يُرافق عشيقته في إجراء الفحوصات الطبية لابنها.في ممر المستشفى، نظر باسل إلى تقرير الخزعة بوجه جاد وقال: "يا سارة، لقد ظهرت نتائج الفحص. هناك ورم خبيث من المرحلة الثالثة، إذا نجحت الجراحة، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يتراوح بين خمسة عشر إلى ثلاثين بالمائة.تشد سارة بحزام حقيبتها على كتفها بيدها الرفيعة، وكان وجهها الشاحب يبدو جاداً: " يا زميلي الأكبر، كم من الوقت يمكنني العيش دون جراحة؟""من نصف عام إلى عام، يختلف من شخصٍ لآخر. في حالتكِ، من الأفضل أن تقومي بالعلاج الكيميائي لمرتين قبل الجراحة، فهذا يمكن أن يمنع انتشار الورم وتفشيه."سارة عضت شفتيها بصعوبة وقالت: "شكراً لك.""لا داعي للشكر. سأُرتب دخولك إلى المستشفى.""لا حاجة لذلك، أنا لا أنوي العلاج. فلا أستطيع التحمل."كان باسل يريد أن يقول شيئاً آخر، لكن سارة انحنت له باحترام وقالت: " يا زميلي الأكبر، أرجو منك أن تحفظ بهذا السر، فلا أريد أن تشعُر عائلتي بالقلق."في ذلك الحين قد أفلست عائلة سارة، وتحمُل تكلفة علاج والدها يستنزف كل طاقتها، بالإضاف
Read more
الفصل 2
في ظُلمة اللّيْل، عادت سارة بمفردها إلى الحمام. البخار المتصاعد من الماء الساخن أدفئها، ففركت عينيها المتورمتين وسارت إلى غرفة ثم فتحت الباب ليظهر أمامها غرفة الأطفال المُزينّة بدفء. بدأت تلمس الجرس الصغير برفق، حينها دَوّى صوت صندوق الموسيقي بأرجاء الغُرفة، وكانت الإضاءة في الغرفة خافتة مُصفرّة. فعلى الرغم من أن المشهد كان دافئًا للغاية، إلا أن دموع سارة لم تتوقف عن الانهمار.ربما هذه هي عقوبتها، لأنها لم تحمِ طفلها جيدًا، لذا قرر القدر أن يسلُبها حياتها. تسلقت سارة سرير الطفل الذي يبلغ طوله مترًا ونصف، ولفت نفسها كشكل يشبه الجمبري الصغير، كانت دموع عينها اليسرى تتدفق إلى عينها اليمنى ثم تنزل على خدها، مما جعل بطانية الأطفال التي تحتها مبللة. تمسكت بدُمية بشدة وهمست: "أعتذر يا طفلي، إنها خطيئة أُمك، لم أحمِك بشكلٍ جيد، لا تخف سأتي إليك قريبًا."بعد موت طفلها، كانت حالتها النفسية دائمًا غير مستقرة، كزهرة جميلة تذبُل بمرور الوقت. نظرت إلى الظلام اللامُتناهي وفكرت أنه إذا تركت المال لوالدها، فسوف تتمكن من العثور على طفلها.في صباح اليوم التالي، قبل بزوغ الفجر، كانت سارة قد
Read more
الفصل3
صفاء كانت ترتدي معطفًا أبيض من الكشمير الناعم وقطعتان من اللؤلؤ الأبيض الأسترالي على أذنيها حيث أعطتها مظهرًا رقيقًا وأنيقًا. الوشاح على عنقها فقط كان قيمته تتجاوز عشرة آلاف وعندما رآها البائعون هرعوا لاستقبالها، "يا مدام سارة، اليوم لم يرافقكِ السيد أحمد لاختيار المجوهرات؟""يا مدام سارة لدينا أحدث الطُرز في المتجر، كُل منها يناسبكِ.""يا مدام سارة، إن الجوهرة التي طلبتها في المرة السابقة وصلت، جربيها لاحقًا، ستكون مناسبة جدًا لبشرتكِ."كان البائعون ينادونها بـ "مدام سارة"، وابتسامة صفاء كانت مليئة بالفخر وكأنها تُعلن انتصارها. كان الجميع يعرف أن أحمد يعتني بها كالجوهرة الثمينة، لكن القليل منهم يعرف أن سارة هي زوجته الشرعية.قبضت سارة على يديها المتدليتين وتحولت إلى قبضة، لماذا في أسوأ أوقاتها تلتقي بأكثر الأشخاص الذين لا ترغب في رؤيتهم؟سألت صفاء برقة: "إذا أردتِ بيع هذا الخاتم، فإنكِ ستخسرين الكثير من المال."مدت سارة يدها لأخذ علبة الخاتم، ووجهها تحول إلى لون رمادي قاتم، "لن أبيعه.""لن تبيعيه؟ حقًا مؤسف، أنا أحب هذا الخاتم جدًا، وبما أننا تعرّفنا، كنت أنوي شراءه بسعرٍ م
Read more
الفصل4
نور غادرت عندما كانت سارة في الثامنة من عمرها. كان ذلك يوم عيد ميلاد رشيد. عادت سارة إلى المنزل مملوءة بالفرح استعدادًا للاحتفال بعيد ميلاد والدها، ولكن ما استقبلته كان ورقة الطلاق من والديها. سارة سقطت على الدرج وهي تتدحرج، ولم تكن تشعر بشيء حتى بعدما سقطت حذاؤها. كانت تتشبث برجلي نور وتصرخ: "أمي، لا تذهبي!"لمست المرأة النبيلة وجه سارة الطفولي وقالت: "أنا آسفة.""يا أمي قد حصلت على أعلى درجة في الصف، ألم ترَ ورقتي بعد، تحتاج إلى توقيع الوالدين.""يا أمي، لا تتركيني، سأكون مطيعة، أعدك بأنني لن أذهب إلى الملاهي مجددًا، لن أُغضبكِ مُجددًا، سأُحسن التصرُف، أرجوك..."كانت تُعبر عن حزنها وقلقها وتأمل أن تبقى المرأة معها، لكن نور أخبرتها أن زواجها من والدها لم يكن سعيدًا، وأنها الآن وجدت سعادتها الحقيقية. رأت سارة رجُلًا غريبًا يضع حقيبة السفر في السيارة، ثم رحلا مُتشابكي الأيدي.لاحقتها عارية القدمين لمسافة مئات الأمتار حتى سقطت بشدة على الأرض وجرحت ركبتيها وراحة يديها. نظرت بذهول إلى السيارة التي ابتعدت عنها ولا يمكنها اللحاق بها. في ذلك الوقت، لم تفهم لماذا، لكن عندما كبرت، أد
Read more
الفصل 5
نظرت نور بارتباك إلى أحمد، فلم تكن قد سمعت عن زواجه. " أيُها السيد أحمد، نحن نعيش في الخارج منذ سنوات عديدة ولا نعرف أخبار الوطن، فما علاقة ابنتي بك؟"رفع أحمد حاجبيه ببرود وقال بلا تعبير: "حتى لو كانت هناك علاقة، فهي من الماضي، أنا الآن بصدد الطلاق."لم تتوقع سارة أن تؤول سنوات من الإخلاص إلى مجرد ذكرى في فم الرجل. هل كانت غاضبة؟ بالطبع. لكنها شعرت أكثر بكسر الخاطر، فالرجل الذي ظنّت أنه كنزًا ما هو إلا حيوانًا متوحشًا.أخرجت سارة علبة الخاتم الألماسي، ورمتها بقوة على جبهة أحمد، "اذهب إلى الجحيم أيها الوغد، أكثر شيء أندم عليه في حياتي هو أنني كنت على علاقةٍ بك. “لنلتقي في مكتب السجل المدني غدًا الساعة التاسعة، من لا يأتي فهو ابن عاهرة!"سقطت العلبة على الأرض، وتدحرجت الخواتم بجانب قدميه، ولم تنظر سارة إليها بل غادرت وهي تدوس على الخواتم. خلال العامين الماضيين، حدثت الكثير من الأشياء لسارة، وكانت هذه الحادثة بمثابة القشة الأخيرة التي كسرت ظهر البعير، فلم تبتعد كثيرًا قبل أن يُغشى عليها على جانب الطريق.نظرت إلى السماء التي كانت مغطاة بقطرات المطر المتساقطة بلا انقطاع، وكأ
Read more
الفصل 6
هبت رياح النهر الجليدية على وجهها، وتغلغل البرد في عظامها مثل السكين، نهضت سارة وواصلت المطاردة.لكنها قللت من تقدير حالة جسدها الحالي، ولم تجر سوى بضعة أمتار حتى سقطت بقوة على الأرض. فُتحت أبواب السيارة مرةً أخرى، وتوقف زوج من الأحذية الجلدية اللامعة أمامها.رفعت نظرها تدريجياً على طول السروال المشدود للرجل، لتلتقي بعيون أحمد الباردة."أحمد..." قالت سارة بصوتٍ ضعيف.حطت يدٌ بارزة الأصابع فوقها، وفي لحظةٍ ضبابية رأت سارة الشاب ذو الملابس البيضاء الذي أبهرها في الماضي. مدّت يدها إليه بشكل غير إرادي.وبلحظة تشابُك أيديهم سحب أحمد يده ببرود، حيث منحها الأمل ثم انتزعه بلا رحمة، مما جعل جسدها يتهاوى مرةً أخرى على الأرض.لم تكن قد أُصيبت، لكن السقوط جعل كفها يتلقى بشظايا الزجاج المكسور، وسقطت الدماء بشكلٍ لامع على الأرض. تجمدت عيون أحمد السوداء للحظة، لكنه لم يتحرك.شعرت سارة بشيءٍ من الاضطراب، وتذكرت كيف كان يأخذها إلى المستشفى في منتصف الليل عندما كانت تتعرض لجروحٍ صغيرة. كان الطبيب يقول في ذلك الوقت: "لحسن الحظ أنك جئت مبكرًا، لو تأخرت أكثر لكانت الجروح قد بدأت تشفى."تداخلت ا
Read more
الفصل7
عندما ذكرت سارة ذلك الشخص، كان صوتها هادئًا، وكأنها قد تجاوزت الأمر. لكن باسل كان يعلم أن من أحب شخصًا بعمق لا يمكن أن يتجاوز الأمر بسهولة. هي فقط تخفي جروحها، وتهتم بها بمفردها عندما لا يكون هناك أحد.لم يسأل باسل كثيرًا، بل غيّر الموضوع: "أعلم أن المال لعملية والدكِ لم تدفعيه بعد. كصديق، سأعيرك إياه الآن، يمكنك ردّه لي لاحقًا."كان يعرف أن سارة، كفتاة صغيرة، ليس من السهل عليها جمع المال. حاول في السابق مساعدتها عدة مرات، لكنها دائمة الرفضأجابت سارة مرة أخرى: "لا حاجة لذلك يا زميلي الأكبر.""يا سارة، إن مرض والدكِ عاجل، هل تُفضلين أن تظلي تتعرضين للإهانة من ذلك الوغد بدلاً من قبول مساعدتي؟ ليس لدي أي شروط، أنا فقط أريد مساعدتك. رغم أن عائلتي ليست مثل عائلة أحمد، لكن هذا المال بالنسبة لي لا يعد شيئًا، فلا تشعري بالذنب."نظرت سارة إليه ببطء وهي تحمل كوب الماء، وجهها شاحب ويبدو محزنًا. "يا زميلي الأكبر، أعلم أنك شخصٌ طيب، لكن... لم يعد لدى مستقبل."لا تملك القدرة على رد هذه النية، سواء كانت المشاعر أو المال.برؤية المحلول في الحقنة يوشك على النفاد سحبت الإبرة بحسم، مما جعل ال
Read more
الفصل 8
نظرت سارة إلى الأسفل، وكان عنوان الضريح مكتوبًا بوضوح على الورقة البيضاء.هل أُخته ماتت بالفعل؟ ولكن ما علاقة موت أخته بوالدي؟ كانت سارة تعرف والدها جيدًا، فمن المُستحيل أن يؤذي فتاة صغيرة أبدًا.مع عِلمها أن الاثنين لن يكشفا عن أي شيء آخر، لم تستمر سارة في تصعيب الأمور على الاثنين، وذهبت بهدوء طيلة الطريق إلى منزل أحمد.وبمجرد وصول سارة مرة أخرى إلى مكان مألوف، كان لديها مشاعر مختلطة.استفسر محمود بأدب: ”هل تريدين أن تنزلي يا مدام؟“”لا داعي لذلك، سأنتظره هنا.“لم يكن اللقاء الأخير بينها وبين أحمد سوى الطلاق، ولم تكن تريد أن تتسبب في أي تعقيدات، ناهيك عن أن كل ورقة عشب وكل شجرة هنا تحمل ذكرياتهما، فلم تُرد أن تتأثر بالمشهد أكثر من ذلك.إذا أرادت أن تُلقي باللوم على أحد، فيكن ذلك إذن الرجل الذي حملها ذات مرة في فمه خوفاً عليها من الذوبان، وأمسكها بيده خوفاً عليها من الطيران.حتى وإن وجب عليها كراهيته، إنها لم تكن أبدًا قاسية.لم تطفئ السيارة محركها لتوفر لها تياراً مستمراً من الهواء الدافئ، حيث كانت بمُفردها في السيارة، شعرت سارة بألمٍ في معدتها مرةً أخرى، تكورت على نفسها كشكل
Read more
الفصل 9
كانت السيارة هادئة جدًا، وكان صوت صفاء مرتفعًا جدًا لأنها كانت في عجلة من أمرها، فسمعت سارة بوضوح كلمة ”فارس“.تذكرت اليوم الذي حصلت فيه على تقرير اختبار الحمل، واندفعت إلى ذراعي أحمد بأمل: ”يا أحمد ، ستصبح أبًا! سنُرزق بطفل! لقد فكرت في اسم الطفل، إذا كانت أنثى فسوف يُطلق عليها اسم جميلة أما الصبي فسوف يُطلق عليه اسم فارس، ما رأيك ؟"كم تمنت لو أنها سمعت خطأً لكن أحمد لم يتجنب نظراتها وأجاب ببساطة: ”اسمه فارس"."أيُها الوغد!"رفعت سارة يدها لتصفعه وهذه المرة لم يتفادى الأمر وتركها تصفعه مباشرة." كيف تجرؤ على أن تسمي طفلها بإسم طفلنا؟ "كان الطفل هو خط الدفاع الأخير لسارة حيث انهرمت دموعها مثل الخرز وانقضت عليه كالمجنونة قائلةً : ”أيها الشيطان، لماذا قَبَض الله حياة الطفل، لماذا تمت أنت؟فقدت سارة عقلها وانهالت على جسد أحمد بالضرب مِرارًا وتكِرارًا، ”إنه لا يستحق هذا الاسم!“أمسك أحمد بيديها وأمر خالد : "اذهب إلى مسكن لؤلؤة البحر".أصبحت سارة أكثر انفعالاً، "لقد اقتربنا من مكتب السجل المدني، إذا كنت تُريد المغادرة، عليك أن تُنهي أجراءات الطلاق أولًا.“" إن فارس يعاني من حمى
Read more
الفصل 10
ظلت سارة تتجول لنصف يوم في الضريح قبل أن تغادر، لم يكن لديها وقت للحزن والأسى، فاستمرت في التحري عن الصور التي حصلت عليها.فمعظم اتصالات أبي بالنساء كانت مع العاملات بالشركة، وبينما أوشكت البدء مع موظفي الشركة، تلقت مكالمة هاتفية.كانت المكالمة من صامد، ألا وهو الطفل من المنطقة الجبلية التي كان أبي يرعاها، فكان صوته قلقًا بعض الشيء:”يا آنسة سارة، لقد عدت للتو إلى الصين حينها سمعت خبر إصابة السيد رشيد بمرضٍ خطير، هل هو بخير؟”أشكرك على اهتمامك، لا يزال والدي في المستشفى يتلقى العلاج“.”حقًا، لماذا يختبر الله شخصًا صالحًا مثل السيد رشيد هكذا؟ في ذلك الوقت، لولا كفالته وإخراجه لنا من الجبل، لما كان بإمكاننا أن نحظى بالحياة التي نعيشها اليوم؟ومضت فكرة في ذهن سارة، لقد بدأ رشيد في رعاية الأطفال من المناطق الجبلية الفقيرة للذهاب إلى المدرسة منذ سنوات عديدة، إذا كانت زهرة قد اختُطفت وبيعت في أعماق الجبال، أيُعقل أن يكون هذا هو السبب في لقائها بوالدها؟”أخي صامد، هل تعرف الطلاب الذين يرعاهم والدي؟“"لقد كنتُ أتصل بهم من أجل السيد رشيد، معظمهم يعرفون بعضهم البعض، إلا حينما غادرت البلاد
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status