 LOGIN
LOGINتزوجت سارة من أحمد لمدة ثلاث سنوات، ولكنها لم تستطع التغلب على حبه السرّي لعشر سنوات. في يوم تشخيصها بسرطان المعدة، كان يرافق حبه المثالي لإجراء الفحوصات لطفلها. لم تثر أي ضجة، وأخذت بجدية ورقة الطلاق وخرجت بهدوء، لكن انتقمت منه بشكل أكثر قسوة. اتضح أن زواجه منها لم يكن إلا وسيلة للانتقام لأخته، وعندما أصابها المرض، أمسك بفكها وقال ببرود: "هذا ما تُدين به عائلتكم ليّ." فيما بعد، دُمرت عائلتها بالكامل، دخل والدها في غيبوبة إثر حادث بسيارته، حيث شعرت بأنها لم تعد لديها رغبة في الحياة، فقفزت من أعلى مبنيِ شاهق. ." عائلتي كانت مدينة لك، وها أنا قد سددتُ الدين" أحمد الذي كان دائم التعجرُف، أصبح راكعًا على الأرض بعيون دامية، يصرخ بجنون ويطلب منها العودة مرةً بعد مرة...
View Moreرغم أنّ ليلي كانت تنتعل حذاءً ذا كعبٍ عالٍ، إلا أنّها أسرعت تركض نحو سارة، ثم احتضنتها بقوة.قالت بصوتٍ مرتجف: "سارة... لقد أقلقتِني حتى الموت، لقد ظننتُ حقًا أنّكِ..."ابتسمت سارة بخفة وقالت: "آسفة، الموقف حينها كان طارئًا جدًا."شدّت ليلي ذراعيها حولها أكثر، وهي تتمتم بعينين دامعتين: "كيف نحفتِ إلى هذا الحد؟ هل كنتِ لا تتناولين الطعام بشكلٍ جيد؟ لم يبقَ منكِ إلا العظم!"مدّت سارة يدها تربّت على خدّها قائلة: "كفى حديثًا عني، انظري إلى نفسكِ، لم يزد وزنكِ شيئًا أيضًا، هل عملكِ يشغلكِ إلى هذا الحد؟"لمعت في عيني ليلي نظرةٌ غير طبيعية، ثم رفعت ذقنها بفخرٍ مصطنع: "هذا أمرٌ طبيعي، فأنا الآن من نُخبة النخبة في مجال العمل، من كان يظن؟"ابتسمت سارة قائلة: "ألم أقل لكِ منذ زمن إنكِ الأقدر دائمًا؟"ظلّتا متعانقتين طويلًا تسترجعان الذكريات، ثم التفتت ليلي إلى جانب سارة، حيث تقف طفلٌة صغيرة.لم تكن بحاجة إلى أن تعرّفه سارة، فالملامح تكفي، كان وجهها نسخةً طبق الأصل عن أحمد.رفعت الصغيرة رأسها ونادت بخجل: "خالتي ليلي."كادت عاطفة ليلي تفيض من عينيها، فقالت وهي تمد ذراعيها: "يا لكِ من طفلة لطيفة، تع
رمقت ليلي الحارس بنظرة حادة وقالت: "أأنا غبية لأحتاج أن تُترجم لي إلى هذا الحد؟".كان الحارس يصرخ في قلبه من الضيق، ما هذه المصيبة التي ابتُلي بها مع هذه المرأة المجنونة؟أما سارة فقد اتضح شيئًا غير طبيعي في الأمر، فقالت: "ليلي، أين أنتِ؟ مع من تتحدثين؟".لم تكن ليلي تعرف كيف عادت سارة إلى الحياة، لكنها ما إن أدركت أنها ما زالت على قيد الحياة، حتى شعرت فجأة أن هذا العالم لم يعد مملًّا كما كان.على الأقل، لم يكن عليها أن تُقلق سارة عليها.قالت بسرعة: "لا، لا شيء، كنت أتحدث مع الحارس الجديد عندي، صغيرتي سارة، ألا تعرفين؟ منذ أن غبتِ عني وأنا أعيش حياة مزدهرة، أخرج ومعي ثمانية حراس شخصيين، جميعهم بثماني عضلات بارزة".ضحكت سارة براحة وقالت: "بمجرد أن سمعت صوتكِ اطمأن قلبي، فأنا كنت أخشى أن تكون حياتكِ صعبة".ابتسمت ليلي وقالت: "صعبة؟ كيف أكون كذلك؟ أنا الآن أعيش في فيلا فاخرة، أركب السيارات الفارهة، وذقت طعم حياة الأغنياء".ورغم أنّها كانت تقول هذا مبتسمة، إلا أنّ سارة التقطت بحسّها المرهف شيئًا مختلفًا.قالت: "أتبكين؟".في وسط تساقط الثلوج، حدّقت ليلي في الزهور البيضاء المتطايرة، وارتسمت
اندفع الحراس كخيولٍ جامحة أفلتت من لجامها، وأخيرًا أمسكوا بيد ليلي.قال أحدهم: "آنسة ليلي، لا تُصعّبي الأمور علينا، إن متِّ فلن نستطيع أن نُبرّر الأمر أمام السيد فؤاد".قالت ليلي بغضب: "تبًا، ما دمتُ قد تخلّيت عن أخلاقي، فلن تحلموا بربطي، وأنا حيّة قد لا أقدر على هزيمته، لكن إن متُّ وتحولتُ إلى شبحٍ شرس، فلن أترك السيد فؤاد ولا أنتم يا كلاب الحراسة إلا وأذيقكم العذاب!"ارتفع صوت ليلي قويًّا لا يشبه صوت مَن يقترب من الموت.وأضافت ساخرة: "لقد ارتديتُ خصيصًا ثوبًا أحمر، لأتحول إلى أشرس الأشباح، أيها الشاب، من الأفضل ألّا تنهض ليلًا لتقضي حاجتك، وإلا أفزعتك حتى تنخلع روحك!"وقف الحارس صامتًا: "....."رغم أنّ الموقف يفترض أن يكون مشهد فراق بين الحياة والموت، إلا أنه كاد ينفجر ضاحكًا.ما بال هذه المعاونة، حتى في مواجهة الموت تثير الضحك؟قالت له ليلي: "إن أردت الضحك فاضحك، لا تكتم نفسك".فرد الحارس: "آنسة ليلي، لا تمازحيني، أنا لن أدعكِ تموتين".ابتسمت باسترخاء وقالت: "أيها الشاب، أتدري ما الشيء الذي لا يمكن السيطرة عليه في هذه الدنيا؟".قال مترددًا: "الموت؟".فأجابت بثقة وهي تهز كتفيها: "لا،
في قمة ناطحة السحاب."انفجر المكان بدويٍّ هائل هزّ الأرض".حطّم الرجل كل أواني الشاي أمامه.وقف مساعده على الطرف الآخر يقدّم تقريره بارتباك: "الخسائر المتوقعة هذه المرة بلغت ثمانية عشر فاصلة سبعة مليارا".حينها تذكّر أن تكلفة تلك السفينة الفاخرة العملاقة وحدها مع زخارفها الباذخة تجاوزت الخمسة مليارات، أما الأسلحة والمعدات الطبية والبضائع والتحف والذخائر الثمينة على متنها، فقد قاربت قيمتها عشرين مليارًا.قال المساعد: "عدا عن الخسارة المالية، فإننا فقدنا كذلك عددًا من العملاء".سأل الرجل بغضب: "وأين رغدة؟"أجابه المساعد: "لم يُعثر على جثتها فوق السفينة، الأغلب أنها أُخذت معهم، والآن كثير من الضيوف يطالبون بالتعويض، والمبالغ وصلت إلى مليارات، سيدي، ماذا نفعل؟"صرخ الرجل بغضب شديد: "لا تهتم بهم".قال المساعد بتوجس: "ولكن إن لم ندفع التعويضات فذلك يعني أننا نستفز الجميع".سأله الرجل ببرود: "وهل تظن أن دفع التعويض سيجعلهم يصعدون على متن سفننا مرة أخرى؟"سكت المساعد لحظة ثم قال: "لا".قال الرجل: "أغلب من ركبوا السفينة يتظاهرون بالنزاهة، هل يجرؤ هؤلاء على المطالبة علنًا؟"أضاف بعد لحظة: "من ي
قال خالد وهو مبتسمًا: "سيدي الرئيس أحمد، هل تخشى أن ينتقم منك؟"أجابه أحمد بنظرة عميقة: "عبر سارة استطاع أن يخمّن هويتي، وأنا تجرأت على مصالحه، فهل تظن أنه سيلتزم الصمت؟ الأفعى لا تُترك دون أن تُضرب على مقتلها، وهو حتمًا سيُمسك بنقطة ضعفي".قال خالد بجدية: "نقطة ضعفك هي زوجتك، سيستهدفها بلا شك".ارتسمت في عيني أحمد نظرة غامقة: "حين تزوجتها كنت قد أخفيت زواجي، وذاك فقط لأني خشيت أن تُكشف هويتي يومًا فتجلب لها المتاعب، ولكن في النهاية وبعد كل هذا الدوران، وجدت نفسي قد عرّضتها للنور، ووقعت في مرمى الأعين، وبات من السهل أن يمسك أحد بخيط يهددها به، عدا عن أعدائها الأصليين، فإن هويتي هي الخطر الأكبر عليها".سأل خالد بقلق: "وماذا علينا أن نفعل إذن؟"وقف أحمد على حافة الجرف، ويداه خلف ظهره، يصغي إلى هدير الأمواج وهي تضرب الصخور بقوة.قال بنبرة صارمة، يملؤها البرد والعزم: "أن تصبح سارة نقطة ضعفي فهذا لا يثبت إلا أنني ما زلت ضعيفًا، وما زلت أعطي الفرصة للآخرين كي يهددوني بها، وما عليّ فعله هو أن أواصل الصعود، وأمحو كل عائق أمامي، وحينها لن يتمكن أحد من إيذائها".علي الجانب الآخر كان الجميع يحتفل
تنهد باسل وابتسم بخفة: "أنا حقًا لا أستطيع أن أرفض لكِ طلبًا، سأرسل لكِ الرقم بعد قليل، لكن فكّري جيدًا."قالت سارة بامتنان: "لقد فكرتُ جيدًا يا دكتور باسل، أشكرك من أعماق قلبي على كل ما فعلتَه من أجلي خلال هذا العام."لو لم يكن موجودًا، لما استطاعت أن تصل إلى هذه اللحظة، بل لعلها ما كانت لتجد ابنتها أيضًا.مقارنةً بحياتها السابقة التي لم يكن فيها أي أمل، فإنها قد حظيت الآن بمفاجأة جميلة لم تكن تتوقعها.شعر باسل أن الكلام يختنق في حلقه، ولم يعرف كيف يشرح الأمر، فاكتفى بالصمت وقال: "لا حاجة لأن تشكريني، فأنا لم أفعل شيئًا يُذكر، المهم أن تنتبهي لنفسكِ."بعد إنهاء المكالمة، كان كف باسل غارقًا بالعرق.اقتربت نانسي بسرعة وأدخلت رأسها الصغير قائلة: "كيف كان الأمر؟ أختي سارة لم تشك بك، أليس كذلك؟"أجابها: "يبدو أنها لم تشك، فهي لم تتصور أن يكون هناك شخص آخر غيري."تنهدت نانسي بأسى وقالت: "نحن خدعناها، وضميري يؤلمني كثيرًا، إن اكتشفت أننا شاركنا في خداعها فستتألم بشدة، اللعنة على أحمد، كيف عرف أن أختي سارة لم تمت؟ كلما فكرت في الأمر أصابني الرعب، هذا الرجل عميق المكر، لأجل كسب ثقتها أقام لها







Comments