All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 471 - Chapter 480

858 Chapters

الفصل 471

حدّقت سارة في أحمد بعينين يكسوهما اليأس، تمتمت بصوت متهدج: "أحمد، باستثناء هذين الطفلين، لم يتبقَّ لي شيء على الإطلاق، إن لم تصدقني الآن، فبإمكانك الانتظار حتى ولادتهما... لا، بعد أربعة أو خمسة أشهر يمكنني إجراء بزل السائل الأمنيوسي وإثبات النَسَب لك".قال أحمد: "حبيبتي سارة، لقد أصبحتِ أكثر خبثًا... في السابق، لم تكذبي عليّ أبدًا، لكن وقتها سيكون الجنين قد تشكّل، سواء كنتِ قادرة على التخلص منه أو لا، فإن الإجهاض في تلك المرحلة سيتلف جسدكِ بشدة، لقد استشرت طبيبًا خصيصًا، وأكّد لي أن إجراء العملية الآن أقل ضررًا بكثير".ثم أخذ يواسيها بلطف قائلًا: "حبيبتي سارة، كيف تقولين إنكِ لا تملكين شيئًا؟ والدكِ يتحسن يومًا بعد يوم، وخلال سنة أو سنتين سيعود كما كان، وسيواصل إدارة شؤون عائلتكم، وإن كانت صفاء هي ما يقلقكِ، فدعيني أؤكد لكِ أن ما أشعر به نحوها هو مجرد مسؤولية، أما الحب، فمنذ البداية وحتى الآن، لم أحبّ سواكِ".مرّر أصابعه برقة على خدّها، نبرة صوته امتزجت بالدفء والهيمنة: "أنتِ لا تزالين شابة، وستُنجبين مجددًا، لكن الأطفال الذين تحملينهم لا بد أن يكونوا من صُلبي أنا فقط، لذا كوني فتاة طي
Read more

الفصل 472

نُقلت سارة إلى غرفة العمليات، وكان أحمد واقفًا بجانبها، ينظر إلى وجهها المفعم بالحزن واليأس، فشعر بقلبه ينقبض ألمًا.قال لها: "حبيبتي سارة، لا تبكِ، لقد قلتُ لكِ إننا سنرزق بأطفال آخرين، يمكنكِ أن تُنجبِي الكثير والكثير بعد ذلك، أنا والطفل سنبقى معكِ"."أحمد، أنا ليس لديّ أحد بعد الآن، هذان الطفلان كانا أملي الوحيد، كانا كل ما تبقى لي في هذا العالم".ثم تمسكت بآخر خيط من الرجاء، وهمست تتوسل: "أحمد، فقط انتظر، أعطني ثلاثة أشهر، وسأُثبت لك أنني لم أكذب عليك"."لكن يا حبيبتي، أنا لن أُغيّر رأيي... كوني قوية، العملية ستنتهي سريعًا".لم يجرؤ على البقاء أكثر من ذلك، فقد خشي أن يلين قلبه إن ظل بجوارها، فاختار أن يرحل.سارة شعرت بالخوف يجتاحها حين رأت ظهره يبتعد، فهتفت باكية: "أحمد، لا تذهب، أرجوك، صدّقني، لماذا لا تستطيع أن تُصدقني؟!".صرخت بألم: "أحمد، هذا طفلك، أنت تتركه للموت! هذه جريمة بحق الحياة!".تابعت قائلة: "أنت ستندم، ستندم على هذا اليوم طوال حياتك!".ثم فجأة، أُغلقت الباب بصوت مدوٍ كطلق ناري.ومعه أُغلقت آخر نوافذ الأمل في قلبها.لم يكن من المفترض أن يكون هذا مصيرها... لم يكن من ال
Read more

الفصل 473

كانت سارة في حالة من القلق والخوف الشديد، فجاءت كلمات الطبيبة حسناء لتصب الزيت على النار، فأشعلت بها غضبها أكثر، فصاحت قائلة: "هكذا هي تربيتكِ؟ هكذا هو ضميركِ المهني؟ تستخدمين مهنتكِ سلاحًا لتهاجمي به الآخرين؟ هل تعرفينني أصلًا؟ هل تدركين ما الذي حدث فعلًا؟ بأي حق تُهينينني؟"ضمّت الطبيبة جميلة ذراعيها أمام صدرها وقد استشاطت غضبًا، وقالت بنبرة ازدراء: "إهانة؟ إذا كنتِ تعتبرين قول الحقيقة إهانة، فهذه مشكلتكِ، الجميع يعلم أن السيد أحمد على وشك الزواج، ورغم ذلك جاء بكِ إلى هنا لإجراء عملية إجهاض، إن لم تكوني عشيقته، فما الذي تكونينه إذن؟"ثم رمقتها بنظرة حادة من رأسها حتى قدميها، وأردفت بازدراء :"الفتيات في هذه الأيام، لا أدري كيف ربّتهنّ عائلاتهنّ! لا يهمهنّ العلم ولا مستقبلهنّ، لا يفكرن إلا في خطف أزواج الأخريات! مثلكِ تمامًا، تستحقين الإجهاض، وتستحقين أن تُحرمي من الأطفال إلى الأبد! رغم شكلكِ الجميل، فأنتِ لا تستحقين سوى الوحدة والعقم والشيخوخة القاتلة!"وما إن انتهت من كلماتها السامة حتى دوّى صوت صفعة قوية، فقد صفعتها سارة بقوة وهي ترتجف من الغضب."أيتها الحقيرة! كيف تجرئين على ضربي؟
Read more

الفصل 474

أُصيب خالد بالذهول، أليس من المفترض أن يكون هذا فحصًا تمهيديًّا للعملية؟ كيف تحوّل الأمر إلى ما هو عليه الآن؟"كيف تقومون بضربها؟"الممرضات القريبات تجمّدن في أماكنهن من الخوف، فعلاقة الطاقم الطبي بالمرضى هشّة بطبيعتها، كالسير على حبل رفيع فوق الهاوية، والآن تأتي هذه الطبيبة، السيدة حسناء، لتبدأ شجارًا؟حتى وإن كانت سارة مجرد "عشيقة" للرئيس التنفيذي أحمد كما يهمس البعض، فهي على أية حال تنتمي إلى عائلة أحمد.وإن قرّر أحدهم التحقيق فيما جرى، فحتى دون تلك العلاقة، ما قالته الطبيبة حسناء منذ قليل كافٍ وحده لزجّها في مأزق لا يُحمد عقباه.لكن حسناء لم تكن تدرك خطورة ما اقترفت، ففي نظرها، لا يوجد رجل على وجه الأرض يمكنه تحمّل خيانة شريكة حياته، ولعلّ أحمد يُكنّ كرهًا عميقًا لسارة، وربما يثني على موقفها!"ما العيب في أن ألقّنها درسًا نيابة عن والدتها؟ فتاة صغيرة لا تعرف كيف تصون نفسها، من يدري ما قد تفعله مستقبلًا من فضائح! لا تقلق، سأجعل الرئيس التنفيذي أحمد يطمئن، سأقوم بتأديبها بنفسي."كلماتها كانت كافية لأن تجعل خالد يقفز من مكانه، "ماذا قلتِ؟""أقول، فتاة مثلها، رخيصة، لا تعرف معنى العفّة
Read more

الفصل 475

كان أحمد يحدّق في سارة، وهي في هيئةٍ مزرية، تتلوى فيها مشاعره بين الغضب والشفقة.كانت سارة تبكي بحرقة، عاجزة عن السيطرة على دموعها، فكيف لها أن تُجري فحصًا في هذه الحالة؟لم يبدأوا الجراحة بعد، ومع ذلك بلغ الأذى هذا الحد، فكيف له أن يطمئن على تسليمها لتلك الطبيبة؟قالت الطبيبة حسناء: "سيدي، ما حدث كله سوء تفاهم... كنتُ أظنّ أن هذه السيدة... هي...".كانت تحاول جاهدة أن تبرّر موقفها، خاصةً وسارة الآن تتخذ هيئة المظلومة المستضعفة، كأنما تدفع بها عمداً نحو الهاوية.لكنها سرعان ما انفجرت قائلة: "لا، لم تكن هكذا منذ لحظة فقط! سيدي، هي من بادرت بالاعتداء عليّ، الخطأ منها وليس مني!".سارة، بصوت متهدج بين شهقات البكاء، قالت: "ولِمَ أضربكِ، ألا تعلمين السبب؟! نحن لا نعرف بعضنا حتى، ومع ذلك، تارةً تصفينني بالخليعة، وتارةً أخرى تقولين إنني تردّدتُ على رجالٍ كثر، بل وتتهمينني بأني بلا تربية وأنجبتُ هذا الطفل خارج الزواج... أي خطأ ارتكبتُه لأُهان بهذا الشكل؟".كان وجه أحمد يزداد قتامة مع كل كلمة، وكأن كل حرفٍ خرج من فم الطبيبة يضرب على أوتار غضبه الحساسة.قال بحدة، وصوته يقطر جليدًا: "ومن منحكِ الحق
Read more

الفصل 476

لم يكن في عيني سارة ذرة من الفرح، بل كانت نظراتها باردة وهي تحدّق فيه قائلة: "رغم أنني لا أرغب في الاعتراف بهذا، لكن الطفلين هما حقًّا منك."ارتسمت مشاعر السعادة والدهشة على وجه أحمد بوضوح، كأنها تسلّلت إلى ملامحه في لحظة.لكن سارة أتبعت قولها ببرود قاطع: "وقد كدتَ للتوّ أن تقتلَهما، لن أسمح لرجل مثلك أن يكون أبًا لهما."قال بهمسٍ مشوب بالندم: "حبيبتي سارة... أنا آسف."لقد باتت هذه الجملة أكثر ما يكرره في هذه الفترة "أنا آسف."لكن سارة ردّت قائلة: "ليست كل عبارة (أنا آسف) تُقابل ب(لا بأس)، انظر إلى وجهي، هذه الصفعة لم تأتِ من يدها، بل من يدك أنت."ثم استندت إلى المقعد، وكأنها انهارت تمامًا، جسدها متعب ومنهك، وكأن كل قوتها قد تبددت.منذ أن حملت، وجسدها يئن من الثقل، المعاناة التي خاضتها قبل قليل استنزفت منها الكثير، حتى باتت بالكاد تحتمل نفسها.أما أحمد، فقد بدا عليه الاقتناع، لكنها ما عادت راغبة في الاستمرار في الشرح أو الجدال.فتح فمه يريد قول شيء، لكنه تردد، حدّق في ملامحها المتعبة مليًّا، ثم مال نحوها ليضم جسدها الهزيل بين ذراعيه، وهمس بشيء من الحزن: "حبيبتي سارة، أعلم أنّكِ تكرهينن
Read more

الفصل 477

بعد مغادرة أحمد، غرقت سارة في اكتئاب عميق لا مخرج منه.لاحظت فاتن أن النور الذي بدأ ينبض في عيني سارة قد انطفأ من جديد، كانت تجلس بصمت قرب النافذة، وقد خفّ التورم والاحمرار في وجهها، إلا أن بشرتها بدت شاحبة كمن غادرته الحياة.تحدّق في الستار الماطر المنهمر خلف الزجاج، وعيناها خاليتان من أي بؤرة تركيز.قالت فاتن برفق: "سارة، لا بد أنكِ جائعة، المطبخ أعدّ الطعام للتو، ألم تقولي مؤخرًا إنكِ تشتهين معكرونة الصلصة المقلية؟ تذوّقيها، ربما تروق لكِ النكهة."ردّت سارة قائلة: "دعيها هناك، لستُ جائعة.""حتى لو لم تكوني جائعة، عليكِ أن تأكلي قليلًا، من أجل الجنين على الأقل."كان الطفل هو الشيء الوحيد القادر على تحريك مشاعر سارة، لهذا لمّا رأت فاتن أصابعها تتحرك قليلًا، سارعت لوضع العيدان بين يديها بلطف.قالت بحنان: "كليها وهي ساخنة، لقد ذقتها سرًّا، طعمها لذيذ جدًّا."ثم أخرجت لسانها مازحة وقالت: "آسفة، هذا كان بأمر من الرئيس التنفيذي أحمد، قال إنه من الآن فصاعدًا كل ما يدخل فمكِ يجب أن يُفحص مسبقًا، بل ويُجرّب أيضًا."كانت فاتن تنوي أن تمتدح أحمد، لكن ما إن تذكّرت ما حدث مؤخرًا حتى ابتلعت ما كان
Read more

الفصل 478

رغم أنها نجت بالطفل، إلا أن آخر بصيص من النور في عالم سارة قد انتُزع منها على يد أحمد.أحمد بات يعلم الآن أن الجنين الذي تحمله في أحشائها هو ابنه، وهذا يعني أنه من الآن فصاعدًا، لن يسمح لها بالمغادرة بسهولة.لكنها، قد سئمت هذه اللعبة منذ زمن.شعرت وكأنها محاصرة داخل شبكة ضخمة تحكمت في كل تفاصيل حياتها، مهما حاولت الهرب، لم تجد لنفسها مخرجًا.لم تعد تعرف كيف تنتقم، ولا ترى أي أمل في الأفق.والآن، وهي حامل، لم تعد قادرة على فعل شيء، لم يكن بيدها إلا أن تمسح على بطنها مرارًا، وتدعو الله في سرّها أن يسمح لها بولادة هذا الطفل بسلام.حزنها العميق لم يغب عن عينَي رشيد، ساقاه تعافتا كثيرًا في الآونة الأخيرة، وبات قادرًا على التجول في المنزل دون الحاجة إلى مساعدة أحد.كان الصيف قد بدأ، والطقس يزداد حرًّا يومًا بعد يوم، كانت سارة قد غفت على الكرسي المتأرجح تحت ظل الأشجار.وحين استيقظت، وجدت بطانية خفيفة قد غُطّيت بها، أما رشيد، فكان يجلس إلى جانبها، يلوّح لها بمروحة يدوية ليبعد عنها الحشرات، تمامًا كما اعتاد أن يفعل عندما كانت صغيرة.رغم أن والدتها قد رحلت في سن مبكرة، إلا أن رشيد منحها كل ما لد
Read more

الفصل 479

تبدلت ملامح وجه رشيد من الذهول إلى الصدمة، ثم استقرت أخيرًا على السعادة والارتياح."حقًّا... حقًّا؟"بدت علامات الاطمئنان واضحة عليه، فقد كان يظن أن الخلاف بين سارة وأحمد قد بلغ حدًّا لا رجعة فيه، ولكن ما سمعه الآن جعله يدرك أنه ربما كان يبالغ في قلقه، فطالما أن بينهما طفلًا، بل توأمًا، فذلك لا شكّ أمرٌ مبشّر.قالت سارة: "هل تظن أنني سأكذب عليك؟ لقد مرّ أكثر من شهر، وأنا أحمل توأمًا."اهتز قلب رشيد فرحًا، وقال بحماسة: "هذا رائع، حقًّا رائع."كان يعلم أن سارة فقدت جنينها بعد الحادث الذي تعرّض له، ورغم أنها كانت تُجبر نفسها على الابتسام كلما زارها، إلا أن جسدها كان يذبل يومًا بعد يوم، وهو لم يكن ليتجاهل ذلك.أما الآن وقد عادت تباشير الحياة إليها ويوجد طفل يربطهما، ومشاعر بينهما، فبوسعه أن يطمئن قليلًا.لكنه سألها متوجسًا: "ولكن ما الذي يجري بينكِ وبين أحمد؟ إن كنتما تنتظران طفلًا، فلماذا لم يعد يزورك؟"كتمت سارة ما في قلبها، حاولت أن تمسك لسانها عن قول الحقيقة، فإفلاس عائلتها، ومرضها، وخيانة من حولها، كلها أمور لا يستحسن أن يعلم بها والدها الآن وهو لم يسترد عافيته بعد، فما الفائدة من أن
Read more

الفصل 480

كان رشيد يلوّح بمروحة في يده، ويرفع رأسه إلى السماء قائلًا: "دعيني أسألكِ، إن لم أتركها ترحل، فماذا كنتُ سأحصل عليه بالمقابل؟"لم تجب سارة، فتابع رشيد حديثه بنبرة هادئة: "كل ما كنتُ سأحصل عليه هو التذمر، والعنف الصامت، لم تكن لتشتمَني، لكنها كانت ستكرهني في كل يوم يمر، وتكره هذا العالم الذي لم ينصفها، كانت عيناها ستخلو من النور، وشفتيها من الابتسام، حتى وإن امتلكتُ جسدها، فلن أملك قلبها، لن أحصل سوى على أسرة مفككة، خاوية من الحب، ظاهرها الترابط، وباطنها الانهيار... حتى نشأتكِ أنتِ كانت حذرة متوترة، تخشين إغضابها.""لم أنسَ كيف كنتِ، رغم صغر سنكِ، تحاولين بكل ما أوتيتِ من حيلة أن تكسبي رضاها، بينما أقرانكِ ينشغلون باللعب، كنتِ أنتِ منشغلة بمحاولاتكِ الطفولية في إسعادها... لكن، ألم يكن ذلك كله بلا جدوى؟ ألم تفشلي في تدفئة قلبها؟ في بيت كهذا، يخلو من الصخب، لكنه يفيض بالصراع الخفي... بيت يتحوّل إلى ساحة حرب صامتة، كنتِ لتصيري مثلها تمامًا في نهاية المطاف.""الطاووس لا يكون جميلًا إلا حين يملك فضاءً واسعًا يمد فيه ذيله، أما إن حُبِس في قفصٍ صغير، فحتى ريشه لن يقدر أن يبسطه، فأي جمال يبقى ل
Read more
PREV
1
...
4647484950
...
86
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status