All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 761 - Chapter 770

838 Chapters

الفصل 761

لم يتحرك أحمد ليتفادى الصفعة، لكن محمود تقدّم سريعًا ليقف بينهما وقال: "آنسة ليلي، أرجوكِ تمالكي نفسكِ، ما حدث قد حدث، والرئيس التنفيذي أحمد لم يكن يتمنى أن تصل الأمور إلى هنا، لقد كانت السيدة سارة هي من اختارت هذا الطريق، وهو الآن يتألم أكثر من أيّ أحد."انفجرت ليلي بالبكاء، وهي تصرخ: "أيها الوغد! كان جسد سارة قد تعافى، لكنك أنت من دمّرتها مجددًا، لقد كان حظها الأسود أن تقع بين يديك."تجاوزت ليلي محمود، وبكعبَي حذائها العاليين اقتربت حتى صارت أقصر من أحمد بنصف رأس فقط، ثم أمسكت ياقة ثوبه بكلتي يديها.قالت وهي تنتفض غضبًا: "ماذا جنت سارة لتفعل بها كل هذا؟"خفض أحمد عينيه، وقال بصوت مبحوح: "لم تخطئ في شيء… المخطئ الوحيد هو أنا."ازدادت نقمة ليلي، لكنها أمام الأمر الواقع صارت عاجزة.فحتى لو قتلت أحمد بيديها، فهل ستعود سارة إلى الحياة؟ورغم ذلك، لم تستطع أن تكبت حقدها، فرفعت يدها مرة أخرى لتضربه.لكن هذه المرّة أمسك بها أحدهم، وكان هو مديرها في العمل، وهو أيضًا من أخبرها بخبر موت سارة وأصرّ على إحضارها معه.قال الرجل بصرامة: "يكفي يا آنسة ليلي."صرخت وهي تشتعل غيظًا: "سيد فؤاد! أطلقني! سأ
Read more

الفصل 762

ارتطم جسد زهرة بالبلاط فأصدر صوتًا مدوّيًا صدم الجميع.أيّ عزاء هذا؟ بل هو قتل صريح!أحمد، هل جُننت؟ ما الذي فعلته هذه الفتاة بك حتى تضربها بهذه الوحشية؟لم يخطر ببال زهرة يومًا أن تتحوّل من متفرجة على المشهد إلى الضحية نفسها، والأسوأ أنّ من جرّها للخزي هو أخوها الذي أحبته أكثر من أيّ أحد.ففي صراعها مع سارة، كان دائمًا إلى صفّها هي.بل إنّه في المرة السابقة ضرب يد سارة وأصابها من أجلها.فلماذا تغيّر كل شيء الآن؟لقد اصطدمت بقوة حتى تراقصت أمام عينيها النجوم، وانشقّ جلد رأسها وتلطّخ بالدماء.هل يعي كم جهدًا بذلت لتصبح على ما هي عليه الآن؟قالت بصوتٍ خشن تحاول أن تخفي فيه ارتجافها: "سيد أحمد، لعلك أخطأت، لا يوجد عداء بيننا، فلماذا تعاملني هكذا؟"لكن مهما حاولت أن تخفي صوتها، فإن حنجرتها المتضررة من الحريق لم تعد تُطيعها.غير أنّ أحمد لم يكن في مزاج يسمح له بتحمل خداعها، فأمسك برأسها، وانحنى قائلًا بصوت لا يسمعه غيرهما: "زهرة، لقد رحلت سارة حبيبتي، وكل من أذاها لن يفلت مني، اركعي أمامها وأطلبي المغفرة من الله لتسامحكِ، لا خيار لديكِ."صرخت زهرة: "هي من اختارت هذا الطريق، ما علاقتي أنا؟ إ
Read more

الفصل 763

كان أحمد قد توصّل بالفعل إلى خيطٍ مهم، وقد بات شبه واثق بنسبة سبعين بالمئة أن سارة ما زالت على قيد الحياة، وقريبًا جدًا سيتمكن من معرفة مكان إقامتها الحالي.غير أنّ ملامحه ظلّت جامدة لا تكشف شيئًا، فاكتفى بالقول: "شكرًا لك."نظر باسل مباشرةً في عيني أحمد، فرأى فيهما عروق دمه متفجرة، ورأى جسده وقد هزل كثيرًا، فأدرك أن كل لحظة من الأيام الماضية كانت كعذابٍ متواصل له.أما الحاضرون في الجنازة، فقد بدوا في غاية الاستغراب، أن يُسفك الدم في جنازة أمر غير مألوف لكنه مفهوم، غير أن الأغرب أن عائلة أحمد لم تمنعه، بل تركته يركع.لطالما قيل إن الرجل لا يركع إلا لوالديه، لكنه هنا، يركع أمام روح زوجته، وظلّ ساجدًا لا يقوم.مضى الوقت ببطء، حتى بدأت السماء تظلم، ولم تعد زهرة قادرة على الاحتمال، فغابت عن الوعي وسقطت أرضًا.هرعت ناريمان بخوف وقالت: "يا أحمد، هذا يكفي."رفع أحمد بصره نحوها، وجبينه مغطى بالدم اليابس، ووجهه شاحب للغاية.لا يدري لماذا، لكن ما طاف في ذهنه لم يكن إلا صورة سارة المنهكة بعد جلسات العلاج الكيماوي.أيّ مصير هذا؟ابتسم بمرارة لا يُبالي بنظرات الآخرين وهم يتكهنون بعلاقتهما، ثم نظر إ
Read more

الفصل 764

بسبب ما حدث من قبل، امتلأ قلب زهرة بالخوف من أحمد، فبدأ جسدها يرتجف بلا وعي.ظنت السيدة ناريمان أنّ أحمد قد فرّغ ما في صدره من غضب، لا سيما أنّ زهرة طوال يومٍ وليلة كانت فاقدة الوعي، وهو من استدعى فريقًا طبيًا خاصًا ليعتني بها.قالت بحدة: "أيها الفتى، زهرة استيقظت للتو، وإن فعلت ذلك ستخيفها."رمقها أحمد بنظرة باردة وقال: "أمي، هل تظنين أنّ ما فعلته بسارة يمكن أن ينتهي بهذه البساطة؟"تغيّر وجه السيدة ناريمان، ووقفت بحذر أمام زهرة لتحجب عنها نظراته القاسية التي تشبه عيون الصقر.قالت بقلق: "ألا ترَ كيف أُصيب رأسها؟ حتى لو كانت قد أخطأت بحق سارة في الماضي، أليس هذا العقاب كافيًا؟"ورغم أنّ السيدة ناريمان كانت تحب سارة، وتشفق على زواجها المليء بالآلام، إلا أنّ زهرة تبقى ابنتها في النهاية.والقلب لا يملك إلا أن يحنّ لفلذة كبده، فبين زوجةٍ راحلة وابنةٍ تنبض بالحياة، لا بد أن تختار الأم ابنتها.ضحك أحمد بسخرية، وهو يجرّ ساقيه المثقلتين متقدّمًا نحو زهرة.لقد أطال السجود حتى أصيبت ركبتاه، وصار مشيه مختلفًا عمّا كان عليه من قبل.قال بصوت متهدّج: "أنتِ تعرفين جيدًا ما الذي ارتكبته، أرواحٌ كثيرة أ
Read more

الفصل 765

كان أحمد ينظر إليها وكأنها مخلوق غريب، يتساءل في صمت لماذا لا تصرخ؟ لماذا تبدو هادئة إلى هذا الحد؟مدّت زهرة يدها الأخرى لتلمس وجهه، وابتسمت ابتسامة باهتة.قالت وهي تنظر في عينيه: "أخي، أنت تتألم أكثر مني، أليس كذلك؟"شدّد أحمد قبضته وهو يسألها: "لماذا فعلتِ هذا؟ سارة إنسانة طيبة، لماذا أردتِ إيذاءها؟"أجابته ببرود: "لا يوجد سبب، أنا فقط أكرهها… أكرهها من أعماقي."كان الجنون واضحًا في ملامحها، وكأن ما ورثته من والدتها ناريمان لم يكن فقط الدم، بل أيضًا جنونها الموروث.صرخ أحمد غاضبًا: "حتى الآن، ما زلتِ ترفضين التوبة!"وفي لحظة خاطفة، مد يده وقطع وتر يدها اليمنى، فتطاير الدم ليلطّخ وجهها.لكنها ضحكت بمرارة وقالت: "افعل ما تشاء، فلن تعود هي أبدًا."لم تكن ناريمان تتوقع أن يجرؤ ابنها على هذا الحد، وفي ثوانٍ معدودة جعل يد أخته تنزف حتى صارت في حال يرثى لها.دفعت أحمد بكل قوتها، لتجد نفسها أمام ابتسامة زهرة المليئة بالجنون.صرخت بانهيار: "مجنونان! أنتما مجنونان معًا! أيها طبيب! نادوا الطبيب بسرعة!"أسرعت لتفحص جرح يد ابنتها، وعندما رفعت كمها صُدمت بما رأته، كانت هناك ندوب قديمة.وواضحة للعي
Read more

الفصل 766

صرخت ناريمان صرخة مفجعة: "لا!" وكأن قلبها يتمزق.لقد كان خطؤها الأول هو أصل كل الأخطاء، حبّ أعمى في شبابها جعل عائلتها تنهار حتى صارت على هذا الحال.ابن فقد هيبته كالأخ، وابنة تحوّلت إلى ظلّ لا يشبهها.أما أحمد، فقد نفّذ وعيده حتى النهاية، فشلّ يدي زهرة وساقيها، ليحوّلها إلى جسد عاجز، بلا قوة ولا حول.ومنذ تلك اللحظة، بقيت ناريمان بجانب ابنتها، وكأنها تحاول أن تعوض سنوات الأمومة الضائعة.كانت تعتني بها في كل صغيرة وكبيرة، تغسلها، تمشط شعرها، تطعمها بيديها.كل ما افتقدته زهرة من دفء الأم في طفولتها، أغدقته عليها الآن، أما زهرة، فلم تعد تحلم بشيء في المستقبل.فالحياة والموت عندها سيان.لقد عاشت عمرها بين برودة البشر وقسوتهم، لم يدفئ قلبها سوى لحظة عابرة منحها إياها السيد مصطفى، ثم اختفت سريعًا.لذلك، عندما فاض قلب ناريمان فجأة بهذا الحنان، وجدت زهرة نفسها عاجزة عن التصديق.الأم التي طالما أبغضتها، والأخ الذي كان يومًا يغدوها بحنانه.اما الآن فقد تبادلا الأدوار، وصار أحمد أكثر من يكرهها، بينما ناريمان التصقت بها كظلّها، ترافقها في طعامها ونومها، بل وتغسل جسدها بيديها.في البداية، لم تنطق
Read more

الفصل 767

في عتمة الليل، وسط الجبال، كان هناك قصر صغير مضاء، ثم دخل باسل بخطواتٍ هادئة.كانت أنوار الطابق الأول مشتعلة، تكشف أن أحدًا لا يزال مستيقظًا.حين رأته يقترب، أسرعت فتاة تدعى نانسي لاستقباله، وقالت بقلق: "ألم يتبعك أحد؟"أجابها بثبات: "لا، لم يلحظني أحد، كيف حالها الآن؟"تقوس فمها بامتعاض، ولفّت ذراعيها حول عنقه مداعبةً: " أيعقل أن تُوكل لحبيبتك الحالية رعاية حبك الأول، ثم أول ما تسأل عنه حين تصل هو حالها؟ ألا تظن أنك قاسٍ قليلًا؟"ارتبك باسل وقال معتذرًا: "سامحيني نانسي، أعلم أن الأمر يزعجكِ، لكن وضع سارة مختلف عن أي أحد."ضحكت بخفة حين رأت قلقه، وبدا غمازتاها واضحتين: "أمازلت تصدق أنني أغار؟ لستُ امرأة ضيقة الأفق كما تظن، ثم إني أتفهم الأمر، فهي زميلتك النابغة، جميلة ورقيقة، وبصراحة… حتى أنا كإمرأة، حين أنظر إلى وجهها أشعر بالانبهار، فكيف بك؟"تنفس باسل الصعداء، فقد كان يخشى أن تُسيء فهمه.صحيح أنه أحب سارة في ماضيه، لكن منذ عامين تغيّر قلبه، وأصبح أسيرًا لهذه الفتاة المرحة الذكية.قال لها مبتسمًا: "أنتِ تهزين بلا توقف."أشارت بيديها كأنها تقسم، وعيونها تلمع: "الآن فهمت لماذا قاتل أحم
Read more

الفصل 768

اعتنت سارة بنفسها عدة أيام، فبدأت مؤشرات جسدها تتحسن تدريجيًا.وكان باسل يلحظ بعينيه أن ملامحها أفضل بكثير من ذي قبل، وقد عاد الدم يتورد في وجهها.قال باسل: "سارة، هل وجدتِ راحتكِ هنا؟"ابتسمت سارة وأجابت: "نعم، كل شيء على ما يرام، نانسي تعتني بي بكل تفاصيل حياتي، وأنا سعيدة هنا."الأمر الأهم أنها لم تعد تعيش كل يوم تحت سيطرة أحمد، ولم تعد تخشى أن يأتي أحد ليغتالها.فأغلب العلل منشؤها القلب، ومتى ما زال الهمّ زال نصف المرض.قال باسل: "هذا جيد، نانسي فتاة طيبة وتحب مساعدة الآخرين، إن احتجتِ أي شيء أخبريها."قالت سارة بامتنان: "أشكركما، سأظل أحمل فضلكما في قلبي، وإن كان لي مستقبل فسأرد لكما الجميل."قالت نانسي بلطف: "سارة، لا تحمّلي نفسكِ فوق طاقتها، نحن لم نفكر يومًا في مقابل، هيا اجلسي وتحدثي بهدوء."جلست سارة وقالت ببطء: "دكتور باسل، هل لديك أمر تود إخباري به؟ هل اكتشفتَ شيئًا؟"كانت تعلم أن أحمد شكاك للغاية، وأنه خلال الأيام الماضية قطع عنها كل وسيلة اتصال بالعالم الخارجي، وبسبب عدم وجود جثة كانت تخشى أن يكتشف الأمر.قال باسل مطمئنًا: "لا تقلقي، لم يكتشف شيئًا، لقد ظل في البحر ثلاثة
Read more

الفصل 769

حين رأى باسل حال سارة وقد استعادت شيئًا من قوتها، تنفّس الصعداء وقال: "كنت أظن أنكِ ستشفقين عليه، وخشيت أن تندمي على قراركِ، لكن الآن وقد رأيتكِ وقد تخلّصتِ من ذلك العبء، اطمأن قلبي."قالت سارة بصوت ثابت: "دكتور باسل، سارة القديمة قد غرقت في ذلك البحر، وهذا الطريق اخترته بنفسي، ولن أسمح للندم أن يعيدني إلى الوراء."تذكر باسل فجأة أنه في الماضي سألها إن كانت نادمة على زواجها من أحمد، فجاء جوابها هادئًا وعقلانيًا.لم تندم.غير أن سارة اليوم يملأ عينيها العزم، كطائر الفينيق يولد من رماده، وفي ملامحها قوة لا تنكسر.قالت بحزم: "ما دمتُ لم أنجز ما يجب عليّ إنجازه، فلن أسمح لنفسي أن تنهار."كانت سارة قد حسمت أمرها، فالهروب من أحمد لم يكن سوى البداية، أما ما تبقى أمامها فكان كثيرًا.أرادت أن تكشف من هو اليد الخفية التي أرسلت القتلة خلفها، وأرادت أيضًا أن تعثر على شخص بعينه.فقد عادت إليها ذاكرتها، وتذكرت أنها حين فقدتها التقت في أحد المراكز التجارية برجل اسمه جلال.كان يحمل بين ذراعيه طفلين توأمين، وما إن وقع بصرها عليهما حتى شعرت بألفة غريبة، كأنها تعرف وجوههما من قبل.الأمر الأهم أنها حين حم
Read more

الفصل 770

أخرج محمود هاتفه وقال: "هذه اللقطات التقطت اليوم بواسطة كاميرا على هيئة عنكبوت."ظهرت سارة في الصورة جالسة بهدوء في ساحة الدار، تقرأ كتابًا، ورغم أن الكاميرا لم تكن أكبر من حجم العنكبوت، إلا أن الصورة جاءت واضحة عالية الجودة.مدّ أحمد يده يلامس وجنتها برفق، فأيقن في قرارة نفسه أن ابتعاده عنها كان القرار الصائب، فقد بدا حالها أفضل بكثير مما كان عليه.قال أحدهم: "وصلتنا الآن أخبار أن باسل أمر بتجهيز أدوية العلاج الكيماوي، يبدو أن السيدة ستبدأ جولة ثانية من العلاج."أجاب أحمد بصوت منخفض: "علمت بذلك."حتى وإن كان لا يرى سوى أضواء متناثرة من الفيلا البعيدة، ويعلم أن سارة بين جدرانها، إلا أن قلبه شعر ببعض السكينة.لكنهم لم يجرؤوا على المخاطرة، فلم يملكوا إلا أن يتركوا كاميرا العنكبوت هناك في الحديقة، ينتظرون خروج سارة لتصويرها من جديد.قال أحد مرافقيه: "سيد أحمد، فلنعد، بقاؤك هنا لا جدوى منه، يكفي أنك تعلم أن السيدة ما زالت على قيد الحياة، وهذا وحده كفيل أن يطمئنك."غير أن عيني أحمد غمرهما القلق، فكلما تذكّر ردة فعل سارة العنيفة في العلاج الأول، اشتدّت رغبته في أن يراها، لكنه لم يكن قادرًا ع
Read more
PREV
1
...
7576777879
...
84
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status