All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 131 - Chapter 140

300 Chapters

الفصل131

وبعد أن فتحت القفل بيدها المرتجفة، رفعت الغطاء عن الصندوق، لتجد بداخله الكثير من الوثائق والبطاقات بمختلف الألوان.قلّبت يارا سالم بينها، لكنها لم تجد دفتر العائلة.كان هناك فقط بعض الأوراق الأخرى، بل وحتى شهادة زواج جدتها وجَدها، التي بدا عليها القدم حتى تلاشى لونها.في ذلك الزمن كانت صور شهادات الزواج لا تزال بالأبيض والأسود.كانا شابان للغاية آنذاك، ظهر جَدها وسيماً أنيقاً، وجدتها فائقة الجمال كزهرة متفتحة، يبتسمان بسعادة بالغة، يبدو واضحاً أنهم كانا غارقين في الحب.حقًّا، إن عائلة الرشيدي تحمل جينات رائعة.غير أنّ السنين تمضي كالسهم، والزمان عجّل بالشيخوخة، فلم يبق اليوم سوى الجدة أمينة، وكل الذكريات الجميلة لم يعد لها موضع إلا في هذا الصندوق، فلا عجب أن جدتها وضعت عليه قفلاً.أما هي وكريم، فلا يوجد بينهما ذكرى جميلة واحدة.عام واحد من الزواج، كان قصيراً للغاية، قصيراً إلى حدّ أن استرجاعه لا يجلب لها سوى المرارة.استعادت يارا وعيها، وواصلت البحث عن دفتر العائلة.لكنها لم تعثر عليه.لم تضعه الجدة أمينة في الصندوق.فأين يمكن أن يكون؟لم تراه في غرفة الجدة أيضاً، فهل يا ترى وضعته عند
Read more

الفصل132

بعد أن أنهت يارا سالم المكالمة، وضع كريم الهاتف جانبًا بوجه متجهم، ثم جلس على الأريكة في غرفة المستشفى.ابتلع الدواء الذي وصفه له الطبيب، فانخفضت حدّة التوتر والحرارة التي تسري في جسده، وشعر بتحسن ملحوظ.قالت رنا، التي كانت ترقبه باهتمام:"كريم، ما بك؟ وجهك لا يبدو بخير."لقد أدركت أن المكالمة التي تلقاها للتو لم تكن سوى من يارا.ردّ عليها بهدوء: "لا شيء، استريحي أنتِ.""كريم، ماذا عن دفتر العائلة؟ لم تخبرني بعد، هل حصلتَ عليه؟"لقد قضت يومها كله في ترقب هذا الخبر، وحين دخل كريم إلى غرفة المستشفى أسرعت لتسأله، لكنه حتى الآن لم يخبرها.أجاب أخيرًا ببرود: "لم أحصل عليه."وحين نطق بهذه الكلمات الثلاث، لم يبدُ عليه أي انفعال، لا غضب، ولا حنق، ولا حتى أسف.شهقت رنا بدهشة وصوتها يختنق:"ماذا؟"لقد شعرت بالريبة منذ دخوله الغرفة، ومع ذلك تمسكت ببصيص أمل أخير، لكن سماعها له الآن وهو يقول أنه لم يحصل عليه، كادت أن تفقد عقلها.قالت بغضب متوتر: "كيف يحدث هذا؟ ألم تكونوا قد خططتم لكل شيء اليوم؟"أجابها بفتور: "لم أحصل عليه فحسب. الجدة تراقب الأمر بحذر شديد، ولم أجد الفرصة. استريحي الآن، سنتحدث لاحق
Read more

الفصل133

استيقظت يارا سالم في الصباح الباكر، وكانت عيناها متورمتين.وأثناء الإفطار، سألتها الجدة أمينة بقلق: "يارا، ما بكِ؟ لماذا تورمت عيناكِ هكذا؟"ترددت يارا قليلًا، فهي قد بكت طويلًا في الليلة الماضية، لكنها لم تستطع أن تخبر جدتها بالحقيقة، فاكتفت بالقول: "أنا… ربما… ربما لم أنم جيدًا البارحة."عندها ارتسمت على وجه الجدة أمينة ابتسامة دقيقة وقالت: "هذا طبيعي بين الأزواج الشباب، قلة النوم في الليل أمر معتاد، وهكذا تبشرين بحمل قريب."احمرّ وجه يارا خجلًا: "جدتي، لا تقولي مثل هذا الكلام."لقد كذبت عليها هذا الصباح، إذ إن كريم قد غادر باكرًا لانشغاله، فلم يتمكن من مشاركتها الإفطار، غير أنّ الجدة لم تُعلّق على الأمر كثيراً.قالت لها بلطف: "حسنًا، لن أقول شيئًا بعد الآن، لكن كُلي جيدًا، فهذا يقوي جسدك."أجبرت يارا نفسها على تناول الطعام، فيما كان تفكيرها منصبًّا على دفتر العائلة. وأيقنت أنها إن اعتمدت علي بحثها الفردي عنه لن تعثر عليه.لا بد أن تخبرها الجدة بمكانه بنفسها وتوافق على إعطائه لها.فسألتها مباشرة: "جدتي، أين هو دفتر العائلة الخاص بي؟"لم يخطر في بالها أي حل آخر، فالتحرك داخل هذا البيت
Read more

الفصل134

بعد تناول الإفطار، جلست يارا تتحدث مع الجدة أمينة لبعض الوقت، ثم استأذنتها وانصرفت.أوصلها السائق بالسيارة إلى منزلها الذي تقيم فيه مع كريم.وما إن دخلت غرفتها حتى ألقت بنفسها على السرير بلا حراك.فهي لم تنم جيدًا في الليلة الماضية، والآن شعرت بالنعاس الشديد، فاحتضنت دفتر العائلة وفتحته، تنظر إلي اسم كريم مكتوبًا بداخله، حتى ابتلّت عيناها بالدموع من جديد.الآن وقد حصلت على دفتر العائلة، يجب أن تتصل بكريم، وتخبره بذلك، حتى يتمكنا من إتمام الطلاق اليوم كما كان مخططًا في السابق.لكن حين ضغطت على زر الاتصال، جاءها صوت آلي:(عذرًا، الرقم الذي طلبتموه مشغول حاليًا، يرجى إعادة المحاولة لاحقًا).أعادت الاتصال مرة أخرى، فكان الرد نفسه.ظنّت أنه مشغول، فانتظرت نصف ساعة، ثم أعادت المحاولة، لتكتشف أنّ هاتفه قد أُغلق.ارتبكت يارا بشدة.هل يتعمد ألّا يجيبها؟ لا داعي لأن يُغلق هاتفه!ازداد غضبها، فأرسلت له رسالة نصية تقول: "لقد حصلت على دفتر العائلة، ما إن ترى الرسالة اتصل بي فورًا، لنذهب لإتمام الطلاق."انتظرت يارا طويلًا حتى منتصف النهار، ولم يصلها منه أي رد.عاودت الاتصال مجددًا، فوجدت أن هاتفه لا
Read more

الفصل135

مرّ يومان آخران.لم تتمكن يارا من التواصل مع كريم حتى الآن، غير أنها كانت محظوظة بعض الشيء، إذ إنها حصلت على دفتر العائلة يوم الجمعة، فتمكنت من التملص في اليوم الأول.أما اليومان الثاني والثالث فكانا السبت والأحد، فاستطاعت أن تتحجج بأن استخراج الهويات غير ممكن في عطلة نهاية الأسبوع، إذ إن الموظفين في راحة، ولا يعملون. لكنها في هذين اليومين، حاولت بكل الطرق أن تتصل بكريم، اتصلت به عدد لا يُحصى من المرات، لكن هاتفه ظل مغلقًا باستمرار. لم يعد بوسعها أن تتخيل إلى أي حد وصل مع رنا، فقد بدا وكأنه قطع اتصاله تمامًا بالعالم الخارجي.لم يكن أمام يارا سوى الانتظار، وقلبها يعتصره الألم والقلق.حلّ يوم الاثنين.وفي الصباح الباكر، رنّ هاتفها، كانت الجدة أمينة على الخط، وقالت لها مباشرة بلا تمهيد."يارا، عليكِ أن تُجددي بطاقة هويتك اليوم، وبعد الظهر تعيدي دفتر العائلة إلى الجدة، لا مجال للمماطلة بعد الآن."كان صوتها هذه المرة جادًا وحازمًا، وكأنها تخشى أن يحدث شيء لدفتر العائلة وهو بحوزة يارا.فتحت يارا عينيها بتثاقل، فما زالت لم تستيقظ كليًا، وقالت بنبرة متعبة:"جدتي… لِمَ كل هذا الإلحاح؟"ردّت بص
Read more

الفصل136

بعد مرور ساعتين.جلست يارا في المقهى أمام الطاولة، تنتظر بقلق بالغ.حتى دخل رجل يرتدي ملابس رياضية بيضاء بسيطة وأنيقة، يختلف كثيرًا عن مظهره المعتاد بالبدلات الرسمية، إذ بدا أكثر دفئًا ورقّة.اقترب منها، ورآها تحدّق عبر النافذة كأنها تبحث عن أحد، فقال بصوت منخفض: "يارا."التفتت بسرعة عند سماع الصوت، وحين أبصرت رامي، سألت بلهفة:"السيد رامي، هل هناك جديد؟"جلس رامي في مواجهتها وقال بلطف: "ألم أخبرك من قبل؟ أن تناديني رامي فقط، كلمة السيد فيها كثير من الرسمية." فأنا أناديك يارا."ابتسمت يارا ابتسامة خفيفة، ولم تُرِد أن تجادل في الألقاب، بل أعادت السؤال بقلق: "رامي، ما الأخبار؟ هل وجدت شيئًا؟"قال بهدوء: "طلبت من بعض الأصدقاء أن يتحرّوا الأمر، وقد وجدوا عنوانًا، كريم ما زال في أتلانتا، لكنه في منتجع ناءٍ، وقد استأجر المكان بأكمله." "منتجع؟"أخرج رامي بطاقة من جيبه ووضعها أمامها: "نعم، هذا هو. عليها اسم المنتجع وعنوانه ورقم الهاتف.""رامي، أنت متأكد؟ كريم حقًا هناك؟"أجاب بثقة: "متأكد."بادرت يارا إلى إخراج هاتفها واتصلت بكريم مرة أخرى، لكن الهاتف ظل مغلقًا.غضبت بشدة وألقت الهاتف على ال
Read more

الفصل137

في البداية لم تكن يارا راغبة في إقحام رامي في الأمر، إذ كانت تريد الدخول إلى المنتجع بمفردها. لكن رامي أخبرها أنه على دراية بمسالكه الداخلية، ويملك خريطة للمكان، وإن حاولت الدخول بمفردها بتخبّط واندفاع، فلن تتمكن من العثور على كريم، وسيُسبب لها الكثير من المتاعب، لا سيما وأن المنتجع كبير جدًا.لذلك وافقت يارا في النهاية على أن ترافقه.كانت ممتنّة لرامي من أعماق قلبها، فقد بذل جهدًا كبيرًا لأجلها، وعاهدت نفسها عندما ينتهي هذا الأمر، ستدعوه بالتأكيد إلى وجبة عشاء.تقمّص الاثنان هيئة خدمٍ في المنتجع؛ هو في زيّ نادلٍ، وهي في زيّ نادلة، وسارا داخل الممرات.قال رامي: "تقدمي إلى الأمام ثم انعطفي يسارًا من هنا، سيكون ذلك جناحه."أومأت يارا برأسها وقالت بامتنان:"علمت، رامي، لا أعرف كيف أشكرك حقًا."فالعثور على كريم لم يكن أمرًا سهلاً، وهي لم تدرِ كم من العلاقات التي اضطر رامي أن يستعين بها خفية كي يصل إلى هذا المكان.ابتسم ابتسامة هادئة وهو يردّ: "لا داعي للشكر، مساعدتك يسعدني أنا أيضًا."وفي تلك اللحظة، جاء صوت من الخلف: "هيه! انسكب شيء هنا، تعالوا ونظفوه."استدار الاثنان معًا، فقد كان أحد ال
Read more

الفصل138

كان كريم لا يزال غارقًا في نوم عميق، ويبدو أنه ينام بعمق شديد، حتى إنّ هذا الضجيج من حوله لم يوقظه.تساقطت دموع يارا الغاضبة رغمًا عنها، وفي تلك اللحظة كان رامي قد وصل مسرعًا بعدما سمع تلك الأصوات، شعر بعدم الارتياح فهرع إلى الداخل ورأى ما يحدث أمامه.عقد حاجبيه بحدة، وبادر بالوقوف أمام يارا.قالت رنا، وهي متكئة في أحضان كريم، بابتسامة ساخرة: "آه، من يكون هذا؟ جئتِ تضبطين زوجك بالخيانة، وأنتِ نفسكِ أحضرتِ رجلًا معك."استدار رامي، وأمسك كتفي يارا قائلًا بنبرة هادئة: "ما رأيك أن نعود الآن؟""لا… انتظر."ثم تجاوزته بخطوات سريعة، واقتربت من السرير، وأمسكت بذراع كريم بقوة."كريم، انهض! استيقظ حالًا!"تقدمت رنا لتمنعها، لكن يارا دفعتها بعيدًا بعنف."آه!" صرخت رنا وهي تتهاوى إلى الخلف على السرير، متظاهرة بالضعف، ثم أخذت تبكي بصوت مرتجف: "كريم، استيقظ! إنهم يعتدون عليّ، انظر بنفسك!"بدأ الرجل النائم يتململ، حاجباه ينقبضان شيئًا فشيئًا وهو يضيق ذرعًا بالضوضاء. ثم فتح عينيه ببطء، ليجد أمامه امرأتين رنا بملابسها غير المحتشمة، ويارا مرتدية زيّ الخدمة. لوهلةٍ ظن أنه يحلم.كان رأسه يؤلمه بشدة.اللع
Read more

الفصل139

مسحت يارا دموعها عن وجهها، ثم ابتسمت بسخرية باردة وقالت:"جيد جدًا يا كريم، في السابق كنتُ فقط أظن وأشك، لكنني لم أرَ بعيني، وكنتُ دائمًا أصدّق أن لديك شيئًا من الحدود والكرامة. أما الآن وقد رأيتُ بنفسي، فقد أخيرًا عرفت حقيقتك، أنت مجرد وغد بغيض، ولا أريد أن أراك بعد الآن!"استدارت يارا لتغادر.بكاء، صراخ، شتائم، كلها ثبت أنها بلا جدوى.لم تعد تريد أن تجرّ نفسها إلى أي جدال معه."انتظري." قال كريم وهو يمسك معصمها بقوة.فتح فمه كأنه يريد أن يقول شيئًا، لكن رامي خطا بخطوات سريعة وتقدم، وأمسك بمعصمها الآخر، قائلاً: "اتركها فورًا!"صرخ كريم بغضب: "ما شأنك أنت؟ هذه زوجتي، اخرج من هنا حالاً!"قهقه رامي باستهزاء: "كريم، أما زلت تجرؤ أن تقول أن يارا زوجتك؟ ألا ترى ما الذي اقترفته للتو!"رد كريم بحدة: "ما أفعله لا شأن لك به ولست أنت من يعطيني الدروس. اتركها فورًا!"لكن يارا هي من صرخت هذه المرة، وانتزعت يدها بعنف من قبضته:"أنت من يجب أن يتركني! كريم، لقد خيّبت أملي تمامًا، ما كنتُ أتصور أبدًا أنك رجل من هذا النوع. لقد جعلتني أشعر بالبرودة في قلبي! هل تعلم أنني حصلت على دفتر العائلة من جدتي؟ لك
Read more

الفصل140

وجهت رنا نظراتها على رامي، هذا الرجل وسيم جدًا، من يكون؟ كريم قبل قليل ناداه بـ "رامي، يبدو أنه يعرفه، فهل هذا يعني أن يارا أيضًا على علاقة برجل آخر، وكريم قد علم بالأمر؟حين رأته يرتدي زيّ أحد العاملين في المنتجع، فظنّت أنه ربما موظف هنا، ولهذا السبب استطاعت يارا التسلل إلى الداخل.بهذا التفكير، غمرها شعور من الزهو.فالوسامة وحدها لا قيمة لها، ما دام بلا منصب ولا مكانة، حيث لا يمكن مقارنته بكريم. أما يارا، تلك المرأة ذات الأصل الحقير، فهي لا تستحق إلا أن تكون بجانب رجل من طبقة دنيا كهذا.رامي كان يشعر بنفور غريزي تجاه رنا، عقد حاجبيه، ثم التفت إلى يارا قائلًا:"يارا، ما الذي تريدين فعله الآن؟""بالضبط، يارا، أسرعي وأنهي هذا الزواج."قالت رنا وهي تجلس على حافة السرير، ممسكة بيد كريم، وعلى وجهها ملامح الغرور المقيتة.عندها، ابتسمت يارا فجأة.لماذا عليها أن تبكي بحزن؟ ولماذا عليها أن تغضب بهذا الشكل؟ ولماذا تتحمّل هذا القدر من الإهانة من كريم؟لماذا عليها أن تمنحهم شعور الانتصار؟تراجعت يارا خطوتين إلى الوراء، ونظرت إليهم بابتسامة باردة: "أنتم الاثنين كل هذا الإصرار على الزواج؟ آسفة، لكن
Read more
PREV
1
...
1213141516
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status