وبعد أن فتحت القفل بيدها المرتجفة، رفعت الغطاء عن الصندوق، لتجد بداخله الكثير من الوثائق والبطاقات بمختلف الألوان.قلّبت يارا سالم بينها، لكنها لم تجد دفتر العائلة.كان هناك فقط بعض الأوراق الأخرى، بل وحتى شهادة زواج جدتها وجَدها، التي بدا عليها القدم حتى تلاشى لونها.في ذلك الزمن كانت صور شهادات الزواج لا تزال بالأبيض والأسود.كانا شابان للغاية آنذاك، ظهر جَدها وسيماً أنيقاً، وجدتها فائقة الجمال كزهرة متفتحة، يبتسمان بسعادة بالغة، يبدو واضحاً أنهم كانا غارقين في الحب.حقًّا، إن عائلة الرشيدي تحمل جينات رائعة.غير أنّ السنين تمضي كالسهم، والزمان عجّل بالشيخوخة، فلم يبق اليوم سوى الجدة أمينة، وكل الذكريات الجميلة لم يعد لها موضع إلا في هذا الصندوق، فلا عجب أن جدتها وضعت عليه قفلاً.أما هي وكريم، فلا يوجد بينهما ذكرى جميلة واحدة.عام واحد من الزواج، كان قصيراً للغاية، قصيراً إلى حدّ أن استرجاعه لا يجلب لها سوى المرارة.استعادت يارا وعيها، وواصلت البحث عن دفتر العائلة.لكنها لم تعثر عليه.لم تضعه الجدة أمينة في الصندوق.فأين يمكن أن يكون؟لم تراه في غرفة الجدة أيضاً، فهل يا ترى وضعته عند
Read more