هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية

هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية

By:  ندي عبد الرحمنOngoing
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
100Chapters
46views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

عندما كانت في شهرها الثاني من الحمل، قدّم لها كريم فجأة أوراق الطلاق قائلًا: "رجعت رنا." لم يستطع حب الطفولة، والعشرة التي دامت عشر سنوات مُجابهة عودة الفتاة المثالية. لم تتمسك به للحظة، بل أدارت ظهرها ورحلت، لتمنحهم فرصة عيش حبهم. حتى جاء ذلك اليوم، حين عثر كريم على ورقة فحص الحمل، فجن جنونه تمامًا!

View More

Chapter 1

الفصل 1

كانت يارا ذات القامة الصغيرة، متكورة داخل الفراش، تمسح برفق على بطنها وتتنهّد بارتياحٍ لأن الطفل بخير.

عاد كريم الليلة الماضية، وأراد التقرب منها؛ فهما زوجان لم يلتقيا منذ شهرين، فلم تستطع رفضه.

كان كريم قد انتهى من الاستحمام وارتدى ملابسه ألا وهي بدلة رمادية أنيقة مصممة يدويًا، تبرز جسده الممشوق، وتضفي عليه مظهرًا راقيًا وجذابًا.

جلس على الكرسي يعمل على جهازه اللوحي، ويمرر أصابعه ببطء على الشاشة بحركة تنم عن بعض الكسل والجاذبية.

لاحظ أن يارا ما زالت متغطية بالكامل بالبطانية، لا يظهر منها سوى رأسها الصغير وعيناها السوداوان تراقبانه باستمرار؛ فقال بهدوء: "استيقظتِ؟ تعالي لنتناول الإفطار."

"حسنًا" ارتدت يارا ملابس النوم، ووجهها محمر، ثم نزلت من السرير.

في غرفة الطعام، كانت يارا تضغط بالشوكة على البيض في طبقها بلا توقف، بينما كانت يدها اليسرى تلامس بطنها، ثم قالت بتوتر وتردد: "لدي شيء أريد أن أخبرك إياه."

في اللحظة نفسها قال كريم: "لدي شيء أريد أن أخبركِ إياه."

"…"

تبادل الاثنان النظرات.

وبعد لحظة من الصمت، قال كريم: "ما رأيكِ أن تتكلمي أنتِ أولًا؟"

" الأفضل أن تتكلم أنت أولًا."

نادرًا ما كان يبادر بالحديث معها.

قطع قطعة من البيض المقلي بهدوء؛ وقال: "طلبت تجهيز أوراق الطلاق، ستُرسل بعد قليل؛ إذا كان هناك شيء غير مناسب بها، سأجعلهم يعدلوها، لذا فلتوقّعيها في أقرب وقت."

"…"

تجمدت يارا في مكانها، وأصبح عقلها فارغًا تمامًا، علي الرغم من جلوسها، إلا أنها شعرت وكأنها على وشك السقوط من علي الكرسي.

ونسيت حتى كيف تتنفس.

قالت بصوت مبحوح، ونبرتها تحمل مزيجًا من عدم التصديق والخوف، وهي تقرص ساقها خفيةً علّها تستفيق من الكابوس: "أتقول أننا سننفصل؟"

أجاب بهدوء تام، خالٍ من أي دفء: "نعم."

تشوش عقل يارا.

بالأمس فقط، كانا يعيشان اللحظات الأكثر حميميةً في العالم، واليوم وبكل بساطة، يطرح موضوع الطلاق!

وضعت يديها على بطنها، وبدأت عيناها تلمعان بالدموع، وقالت بصوتٍ مكسور: "ماذا لو كان هناك…"

"عادت رنا من الخارج، وزواجنا القائم على العقد يجب أن ينتهي."

"…"

كادت تنسي حقيقة الأمر لقضائها حياةً سعيدة بالعام الماضي.

كانت تعرف منذ البداية أن زواجهما مجرد عقد، وأن قلبه مع امرأة أخرى، وأن الطلاق حتمي.

"هل هناك مشكلة؟" من البداية إلى النهاية، كان كريم يتحدث وكأنه يناقش عقدًا تجاريًا، ببرود واحترافية كاملة.

" لا توجد مشكلة."

حركت يدها من بطنها إلى ساقها، وأمسكت بطرف فستانها بشدة حتى كادت أظافرها تخترق كفها عبر القماش الرقيق.

طالما يريد الطلاق، فلن يرغب بهذا الطفل، وإلا ستغضب تلك المرأة.

قال كريم، وكأنه تذكر شيئًا: "صحيح، قولي للجدة إنكِ لا تكنين لي أي مشاعر وأنكِ غير سعيدة معي، لذلك تريدين الطلاق."

أجبرت يارا نفسها على الابتسام بخفة، فأومأت برأسها: "حسنًا."

لو بادر هو بالأمر، لغضبت الجدة كثيرًا.

رأى كريم ردها الهادئ، فرفع شفتيه بابتسامة غامضة، لم يُعرف هل كانت ارتياح أم سخرية.

"هذا هو الواقع أصلًا، أنتِ لم تكوني سعيدة، والآن يمكنكِ التحرر."

"حسنًا."، أجابت يارا بصعوبة، وحلقها يؤلمها وكأن به رصاص مصهور، وبالكاد استطاعت إخراج صوتها.

هكذا سيكون أفضل، حتى لا تكون عبئًا عليه.

ارتفع حاجبا كريم قليلًا وكأنه أدرك شيئًا من إجابتها، ثم همهم بهدوء: "هذا جيد."
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
100 Chapters
الفصل 1
كانت يارا ذات القامة الصغيرة، متكورة داخل الفراش، تمسح برفق على بطنها وتتنهّد بارتياحٍ لأن الطفل بخير.عاد كريم الليلة الماضية، وأراد التقرب منها؛ فهما زوجان لم يلتقيا منذ شهرين، فلم تستطع رفضه.كان كريم قد انتهى من الاستحمام وارتدى ملابسه ألا وهي بدلة رمادية أنيقة مصممة يدويًا، تبرز جسده الممشوق، وتضفي عليه مظهرًا راقيًا وجذابًا.جلس على الكرسي يعمل على جهازه اللوحي، ويمرر أصابعه ببطء على الشاشة بحركة تنم عن بعض الكسل والجاذبية.لاحظ أن يارا ما زالت متغطية بالكامل بالبطانية، لا يظهر منها سوى رأسها الصغير وعيناها السوداوان تراقبانه باستمرار؛ فقال بهدوء: "استيقظتِ؟ تعالي لنتناول الإفطار.""حسنًا" ارتدت يارا ملابس النوم، ووجهها محمر، ثم نزلت من السرير.في غرفة الطعام، كانت يارا تضغط بالشوكة على البيض في طبقها بلا توقف، بينما كانت يدها اليسرى تلامس بطنها، ثم قالت بتوتر وتردد: "لدي شيء أريد أن أخبرك إياه."في اللحظة نفسها قال كريم: "لدي شيء أريد أن أخبركِ إياه.""…"تبادل الاثنان النظرات.وبعد لحظة من الصمت، قال كريم: "ما رأيكِ أن تتكلمي أنتِ أولًا؟"" الأفضل أن تتكلم أنت أولًا.
Read more
الفصل2
كانت تخفض رأسها وتبتسم بمرارة.ما الذي بقى لتتمناه؟ مجرد أنها استطاعت الزواج به، كان يعني أنها قد استنفدت حظها الذي يكفي لحياة أخرى كاملة.كان والداها موظفين عاديين في مجموعة سكاي، وأثناء نشوب حريق هناك، حوصرا داخل غرفة التحكم؛ لكن قبل أن يفارقا الحياة، أغلقا نظامًا مهمًا، مما حال دون تسرب المواد السامة، وأنقذا بذلك حياة الكثيرين.في ذلك الوقت، كانت وسائل الإعلام تبث التقارير عن الحادث لعدة أيام متتالية، وسجلت آخر مكالمة بين والديها والعالم الخارجي.كانت تبلغ من العمر عشر سنوات فقط، ولم يكن أمامها سوى أن تعيش مع عمتها.لكن العمة كانت مدمنة على التدخين وشرب الخمر ولعب القمار، وفي غضون عام واحد بددت كامل التعويضات التي حصلت عليها من مجموعة سكاي في لعب القمار. وعندما بلغت الحادية عشرة، ألقت بها عمتها مباشرة أمام بوابة مجموعة سكاي.احتضنت يارا حقيبتها المدرسية، وظلت تنتظر أمام الشركة يومين كاملين.كانت جائعة ومنهكة، حتى مرّ رئيس مجلس إدارة مجموعة سكاي وأخذها معه إلى منزله.منذ ذلك الحين، تكفّل بتعليمها، واعتنى بكل تفاصيل حياتها، من مأكلها وملبسها ومسكنها.وحين أصبحت شابة، زوّج
Read more
الفصل3
قالت يارا، وقد بدا عليها الغضب: "لم أقصد هذا."لو كانت تحمل مثل هذا المعنى، لما كانت سمحت له ليلة أمس بالاقتراب منها رغم حملها.لم يرد كريم بشيء، فقط حملها وعاد بها إلى الغرفة، ووضعها برفق على السرير، كل حركة منه كانت تحمل لطفًا واهتمامًا بالغين.حبست يارا دموعها بكل ما استطاعت من قوة.رتب لها ملابسها بعناية، لكن حين لامست يده بطنها المسطح عن غير قصد.ارتجف جسدها كله، وسرعان ما دفعت يده بعيدًا، تمسكًا غريزيًا بالخوف من انكشاف سرها.توقف كريم قليلًا وسألها: "ما بكِ؟"هل لأنها تستعد للطلاق، لم تعد تسمح له بلمسها؟قالت يارا، وهي تبحث عن عذر لتبرير موقفها: "لا شيء، فقط لم أنم جيدًا، أشعر ببعض الدوار."رد كريم، وعيناه مليئتان بالقلق: "سأنادي الطبيب، وجهكِ لا يبدو على ما يرام."مد يده ولمس جبهتها برفق، كانت حرارتها طبيعية.ومع ذلك، ظل شعور غريب يساوره بأن هناك شيئًا غير صحيح.قالت يارا بسرعة: "أنا حقًا بخير."لا يمكن أن تدع الطبيب يفحصها، وإلا قد ينكشف أمر حملها، وأضافت: "سأنام قليلاً، وسأتحسن."قال كريم بنبرة جادة: "يارا، سأمنحكِ فرصةً أخيرة، إما أن تقولي لي الحقيقة أو آخذك إل
Read more
الفصل 4
قالت يارا بصوت مبحوح: "ما زلت أراك كأخٍ لي، تمامًا كما كنتَ تعاملني كأخت."كانت حنجرة يارا تزداد ألمًا حتى أصبحت غير قادرة على نطق كلمة أخرى؛ لأنها لو تكلّمت أكثر لانكشف أمرها، ولربما رفعت الغطاء عن نفسها، وارتمت في أحضانه باكية: "أنا لم أعتبرك أخًا يومًا... أنا أحبك!"كانت تقمع نفسها بشدّة، لتمنع ذاتها من فعل هذا التصرف المُذل؛ فما دام قلبه يسكنه شخصٌ آخر، فلماذا تُهين نفسها وتتوسل إليه أن يبقى؟قال كريم وهو يحرّك شفتيه بابتسامة باهتة: "هكذا أفضل، يمكنكِ أن تجدي رجلًا تحبينه بصدق."شعرت يارا وكأن قلبها تلقّى طعنة جديدة، مؤلمة وقاسية.ضحكت قائلة: "نعم، هكذا أفضل."هكذا يمكنه أن يكون مع محبوبته العزيزة في وضح النهار، دون خفاء أو حرج.قال فجأة بصوت منخفض: "يارا."ردّت عليه بصعوبة: "نعم؟"فتح فمه وكأنه على وشك قول شيء، لكنه توقّف فجأة.انتظرته يارا بصمت، لكنه قال أخيرًا: "سأرحل الآن، ارتاحي جيدًا."استدار كريم وغادر الغرفة.غطّت يارا نفسها باللحاف بالكامل، وانفجرت بالبكاء.خشيت أن يسمع أحدٌ صوت بكائها، فوضعت يدها على فمها بإحكام، حتى كادت تختنق.ذلك الإحساس بالاختناق واليأس
Read more
الفصل5
جلس رامي مستقيمًا، وقال: " يوجد في الاتفاقية خطأ إملائي، يجب أن آخذها لأعدّلها، أعتذر."لم تقل يارا شيئًا.خطأ إملائي؟كانت تظن أن هناك بصيص أمل.عجبًا، يا للغرابة، ما زالت تتمسك بذلك الوهم السخيف.بعد مغادرة رامي، عادت يارا إلى غرفتها، لم تعرف كيف مرت عليها هذه الليلة، لكنها تناولت الغداء والعشاء كالمعتاد.لا تدري إن كان ذلك بسبب الحزن الشديد، أم أنها أكلت كثيرًا، كانت طوال فترة حملها لا تعاني من غثيان شديد، لكنها في هذه الليلة تقيأت بشدة علي غير العادة. كانت تتقيأ وهي تبكي، إلى أن انهارت على الأرض، تحتضن بطنها وترتجف.لقد قارب الوقت منتصف الليل.في السابق، كان إذا تأخر عن العاشرة ولم يعد، لا بد أن يتصل بها ليخبرها بمكانه.أما الآن، فلم يعد ذلك ضروريًا.فجأة، دوى رنين الهاتف.أصغت يارا بانتباه، وكلما تصاعد رنين الهاتف، انتفض قلبها.نهضت يارا من الأرض بسرعة، وانطلقت كالسهم خارج الحمام، وأمسكت بالهاتف الموضوع على السرير.على الشاشة: [زوجي الحبيب]ابتسمت يارا كطفلة صغيرة، ومسحت دموعها بسرعة، ثم أخذت نفسًا عميقًا وتنحنحت بخفة وأجابت: "مرحبًا.""لماذا لم تردّي على رسالتي ا
Read more
الفصل 6
انهارت كل أفكار يارا فجأة، وأصبحت فوضى عارمة، وعقلها فرغ تمامًا."ماذا كنتِ ستقولين؟" تابع كريم سؤاله.أغمضت يارا عينيها بيأس، في الصباح، كان لا يزال يلومها على استعجالها في قطع علاقتها به، مبررا بأنهما لم يطلقا بعد.ولكن من الواضح أن من لم يستطع الإنتظار كان هو، الذي هرع ليكون مع رنا."أنا... أشعر بالنعاس، أريد أن أنام."كل الشجاعة التي جمعتها حُطمت أمام الواقع القاسي.هي لم تكن يومًا خصماً لرنا، بل لا تستحق حتى أن تكون منافسة لها، لأن رنا كانت دائمًا المرأة الوحيدة في قلب كريم.وكم كان سخيفًا أنها كانت تأمل في استعادته!"حسنًا، إذن نامي."ظل صوت كريم هادئًا، خاليًا من أي مشاعر.بعد أن أغلقت الهاتف، ألقت يارا بنفسها على السرير، وانفجرت بالبكاء.كريم، أنا... حامل منذ شهرين.…في صباح اليوم التالي.استيقظت يارا وهي تشعر بالدوار، وقد كان الوقت بلغ الظهر.دعمت جسدها المنهك لتنهض من السرير، وبعد أن غسلت وجهها، رن الهاتف.كانت جدة كريم على الخط."مرحبًا جدتي.""يا صغيرتي، ما بكِ؟ صوتكِ مبحوح، هل أنتِ مريضة؟" سألتها الجدة أمينة بقلق."لا شيء، فقط نمت في وقت متأخرالليلة ا
Read more
الفصل 7
بحلول المساء، كانت يارا مضطرة أن تأكل حفاظًا على الطفل، فذهبت بمفردها إلى مطعم غربي وطلبت طعامًا، وهي تفكر بأنها بعد العشاء ستعود إلى الغرفة لقضاء الليلة هناك، وتختلق قصة مناسبة، ثم تخبر الجدة أمينة في اليوم التالي كم كانت سعيدة مع كريم ليلة أمس.فجأة، رأت من بعيد ظلًّا مألوفًا يخرج من المطعم.رنا؟كان معها رجل وامرأة آخران.تحدث الثلاثة معًا، ثم تصافحوا وغادروا سويًا.لماذا لم يكن كريم معهم؟"آنسة، عذرًا على الإزعاج، هل أنتِ بمفردكِ؟" تقدم نادل وسألها.استعادت يارا وعيها وقالت: "نعم، أهناك خطبٌ ما؟""هناك سيد يرغب بتناول الطعام، ولكن هناك زبائن كثيرون بانتظار الطاولات، والوضع مزدحم جدًا، لذا طُلب مني أن أسألكِ إن كنتِ تسمحين له بالجلوس معكِ، وإن لم ترغبي فلا بأس."استدارت يارا فرأت رجلًا أنيقًا يرتدي بدلة رسمية، يبدو وسيمًا ووقورًا."دعه يجلس هنا."سرعان ما أنهت يارا طعامها."حسنًا." ذهب النادل إلى جانب ذلك الرجل.سرعان ما جاء آدم إلى جانب يارا، وابتسم بلطف قائلًا: "عذرًا آنسة، لم أحجز مسبقًا، فلم أجد مكانًا هنا، ولكن كنت متحمسًا جدًا لتجربة الأطباق الخاصة بهذا المطعم."
Read more
الفصل 8
"هل يوجد شئ آخر؟"قالت يارا وهي تعبس حاجبيها، وقد بدا عليها شيء من الضيق، رغم أنها بريئة القلب والنية، إلا أن خيانة زوجها لها قد مزقت روحها، وها هي الآن تُتهم بالخيانة ظلمًا من أصدقائه."مشاركة طاولة؟ أنتما فتاة متزينة كالزهرة المتفتحة ورجل يرتدي بدلة رسمية أنيقة، تصادف أن كل منكما جاء بمفرده إلى هذا المطعم، وتصادف عدم وجود طاولات شاغرة، فتجلسان معًا؟ أتظنني أحمقًا؟""أنا حقًا لا أعرف هذه الآنسة، أرجوك لا تسيء الفهم."تقدم آدم خطوة إلى الأمام موضحًا."لم أتحدث إليك، اصمت!"قال سيف ببرود قاطع.ومع ذلك، لم يتغير وجه سيف، وظل متمالكًا لأعصابه تمامًا."أنت تفتقر إلى الأدب."قالت يارا بحدة، حاجباها مشدودان."سواء صدقت أم لا، هذه هي الحقيقة.""الحقيقة؟ يارا، هل تعلمين..."كان على وشك أن يذكر اسم كريم، لكنه حين لمح آدم يقف إلى جانبه، عبس فجأة."ماذا بك؟ هل لازال لديك أمر آخر؟"سأل بنبرة غير ودودة.ابتسم آدم ابتسامة خفيفة وقال: "آسف، سأغادر الآن."ظل يحافظ على تهذيبه حتى اللحظة الأخيرة.وقبل أن ينصرف، ألقى نظرة غامضة نحو يارا، عيناه تعكسان حيرة غير مفهومة."سيف، أعلم أنك كنت
Read more
الفصل 9
"هل يوجد أحد بالداخل؟"سألت يارا بقلق، كانت تخشى أن تكون رنا بالداخل، فلو صادفتها سيكون الموقف محرجًا للغاية.سيف عبس حاجبيه وقال: "برأيكِ من قد يكون بالداخل؟"سحبت يارا زاوية شفتيها بابتسامة باهتة وقالت: "لا شيء."رمقها سيف بنظرة باردة، ثم دفع الباب ودخل.بمجرد دخولهم، هبت رائحة الخمر القوية في وجوههم.رأوا كريم مستلقيًا على حافة النافذة القريبة، إحدى ساقيه تتدلى خارج الحافة، ونصف جسده يكاد يسقط، وعلى الأرض تنتشر زجاجات الخمر المتنوعة وكؤوس محطمة!"ماذا تفعل هناك!"صرخ سيف وهو يندفع بسرعة، رفع ساق كريم وأعاد جسده إلى الداخل خوفًا من سقوطه وإصابته."لماذا تقفين هناك متجمدة؟ أسرعي وساعديني!"التفت سيف نحو يارا التي كانت واقفة مذهولة بجانب الباب."حسنًا." وضعت يارا حقيبتها جانبًا وركضت نحوه بسرعة، كانت رائحة الخمر تفوح من جسد كريم بشدة، وكانت أزرار قميصه مفكوكة نصفها.كان غارقًا في السكر، فاقدًا للوعي تقريبًا، عقد جبينه بإحكام ، صدره يرتفع ويهبط باضطراب، بشرته شاحبة، بدا وكأنه مجرد سكير تائه.ورغم هذا المظهر المبعثر، إلا أن وسامته لم تتأثر، بل أضفى عليه شيئًا من الجاذبية الف
Read more
الفصل 10
دوّى صوت ارتطام عنيف!ثبت كريم سيف على الأرض، ولكمه بقوة.بدأ الدم يتسرب من زاوية فم سيف بسرعة واضحة للعين المجردة."كريم، هل جننت؟!"لأنه كان يعتبره شقيقه، لم يرد سيف ضربه، واكتفى بالدفاع عن نفسه."سيف، تجرؤ على لمسها!" صرخ كريم بأعلى صوته، وعيناه الحمراوان توشك أن تفيض دمًا، كوحش غاضب يزمجر بقوة تهز السماء.حتى سيف، رغم قوته، فوجئ بهذا الجنون."كريم، لقد أسأت الفهم!" دوى صوت ضربة أخرى، إذ هوى كريم بقبضته من جديد على سيف!في تلك اللحظة، سيف لم يعد قادرًا على التحمل!"حسنًا يا كريم! لا تميّز بين الصح والخطأ! هل تعرف ما الذي فعلته بك؟!" انقلب سيف على الوضع، واشتبك مع كريم في عراك عنيف.كلا الرجلين كانا قويي البنية ومعتادين على التدريب، فكانت الضربات بينهما عنيفة ووحشية.سيف كان لا يزال محافظًا على وعيه، فضبط قوته، أما كريم الذي غمره السكر، كان يضرب بكل عنف دون رحمة.وقفت يارا متجمدة من الرعب، وهي ترى الرجلين يتقاتلان، وكادا يتدحرجان نحو كومة من الزجاج المهشم على الأرض، فصرخت بصوت حاد: "توقفوا فورًا!"أسرعت إليهما، وانحنت محاولة الفصل بينهما، لكن فجأة، لا تدري من، دفعها بقوة
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status