All Chapters of ثلاث سنوات زواج... وثماني عشرة مرة من التأجيل: Chapter 1 - Chapter 10

12 Chapters

الفصل 1

تزوجتُ منذ ثلاث سنوات، ومع ذلك لم يذهب عادل معي لاستخراج عقد الزواج.اليوم كان علامة فارقة في حياته، فقد أتمّ رحلته الجوية رقم ألف بنجاح، وكان أيضًا الموعد السابع عشر الذي وعدني فيه أن نذهب معًا إلى المحكمة.لكن في حفل التكريم، بينما كان مديره المباشر يصر عليّ بالشرب حتى كدت أفقد وعيي من شدة الحمى، كان هو منشغلًا بتبادل الطعام والكؤوس مع متدرّبته الطيران.كنت أقاوم المرض وأشرب حتى كدت أسقط، ومع ذلك لم يلتفت إليّ ولو للحظة.الكثير من زملائنا في الشركة تنهدوا بأسى وهم يرمقونني إليّ بنظرات مليئة بالشفقة.الجميع كان يدرك أنني أشرب رغم تعبي الشديد فقط من أجله.لكن بعد انتهاء الحفل، عوضًا عن أن يذهب معي إلى المحكمة كما وعد، تراجع عادل مرة أخرى عن كلمته.أوقف السيارة أمام المطعم، ومدّ يده ليمنعني من الصعود.قال ببرود:"لولو شربت كثيرًا قبل قليل، سأوصلها إلى منزلها. أنتِ خذي سيارة أجرة. أما موضوع عقد الزواج هذا المساء، فلن نلحق به، فلنؤجله ليوم آخر."ولم ينتظر ردة فعلي، بل نزل بسرعة وحمل متدرّبته بنفسه إلى المقعد الأمامي.ثماني سنوات من الحب، وثلاث سنوات من الزواج، وهذه كانت المرة السابعة عشرة
Read more

الفصل 2

‫في فترة بعد الظهر عدت مباشرة إلى الشركة وقدمت استقالتي إلى المدير.‬قال لي بدهشة: "هل يعرف عادل بأمر استقالتك؟"كان استغرابه طبيعيًا، فأنا مضيفة جوية حاصلة على لقب المضيفة الأفضل في شركة الطيران لسبع سنوات متتالية، وكان مستقبلي في الشركة مضمونًا.أظهرت ابتسامة حزينة وقلت: "سأخبره الليلة، لكن على الأغلب لن يهتم."تنهد مديري وقال: "لقد كنتم تحلقون معًا في رحلات جديدة، وتحصدون الجوائز معًا، وحتى زفافكما قبل ثلاث سنوات حضره الرئيس بنفسه، وكان الجميع يحسدكما... لكن..."ثم أطلق تنهيدة طويلة مليئة بالأسف.نعم، كانت تلك بالفعل ذكريات جميلة.لكن الذكريات تظل مجرد ذكريات، ولا يمكن أن تعود.بعد تقديم الاستقالة، عدت إلى البيت، وكان الوقت قد تجاوز العاشرة مساءً.البيت كان صامتًا وفارغًا.وفجأة ظهرت إشعارات على هاتفي، فقد نشرت ليان الشمري منشورًا في إنستغرام وخصتني بالذكر:"شكرًا لمعلمي الذي رافقني طوال هذا المساء، وكتقدير سأدعوه غدًا لحضور حفل غنائي لنجم مشهور ~ بانتظار ذلك."حينها أدركت أن عادل، الذي قال ظهرًا إنه سيعود إلى البيت، لن يعود.وهذا الموقف تكرر مرات لا تحصى خلال ثلاث سنوات من زواجنا.
Read more

الفصل 3

في صباح اليوم التالي، استيقظت وبدأت في تجهيز حقيبتي.وبينما كنت في منتصف الترتيب، دخل عادل إلى البيت مرتديًا قميصًا زهري اللون.دخلت معه رائحة عطر وردي قوية، جعلتني أتوقف للحظة بدهشة.فهو كان يكره رائحة العطور بشدة.ولهذا السبب، طوال سنوات زواجنا لم أضع أي عطر، بل حتى تخلصت من عطوري المفضلة التي كنت أحتفظ بها منذ زمن.لكن الآن اتضح أنه لم يكن يكره العطور، بل فقط لم يكن يريد أن أضعها أنا.نظر إليَّ وهو يلمح حقيبتي، فتوقف قليلًا وقال:"لولو تأخرت في الإفاقة من السُكر ليلة أمس، فذهبت إلى الفندق وحدي ولم أعد للبيت."رفعت رأسي إليه بدهشة طفيفة.هذه أول مرة منذ زواجنا قبل ثلاث سنوات يبرر لي شيئًا من تلقاء نفسه.أومأت برأسي من دون أن أتكلم.اقترب مني قليلًا ثم قال بصوت منخفض: "هل تحضرين حقيبتك لرحلة عمل؟"أجبت بهدوء: "يمكنك أن تقول ذلك."وبمجرد أن سمع كلامي، بدا وكأنه تنفس الصعداء، ثم تابع:"لدي بعض الأمور اليوم، سآخذ شيئًا وأخرج، لن أتناول الغداء هنا."قلت: "حسنًا."وأكملت ترتيب الحقيبة من دون أن أنظر إليه.كنت أنوي إخباره وقت الغداء أنني قدمت استقالتي، وأن هذه ستكون نهاية علاقتنا التي دامت
Read more

الفصل 4

مع حلول المساء، وبعد أن أنهيت كل شيء، ارتميت على السرير مرهقة، فإذا بي أتلقى اتصالًا من صديقتي المقرّبة.قالت بانفعال:"ما الذي يحدث مع عادل؟ هذا تصرّف مبالغ فيه! انظري إلى حسابه على إنستغرام، إنه يستعرض حبّه مع ليان تلك الساحرة اللعوب!"وأضافت:"ألم تنفصلا بعد؟ كيف يسمح لنفسه بهذا؟!"وبينما كنت أستمع لحديثها، فتحت هاتفي بلا وعي.أول ما ظهر أمامي كان منشورًا جديدًا لليان."في الصورة ترتدي قلادة على شكل ورقة البرسيم من فان كليف آند آربلز، وفي يدها كيسًا أحمر كان عادل قد أخذَه من البيت ظهر اليوم.حينها فقط أدركت أن عودته للبيت لم تكن من أجلي، بل ليأخذ هدية الحفل الموسيقي لليان.وتحت الصورة كتبت:"ثلاث سنوات من المعرفة، الحمد لله أنك معي، أخي عادل... ذكرى معرفتنا الثالثة سعيدة!"في تلك اللحظة، صُدمت وأنا أتمتم لنفسي:"ثلاث سنوات؟!"نعم... اليوم أيضًا يوافق الذكرى الثالثة لزواجي من عادل.لكن هذا اليوم لم يُحتفل به يومًا، حتى أنني لم أعد أتذكره أصلًا.تنفست بعمق، ثم أجبت صديقتي:"هو لا يحتاج أصلًا إلى الطلاق، لأننا لم نحصل على عقد الزواج من المحكمة."صرخت بدهشة عبر الهاتف:"ماذا؟! أنتما متز
Read more

الفصل 5

في الساعة الحادية عشرة مساءً، عاد عادل إلى البيت في وقت نادر.خلع معطفه عند الباب، وحين همّ بتعليقه خلف الباب، فوجئ بالمكان الذي كانت تُعلَّق فيه صورتنا المشتركة وقد أصبح فارغًا، فتوقف في مكانه متجمّدًا.قال بدهشة:"أين ذهبت صورتنا خلف الباب؟"لم يضع معطفه بعد، بل اتجه بخطوات متوترة نحو غرفة النوم ليسألني.أجبته بهدوء:"سقطت وانكسرت."نظر حينها إلى قطع الزجاج المكسورة في سلة المهملات عند الباب، فاسترخى وجهه قليلًا، ثم وضع معطفه جانبًا وأخرج كيسًا فيه حقيبة من لويس فويتون.قال وهو يضعها أمامي:"الهدية التي وعدتك بها البارحة لم أتمكن من إحضارها، واليوم يصادف ذكرى زواجنا الثالثة. هذه الحقيبة لكِ، عيد زواج سعيد."وضع الحقيبة على السرير، فشعرت لوهلة أنني لم أسمع جيدًا.ثلاث سنوات من الزواج، ويتذكر ذكرى زواجنا؟لكن عندما رأيت الفاتورة التي أظهرت أن الشراء تم قبل نصف ساعة فقط، أدركت أن إعلان ليان عن ذكرى مرور ثلاث سنوات هو ما ذكّره، فاشترى الحقيبة في طريقه إلى البيت.لكنه لا يعلم أن لدي حقيبتين من هذا الطراز نفسه في خزانتي.لم أنطق بكلمة، فقط نظرت إليه بصمت.قال متردّدًا:"بالمناسبة، قرب نهاي
Read more

الفصل 6

كانت الإذاعة داخل الطائرة تكرر الإعلان عن إقلاعها بعد قليل.لم ألتفت إلى اهتزاز هاتفي، وبعد أن حذفت جهة اتصال عادل أغلقت الهاتف تمامًا.من هذه اللحظة، لم يعد بيني وبين عادل أي صلة.في المستشفى.بعد أن رأى عادل رسالتي، جنّ وهو يكتب لي ردًّا تلو الآخر، لكن كل ما وصله أن رسائله لم تُسلَّم قط.ثم بدأ يتصل بي مرارًا وتكرارًا."مرحبًا، الهاتف الذي تحاول الاتصال به مغلق.""مرحبًا... الهاتف الذي تحاول الاتصال به مغلق..."كانت الرسالة المسجَّلة تتكرر بلا توقف، لكن عادل كان يتصرف وكأنه لا يسمع شيئًا، يضغط على شاشة الهاتف بعصبية مرة تلو الأخرى."مستحيل... هذا مستحيل.""بالأمس كان كل شيء بخير، حتى أنني قلت لها إننا سنذهب لاستخراج عقد الزواج."ظل يحدّق في شاشة الهاتف مذهولًا، وكأن روحه تائهة.وبعد دقائق طويلة، اندفع خارج المستشفى، قاد سيارته بأقصى سرعة نحو المطار."المدير خالد، أليست نور لديها رحلة اليوم؟ كيف استقالت فجأة وسافرت إلى باريس؟ ما الذي يحدث بالضبط؟!"دخل إلى مركز الطاقم الجوي، وأمسك بيد مديري وهو يسأله بلهفة.نظر المدير خالد إليه بدهشة وقال: "ألم تخبرك نور؟ بعد حفل تكريمك قبل يومين، قدّ
Read more

الفصل 7

خرج عادل من مركز طاقم الضيافة، وجلس في المطار ساكنًا ثلاث ساعات كاملة.خلال هذه الساعات الثلاث، كان يتأمل كل زاوية في هذا المطار، فتتدفق إلى ذهنه ذكريات كثيرة.قبل ثماني سنوات، كان لقاؤنا الأول عند بوابة التفتيش الأمني.كانت تلك المرة الأولى التي انتقلت فيها من العمل على الأرض إلى الصعود للطائرة.كنت في غاية الحماس لدرجة أنني لم أنم جيدًا طوال الليل، فكان ذهني مرهقًا، حتى أنني أسقطت بطاقة عملي أثناء التفتيش.هو من التقطها لي، لينقذني من خطأ كان قد يسبب لي مشكلة كبيرة.ومنذ تلك اللحظة، عرف كلٌّ منا اسم الآخر.بعدها، صار يطلب مني بعد كل رحلة أن نتناول العشاء المتأخر في المطار.مرة،تلو أخرى.ومن التعارف، إلى الوقوع في الحب.وفي هذا المسار، تجولنا معًا في كل ركن من أركان هذا المطار.وكانت المفاجأة الأجمل أننا لم ننتظر طويلًا حتى وُضعنا على نفس خط الطيران، وهذا ربما أعظم حظ يمكن أن يناله أي ثنائي يعمل في الطيران.صرنا نسافر معًا داخل البلاد وخارجها، ونترك آثار خطواتنا في مدن العالم.وبين ليلة وضحاها، أصبحنا الثنائي الذي يحسده الجميع في شركة الطيران.وبعد خمس سنوات من حبنا، أقمنا حفل زفافنا
Read more

الفصل 8

بعد مرور ثلاث ساعات، بدأ الظلام يخيّم شيئًا فشيئًا، غادر عادل المطار وقاد سيارته عائدًا إلى منزله.وما إن دخل البيت، حتى علّق معطفه كعادته، ولاحظ أثر الإطار الذي سقط خلف الباب.وقعت عيناه على سلة المهملات القريبة.كانت هناك شظايا زجاج مكسور، وصورتنا معًا، ما زالت ملقاة داخل السلة.انحنى ببطء، وأخرج الصورة من بين القمامة.وحين نظر إلى خلفية الصورة، تذكّر أنها التُقطت قبل ثمانية أعوام، عندما ذهبنا معًا إلى حفل غنائي.كما استعاد الوعد الذي قطعه لي في ذلك الحفل قبل ثماني سنوات.وبدا له أنّه منذ أن صارت ليان الشمري تلميذته، لم يعد يرافقني إلى أي حفل، وكأن تلك اللحظة كانت بداية ابتعاده عني تدريجيًا.ومع ذلك، لم يستطع أن يفهم سبب رحيلتي.فهو، حتى في كل مرة كان يقصّر تجاهي، كان يعوّضني بالهدايا.كما فعل قبل يومين، حين عاد من الحفل مع ليان الشمري، وأهداني حقيبة من لويس فويتون.وبينما يسترجع تلك الأفكار، عاد إلى غرفة النوم، وفتح خزانة الملابس، يبحث عن أي دليل يثبت أنه كان يهتم بي.لكن حين وقعت عيناه على الرف، لم يجد سوى ثلاث حقائب متطابقة من لويس فويتون، وبقية الهدايا لم تكن سوى أساور زهيدة الثم
Read more

الفصل 9

"ماذا؟""عادل، ماذا قلت؟ تريد أن تتولى خط الرحلات إلى باريس؟ هل سمعتك جيدًا؟ ألم تكن قد أقسمت أنك لن تطير إلى باريس أبدًا في حياتك؟ قبل خمس سنوات بسبب هذا الأمر تحديدًا، أنا شخصيًا رفعت طلبًا خاصًا إلى الإدارة من أجلك، وتعرضت للتوبيخ من الإدارة بسبب ذلك."لم تمر دقيقة على إرسال عادل لرسالته، حتى جاءه اتصال هاتفي، وصوت الطرف الآخر مليء بالدهشة وعدم التصديق.قبل خمس سنوات، ومنذ حادث الرحلة التي كان يقودها عادل إلى باريس، قدّم طلبًا رسميًا للإدارة بألّا يُكلَّف أبدًا برحلات باريس، وهدّد بالاستقالة إن لم تُقبل رغبته.وكان جميع كبار موظفي شركة الطيران على علم بهذا القرار في ذلك الوقت.لكن الآن، هو بنفسه يطلب الطيران إلى باريس، فكيف لا يكون الأمر صادمًا؟"أنا جاد يا أخي سامي، أرجوك ساعدني وقدّم طلبًا جديدًا إلى الإدارة، وبأسرع وقت ممكن!" قال عادل بصوت حازم لا يقبل التردد."ما الذي يحدث بالضبط؟" سأل الطرف الآخر بقلق.توقف عادل لحظة ثم قال:"أخي سامي، دعني أسألك... خلال السنوات الثلاث الماضية، أليس الجميع يظن أنني تجاوزت الحدود مع ليان؟ أليسوا يعتقدون أنني خذلت نور؟"وقع صمت ثقيل على الطرف الآ
Read more

الفصل 10

في الوقت نفسه، وصلت بسلام إلى مطار باريس.وبمجرد أن هبطت الطائرة، استقبلني أكثر من عشرة من زملائي في **الخطوط الجوية الفرنسية** بحرارة كبيرة.كانت هذه ثالث مرة لي في باريس.ورغم أنني لا أعرف هذه المدينة جيدًا، ولم أعتد عليها بعد، فإنني شعرت براحة غريبة وأنا أنظر إلى كل ما يحيط بي من أشياء غريبة عني.لأنني كنت أعلم أنني ابتداءً من هذا اليوم، سأعيش فقط من أجل نفسي.في بلدي، استطعت أن أكون الأفضل في شركة الطيران لسبع سنوات متتالية، وهنا أيضًا أستطيع أن أفعل ذلك.بل وأكثر من ذلك، كل الأشياء التي لم أتمكن من القيام بها حين كنت مع عادل، يمكنني الآن أن أضعها في خططي.التزلج، تسلق الجبال، القفز بالمظلات، رحلة لرؤية الشفق القطبي... أشياء كثيرة جدًا.لكنني لم أتوقع أنه في اليوم الثاني من وصولي إلى باريس، عندما عدت إلى المنزل بعد العمل، وجدت عادل أمامي.هو كطيّار لم يكن يشرب الخمر أبدًا.لكن في ذلك اليوم، كان جسده يفوح برائحة الكحول.لم نلتقِ إلا ليومين، ومع ذلك بدا وكأنه قد شاخ كثيرًا.حين رآني، نهض محاولًا الاقتراب مني.لكنني تراجعت بخطوات سريعة دون وعي.قال لي:"يا نور، لقد كنت مخطئًا."على مد
Read more
PREV
12
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status