LOGINأجهضت جنيني الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة أشهر، دون علم خطيبي. لأنه كان لا يزال مغرمًا بحبيبته الأولى. ولكي يُشعرها وكأنها في منزلها، أفرغ غرفة نومي الرئيسية وأعطاها لها دون تردد. بل إنه حوّل حفل خطوبتنا إلى مأدبة ترحيب بها. وتركني أُصبح أضحوكة أمام الجميع. لذا تخلصت من فستان خطوبتي الممزق، ووافقت على الزواج من الشخص الذي رشحته لي أختي.
View Moreمرت ذكرياتي مع ياسر أمام عيني كأنها شريط سينمائي، استعرضت فيها كل ما جمعنا على مدار تلك السنوات الطويلة.كانت هناك لحظات جميلة، وأخرى مؤلمة.وكلما فكرت فيها، وجدت دموعي تنهمر دون وعي.ففي النهاية، خمسة عشر عامًا من حياتي كانت تدور حوله.لكن قراري بالمضي قدمًا كان حقيقيًا، عليّ أن أقطع صلتي بذاتي القديمة.من اليوم فصاعدًا، سأبدأ حياة جديدة.ولنعتبر وعد التي لطالما كانت مهووسة بياسر قد ماتت. عندما رأت خبيرة التجميل دموعي، لم تتوقف عن مواساتي.بعد أن استعدت شتات نفسي، مسحت دموعي برفق، وابتسمت وقلت: "لا بأس، أنا بخير، فقط أشعر وكأن هذا اليوم غير حقيقي."دخلت أختي ورأت ما حدث، لكنها لم تحاول أن تقنعني بشيء، لأنها فهمت حقيقة ياسر منذ زمن.فلو بقيت معه، لما وجدت يومًا بلا خذلان أو جرح جديد.اكتفت بابتسامة خفيفة وقالت: "تبدين جميلة جدًا."بعد وضع مكياجي، اقتادوني إلى قاعة الزفاف.لم أرَ مثل هذه المشاهد إلا في المسلسلات التلفزيونية.ولم أتخيل يومًا أنني سأتمكن من حضور حفل زفاف بهذه الروعة.سار الزفاف بسلاسة، وكان عمرو منتبهًا لي للغاية، واهتم بي طوال الوقت.قلّما يُرى حفل زفاف بهذه الروعة، وقد
حوّلت أختي غضبها إلى طاقة، واختارت لي أكثر من عشر فساتين زفاف لأجربها.وفي تلك اللحظة، اتصلت بي عمتي عبر الفيديو: "وعد، ألم تخبري ياسر عندما غادرتِ؟""لقد جاء إليّ للتو كالمجنون، يسألني عن مكانكِ، عندها أدركت أنكِ لم تُخبريه، فلم أجرؤ حتى أن أذكر له أمر زواجكِ.""وعد، هذه أول مرة أرى فيها ياسر بهذا الارتباك والهلع..." لم أتوقع أن يسأل ياسر عمتي عني، لكنني مع ذلك قلت بهدوء: "عمتي، ما يحدث له لا يعنيني."عندما رأت عمتي تعبيري اللامبالي، ربما أدركت أنني لم أعد أبالي به فعلًا.ثم تنهدت وابتسمت مرة أخرى: "صحيح، لا علاقة لكِ به بعد الآن، يكفي أن تكوني سعيدة يا وعد."ويبدو أنها لاحظت فستان الزفاف الذي أرتديه، فتلألأت عيناها وقالت: "دعيني أراكِ وأنتِ بفستان الزفاف."بعد سماع ذلك، طلبت من أختي أن ترفع الهاتف وتديره لعمتي: "ما رأيكِ يا عمتي؟ أليس جميلًا؟"أومأت عمتي بسرعة: "أنتِ الأجمل دائمًا."ابتسمت وقلت لها: "اطمئني يا عمتي، سأكون بخير وسعيدة، فالحياة بلا حبّ أكثر راحة.""حسنًا، حسنًا، من المؤسف فقط أنني لا أستطيع حضور زفافكِ."وكانت على وجهها ملامح الأسى والندم.فطمأنتها قائلة: "لا بأس، سأر
دخلت حمّام المطار، وأخرجت أدوات التجميل لأُصلح مكياجي، محاوِلةً إخفاء ملامح الإرهاق عن وجهي.وبعد أن رتبت نفسي، غادرت المطار.لمحتني أختي على الفور، وركضت نحوي بحماس، وعانقتني بحرارة.شعرت بالمرارة تتسلّل إلى قلبي وأنا أشتم منها تلك الرائحة المألوفة.عندما وقع حادث والديّ، كانت أختي لا تزال في الجامعة ولم تستطع اصطحابي معها، فاضطررت للإقامة في منزل عائلة البرهان.وبعد تخرجها واستقرارها في العمل، أرادت أن تأخذني للعيش معها.لكن بحلول ذلك الوقت، كان ياسر قد احتل قلبي بالفعل، وكنت أعلم أنني لو رحلت، فلن أراه مجددًا.ولكي أكون قريبة من ياسر، رفضت عرض أختي. والآن حين أفكر في الأمر، أرى كم كنت ساذجة، لماذا تخلّيت عن مَن امتلأت أعينهم بي، من أجل من جرحني بشدة؟ضممت وجه أختي وقبلتها، والدموع تنهمر على وجهي.أخذت تواسيني كطفلة صغيرة: "يا إلهي، ما الذي حدث لوعد الصغيرة؟"زادني عطفها بكاءً، فانفجرت بالبكاء أكثر.امتلأت عينا أختي بالقلق، وعانقتني مجددًا وهي في حيرة: "وعد، إن كنتِ لا ترغبين بالزواج، فسأشرح الأمر لعائلة شوقي."هززت رأسي بقوة في حضنها.ثم رفعت رأسي، أضحك والدموع لا تزال على وجهي: "ل
التقطت الهاتف فرأيت أنه ياسر.رن الهاتف بإزعاج، فأغلقت الهاتف مباشرة، وارتديت قناع العين واستلقيت.نمت نومًا عميقًا، وحلمت حلمًا جميلًا.في عالم أحلامي، لم تظهر سارة قط، بل كنت أنا وياسر معًا، تمامًا كما تخيل الجميع، وتزوجنا أيضًا.بعد الزواج، رُزقنا بتوأم، ولد وبنت. كان يدللني كثيرًا، ويعاملني كأميرة صغيرة، وكان كثيرًا ما يرافقني لرؤية البحر.أسرة من أربعة أفراد، وكنا سعداء حقًا. استيقظت لأدرك أنني بكيت لأن الحلم كان سعيدًا إلى حد يفوق احتمالي.تأثير الحلم كان قويًا، فحدّقت بشرود إلى السماء الزرقاء والغيوم البيضاء في الخارج.شعرت بألم في حلقي من البكاء، وفي تلك اللحظة انفجرت المشاعر التي كنت أكتمها طويلًا.ألستُ جيدة بما يكفي؟ لماذا عاملني بهذه الطريقة؟دفنت رأسي في ذراعي وبكيت بصوت خافت.لم تفهم العمة التي بجانبي ما يحدث، لكنها ناولتني منديلًا بنظرةٍ حزينة.شكرتها، ثم أسندت رأسي إلى النافذة، وأغمضت عيني، محاولةً تهدئة نفسي.ربما هذه حياتي السعيدة في عالمٍ موازٍ.أما أنا، فعليّ أن أمضي قدمًا.بعد أن هبطت الطائرة، فتحت هاتفي لأتصل بأختي.لكن ما رأيته هو عدد لا يُحصى من المكالمات من يا






reviews