الفصل 14

توجهت أنظار الجميع نحو شهراني الحجازي، الذي كان يرتدي بدلة رسمية أنيقة، وكان شعره مصففًا بعناية للخلف، مما جعله يبدو في قمة النشاط والأناقة. في يده صندوق هدايا وهو يدخل بابتسامة مشرقة.

"دعونا نرحب بتصفيق حار بالسيد شهراني!" صاح أحد الشبان بحماس.

فوراً تعالت أصوات الهتاف والتصفيق في القاعة.

مقارنةً بيوسف بن علي، الزوج العاجز، كان شهراني الحجازي الشاب الناجح والمحبوب أكثر قبولاً واحتراماً في عائلة زين.

الأهم من ذلك، أن شهراني الحجازي يستطيع مساعدة عائلة زين!

في عيون أفراد عائلة زين، كان شهراني الحجازي أشبه بإله المال الذي جاء ليحل مشاكلهم.

دخل شهراني الحجازي بابتسامة وثقة، ولوّح للحضور بطريقة أشبه بالمشاهير على السجادة الحمراء.

"الجد زين، جئت بدون دعوة وأعتذر على الإزعاج، لكنني شخص صريح وأحب أن أقول ما في قلبي مباشرة."

تابع شهراني الحجازي بابتسامة عازمة: "لقد أحببت مروة زين من النظرة الأولى، لكن للأسف، تزوجت من رجل عاجز!"

"طوال الثلاث سنوات الماضية، اعتبرت هذا الزواج مزحة، ولكن ماذا عن الألم الذي تعيشه مروة؟ أحبها ولا أريد أن تراها تعاني بعد الآن. لهذا جئت اليوم لأقولها بكل وضوح أمام عائلة زين..."

أخذ نفساً عميقاً وأعلن بصوت عالٍ: "أريد أن أتزوج مروة، وأريد أن أجعلها سعيدة!"

تصاعدت همسات ودهشة الجميع، كيف يمكن لشهراني أن يكون صريحاً بهذا الشكل، ولا يهتم حتى بأن يوسف بن علي يجلس في القاعة؟

لكن عندما فكروا في الأمر، كان يوسف مجرد زوج عاجز، فلماذا يهتمون بمشاعره؟ ما يقلقهم الآن هو ألا يسبب يوسف أي فوضى ويجلب النحس.

"خلال هذه السنوات، كنت أفكر في مروة كل يوم وكل ليلة!" تابع شهراني قائلاً، "ولهذا السبب، أنا على استعداد لتقديم كل ما أملك. اليوم، أحضرت معي نتاج جهودي طوال هذه السنوات..."

فتح شهراني الصندوق ببطء، وأظهر شيكاً نقدياً بمبلغ ضخم.

"هذا شيك بقيمة 1 مليون دولار نقداً. إذا وافقت مروة على الزواج مني، فسيكون هذا مهري لها!" أعلن شهراني بصوت عالٍ، "كما أنني مستعد لتسجيل عقاراتي التي تقدر بعشرات الملايين باسم مروة."

"ماذا!؟" صُدم الجميع وتراجعوا قليلاً في دهشة.

هرع بعض أفراد العائلة لالتقاط الشيك وتسليمه للجد زين، وبدت عيونهم تلمع من الانبهار.

مليون دولار بالنسبة لعائلة زين ليست مبلغًا كبيرًا، فعائلة زين تُعتبر من العائلات الثانوية في مدينة البحر الجنوبي، لكن أصولها تتجاوز 140 مليون دولار.

لكن المشكلة هي أن شهراني الحجازي قدم المبلغ نقداً! بالنسبة لأي عائلة كبيرة، معظم الأصول تكون في الأصول الثابتة، أما السيولة النقدية فتكون عادة قليلة.

على سبيل المثال، إذا كان لدى عائلة زين ما يزيد عن مليون دولار نقداً على دفاترهم، فسيكون هذا جيداً. إذا تمكنت عائلة زين من الحصول على هذا المليون من شهراني، فيمكنهم توسيع أعمالهم بشكل أكبر.

كانت نظرات الجميع تتركز على مروة زين، حتى أن بعض النساء تمنين أن يكون هذا العرض لهن.

"كم هو رومانسي! مليون دولار كمهر!"

"المال شيء، لكن الأهم هو هذا الحب الحقيقي..."

"بالضبط، هذا النوع من الحب يجعلنا نحسد مروة. لماذا لا يحبني أحد بهذه الطريقة؟"

بدأت الهمسات بين الحضور، وكان الرجال يشعرون بالغيرة، بينما النساء كنّ ينظرن إلى شهراني بعيون مليئة بالإعجاب.

نظرت ليلى السعدي ونورة زين إلى شهراني بارتياح كبير، فقد كان شخصاً مميزاً بحق، وكان أفضل بألف مرة من يوسف بن علي العاجز.

في هذا الوقت، تابع شهراني قائلاً: "مروة، هل تلقيت شحنة من ورود مدينة النهرين بالأمس، وفيها جوهرة قلب مدينة النهرين؟ كانت تلك هديتي لك!"

كان شهراني يشعر بالفخر، فقد أبلغته عيونه في شركة مروة بالأمس أنها استلمت الورود.

وبما أن المرسل لم يذكر اسمه، فقد قرر شهراني أن يدعي أنه هو الذي أرسلها، فهو واثق من أن الجميع سيصدقونه.

"ماذا؟ قلب مدينة النهرين!؟"

"الجوهرة الأسطورية قلب مدينة النهرين! هل هذه هي ما ترتديها مروة على صدرها؟ تلك الجوهرة التي يُقال إن لا مثيل لها في العالم! يا له من أمر مذهل أن يحصل السيد شهراني عليها..."

"هذا جنون..."

بدأت النساء تنظر إلى مروة بعيون حالمة.

قلب مدينة النهرين، الجوهرة الأسطورية التي صممتها أشهر العقول الفنية في العالم. تُعتبر رمزاً لمدينة النهرين، وهي قطعة فريدة لا تُقدر بثمن، ولا يمكن الحصول عليها بالمال فقط.

"يا إلهي!"

وقف يوسف بن علي فجأة، هذه المرة كان غاضباً حقاً. كيف يجرؤ شهراني على سرقة الفضل في شيء أرسله هو بنفسه لزوجته؟

والأسوأ من ذلك، أن الجميع يصدق شهراني!