Share

الفصل 2

Author: حلوى ناعمة
اتضح أن كل هذا ليس سوى خدعة أخرى.

بما أنك تعرف التمثيل، فلماذا لا أعرف أنا أيضًا؟

رمشت عيني بلطف، ابتسمت ببطء، وارتسمت على شفتي ابتسامة خفيفة.

"لا شيء، أنا فقط متعبة قليلًا."

كان صوتي ناعمًا، ينم عن بعض الإرهاق، لا يبدو فيه أي شيء غريب.

تنهد بارتياح، وطمأنني بصوت خافت، "عزيزتي، ارتاحي مبكرًا."

حسنًا، سأمثّل معك لثلاثة أيام أخرى.

بعد ثلاثة أيام، سينتهي هذا المشهد.

في صباح اليوم التالي، رافقني فادي المالكي لإجراء فحص الحمل.

كان يسأل عن كل شيء باهتمام شديد طوال الوقت، وعلقت الطبيبة بابتسامة: "زوجك يعاملك بلطف شديد حقًا، لم يعد هناك الكثير من الرجال المسؤولين مثله الآن".

أمسك يدي، وعلى عينيه مسحة من الحنان: "هذا طفل انتظرناه بشوق، وبالتأكيد يجب أن أعتني به جيدًا".

عندما خرجنا من غرفة الفحص، صادفنا منى الهاشمي.

كانت ترتدي فستانًا فضفاضًا، وعندما رأتْنا، لمعت في عينيها لمحة من الشماتة.

نظرت إلى بطنها المرتفعة، وضحكت في داخلي بسخرية.

لا عجب أنها قالت سابقًا إنها صدفة، بأنها حامل في نفس الوقت معي، لقد كانت تنتظرني بالتحديد.

اقتربت مني، وعلى عينيها ابتسامة، وبنبرة خفيفة قالت: "أختي، متى موعد ولادتك المتوقع؟".

وبينما تتكلم، كانت يدها على وشك أن تتجه نحو بطني لتلمسها.

بردت نظراتي، ورفعت يدي لأبعد يدها.

"ماذا تفعلين؟" عبست ملامح منى الهاشمي على الفور، ومرت في عينيها لمحة غضب.

كادت أن تتكلم، لكني خفضت رأسي، ومددت يدي لأضغط على أسفل بطني، وبنبرة ضعيفة قلت: "بطني... تؤلمني قليلًا...".

جمدت كلماتها في حلقها، وتجمدت تعابير الشماتة على وجهها على الفور.

سارع فادي المالكي بمساندتي، وبنبرة متوترة قال: "هل كان الفحص طويلًا جدًا للتو؟ هل يجب أن نعود للراحة؟".

كانت نبرته مليئة بالقلق، لكنني رأيت بوضوح أن عينيه كانتا معلقتين بمنى الهاشمي، تحملان طمأنة صامتة.

خفضت رموشي، وقلت بهدوء: "سأذهب إلى دورة المياه".

عقد حاجبيه، وأراد أن يتبعني، لكنني لوحت بيدي: "لا داعي، انتظرني".

تردد قليلًا، ثم أومأ برأسه في النهاية قائلًا: "إذًا كوني حذرة".

استدرت ودخلت دورة المياه، وما كدت أغلق الباب حتى رأيته يغادر مسرعًا.

وكما توقعت، ذهب ليواسي منى الهاشمي.

تبعته بهدوء، وقفت على بعد مسافة غير بعيدة، أراقبه وهو يهدئها بصوت خافت، وبنبرة صبورة ولطيفة.

عبست منى الهاشمي، وبنبرة دلع قالت: "هل لديك مشاعر تجاهها؟ لقد أهانتني هكذا للتو، وأنت لم تساعدني، في نهاية المطاف، هل لا تستطيع التخلي عنها؟".

تنهد فادي المالكي بلا حول ولا قوة، وهدّأها بصوت خفيض: "أنا أيضًا أفعل هذا من أجل الطفل، فهي في النهاية الآن...".

لم يكمل كلامه، ومد يده وأخرج من جيبه صندوق مجوهرات أنيقًا، فتحه وأخرج منه سوارًا جديدًا تمامًا، ووضعه بلطف على يدها، وبنبرة حنونة قال: "السوار الجديد الذي أردته آخر مرة، لقد اشتريته".

هدأت تعابير منى الهاشمي قليلًا، ورفعت زاوية فمها، وبنبرة دلع ممزوجة بشيء من الشماتة قالت: "السهم الذي أوصيت به آخر مرة، لقد ربحت منه الكثير، هل توصي لي ببعض الأسهم الأخرى؟".

وقفت في مكاني، أراقب هذا المشهد أمامي، وشعرت فجأة بمدى سخافته في قلبي.

فادي المالكي، يستخدم كل ما أملك ليرضيها.

بعد أن استدرت وغادرت، أخرجت هاتفي، وأجريت مكالمة: "مرحبًا، أرغب في تأكيد موعد العملية الجراحية".

"حسنًا، سأكون مستعدة غدًا".

خلفي، توقفت خطى مألوفة فجأة.

"غدًا؟" جاء صوت فادي المالكي يحمل لمحة من الحيرة، "إلى أين ستذهبين؟"

أدرت رأسي، واستقبلت نظراته بابتسامة خافتة: "حددت موعدًا لجلسة تصوير للحمل، أرغب في التقاط صورة عائلية للذكرى."
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • لا عودة بعد الفراق   الفصل 11

    ارتعش بؤبؤ عين فادي المالكي قليلًا، وكأنه تلقى صفعة قوية.أخيرًا أدرك مدى حماقة اختياره في ذلك الوقت.أما أنا، فمنذ زمن طويل لم أعد أرغب في الاهتمام بمشاكلهم الفوضوية.نظرت إليه وهو ملقى على الأرض، وقلت بهدوء: "سيارة الإسعاف وصلت."صمت طويلًا، ثم تحدث أخيرًا بصوت أجش: "ليلى... هل يمكننا أن نعود كما كنا من قبل؟"استمعت إليه، ثم ابتسمت بخفة.العودة إلى ما مضى؟كل ما دمره بيده، هل ما زال يحلم بإصلاحه الآن؟للأسف، ليلى القديمة قد ماتت بالفعل على طاولة العمليات.نظرت إليه بعينين هادئتين وباردتين: "فادي المالكي، لم يعد بيننا ماض.""لا تظن أنك عندما تتظاهر الآن بالأسى والندم، يمكنك أن تبرئ نفسك.""أنت من اخترت الزواج بي، وأنت من خدعتني بأنني لا أستطيع الإنجاب، وأنت من تسببت بخداعي من أجل منى الهاشمي.""الآن فقط تريد أن تقول آسف؟ هل تظن أن ذلك سيجدي نفعًا؟""هل تظن نفسك متألمًا؟ ألا تجد ذلك مثيرًا للسخرية؟"كانت كل كلمة مني كسكين حاد، تغرس مباشرة في قلبه.في النهاية، أنزل يده ببطء، وملأ الألم والندم عينيه.لكن للأسف، لم يعد لذلك أي علاقة بي.منى الهاشمي لم تفلت في النهاية من عقاب القانون.لقد

  • لا عودة بعد الفراق   الفصل 10

    كان والدي أيضاً بملامح صارمة وباردة، وقد كان بالفعل يتواصل مع فريق العلاقات العامة: "إذا أرادت حرباً إلكترونية، فسنشاركها اللعب."ومع ذلك، هززت رأسي."لا داعي."نظرا إليّ، وتوقفا للحظة."إذا قمنا بإزالة المنشور من قائمة الأكثر تداولاً، سيبدو الأمر وكأننا مذنبون." قلت ببطء وعيناي تحملان برودة، "بما أنها تجرأت على الكذب، فسأجعل أكاذيبها تمزق إرباً أمام الجميع."بعد أن انتهيت من الكلام، فتحت هاتفي، واستخرجت ملفاً صوتياً من مجلد.كان ذلك التسجيل الذي قمت به عندما كنت أقف خارج منزل آل الهاشمي في ذلك الوقت.وقد سجلت فيه بوضوح تام حوار ذلك اليوم."ما هي ليلى الهاشمي؟ ألم يكن كل ما تملكه منذ الصغر وحتى الآن ملكاً لي؟""لا تقلقي، لقد أعطيناك خطيبها، وسنعطيك الطفل أيضاً.""عندما يولد الطفل، منى، اصبري قليلاً."...لقد وضعت هذا التسجيل الصوتي على الإنترنت دون تردد.بمجرد صدور التسجيل الصوتي، انقلبت جميع اتجاهات الرأي العام رأساً على عقب على الفور!ومع ذلك، ما زال هناك جزء من الناس لا يصدقون، ويعتقدون أن التسجيل قد يكون تم تعديله وتزويره.في هذه الأثناء، ظهر شخصية مألوفة، وفجأة، تحدث عبر الإنترنت.

  • لا عودة بعد الفراق   الفصل 9

    "هل تعلمين ما هو وضع عائلة الهاشمي الآن؟ لقد تم عزلنا في الدائرة الاجتماعية، وقطع جميع شركائنا السابقين علاقاتهم بنا، وتوقفت سلسلة تمويل الشركة، ولم تعد القروض البنكية متاحة، وقد تدهورت الأعمال بشكل كبير!"كان في عينيه ندم وغضب عميقان، وحدّق بغضب في منى الهاشمي وقال: "لولاك، كيف كنا لنهبط إلى هذا الدرك اليوم؟!"شحب وجه منى الهاشمي، وارتجفت أصابعها قليلاً: "لا... مستحيل... كيف يعقل هذا..."سخرت والدتها، وعيناها مليئتان بالغضب: "لولا إصرارك على خطف خطيب ليلى الهاشمي حينها، وإصرارك على استفزازها، كيف كانت ستقطع علاقتها بنا تمامًا؟! إنها الآن ابنة رشيد الرشيدي، ومهما كافحت عائلة الهاشمي، هل يمكننا أن ننافسهم؟""أنت، لا تجيدين فعل شيء جيد، وتفسدين كل شيء!"عندما سمعت منى الهاشمي هذا الكلام، ارتجف قلبها بشدة، وفقدت مشاعرها السيطرة تمامًا: "إذن الآن كل شيء خطئي؟ ألم تكونا أنتما نفس الشيء في البداية؟ أنتما من طلب مني أن أخطف خطيبها، وأنتما من طلب مني أن أقمعها!"صرخت بهستيريا، وعيناها مليئتان بالغضب والاستياء: "ألم تكونا تحميانني دائمًا؟ الآن بعد أن حدثت مشكلة، تدفعان المسؤولية كلها إليّ؟!"ضر

  • لا عودة بعد الفراق   الفصل 8

    نظر إليّ، وصوته منخفض: "ليلى... لم أتوقع أن يكون الأمر هكذا."ضحكت بسخرية وأنا أنظر إليه.لقد بدا قلقاً بعض الشيء، فأسرع يشرح قائلاً: "لقد ظننت دائماً أنك، معتمدة على قدراتك، كنت تضغطين على منى الهاشمي في كل مكان، وأن أبي وأمي كانا يفضلانك أيضاً، لهذا السبب كنت أشعر بالأسف عليها... لم أكن أعلم أن الأمور ستكون هكذا."كان كلامه يبدو كأنه ندم، لكنه في أذني لم يكن سوى اختلاق للأعذار لنفسه.هل كان نادماً حقاً، أم أنه تغير بعد أن اكتشف أنني قد أكون ابنة عائلة ثرية؟أنا لا أعرف، ولا أريد أن أعرف.كل ما أعرفه هو أنه يجب أن يدفع ثمن خدعه وإيذائه لي.أنا أنظر إليه، وأقول ببرود: "فادي المالكي، الندم لا ينفع، فكما اخترت في البداية، عليك أن تتحمل الآن."ارتجف شفتيه قليلاً، وبدا وكأنه يريد أن يقول شيئاً آخر.لكنني لم أعد أرغب في الاستماع.استدرت، وغادرت دون أن أنظر إلى الوراء.لم يكن مفاجئاً، فقد تم تأكيد هويتي بسرعة.أنا ابنة رشيد الرشيدي.بعد أن علم والداي البيولوجيان بالحقيقة، كانت عيونهما تعكس صدمة وندماً وإثارة لا يمكن إخفاؤها.لم يتوقفا عن البحث طوال هذه السنوات، لكنهما لم يتوقعا أبداً أنني تع

  • لا عودة بعد الفراق   الفصل 7

    "قلت لك من زمان، إننا لم نعد نعترف بك كابنة لنا، فلماذا تأتين بوجه وقح؟!"كلما زادت شتائمها، أصبحت أكثر بذاءة، وسرعان ما خيم الصمت على قاعة الحفل، وتجمعت كل الأنظار علينا.وقف فادي المالكي أيضاً، وعاقد حاجبيه، وبنبرة منخفضة قال: "ليلى، لا تفعلي هذا."نظرت إليه بسخرية، من كان يقنعه؟هل يقنعني أن أبتلع غضبي، وألا أفضح منى الهاشمي؟"كفى!" كان وجه أبي شاحباً، ورفع يده فجأة، وصفعني بقوة على وجهي."ما كان يجب علينا أن نعثر عليك في المقام الأول!"في اللحظة التي سقطت فيها هذه الصفعة، خيم صمت مطبق على المكان كله.انحرفت رأسي من شدة الصفعة، وشعرت بحرقة فورية في خدي، وطنت أذناي، لكن قلبي كان هادئاً بشكل لم يسبق له مثيل.هذا هو الأمر إذن.كل شيء أصبح واضحاً.لم يكونوا يفضلون أحداً على حسابي، بل لم يعتبروني فرداً حقيقياً من العائلة منذ البداية.لم أكن ابنتهم البيولوجية قط.أدرت رأسي ببطء، ونظرت إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه "أبي" أمامي، ورسمت ابتسامة باردة على زاوية فمي.في هذه اللحظة بالذات"توقفوا!"دوّي صوت امرأةٍ غاضبةٍ، فذهل الجميع.هرعت أمينة الرشيدي مسرعةً، ودفعتني إلى خلفها لتحميني، ثم ألقت ن

  • لا عودة بعد الفراق   الفصل 6

    في تلك اللحظة، لم أشعر بشيء مميز، وكأنني استيقظت تمامًا من حلم سخيف، وأخيرًا أصبحت حرة.ثم اتجهت مباشرةً إلى أكبر شركة مالية.هذه المرة، لم أعد المرأة التي تقف خلف فادي المالكي، ولم أعد ابنة عائلة الهاشمي الكبرى التي يتجاهلها الناس، بل سأعتمد على نفسي لأشق طريقي الخاص.دخلت المبنى، وفجأة لاحظت أن أمينة الرشيدي كانت تحدق بي من بعيد.كانت ترتدي ملابس فاخرة وتتمتع بأسلوب أنيق، لكنها تجمدت بوضوح عندما رأتني، كانت نظراتها معقدة وعميقة، وكأنها رأت شخصًا عزيزًا من الماضي من خلالي.ترددت قليلًا، ثم اقتربت، وصوتها كان هادئًا ويحمل لمسة من الترقب: "يا آنسة، هل يمكننا التحدث قليلًا؟"ترددت في البداية، لم أفهم غايتها، لكن لسبب ما، شعرت بقرب غريب تجاهها في أعماقي.في النهاية، أومأت برأسي: "حسنًا."بعد أكثر من شهر، وصل الخبر أنجبت منى الهاشمي طفلًا.أقامت عائلة زوجها وليمة عظيمة، وتفاخروا في كل مكان، قائلين إن حفيدًا سمينًا قد انضم إلى عائلتهم، وكان المشهد مليئًا بالبهاء.عندما سمعت هذا الخبر، ارتسمت على شفتي ابتسامة ساخرة.بعدما فقدت الطفل الذي كان في بطني، لا أدري من أين أحضرت هي طفلًا آخر، لقد خد

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status