Share

الفصل350

Author: شاهيندا بدوي
أصاب كلام نور كرامة شهد؛ فذلك يعني أن مسلسلاتها لا تحتاج إلى تفكير.

أرادت في الأصل أن تتفاخر بإنجازاتها، فقد نجحت كمغنية، وازدادت شهرتها كممثلة.

لكن نور أهانتها.

كتمت غيظها وأرادت أن تردّ عليها.

إلا أنّ وجود سمير أجبرها على كبح جماح نفسها.

قالت وهي تتوجه إلى النافذة وتنظر إلى لوحة الإعلان على المبنى المقابل: "أظن أن ملصقي الإعلاني هناك جميل جدًا، أليس كذلك يا نور؟"

ثم ابتسمت بسخرية، لم تعرف أن مكان المكتب يتيح لنور أن تراه بهذا الوضوح.

لا بد ان رؤيتها لإعلانها كل يوم تضايقها.

لم تلتفت نور وقالت ببرود: "آنسة شهد، أمامي عمل كثير، هل لديكِ أمر آخر؟"

لم تردّ الانجرار إلى حديثها، فكل ما في الأمر أن شهد تريد التباهي بنفسها، وهي لا تهتم بذلك.

اقتربت شهد من مكتبها وقالت: "لا، أعرفك منذ زمن وأحببت أن أتحدث معك قليلًا، وسمعت أنكِ تفكرين في الاستقالة. هل تبحثين عن عمل؟"

ثم نظرت إلى سمير متابعةً: "سمير، إذا استقالت نور، أستطيع أن أضمها كمساعدة لي، خبرتها كبيرة ولن تجد صعوبة."

لم يُسر كلٌّ من نور وسمير لسماعهما لهذا الكلام.

خاصة سمير، فهو لا يريد أن تترك نور الشركة، وكره أن تفتح شهد هذا الموضوع، فع
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Locked Chapter

Pinakabagong kabanata

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل360

    طالت نظراتُ نور لآثار أحمر الشفاه المطبوع على القميص، ولم يبدُ على ملامحُها الكثيرَ من الانفعال.فكَّرت أنّ خروجه لحفلات العمل يقتضي حتمًا إحاطةً من الحسناوات، وكان بوسعها تقبّل ذلك.غير أنّها لم يسبق لها أن رأت أثرًا كهذا على قميصه.قبضت بيدها على القميص لا إراديًا، فتكوَّنت تجاعيدٌ عليه شيئًا فشيئًا.ولم تعُد إلى وعيها إلا بعد أن فُتح باب الحمَّام.خرج سمير من الداخل، فرأى نور واقفةً بلا حراك، فسألها: "لِمَ تقفين هكذا؟"لم يُدرك تغيُّر حالها، بل ألقى نظرةً على الساعة وقال: "لقد تأخّر الوقت، في العادة تكونين نائمة الآن، ألا تستطيعين النوم اليوم؟"منذ فترة، لم تَعُد نور تنتظره لتنام كما كانت تفعل قديمًا.كان في الماضي حضوره شرط اطمئنانها إلى النوم.أما الآن، فكثيرًا ما يعود إلى المنزل متأخرًا، فيجدها قد نامت دون أن تنتظره.ومع أنّ وقتَ نومها لم يكن يخصَُّه. غير أنّ اختلافَ هذه التفاصيل عن الماضي يترك في نفسه شعورًا بالفجوة.لم تُكثر نور من السؤال، فلا شأن لها بمن يشرب معهم أو أيُّ النساء تلامسه. فتلك أمورٌ تهم شهد.وربما كان الأثرُ المطبوع من شفتيها هي.قالت بنبرةٍ فاترة وهي تتقدّم خ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل359

    "سمير، ما الذي يجعلك مستعجلًا إلى هذا الحد؟" قال عوَّاد وهو جالسٌ أمامه.كانا في ملهى ليلي في تلك اللحظة.جلسا في مقصورةٍ مغلقة، والموسيقى تصدح بصخبٍ وصوتٍ عالٍ، وعلى المنصة تتراقص نساءٌ فاتنات، وكثيرون يقضون ليلتهم هنا.الأجواء صاخبة نسبيًّا.لكن سمير حضر لا لشيءٍ إلا ليطفئ غيظه، فهو لم يكن يومًا شغوفًا بحياة المجون هذه.بل هي من صميم حياة عوّاد اليومية."لا شيء." أجابه سمير، متجهم الوجه، غارقًا في أفكاره، لا يرغب في البوح بما بينه وبين نور من خلاف.ارتشف عوَّاد النبيذ وفي حضنه حسناء، ثم ابتسم بخبث قائلًا: "أخمن أنك اصطدمت بجدارٍ جديد معها، أليس كذلك؟""مستحيل." قال بدر وهو يظن أنه يعرفه حق المعرفة: "متى خسر الأخ سمير في حياته؟ هذا غير وارد".قال عوَّاد ثانية: "بدر، لا تستهِن بتلك المرأة، رأيته يغلي المرة الماضية غيرةً لمجرد أنها تحدثت مع رجلٍ آخر لبضع كلمات، وقد شاهدت ذلك بعيني".لم يفهم بدر المغزى: "لماذا تراقب شخصًا متزوِّجًا لهذه الدرجة؟""اصمتوا!" انفجر سمير صارخًا لدى سماعه ملاحظاتهم الساخرة.فسكت عوَّاد.لكن من الواضح للعيان أن حالته الزوجية ليست على ما يرام.كيف يفقد السيطرة ع

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل358

    صادف نور فجأة، فتوقف صلاح وقال: "سيّدتي، السيد سمير دعاكِ إلى العشاء..."رآها ودموعها تلمع في عينيها، فأدرك أنهما قد تشاجرا، فأضاف مهدّئًا: "سيّدتي، مهما كان الخلاف الذي حدث بينكما هذه المرّة، فهو يعترف بخطئه. انظري، هذه الزهور اشتراها السيد خصيصًا لكِ".كان يريد إصلاح العلاقة بينهما.لقد لازم السيد سمير سنوات طويلة، ولم يسبق أن خطر بباله أن يشتري زهورًا لأحد.لا يفقه سمير شيئًا في الأمور التي يفعلها العشّاق.ليس لأنه يجهلها، بل لأنه لم يرَ امرأة تستحق أن يفعل ذلك من أجلها.كونه فكّر في نور وأنفق جهدًا لأجلها، دليل على أنه ما زال يهتم بها في أعماقه.نظرت نور إلى الزهور في يده وابتسمت ابتسامة باهتة ثم قالت: "ألم أقل لك أن تناديني السكرتيرة نور، لماذا تعود لتدعوني سيّدتي؟ لن أكون كذلك بعد الآن، سنظلّ زملاء فحسب. أما هذه الزهور، فليُهديها السيد سمير لمن تهمّه حقًا"."لكن... يا سيّدتي، ألست أنتِ أهم شخص عنده؟" حاول استرضاءها، لكنها أصرت على المغادرة، لا تريد أن تُبقي في نفسها ذرة أمل تجاه سمير.لا تنتظر الآن إلا إنهاء هذا الزواج فقط، بهدوء ومن دون نزاع."سيدتي." رآها صلاح تُغادر مسرعة، ثم

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل357

    نظر سمير إلى نور وسأل: "إنها مجرد روايات، لِمَ تخفينها؟ أهي مما لا أستطيع الاطلاع عليه؟"بادرت سالي تفسّر: "إنها روايات رومانسية، ومن الطبيعي أن تقرأها الفتيات في غرفهنّ خفية؛ ستشعر بالحرج لو عرف أحد. لقد بالغت في الشك يا سيد سمير!"كانت نور دائمًا حذرة في كل ما تفعل.قبل أن تشتري كتب التربية، اشترت بعض الروايات لتضعها على الطاولة.فيما أخفت كتب التربية داخل حقيبتها.فهي لا تريد لسمير أن يعرف، لذا رتّبت لكل شيء بدقة، حتى في هذه التفاصيل الصغيرة.ولم ترغب نور في الاسترسال بالحديث معه؛ فكل ما يملأ قلبه الآن هو الشك، أما أمر حملها من عدمه فليس هو القضية، لكن هذه الطريقة المتسلّطة تكفي لأن تثير غضبها ورغبتها في الرحيل.أخذت حقيبتها وغادرت مسرعة أمام عينيه.رمى سمير الكتب على الطاولة وصوته يجلجل خلفها: "قفي مكانك، يا نور!"لكنها لم تتوقف.تقدّم نحوها وأمسك يدها، وسأل ببرود: "أما سمعت ما قلت؟ أأصبحت لا تصغين إلى كلامي حتَّى؟"حاولت أن تتحرّر من قبضته، ثم التفتت إليه وقالت: "سيد سمير، لقد انتهى دوامي، وأنا الآن في وقتي الحر، فلماذا عليّ أن أستمع إلى كلامك؟"أدهشه قولها، فتجمّد في مكانه لبرهة.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل356

    "ما بكِ؟"سألت سالي بقلق، وقد رأت نور تسحب يدها، والشحوب يكسو وجهها.نهضت سالي، فإذا بسمير يقف أمامهما.ارتبكت هي الأخرى؛ كيف ظهر فجأة؟لكن لم يرتجف قلب أحدٍ مثل قلب نور.كانت تنوي قضاء وقت قصير مع سالي، ولم يمض وقتٌ طويل، فإذا به يصل في لمح البصر.أخذت ترتب ثيابها بلا وعي محاولةً إخفاء ارتباكها.وقف سمير بوجه متجهم غير راضٍ، وقد غلبت على ملامحه البرودة القاسية.رآهما تضحكان بسعادة، فاشتدّ في صدره الغيظ، ازداد انزعاجه لنسيان نور له، ومشى ببطء نحو الطاولة، عينيه تتفحصانهما، ولاحظ ارتباكهما، فسأل: "ما الذي يسعدكما هكذا؟"ثم استقرت نظراته على الشاي الذي طلبتاه، والحلويات، والطرود التي لا يجب أن تكون هنا، وبعض الكتب المخبأة في الداخل.أسرعت نور تأخذ الكتب والطرود لتخفيهم خلف ظهرها، وقالت: "لا شيء، كنا نتسامر أنا وسالي ونمزح".أومأت سالي مؤيدة: "صحيح، لم أتوقع أن تلحق بنا يا سيد سمير".حاولت تخفيف حدة الجو، فقالت مازحة: "سيد سمير، إنك حقًا لصيق بزوجتك؛ لم تكد تغيب دقائق حتى أتيت وراءها، لو علم الناس بغيرتك هذه لدهشوا".ضحكت وحدها وهي تقول هذا الكلام. وساد الصمت على الموقف، فشعرت بالحرج.ضي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل355

    كان سمير يترقَّب للعشاء بعض الشيء؛ فطوال هذه السنوات لم يُعِد يومًا هدية ليُرضي بها امرأة، وأراد حقًا أن يرى ردّة فعل نور.لكن حين خرج، وجد مكتبها خاليًا.اقترب، فرأى الحاسوب مطفأ، فالتفت إلى تالين التي كانت تقترب من المكتب، وسألها ببرود: "أين نور؟"كانت تحمل مجموعةً من الملفات، وأجابته: "غادرت الأخت نور قبل عشر دقائق، قالت إنها مرتبطة بعشاء مع صديقتها".تصلّب وجه سمير فجأة.عشاء مع صديقتها؟ أم مع صديقها؟ألم يخبرها إنه سيتناول العشاء معها الليلة؟هل تصرفها هذا يعني أنها رفضته؟اشتدّت برودة عينيه، وتعكّر مزاجه.خفق قلب تالين خوفًا عندما رأته بهذا الشكل، ولم تفهم سبب انزعاجه المفاجئ.أسرعت توضح: "يا سيد سمير، سمعت صوت امرأة تتحدث معها على الهاتف".تجمَّد وجهه، وخطى خارج المكتب بخطوات واسعة.كان صلاح ينتظر أسفل المبنى منذ مدة.وقد أعدّ كل شيء لأجل هذا العشاء.وما إن رآه يخرج بدون نور، ناوله باقة الورد قائلًا بابتسامة: "سيد سمير، هذه زهورك التي طلبتها، السيدة على الأغلب تتأنق قليلًا قبل أن تأتي..."لكن ما كاد ينهي كلامه ويسلِّمه الزهور، حتى اصطدم بنظراته الحادّة.تجمّدت ابتسامته، ولم يفهم

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status