LOGINثمل تلك الليلة، ولم يكن على لسانه سوى اسم حبيبته الأولى. وفي صباح اليوم التالي، استيقظ لا يتذكر شيئًا مما حدث، وقال لها: "اعثري لي على تلك المرأة التي كانت معي الليلة الماضية." "..." تملَّك اليأس قلب نور، فقدَّمت وثيقة الطلاق، وكتبت فيها أن سبب الطلاق هو: الزوجة تحب الأطفال، والزوج عاجز عن الإنجاب، مما أدى إلى تدهور العلاقة! اسودّ وجه سمير الذي لم يكن على علم بما يحدث عندما وصله الخبر، وأمر بإحضار نور فورًا ليثبت نفسه. وفي ليلة من الليالي، وبينما كانت نور عائدةً من عملها، أمسكها سمير من ذراعها فجأة، ودفعها إلى زاوية الدرج قائلًا: "كيف تطلبين الطلاق دون موافقتي؟" فأجابت بثبات: "أنت لا تملك القدرة، فلم تمنعني أيضًا من البحث عمّن يملكها؟" في تلك الليلة، قرر سمير أن يُريها بنفسه مدى قدرته. لكن عندما أخرجت نور من حقيبتها تقرير حمل، انفجر غيظه، وصرخ: "من والد هذا الطفل؟" أخذ يبحث عن والد الطفل، وأقسم أن يدفن هذا الحقير حيًّا. لكنّه لم يكن يعلم، أن نتائج بحثه ستؤول إليه شخصيًّا.
View Moreأعطتها هند كتاب القصص، وأشارت إلى الرسوم التوضيحية، وقالت: "هذه هي الشمس الزرقاء، أعتقد أن الفتاة الصغيرة رسمتها بشكل جميل".قالت سالي: "الشمس الزرقاء، رسمتها بشكل جميل".واستمرت تردد هكذا حتى غفت.في صباح اليوم التالي، لم تجد هند سالي عند استيقاظها، فبحثت عنها بقلق حتى رأت في ركن الحديقة الأخيرة أنها ترسم باستخدام عصا.كانت الرسومات مجردة جدًا، لا يمكن تمييز هوية ما ترسمه.لم تقاطعها هند، بل أبلغت فرعون بهدوء، وطلبت من أحدهم إحضار أدوات الرسم.كانت ترغب في أن تبدأ سالي بما تحبه، لأنها علمت أنها كانت تحب الرسم سابقًا.مرت الأيام، وأصبحت سالي مولعة بالرسم، وامتلأت غرفة الطابق الثاني برسوماتها. قامت هند بإحضار أشخاص لتأطير الرسومات، ووضعها في غرف أخرى في الطابق الثاني.نور، البعيدة في مدينة الدرعية، شعرت بالارتياح عند معرفتها بتغير سالي، لكنها كانت أيضًا تلوم نفسها، لأنها كان يجب أن تعيد سالي في وقت أبكر، حتى لا تتعرض لما حدث لاحقًا.خطرت لها فكرة، فأمرت خدمها بشراء بعض المجلات الفنية لإرسالها إلى قبيلة العزبي. كما ذكرها الخدم بأن عيد ميلاد شهاب قد اقترب، وسألوها إن كانت ترغب في إقامة حف
تنهد فرعون، وقال: "إذن فالأمر واضح. هذا في الطب يُسمى… لا يهم، لن تفهمي حتى لو قلتُ لك، لكن المهم أنها غير مناسبة للبقاء هنا، وربما هي نفسها لا تعرف السبب".التفتت نور تنظر إلى سالي بحنانٍ يمزّق القلب، وقالت بصوتٍ خافت: "إذن سنعتمد عليك يا أبي، سنتعبك معنا".لم يرَ فرعون الأمر مهمّة صعبة؛ فطالما أن سالي وافقت على الذهاب معه، فكل المشاكل ستُحلّ تلقائيًا عندما يصلا إلى قبيلة العزبي.وحين علم بما مرّت به سالي، خصّص لها مكانًا منفصلًا وحوّله إلى بيتٍ صغير به حديقة، لا يدخله أحد سوى الخادمة المسؤولة عن رعايتها، بالإضافة إلى من يأتي لتنظيف الغرف وتقديم الوجبات الثلاث فقط.بيئة هادئة كهذه مناسبة تمامًا لتهدئة قلب سالي.وصلا إلى قبيلة العزبي عند اقتراب الغروب، ويبدو أن سالي تخاف قليلًا من حلول الليل، فلم تكن حالتها العامة جيدة.لاحظ فرعون ذلك فورًا، فأشار للخادمة أن تأخذها إلى البيت، وطلب أن تُرسل الوجبة إلى غرفتها بعد أن ترتّب نفسها.وحين نزلت سالي من الطابق العلوي لاحقًا، خفّ توتر وجهها قليلًا عندما رأت فرعون. ولم يفت هذا عليه.أشار لها بالجلوس أمامه، وبدأ يقدّم لها الطعام بيده.كانت سالي تأ
استيقظت سالي من كابوسٍ مفزع، وظلّت جالسة في ذهولٍ طويل، ثم زحفت من السرير وتكوّرت في زاوية الغرفة وهي تبكي بصوتٍ خافت.كانت نور قلقة من احتمال عدم اعتيادها في يومها الأول، فنزلت لترى كيف حالها، وما إن سمعت صوت البكاء من الداخل، حتى فتحت الباب على الفور.وحين أضاءت الغرفة ورأت سالي، ارتجف قلبها من الصدمة.اقتربت منها واحتضنتها برفق، وقالت: "أحَلِمتِ بكابوس؟"هزّت سالي رأسها.مدّت نور يدها بعادةٍ متجذّرة فيها، وربّتت على جبينها، اندهشت سالي قليلًا.ثم سألت بصوتٍ منخفض: "هل كنّا نعرف بعضنا من قبل؟"أومأت نور، وقالت: "نعم، كنّا صديقتين مقرّبتين".أمالت سالي رأسها تفكّر، وقالت: "بما أنّنا كنّا صديقتين، هل كنتِ تفعلين هذا لي من قبل؟"وأشارت إلى جبينها، تنظر إلى نور ببراءة.ابتسمت نور ابتسامة مريرة وهزّت رأسها، وكادت دموعها أن تهبط.فحين كانت سالي تحزن سابقًا، كانت نور دائمًا تخفّف عنها بهذه الطريقة.والآن، سالي لا تذكر مَن تكون نور، لكنها ما زالت تذكّر هذا التفصيل، أهو ما يسمونه ذاكرة الجسد؟مهما يكن، طالما أنّ سالي تحت رعايتها الآن، فهي عازمة على أن تجعلها تتحسَّن.ربّتت نور على جبينها مرة
هزّت سالي رأسها.كانت تعرف أنها طالما تطيع حلمي، فلن يوبخها.اقتربت من شفتيه بحذر شديد، وبطء، وتقليدًا لما فعله هو من قبل، قامت بعضِّه عضَّةً خفيفة.لكنها لم تفعل شيئًا آخر.شعر حلمي بسعادة غامرة، فاحتضنها وهو يضغط عليها.بعد أن أنهى ما أراده، أحضر لها الدواء والماء، وحرص على أن تشربه بالكامل.كانت سالي محتارة، أرادت أن تسأل لماذا عليها تناول الدواء دائمًا بعدما ينتهون من فعلها، لكنها خشيت أن يُوبخها، فلم تسأل.بعد أن تناولت الدواء، استلقت مطيعة على السرير، وبمجرد أن غادر حلمي، نزلت فورًا أسفل السرير، واختبأت خلف الباب لتتجسس.كان حلمي بالفعل واقفًا خارج الغرفة، وبعد مدة دخل إلى المكتب.أما سالي، فعادت إلى السرير لتستلقي، وعندما تأكدت أن حلمي لم يغضب، غفت بسلام.في اليوم التالي، بعد تناول الغداء، أعاد حلمي سالي إلى المستشفى للاستفسار عن مسألة العملية الجراحية.أبلغوه أنه لا يمكن إجراء العملية مؤقتًا، فظن حلمي على الفور أن هذا من تدبير سمير.غضب بشدة، وهاجم مكتب الطبيب، مهددًا إياه بأن يُجري العملية على الفور.خاف الطبيب فلم يجرؤ على الرفض، وأعطى تعليماته الداخلية للممرضة للقيام بتحضيرا






Ratings
reviewsMore