ثمل تلك الليلة، ولم يكن على لسانه سوى اسم حبيبته الأولى. وفي صباح اليوم التالي، استيقظ لا يتذكر شيئًا مما حدث، وقال لها: "اعثري لي على تلك المرأة التي كانت معي الليلة الماضية." "..." تملَّك اليأس قلب نور، فقدَّمت وثيقة الطلاق، وكتبت فيها أن سبب الطلاق هو: الزوجة تحب الأطفال، والزوج عاجز عن الإنجاب، مما أدى إلى تدهور العلاقة! اسودّ وجه سمير الذي لم يكن على علم بما يحدث عندما وصله الخبر، وأمر بإحضار نور فورًا ليثبت نفسه. وفي ليلة من الليالي، وبينما كانت نور عائدةً من عملها، أمسكها سمير من ذراعها فجأة، ودفعها إلى زاوية الدرج قائلًا: "كيف تطلبين الطلاق دون موافقتي؟" فأجابت بثبات: "أنت لا تملك القدرة، فلم تمنعني أيضًا من البحث عمّن يملكها؟" في تلك الليلة، قرر سمير أن يُريها بنفسه مدى قدرته. لكن عندما أخرجت نور من حقيبتها تقرير حمل، انفجر غيظه، وصرخ: "من والد هذا الطفل؟" أخذ يبحث عن والد الطفل، وأقسم أن يدفن هذا الحقير حيًّا. لكنّه لم يكن يعلم، أن نتائج بحثه ستؤول إليه شخصيًّا.
View Moreتوقفت شهد هناك، وأجبرت نفسها على الابتسام، وهي تلتفت للخلف قائلة: "يا عمة دعاء، هل هناك شيءٌ آخر تريدينه مني؟"نظرت إليها دعاء، وقالت: "أنتِ أيضًا جئت لتشتري ملابس، ألم تشترِ هذا المعطف لكِ؟"تجمد وجه شهد، وقالت: "إنه لشخص آخر."رأت دعاء الحقيقة لكنها لم تفصح عنها، ووضعت يديها على صدرها، وقالت بصوت بارد: "يا شهد، أنت مهما كان شخصية عامة، وتعرفين ما يجب عليك فعله، وما لا يجب عليكِ فعله. هناك بعض الأشياء التي لا أتكلم عنها فقط من أجل الحفاظ على كرامة عائلتك، لذا فلا تظني أني أوافق على ما تفعليه فقط لأنني أتغاضى عنه. لا تنتظري حتى ينكشف الأمر ثم تندمين، حينها لن ينفع الندم. أنا لست مثل فاطمة التي تسمح لك بالعبث كما تشائين."تغير وجه شهد، واحمرت عيناها لدى سماعها ما قِيل، وبدأت أصابعها تنقبض، وصوتها أصبح ضعيفًا وهي تقول: "فهمت يا عمة القزعلي."لم تنظر إليها دعاء، بل فقط تنهَّدت ببرود.شعرت شهد بالإهانة، وكادت تتعثر من الغضب، لدرجة أن مساعدتها ساندتها لتخرج من المكان.قالت دعاء: "يا نور، بما أن لقائنا صعب، لنذهب ونشرب كوب قهوة."فردت نور: "حسنًا يا عمتي، هناك مقهى قريب، دعينا نذهب إ
هي لا تصدق أن سمير يمكن أن يعطي نور بطاقة بنكية بها عشرة مليون دولار.لقد تحرت عن الأمر من قبل، وعرفت أن علاقتهما لم تكن جيدة، وسمير نادرًا ما يهتم بها.لقد عملت كسكرتيرة له لمدة سبع سنوات، ولم تحصل منه حتى على نظرة تقدير واحدة.لو كان يهتم بها حقًا، لما أخفى زواجهما، بل كان سيعلن علاقتهما بشكل علني.الاحتمال الوحيد هو أن نور يتم إعالتها سرًا من قبل شخص ما دون علم سمير.هي تفضل أن تصدق هذا، بدلًا من أن تصدق أن سمير قد يعطيها مالًا.قال صوت آخر فجأة وسط حديثهما: "ما الخطأ في أن يعطي ابن اخي لزوجته بعض المال؟ هل يحتاج هذا لإساءة الظن؟ أم أنك يا آنسة شهد لا تستطيعين أكل العنب فتقولين عنه حامض؟"نظرت نور باتجاه الصوت، فرأت دعاء تمشي بخفة ورشاقة، وهي ترتدي فستانًا أسود مشقوق الجانبين يبرز جمال جسدها الفاتن، ورفعت شعرها على شكل كعكة، وعلى الرغم من أنها تقارب الخمسين من عمرها، إلا أن وجهها لا يظهر عليه أثر الزمن، وكانت تمشي بأناقة.قالت نور بدهشة: "عمتي."ابتسمت دعاء، وقالت: "يا لها من صدفة، صادفتك وأنا اشتري بعض الملابس."دعاء هي العمة البيولوجية الوحيدة لسمير.كما أنها أصغر بنات
"كثيرًا ما ارتدى سمير ملابس مصممة خصيصًا له."، ثم قالت نور بوجه خالٍ من التعابير: "ما دمت أنا من اشتراه، فسيلبسه، لكن أتسائل لمن تختارين أنتِ الملابس؟"تقدمت شهد بخطواتها، ونظراتهما تتقابل مع نور، دون أن تظهر أي منهما ضعفها، وكأن شررًا يتطاير بينهما.ابتسمت شهد وقالت: "أشتري لحبيبي معطفًا لا يوجد منه إلا عشر قطع فقط في العالم، هل تريدين أن أريك إياه؟"كان في نبرتها الكثير من التفاخر.هي كانت قادرة على بذل المجهود وإنفاق المال لشراء ملابس فاخرة مصممَّة خصيصًا له، أما الملابس التي تختارها نور بداخل المحل يمكن العثور عليها في أي مكان.هما يختلفان تمامًا في اختيار ملابس الرجل.أحضرت الموظفة علبة المعطف ذي النسخة المحدودة، وكانت تفوح منها رائحة المال من الداخل والخارج.نظرت نور للمعطف، ثم قالت بسخرية خفيفة: "تحتاجين يا آنسة شهد أن يقوم غيرك بشراء فساتين الحفلات لك، فهل أنت متأكدة أنك تستطيعين الدفع هذه المرَّة؟"رفعت شهد حاجبيها، وقالت: "حبيبي كريم معي، هل تغارين مني أم ماذا؟""لا أغار منك." قالت نور، ثم أكملت بهدوء: "الأمر فقط أن هذا المال ليس نظيفًا جدًا، أخشى أن يؤثر على سمعتك."
اسودّ وجه سمير عندما سمع تمتمة نور، وشعر بثقل في صدره.فنهض واقفًا دون أن يهتم ببكاء نور، بل وقف أمام النافذة وأخرج سيجارة وأشعلها.تصاعد الدخَّان، وامتلأ الجو بالبرودة.بعد أن أنهى سيجارته، غادر غرفة النوم، ولم يعد إليها أبدًا.في صباح اليوم التالي.كانت نور تعاني من صداع شديد.عندما نهضت، أمسكت برأسها، كانت تشعر وكأن رأسها أثقل من قدميها.نزلت من السرير، وصبت لنفسها كوب ماء لتفيق من أثر الكحول.عندما ذهبت إلى الحمّام لتغسل وجهها، لاحظت أن عينيها منتفختين، على ما يبدو لم تكن ليلة البارحة ليلةً هادئة.تذكرت أن سمير هو من أعادها للمنزل، لكن السرير لم يكن عليه أي أثر بجانبها، مما يدل على أنه لم يَنم بجوارها.رغم أنها تتذكر أنه اعتنى بها لفترة طويلة.هذه أول مرة يرعاها بهذه الطريقة.لم تكن تفهم، لماذا كان سمير بجوارها ليلة الأمس في ذلك الوقت تحديدًا، ولماذا أعادها للمنزل؟وتذكّرت أيضًا بشكلٍ مبهم أنها ربما غضبت بشدة ليلة الأمس، ومع ذلك لم يغضب منها سمير، بل كان يحاول أن يرضيها.بعد أن غسلت وجهها، نزلت نور إلى الطابق السفلي، وكانت العاملات حينها قد جهَّزن الإفطار.ظنّت أن سم
نظر سمير إليها لدى سماعه لصوتها، فرأى أنها تحك يدها، وقد ظهرت عليها بقعة من الطفح الجلدي.أمسك بذراعها على الفور ليمنعها من الحك، وقال: "كفِّي عن الحك."قالت نور وهي تشعر بانزعاج شديد: "إنه يحكني."برم سمير حاجبيه، وقال بصوت منخفض: "لديك حساسية من الكحول، ومع ذلك شربتِ هذا القدر الكبير منه."فتحت نور عينيها وهي في حالة من الضياع، وكأنها ترى ظل سمير، وقالت: "أين أنا؟""في المنزل."خلع سمير حذاءها، ثم خلع عنها الملابس التي قد تزعجها، وغطاها جيدًا باللحاف.استعادت نور وعيها قليلًا، وتذكرت أنها كانت تحضر لقاء زملاء الدراسة، وشربت قليلًا من الكحول، ويبدو أن مشكلةً ما قد حدثت.وفي اللحظة الحرجة ظهر سمير."هل أنت من أعادني إلى المنزل؟" سألته نور.ذهب سمير إلى الحمام، وأحضر وعاءً من الماء الساخن، وبلل منشفة، وبدأ بمسح ذراعها بعناية.كانت ذراعها الصغيرة حمراء، وعليها طفح جلدي وآثار حكة، قال سمير: "إن لم يكن أنا، فمن غيري؟ في المرة القادمة غير مسموح لكِ بالشرب."هو لا يحب أن تشرب نور الكحول.فالشخص المصاب بحساسية من الكحول، إذا شرب قد يواجه خطرًا كبيرًا.نظرت نور إلى سمير، وهو يمسح
بكت نور بشدَّة أكبر عندما تذكّرت الظلم الذي تعرضت له.جذب بكاؤها أنظار المارة.قال أحد المارة بعد أن رأى نور تبكي هكذا: "يا أخي، هل أغضبت صديقتك؟ انظر كيف تبكي، من الواضح أنها عانت الكثير معك."لم يرغب سمير في حدوث مثل هذا الموقف على الملأ، ولم يسبق له أن واجه موقفًا كهذا من قبل، فقال: "إنها غاضبة قليلًا فقط، ستهدأ بعد قليل."حمل نور، وحاول أن يأخذها بعيدًا.لكن نور كانت كالسمكة تتلوى بين يديه، وتبكي بصوت عالٍ.قال أحد المارة: "أهم شيء في مراضاة حبيبتك، هو أن تكون صبورًا، من المؤكد أنك أنت من أزعجتها، ولهذا لا تريد الذهاب معك، لا توجد فتاة تغضب بدون سبب." لكن سمير لم يكن يعلم لماذا كانت غاضبة.إن من كرمه أنه لم يغضب عليها، فكيف يكون لها هي أن تغضب؟لكن برؤيته لبكائها الشديد هذا، لم يستطع أن يقول شيئًا.أصيب سمير بالصداع، لم يسبق له أن قام بمراضاة امرأة من قبل، فكان قليل الخبرة وعاجزًا، إن هذا أصعب من التفاوض في التجارة، فسألها: "يا نور، كيف أستطيع أن أمحي غضبك؟" رفعت نور رأسها، ورأت سمير يحني رأسه نحوها، ففتحت ذراعيها، وقالت: "احملني على ظهرك، وسأخبرك حينها." قال أحد الم
Comments