All Chapters of تفصلنا جبالٌ وبحار: Chapter 11 - Chapter 20

21 Chapters

الفصل 11

عندما سمع رشيد اسم أمال، توقف للحظات قليلة.خلال العامين الماضيين، سمع الكثير عن أمال، حيث كانت امرأة ذات كفاءة عالية في عملها.تتمتع بقدرة كبيرة على تناول الشراب، كما أنها متحدثة لبقة.كانت تشبه أمال هذه أمل في العديد من النواحي.لكن للأسف، لم تكن أمل."سذهب غدًا للمشاركة في المناسبة والتواصل.""حسنًا، سيد رشيد."في صباح اليوم التالي، أثناء تناول الإفطار، كان عمر يحرك الحليب في كوبه بلا مبالاة.فالرجل يتمتع بشخصية لطيفة، وكل حركة من حركاته تعكس طابع الشخصية القيادية.توقف نظره على أمل التي كانت تجلس بجانبه:"سمعت أنه مؤخرًا أصبح في وضع صعب، ولن يفوت أي حفلة في مدينة القاهرة.""ربما من الأفضل ألا تظهري الليلة؟"توقفت أمل عن قضم شطيرتها، ثم هزّت رأسها:خلال العامين الماضيين منذ طلاقها، تخلصت من الكثير من الهموم، وأصبحت حالتها أفضل بكثير مما كانت عليه في السنوات السابقة.الآن، وجهها يمتلئ بالحيوية، وشفتاها حمراوان، وأسنانها بيضاء:"لا داعي لذلك، سأظهر بشكل طبيعي."منذ اليوم الأول لعودتها إلى القاهرة، كانت تتوقع أن تلتقي برشيد مرة أخرى.بما أن الأمر لا مفر منه، فلتكن المواجهة طبيعية.وإن
Read more

الفصل 12

"لا."قالتها أمل بحزم قاطع.ثم فكرت لوهلة، وأردفت ببرود:"لو أتيح لي أن أعيش حياتي من جديد، لرفضتُك منذ اللحظة التي أرسلت فيها أول رسالة حب. لم أكن لأختارك، ولم أكن لأرغب حتى في التعرف عليك."لقد بذَلت كل ما في وسعها في هذه العلاقة.حين وقفت إلى جانبه في مرحلة تأسيس شركته، كان هناك من نصحها بعدم تقديم كل شيء لرجل.كما يقول المثل الشعبي:"يامأمنة للرجال، يا مأمنة للمية فى الغربال."لكنها لم تصدق ذلك، وظلت تمنحه كل حبها، مراهنة على صدق مشاعره.لكن من كان يتخيل أنه كان يخونها منذ تسع سنوات؟قبل حتى أن ينجح، قبل حتى أن تصبح لديه أي مكانة.فهذا أشد قسوة من أن يخونها بعد نجاحه.شحب وجه رشيد في لحظة، لكن لم تأبه له أمل، بل تابعت بنبرة باردة:"لذا، إذا كنت تشعر ولو بذرة من الذنب تجاهي، فوقع على وثيقة الطلاق.""لا يوجد أي احتمالات بيننا بعد اليوم."أنهت كلماتها، ثم استدارت وعادت إلى قاعة الحفل، غير مكترثة لملامح رشيد المتجمدة.كان لديها الكثير من الأشياء التي يجب أن تفعلها، ولم تكن لتخيب أمال عمر الذي أعد لها هذه الحفلة بكل عناية.حاول رشيد اللحاق بها، لكن عمر رفع يده، وفي لحظة تقدم الحراس وأخرج
Read more

الفصل 13

في نفس اللحظة تقريبًا، اتصل عمر بها.صوته على الهاتف بدا هادئًأ:"أعتقد أنهم جاءوا لمقابلتكِ، لقد وصلوا للتو."كانت عينا أمل باردة:"يعرفون جيدًا كيف يختارون التوقيت، حسب رشيد موعد عودتي بدقة."صمت عمر للحظة، ثم جاء صوته العميق الواثق:"إذا كنتِ لا تريدين رؤيتهم، سأطلب من رجالي أن يبعدوهم."ثم أضاف:"أظن أنهم جاؤوا للضغط عليكِ كي تعودي إليه."تأملت أمل الأمر للحظة، ثم هزّت رأسها.على الرغم من أن عائلة رشيد لم تكن غنية، إلا أن والديْه كانا يعاملانها بلطف خلال السنوات التي قضتها معهم.كانا دائمًا ما يرسلان لها المنتجات الزراعية التي يزرعانها.وكانا يزرعان أي شيء تحبه.لذلك، رغم أنها تمضي قدمًا في قضية الطلاق، كان عليها على الأقل أن تحترم العلاقة التي جمعتها بهما يومًا ما."دعهم يدخلون، سأتحدث معهم."أوقفت سيارتها وانتظرت عشر دقائق قبل أن تمشي ببطء نحو غرفة الضيوف.عندما رآها والدا رشيد، نهضا بسرعة.كما توقع عمر، جاء والدا رشيد ليحاولا إقناعها بالعودة إليه.أخذا يكرران أن علاقتها بابنهما استمرت اثني عشر عامًا، وأنه من الصعب العثور على شخص آخر بهذه الدرجة من الثقة.ثم أكّدا لها أن رشيد قد
Read more

الفصل 14

صُدم رشيد لثوانٍ، ونظر إلى أمل بنظرة معقدة.أذتها عدة مرات؟لماذا لم تخبره أمل بذلك أبدًا؟لم يتحرك لمساعدة شيرين، التي نهضت بنفسها وهي تحدق بأمل بحقد:"لولاكِ، لما انفصل رشيد عني! كل هذا بسببك."نظرت إليها أمل بهدوء، ثم ابتسمت بسخرية:"بسببي؟ ومن الذي دمر عائلتي؟ هل كنتُ أنا من أجبركِ على الإجهاض المتكرر؟""شيرين، حتى لو تركت لكِ مكاني كزوجة، بعقليتك هذه، لن تصلي إليه أبدًا."اشتعل غضب شيرين، وكادت تنفجر بالسباب، لكن رشيد سارع بإيقافها: "كفى! توقفي عن هذا.""قبل عامين، ماذا فعلتِ بأمل؟"تجنبت شيرين النظر إليه، وعلامات التوتر بادية على وجهها:"لم أفعل شيئًا! إنها واقفة أمامك الآن، سليمة كما ترون."لكنّ أمل، هي التي استرجعت تلك الليلة، وارتجف جسدها لا إراديًا.أحاط عمر بكتفيها، وربت عليها بلطف ليهدئها.وحين استعادت هدوءها، نظر إلى شيرين ببرود، وعيناه يكسوهما الجليد:"سأعيد فتح ملف تلك الليلة في الحفلة، الشرطة ستحقق في كل شيء، وسنعرف ما إذا كنتِ قد آذيتِ أمل أم لا." ثم التفت إلى رشيد، مع سخرية واضحة على وجهه:"سيد رشيد، أنت لا تعلم حتى ما الذي تعرضت له أمل من قِبل الغرباء، فكيف تجرأ ع
Read more

الفصل 15

بعد دخول شيرين السجن بفترة وجيزة، واجهت شركة رشيد أزمة مالية حادة.بسبب قراراته الأخيرة الخاطئة، بالإضافة إلى الخسائر التي تكبدتها الشركة خلال العامين الماضيين، لم يتمكن من دفع رواتب الموظفين هذا الشهر.عندما علم بهذا الخبر، بقي رشيد في مكتبه طوال الليل.راودته مشاهد من الماضي، حينما كانت أمل بجانبه خلال تأسيس الشركة.قبل خمس سنوات، لم يكن يعرف كيفية التعامل مع العملاء، فكانت أمل تبحث على الإنترنت وتعلمه بكل صبر.وحينما فشل في مشروعه لثلاث سنوات متتالية، منعها من استخدام أموال أسرتها، لكنها كانت تشتري له المكملات الغذائية سرًا.اجتاحه شعور طاغٍ بالندم، أمسك رأسه بكلتا يديه، وانفجر بالبكاء.لقد أخطأ، خطأً فادحًا لا يغتفر.لم ترى أمل رشيد لمدة شهرين متتاليين.في أحد الأيام، خرجت أمل مع منة لشرب الشاي. وبينما كانت منة تتصفح الإنترنت، صرخت فجأة:"يا إلهي! رشيد قد اختفى."توقفت يد أمل عن تحريك ملعقتها، وردت بلا مبالاة:"همم."لم يكن ظهوره أو اختفاؤه يعني لها شيئًا، كانت تظن فقط أنه أخيرًا قرر المضي قدمًا.لكن منة واصلت التصفح وهزت رأسها بأسف:"لقد اختفى تمامًا منذ شهرين، وشركته تمر بأزمة م
Read more

الفصل 16

ابتسمت شيرين بهدوء، راضية تمامًا عن تعابير أمل المتوترة والعاجزة في هذه اللحظة:"سأبدأ البث المباشر الآن، وعليك أن تعتذري لي أمام الجميع وتعترفي بخطئكِ. قولي إنك كنتِ العشيقة، وإنكِ أجبرتِ رشيد على الزواج منكِ والتخلي عني.""إذا وافقتِ، سأطلق سراحكِ بعد انتهاء البث، ما رأيكِ؟"ارتسمت ملامح باردة على وجه أمل، وحدّقت في المرأة المجنونة أمامها بوجه متجهم:"هل جُننتِ؟ كيف يمكنك أن تكوني سيئةً إلى هذا الحد؟"أن تعترف في بث مباشر بأنها كانت العشيقة؟إذا تم تسجيل البث ونشره على الإنترنت، ستدمر سمعتها إلى الأبد.ليس فقط سمعتها، بل حتى أطفالها في المستقبل قد يتعرضون للتنمر بسبب ذلك."مستحيل أن أوافق على ذلك."رفعت شيرين السكين ورسمت جرحًا آخر على وجه أمل.شعرت أمل بألم شديد، لكنها لم تصدر صوتًا."إذا وافقتِ، فلن أؤذيكِ.""أما إذا رفضتِ، فسأقطع وجهك كل عشر دقائق حتى توافقين."نظرت أمل بجدية إلى شيرين التي بدت مجنونة، وقالت:"ألا تعلمين أن رشيد على وشك الإفلاس؟ رجل على وشك الإفلاس، هل يستحق أن تفقدي عقلكِ من أجله؟""مستحيل! كيف يمكن أن يُفلس؟؟"لم تصدق شيرين، ونظرت إلى أمل بعيون واسعة:"هل تكذبي
Read more

الفصل 17

"لن أقول شيئًا."بقي القليل فقط، وستتمكن من فك الحبال.أغمضت شيرين عينيها وقالت بنبرة شريرة:"حسنًا، إن لم تتكلمي، فسأدمرك.""سأشوه وجهك، حتى لا تتمكني أبدًا من إغواء أي رجل آخر. سأقيم العدل الآن."فقدت شيرين صوابها تمامًا.التقطت السكين، واتجهت نحو وجه أمل لتجرحها به.لكن في اللحظة نفسها، نجحت أمل في فك الحبال، فتملصت منه بسرعة.أدركت شيرين أن هناك خطبًا ما، فمدّت يدها للإمساك بها.ركضت أمل بكل ما أوتيت من قوة، لكن جسدها كان مثقلًا بالجراح، فتعثرت بعد بضع خطوات، وكانت شيرين على وشك الإمساك بها.في تلك اللحظة، ظهر فجأة شخص يرتدي ملابس سوداء.وقف عمر أمام أمل، وركل شيرين بقوة، ثم ضمّ أمل إلى صدره ليحميها:"أمل، سأأخذك إلى المستشفى."كان صوته ممتلئًا بالتوتر، والقلق، والندم، وتأنيب الضمير.حدّقت أمل في عمر، وعيناها المبللتان بالدموع تلمعان.وفي تلك اللحظة، لم تعد قادرة على التماسك، فانهارت بالبكاء."يؤلمني، عمر، إنه يؤلمني كثيرًا."ضيّق عمر عينيه بنظرة شريرة، ونظر إلى شيرين التي كانت تحاول النهوض بصعوبة، فركلها مجددًا لتسقط أرضًا.لكن ذلك لم يكن كافيًا لإطفاء غضبه، فالتفت إلى السكرتير سم
Read more

الفصل 18

بعد أن أنهى رشيد كلامه بصوت متهدج، نظرت إليه أمل ببرودة وهزت رأسها بلا اكتراث:"أنت حقًا شخص مثير للاشمئزاز.""إذا كنت لا تزال رجلاً، وقّع على وثيقة الطلاق، ودعنا ننفصل بشكلٍ لائق، وسأحترمك كرجل نبيل.""لكن كل ما فعلته خلال الشهرين الماضيين، أي من هذه الأمور كان من أجلي حقًا؟ كل ما قمت به لم يكن إلا لإرضاء مشاعرك أنت وحدك."ما فعله لم يجعلها إلا أكثر تيقنًا بأن قرارها بالرحيل كان القرار الصائب."ماذا عليّ أن أفعل حتى تسامحيني؟"نظر إليها رشيد بتوسل، وعيناه مليئتان بالحزن:"هل يجب أن أموت حتى تغفري لي؟"وبينما كان يتحدث، أخرج فجأة سكينًا من مكان مجهول، وقطع معصمه بحركة حادة.كان الجرح عميقًا، وبدأت الدماء تتدفق بغزارة.تجمدت أمل للحظات، ثم تراجعت خطوتين إلى الخلف وهزت رأسها ببطء، قائلة بصوت خافت:" لقد جننت حقًا… شركتك أفلست، وخلال الشهرين الماضيين لم تكن فقط تتسكع في الأماكن التي اعتدنا الذهاب إليها، بل علمتُ أيضًا أنك كنت تتوسل للعديد من الأشخاص من أجل المال، في محاولة يائسة لإنقاذ شركتك."هو ليس فقط غير مخلص، بل أخلاقه أيضًا محل شك.ومضت نظرة غريبة في عيني رشيد، ونظر إلى أمل بدهشة:
Read more

الفصل 19

هزت أمل رأسها:"كنا سنصل إلى هذه النقطة حتى بدون شيرين، ستكون فقط امرأة أخرى.""رشيد، أنت حقًا لا تفهم معنى الحب."نظر رشيد إلى الخاتم الماسي الكبير في يد أمل، فارتعد جسده، وقال بصوت أجش:"حينها، هل ستدعينني لحضور حفل زفافك؟"هزّت أمل رأسها ورفضت بصوت بارد:"لا، لا أريد رؤيتك مجددًا."تقدم عمر وأمسك بيد أمل:"سيد رشيد، أرجو أن لا تزعج خطيبتي في المستقبل، وإلا فلن أكون شخصًا متسامحًا."كانت رسالته واضحة.إذا حاول رشيد الاقتراب من أمل مرة أخرى، فلن يتركه عمر وشأنه.أخفض رشيد رأسه، وظل يراقب بصمت بينما يغادر عمر وهو يعانق أمل.جلس عند مكتب الأحوال المدنية، وتمتم لنفسه بمرارة:"انتهى كل شيء… ضاع كل شيء.""المال، المنزل، الشركة، الزوجة… ضاع كل شيء."في اليوم التالي، عاد عمر مع أمل إلى منزل عائلتها.كان قد اشترى الهدايا مسبقًا، لكنها لم تكن تكفي لصندوق السيارة الخلفي وحده، فاضطر لاستئجار سيارة أخرى لحمل الباقي.ضغطت أمل على جرس الباب، وعندما فتحت والدتها الباب ورأت أمل تمسك بيد عمر، أصيبت بصدمة خفيفة، ثم ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها:"أمل، عمر، عدتما أخيرًا."بينما كانت تتحدث، شدّت والدة
Read more

الفصل 20

بعد مرور أسبوعين، في فندق الماسة الملكي.وقفت أمل عند المدخل، تستقبل الأصدقاء والأقارب الذين حضروا لحضور حفل الزفاف.كانت ترتدي فستانًا أحمر للاستقبال، وواقف بجانبها عمر.كان مظهرهما جميلاً، مثل الأمير والأميرة، يجذبان الأنظار."سيبدأ الحفل بعد نصف ساعة."نظر عمر إلى حذاء أمل ذو الكعب العالي وسأل: "هل تشعرين بالتعب من الوقوف بالكعب العالي؟"هزت أمل رأسها وابتسمت له ببراءة:" لا، أنا سعيدة جدًا."نظر والدا عمر إلى زوجة ابنهما المستقبلية بارتياحٍ تام.لطالما رأيا أمل تكبر أمام أعينهما، فهي فتاة طيبة القلب.عائلة الشامي لم تكن بحاجة إلى المال، بل على العكس، لطالما تمنوا أن تصبح أمل زوجة لابنهم.والآن، تحقق حلمهم أخيراً.في نفس الوقت، في موقف السيارات أسفل بالفندق.ظهر رشيد مرتديًا ملابس كاملة وقناعًا وقبعة، ويتسلل بخفية إلى موقف السيارات.كان يمسك في يده كيساً صغيراً من المسحوق، ثم استدار ودخل المصعد.بعد نصف ساعة، صعد مقدم الحفل إلى المسرح، وبدأ حفل الزفاف رسمياً.أمسك والد أمل بيد ابنته، وسار بها خطوة بخطوة إلى عمر، ثم سلّمها له.بعد إلقاء كلمتيهما، شرب العروسان نخب الزواج، ثم بدأ تقديم
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status