All Chapters of تفصلنا جبالٌ وبحار: Chapter 1 - Chapter 10

21 Chapters

الفصل 1

"سيدتي، هل أنت متأكدة من أنكِ تريدين إلغاء تذكرة الطيران المقررة بعد سبعة أيام للسفر مع المدير رشيد للاستقرار في الخارج؟"جاء صوت السكرتيرة عبر الهاتف بدا مشوبًا بالحيرة.وقفت أمل على الشرفة، وألقت نظرة خاطفة على الشجرة الجافة في الأسفل، ثم اتخذت قرارها أخيرًا:"نعم، احجزي لي تذكرة عودة إلى منزل والديّ في اليوم ذاته، واحجزي لشيرين تذكرة للسفر إلى الخارج في نفس اليوم.""بعد سبعة أيام، سأودعهما بنفسي، ثم أعود إلى منزل والديّ."على الطرف الآخر من الهاتف، توقفت السكرتيرة للحظة، مذهولة.فشيرين هي عشيقة زوج السيدة، ما الذي تنوي فعله بالضبط؟ رغم حيرتها، أجابت باحترام:"حسنًا، سيدتي."أغلقت أمل الهاتففي غرفة المعيشة، كان رشيد يجلس بملامح ضجرة، وبمجرد أن رأى أمل تدخل، نهض متجهمًا:"هل اتخذتِ قراركِ؟ شيرين لا تزال تنتظر ردّي."قبل عشر دقائق فقط، كانت أمل قد أنهت تحضير العشاء.وبمجرد أن عاد رشيد إلى المنزل، لم ينتظر طويلًا ليضع الأوراق على الطاولة: "لا أريد الاستمرار في إخفاء الأمر عنكِ، شيرين تعيش في المجمع السكني المجاور لنا.""لقد بقيت معي طوال تسع سنوات، وأنا مدين لها بالكثير، لذا عندما أه
Read more

الفصل 2

بعد بضع كلمات، صمتت أمل.لم تكن عاطلة عن العمل طوال هذه السنوات بإرادتها، بل لأن السنوات التي قضتها في دعم رشيد أثناء تأسيس شركته، كانت مرهقة للغاية، وتركتها مع أضرار صحية لا يمكن علاجها.حين بدأ عمله، كان لا يزال شابًا مغرورًا يفتقر إلى الخبرة في التفاوض، ولم يثق به أحد.كانت هي من تشرب كأسًا تلو الآخر، وتنحني تقديرًا للعملاء، من أجل الحصول على صفقة تلو الأخرى، حتى أصيبت بقرحة في المعدة التي كادت أن تودي بحياتها.وفي العام الذي نجح فيه في تأسيس شركته أخيرًا، كان جسدها قد انهار تمامًا. انقطع طمثها، وبقيت في المستشفى لأكثر من نصف عام.واليوم، بعد كل هذا، يلومها على بقائها في المنزل وعدم العمل؟عادت أمل إلى غرفتها بهدوء، وأخرجت تقرير فحص الحمل الذي أجرته صباحًا، مزقته إلى قطع صغيرة، وألقته في سلة المهملات.في تلك الليلة، عانت أمل من الأرق مجددًا.ولم تستطع النوم سوى لبضع ساعات فقط بمساعدة الأدوية.منذ ذلك اليوم، لم تتوقف الخلافات بينهما.حتى قبل نصف شهر، حين اقترح رشيد افتتاح فرع للشركة في الخارج، وخطط للاستقرار هناك.أرادت أمل استغلال هذه الفرصة لإنهاء علاقته بشيرين.لكنه بادرها - بكل ب
Read more

الفصل 3

"هل انتهيتِ؟" سألت أمل مجددًا.توقفت شيرين للحظة، لم تفهم ما الذي تخطط له أمل، لكنها ما زالت ترغب في استفزازها:"لن أتركه، ستذهبان إلى الخارج، وسأذهب معكما.""سأظل ملتصقة برشيد، فهو يحبني. وبوجودي، لن تنعمي بزواج سعيد."بمجرد أن أنهت حديثها، وضعت أمل الطبق جانبًا وأغلقت عيناها قليلًا:"هل انتهيتِ؟ إذن، حان دوري الآن.""لدي نصيحة لكِ، إذا كنتِ عشيقة، فكوني هادئة ولا تكوني صاخبة هكذا."وما إن انتهت من كلامها، حتى رفعت يدها وصفعت شيرين بقوة جعلت وجهها يميل جانبًا.تعثرت شيرين فاصطدمت بالطاولة، وسُكِب الحساء الساخن عليها، فصرخت من الألم: "إنه ساخن جدًا!"سمع رشيد صوت الضجيج، فأسرع نحو المطبخ بقلق:"ماذا حدث؟ شيرين!"رفعت شيرين وجهها قليلًا، لتكشف عن خدها الأيمن المتورم ويدها اليسرى المحترقة، ثم أشارت بكره إلى أمل، التي كانت تقف ببرود: "زوجي، لقد صفعتي وألقت الحساء عليّ."زوجي؟قاومت أمل غثيانها.إن كان رشيد زوجها، فمن يكون زوج أمل إذن؟احتضن رشيد شيرين بحنان، ثم التفت إلى أمل بوجه غاضب:"اعتذري لشيرين."تجهمت أمل، بينما كانت بعض قطرات الحساء الساخن قد وصلت إليها أيضًا، ووجهها شاحب من الأ
Read more

الفصل 4

توقعت أمل تقريبًا نوايا الاثنين.عبست قليلًا، لكنها لم تغضب، بل قالت بهدوء:"الغرفة المجاورة للغرفة الرئيسية كبيرة، دعها تسكن هناك."فقد أرسلت جميع أغراضها بالفعل.لم يعد هذا المنزل منزلها.لم يكن رشيد يتوقع أن توافق أمل بهذه السهولة، وسرعان ما شعر أن هناك شيئًا غير طبيعي، قبل أن تشد شيرين كمّه وتبتسم بدلال:"زوجي، خذني إلى الأعلى."رتّب رشيد أمور شيرين، ثم عاد إلى الغرفة الرئيسية.كان نصف الغرفة فارغًا.وجميع أغراض أمل قد اختفت.تجهم وجه رشيد، وشعر بعدم الارتياح:"أين أغراضك؟"جلست أمل على طرف السرير دون أن تنظر إليه:"أرسلتها بالبريد إلى الخارج، حتى لا أضطر إلى شراء ملابس جديدة هناك."لاحظ رشيد علبة المجوهرات على الطاولة، والتي كانت تحتوي على الهدايا التي أهداها لأمل على مدار السنين:"لماذا لم ترسلي الهدايا التي أهديتُها لكِ؟"حكت أمل رأسها، كانت قد نسيت التخلص منها:"نسيت، سأرسلها غدًا."تجهم وجه رشيد، وصوته صار باردًا:"إذا لم تأخذيها معكِ، فلا تطلبي مني لاحقًا أن أعوضكِ عنها، ليس لدي وقت ولا مال لأضيعهما عليكِ."ضغطت أمل على شفتيها، ولم تنبس بكلمة.بعد العشاء، أخرج رشيد مفتاحي سيا
Read more

الفصل 5

تجهم وجه رشيد، لم يكن يعلم لماذا سألت أمل هذا السؤال.على أي حال، من شبه المستحيل أن تحمل، لذا لم يجد داعيًا للكذب عليها."في الحقيقة، أنا لا أريد سوى طفلًا من شيرين، إن حملتما معًا، فسأفضّل طفلها بالتأكيد."بمجرد أن انتهى من كلامه، اصفرَّ وجه أمل.خفضت رأسها، ووضعت يدها على بطنها، لتتلاشى كل مشاعر الذنب التي كانت تراودها."بالمناسبة، بعد يومين سيكون عيد ميلادي، سأحتفل به مع أصدقائي قبل سفري، وأعلن لهم خبر حمل شيرين، أريدكِ أن تحضري أيضًا."وقف رشيد متكئًا على الباب، ينظر إليها ببرود.قد توقعت أمل منه هذا التصرف بالفعل.لكن رغم ذلك، حين سمِعتهُ يقولها بنفسه، شعرت بألم عميق يعصر قلبها."إذا كان الأمر كذلك، فلما عليّ الذهاب؟"قطب رشيد حاجبيه: " إن لم تأتي، سيظنون أن شيرين فتاة ذات نوايا خبيثة، ولا أريد أن يساء فهمها."ظهرت على وجه أمل تعابير مختلطة من السخرية والحزن وخيبة الأمل واليأس."لن أذهب، لم يحدث يومًا أن ساندت الزوجة الشرعية العشيقة."تجمَّدَ تعبير وجه رشيد للحظة، ثم قال ببطء:"إن حضرتِ، سأوافق على أي طلب لكِ بلا شروط."خفضت أمل عينيها المليئتين بالدموع:"حسنًا، عندها ستوقّع على
Read more

الفصل 6

"كم دفعت لكم شيرين؟ سأدفع لكما الضعف.""اخرسي أيتها العاهرة! اليوم لا أريد المزيد من المال، فقط أريد أن أتناول شيئًا جيدًا."زعيم العصابة، الرجل ذو الشعر الأصفر، أمسك بملابس أمل بقوة ومزقها بعنف.تمزقت ياقة فستان أمل، ومدّ الرجل يده نحو عنقها.ظهر الخوف على وجهها، وشعرت بيأس ينهش روحها.وعندما كاد أن ينزع عنها سروالها، تحركت أمل بسرعة، وأمسكت بزجاجة خمر على الطاولة وضربت بها رأس الرجل ذي الشعر الأصفر."بم.." صوت تحطم الزجاجةتحطمت الزجاجة على رأسه، فتوقف الرجال الخمسة الآخرون عن الحركة، لكنهم سرعان ما رفعوا قبضاتهم وانهالوا عليها بالضرب:"أيتها الحقيرة! سأقتلكِ اليوم."انهارت أمل على الأرض، تتلوى من شدة الضرب.لكن آخر بصيص من إرادة البقاء دفعها للنهوض مرة أخرى، فأمسكت بزجاجة على الأرض وضربت بها الرجال من حولها.تراجع الستة إلى الخلف متفادين الضربات، لكن هذه المرة، تصرفت أمل بذكاء، فاستغلت الفرصة وانطلقت راكضة نحو الخارج.تردد الرجال الستة للحظة، ولم يجرؤوا على مطاردتها.اندفعت أمل مباشرة إلى القاعة التي حجزها رشيد.نظرت حولها سريعًا، حتى وقع بصرها على شيرين في الزاوية، فتوجهت نحوها بخط
Read more

الفصل 7

ألقى رشيد نظرة على توقيع أمل في اتفاقية الطلاق.لمس التوقيع بيده، وتأكد مراراً وتكراراً أنه خط يدها.لم يكن تزويراً، ولا توقيعاً نيابة عنها.قام رشيد بسحق وثيقة الطلاق بغضب وألقاها على الأرض.لم يكن يعتقد أن أمل جادة في طلب الطلاق.على الأرجح، كانت تغار من قدوم شيرين للعيش معهم، وتتصرف كطفلة عنيدة.فبعد كل شيء، قد أحبته أمل لمدة اثني عشر عاماً، وقدمت الكثير من أجله، بالتأكيد لن تتركه بهذه السهولة."أين هي؟ إلى متى ستستمر في هذا العناد؟"تنهد الرجل الذي جاء بتسليم الوثيقة وهز رأسه:"لا أعرف، السيدة بي لم تخبرني عن مكانها."بغضب، اتصل رشيد بسكرتيرته:"اتصلي بها الآن، وأخبريها أن تتوقف عن هذا الهزل، لن أتودد لها.""إذا استمرت في هذا العناد، سأوافق على التوقيع على الطلاق، وعندما تأتي تبكي وتتوسل، لن أهتم."على الطرف الآخر من الهاتف، صمتت السكرتيرة لبضع ثوانٍ، ثم قالت في تردد:"سيدي، السيدة أمل اتصلت بالأمس في الساعة الثالثة بعد الظهر، وأخبرتني بشكل واضح ألا أتصل بها بخصوص أي أمر يتعلق بكم.""إلا إذا كنتَ مستعدًا لتوقيع وثيقة الطلاق."الساعة الثالثة بعد الظهر؟تجهّم وجه رشيد، مركزًا على هذه
Read more

الفصل 8

نظر رشيد إلى الوثيقة، وضمّ يديه بقوة بجانبه:"كانت حاملاً؟ لماذا لم تخبرني؟ وكيف تجرأت على إجهاض الطفل سراً.""ألم تكن تعلم كم كنت أتطلع بشدة إلى قدوم هذا الطفل؟"فجأة، أدركت منة لماذا كانت أمل حازمة جداً في قرارها بإجهاض الطفل في ذلك اليوم.لو كان رشيد في الماضي، لكان أول ما يقلقه هو صحة أمل بعد الإجهاض.أما الآن، فقد أصبح أنانيًا لا يفكر إلا في نفسه."يجب أن تسأل نفسك، ماذا فعلت بها خلال تلك السنوات؟""لقد أعطتك اثنتي عشرة سنة من شبابها، بينما كنت تبحث أنت عن نساء أخريات، تفضل، ارحل من هنا."اسودّ وجه رشيد غاضبًا.لا يزال غير مقتنع بأنه ارتكب أي خطأ.في نظره، لقد منح أمل الحب، وأغدق عليها المال، فما الذي ينقصها؟وقبل أن يغادر، سأل بيأس:" أين هي؟ أين ذهبَت؟"لفت منة القلم بين أصابعها، وابتسمت بسخرية:"لو عدت قبل بضعة أيام، كنت سأخبرك أنها في منزل والديها، أما الآن فلا أعلم أين هي؟"أصبح وجه رشيد شاحبًا:لم يتوقع أن أمل ستكون حازمة إلى هذا الحد، حتى أنها لم تخبر منة عن مكانها:"أوصلي لها رسالة عني..."فجأة، رن هاتفه.سمع صوت شيرين وهي تبكي:"حبيبي، بطني يؤلمني كثيراً."انقبض قلب رشيد
Read more

الفصل 9

بينما كانت تفكر في كيفية الرد، اهتز هاتفها فجأة.جاء صوت رجل مألوف لكنه غريب من سماعة الهاتف:"لقد عدت إلى الوطن، أين أنتِ؟ سآتي لرؤيتك.""لقد انتقلت إلى مدينة أخرى، لم أعد في القاهرة الآن."تحدثت أمل مع عمر لمدة نصف ساعة، وقال إنه سيذهب إلى منزل والديها للقائها.في المساء، عادت أمل إلى منزل والديها.نظرت إلى الرجل الواقف أمامها، فارتسمت على وجهها ملامح الدهشة.كان في الثلاثين من عمره، يرتدي بدلة رمادية أنيقة، بعينين حادتين.لكن عندما نظر إليها، خفتت حدة عينيه وتحولت إلى لطفٍ.بعد سنوات من الغياب، عندما مد عمر يده ليمسح على رأسها كما كان يفعل في صغرهما، امتلأت عيناها بالدموع:"أخي..."في الحقيقة، عمر لم يكن شقيقها الحقيقي، لكنه كان أقرب إليها من أي أخ.حين كانت في السادسة من عمرها، انتقلت عائلة عمر للسكن بجوار منزلها.في نظر الآخرين، كانا مجرد صديقين منذ الطفولة.لم يكن فارق العمر بينهما كبيرًا، ثلاث سنوات فقط، كما أنهما درسا في المدرسة الابتدائية نفسها، فصارا يذهبان ويعودان معًا.عندما كان عمر في الثامنة من عمره، سافر والداه للعمل في الخارج، وتركاه مع مربية.لكن المربية استغلت كونها
Read more

الفصل 10

في العام التالي، بدأت أمل مشروعها الخاص، ولتجنب مواجهة رشيد، اختارت موقع الشركة بالقرب من منزل والديها.بمساعدة عمر، بدأت شركة الأثاث الخاصة بأمل في تحقيق الاستقرار والنمو.بعد مرور نصف عام آخر، توسعت أعمال أمل، وبدأت تفكر في افتتاح مصنع ثانِ.اختار عمر قطعة أرض مناسبة لها.كان سعر الأرض معقولاً، ولم تكن هناك مصانع أثاث كبيرة في المنطقة، مما جعلها خيارًا مثاليًا لأمل. لكن المشكلة الوحيدة أن هذه الأرض كانت في القاهرة.عندما علِمت بذلك، بدأت تفكر جديًا في العودة إلى هناك لافتتاح مصنعها الثاني.وبعد مناقشتها للأمر مع عمر، ودّعت والديها في المساء، وحملت حقائبها لتعود مجددًا إلى القاهرة.بمجرد أن سمعت منة بخبر عودتها، دعتها بحماس لتناول العشاء:"لقد اشتقت إليكِ بجنون! أخيرًا عدتِ!""لا تعلمين كم مرة حاول رشيد معرفة أخبارك مني خلال العامين الماضيين."خلال هذه السنوات، أرسلت له عددًا لا يحصى من طلبات الطلاق، حتى أنها وكلت محامٍ للتفاوض معه.لكن رشيد رفض التوقيع في كل مرة.ومنذ بداية مشروعها، استخدمت اسمًا جديدًا في الأعمال التجارية "أمال".وهذا الاسم مستوحًى من قول مأثور: "ذات يوم دخلتُ ا
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status