تسجيل الدخولفي العام الخامس من زواجها برشيد، طلب منها للمرة الثالثة أن تسافر شيرين معهم إلى الخارج للاستقرار هناك. وضعت أمل الطعام الذي قد أنهته للتو على الطاولة، ثم سألته بهدوءعن السبب. لم يراوغ، ولم يحاول الالتفاف حول الحقيقة، بل واجهها مباشرة: "لم أعد أرغب في إخفاء الأمر عنكِ. شيرين تعيش في المجمع السكني المجاور لنا." "لقد رافقتني طوال تسع سنوات، وأنا مدين لها بالكثير. وهذه المرة، حين أسافر، لا بد أن تأتِ معي." لم تصرخ أمل، ولم تنفجر بالبكاء، بل بهدوءِ تام... قامت بحجز تذكرة سفر لشيرين بنفسها. ظن رشيد أنها أخيرًا قد تداركَت الأمر. في يوم الرحيل، رافقتهما إلى المطار، شاهدتهما وهما يصعدان الطائرة، ثم... استدارت وصعدت إلى الطائرة التي ستعيدها إلى منزل والديها. 1
عرض المزيد"أحقًا لم أمنحك فرصة؟! أنت فقط من لم يقدّرها."في المرة الأولى، حين اقترح أن يصطحب شيرين إلى الخارج للاستقرار معه، تحمّلَت ذلك.في المرة الثانية، تحملت أيضًا."ألا يُعدّ ذلك فرصة لك؟"هزّ عمر رأسه، وقد غطت الكآبة على وجهه الوسيم:"لن تدرك أبدًا أنك أضعت قلبًا صادقًا أحبك بصدق."وفي النهاية، دخل رشيد السجن.لكن، لم يُحكم عليه إلا بالسجن لشهرٍ واحدٍ فقط.لأنه لم يتأثر أحدً من الجالسين على الطاولة الرئيسية بالسم.في ذلك الوقت، كان عمر قد أدرك أن رشيد يخطط لاستغلال حفل الزفاف للانتقام من أمل.لذلك، خطرت له فكرة.قرر نشر أخبارٍ مزيفة عمدًا لجذب رشيد إلى الفخ، ولكن الأمر مجرد بروفة للحفل.ولم يخيب رشيد الظن به، بل جاء بالفعل. كان ذكيًا، استخدم ملينًا قويًا واستهدف طاولة واحدة فقط، حتى لا يُدان بجريمة كبرى.في اليوم التالي، كانت أمل تتناول الشاي مع منة.وعندما علمت الأخيرة أن رشيد لم يُسجن سوى لشهرٍ واحد، تنهدت بأسف:"ياللأسف، كان يجب أن يُسجن لعشر سنوات أو ثمانٍ على الأقل!"ارتشفت أمل رشفة من الشاي، ثم ابتسمت بهدوء:"أعتقد ذلك أيضًا، لكن زوجي لا يرى الأمر كذلك.""زوجك؟!"نظرت إليها منة بدهش
بعد مرور أسبوعين، في فندق الماسة الملكي.وقفت أمل عند المدخل، تستقبل الأصدقاء والأقارب الذين حضروا لحضور حفل الزفاف.كانت ترتدي فستانًا أحمر للاستقبال، وواقف بجانبها عمر.كان مظهرهما جميلاً، مثل الأمير والأميرة، يجذبان الأنظار."سيبدأ الحفل بعد نصف ساعة."نظر عمر إلى حذاء أمل ذو الكعب العالي وسأل: "هل تشعرين بالتعب من الوقوف بالكعب العالي؟"هزت أمل رأسها وابتسمت له ببراءة:" لا، أنا سعيدة جدًا."نظر والدا عمر إلى زوجة ابنهما المستقبلية بارتياحٍ تام.لطالما رأيا أمل تكبر أمام أعينهما، فهي فتاة طيبة القلب.عائلة الشامي لم تكن بحاجة إلى المال، بل على العكس، لطالما تمنوا أن تصبح أمل زوجة لابنهم.والآن، تحقق حلمهم أخيراً.في نفس الوقت، في موقف السيارات أسفل بالفندق.ظهر رشيد مرتديًا ملابس كاملة وقناعًا وقبعة، ويتسلل بخفية إلى موقف السيارات.كان يمسك في يده كيساً صغيراً من المسحوق، ثم استدار ودخل المصعد.بعد نصف ساعة، صعد مقدم الحفل إلى المسرح، وبدأ حفل الزفاف رسمياً.أمسك والد أمل بيد ابنته، وسار بها خطوة بخطوة إلى عمر، ثم سلّمها له.بعد إلقاء كلمتيهما، شرب العروسان نخب الزواج، ثم بدأ تقديم
هزت أمل رأسها:"كنا سنصل إلى هذه النقطة حتى بدون شيرين، ستكون فقط امرأة أخرى.""رشيد، أنت حقًا لا تفهم معنى الحب."نظر رشيد إلى الخاتم الماسي الكبير في يد أمل، فارتعد جسده، وقال بصوت أجش:"حينها، هل ستدعينني لحضور حفل زفافك؟"هزّت أمل رأسها ورفضت بصوت بارد:"لا، لا أريد رؤيتك مجددًا."تقدم عمر وأمسك بيد أمل:"سيد رشيد، أرجو أن لا تزعج خطيبتي في المستقبل، وإلا فلن أكون شخصًا متسامحًا."كانت رسالته واضحة.إذا حاول رشيد الاقتراب من أمل مرة أخرى، فلن يتركه عمر وشأنه.أخفض رشيد رأسه، وظل يراقب بصمت بينما يغادر عمر وهو يعانق أمل.جلس عند مكتب الأحوال المدنية، وتمتم لنفسه بمرارة:"انتهى كل شيء… ضاع كل شيء.""المال، المنزل، الشركة، الزوجة… ضاع كل شيء."في اليوم التالي، عاد عمر مع أمل إلى منزل عائلتها.كان قد اشترى الهدايا مسبقًا، لكنها لم تكن تكفي لصندوق السيارة الخلفي وحده، فاضطر لاستئجار سيارة أخرى لحمل الباقي.ضغطت أمل على جرس الباب، وعندما فتحت والدتها الباب ورأت أمل تمسك بيد عمر، أصيبت بصدمة خفيفة، ثم ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها:"أمل، عمر، عدتما أخيرًا."بينما كانت تتحدث، شدّت والدة
بعد أن أنهى رشيد كلامه بصوت متهدج، نظرت إليه أمل ببرودة وهزت رأسها بلا اكتراث:"أنت حقًا شخص مثير للاشمئزاز.""إذا كنت لا تزال رجلاً، وقّع على وثيقة الطلاق، ودعنا ننفصل بشكلٍ لائق، وسأحترمك كرجل نبيل.""لكن كل ما فعلته خلال الشهرين الماضيين، أي من هذه الأمور كان من أجلي حقًا؟ كل ما قمت به لم يكن إلا لإرضاء مشاعرك أنت وحدك."ما فعله لم يجعلها إلا أكثر تيقنًا بأن قرارها بالرحيل كان القرار الصائب."ماذا عليّ أن أفعل حتى تسامحيني؟"نظر إليها رشيد بتوسل، وعيناه مليئتان بالحزن:"هل يجب أن أموت حتى تغفري لي؟"وبينما كان يتحدث، أخرج فجأة سكينًا من مكان مجهول، وقطع معصمه بحركة حادة.كان الجرح عميقًا، وبدأت الدماء تتدفق بغزارة.تجمدت أمل للحظات، ثم تراجعت خطوتين إلى الخلف وهزت رأسها ببطء، قائلة بصوت خافت:" لقد جننت حقًا… شركتك أفلست، وخلال الشهرين الماضيين لم تكن فقط تتسكع في الأماكن التي اعتدنا الذهاب إليها، بل علمتُ أيضًا أنك كنت تتوسل للعديد من الأشخاص من أجل المال، في محاولة يائسة لإنقاذ شركتك."هو ليس فقط غير مخلص، بل أخلاقه أيضًا محل شك.ومضت نظرة غريبة في عيني رشيد، ونظر إلى أمل بدهشة:






المراجعات