All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 351 - Chapter 360

410 Chapters

الفصل351

بعد صمتٍ قصير، قالت يارا: "أنا لا أستطيع أن أُعطيكَ أيَّ ضمان على ذلك، سأستفسرُ أوّلًا."قال عاصم: "يا آنسة يارا، إذًا أنا أيضًا لا أستطيع أن أُعطيكِ أيَّ ضمان، يبدو أنّ علينا أن نبذل جهدًا، حسناً، لديّ أمرٌ آخر، سأذهبُ لأُنجزه، وأنتظر أخباركِ السّارة في أي وقت."وبعد أن أنهى كلامه، كان عاصم أوّل من أغلق الهاتف.شدّت يارا قبضتَها على الهاتف.لقد كان عاصم قاسيًا للغاية، فبما أنّ رامي هو ابنه الشّرعي، فكيف استطاع أن يمدَّ يدهُ عليه، بل ويتّخذه ورقةَ مساومةٍ.لكن، لا غرابة في ذلك، ففي هذا العالم يوجد أنواع مختلفة من الناس، وليس كلُّ الآباءِ يصلحوا بأن يكونوا آباءً.فالأوغاد يظلون أوغادًا حتى بعد أن يُصبحوا آباءً، ولن يُصبحوا عظماءَ لمجرّد أنهم رُزقوا بأبناء، فضلًا عن أن يصيروا أبطالًا.اضطرّت يارا إلى أن تُخرج رقم سهير من دفتر هاتفها، وبعد تردّد، ضغطت على زرّ الاتصال.وعلى الطرف الآخر، لم يُجَب الهاتفُ إلّا بعد مرور عشرات الثواني.قالت يارا: "مرحبا، أمّي، إنّها أنا."قالت سهير بصوتٍ بارد فجأة: "هل هناك أمر؟"ورغم أنّهما لم تكونا وجهًا لوجه، فإنّ يارا قد شعرت بالفعل أنّ نبرة سهير باردةٌ جد
Read more

الفصل352

منذ أن غادر رامي من عند يارا، ظلّ غارقًا في الانشغال.فقد رتّب له عاصم كثيرًا من الأمور، ممّا جعله يذهب ويعود بلا توقّف، متنقّلًا بين أماكن عديدة.حتى حلول منتصف الليل، لم يشرب جرعةً ماءٍ واحدة، ولمّا عاد إلى مقرّ إقامته، كان قد أنهكه التّعب، فجلس على الأريكة بلا قوّة.كان أحيانًا يُفكّر أنّ صرامة والده تجعله يتساءل: هل هو فعلًا ابنه الشّرعي أم لا. لكن فصيلة الدم واحدة، والشبه في الملامح ظاهر، فلا مفرّ من حقيقة أنّهما أبٌ وابن.ربّما كان حظّه أنْ نال أبًا بارد القلب لا يعرف الرّحمة.ففي نهاية المطاف، الحيوانات الباردة الدماء أيضًا لديها قدرة على الإنجاب.قالت سوزان وهي تنزل من الطابق العلوي: "أخي، لقد عدتَ." رأت أخاها جالسًا على الأريكة بملامح مرهقة.رمقها رامي وهو يقطّب حاجبيه: "لماذا أنتِ هنا؟"قالت سوزان: "أنا أعيش هنا، ألم أقل لك من قبل إنّني سأبقى هنا لفترة؟ لا أريد العودة إلى البيت، أبي صارم جدًّا، أنا أشعر بالخوف حين أراه."كانت يداها تعبثان إحداهما بالأخرى باضطراب.أطلق رامي تنهيدة، وبدت على وجهه الوسيم علامات التعب: "افعلي ما يحلو لك."قالت سوزان: "أخي، ما بك؟"لقد بدا رامي
Read more

الفصل353

"ألن يكون عندكِ صديقةً تُدعى هالة من باب الصدفة؟"ارتسمت على طرف شفتي رامي ابتسامةٌ خفيّة، أمسك بها سوزان تمامًا ولم يترك لها منفذًا.ارتبكت سوزان، وابتلعت ريقها، ثم جلست مستقيمة بجدّية وقالت: "لا."عقد رامي حاجبيه، وكاد أن يُعيد البطاقة إلى جيبه، لكن سوزان أمسكت معصمه فجأة بحماسة وقالت: "لكن يمكنني أن أخلق هالة."مدّت سوزان يديها بحذر، وسحبت البطاقة السوداء من يد رامي، ثم خبّأتها في صدرها وضمّتها بإحكام، وكأنّها تخشى أن يستعيدها.أرسلت له قبلة في الهواء وقالت مبتسمة: "أخي، أحبّك. أنا الآن سأذهب لأبحث لك عن هالة."……في الليل.شعرت يارا بالعطش، فقامت وسكبت لنفسها كوبَ ماءٍ.كان القلق يسيطر عليها، فلم تستطع النوم، كان في قلبها هموم كثيرة.خصوصًا في ما يتعلّق برامي.لكنها لم تستطع أن تخبر رامي بهذه الأمور، فاختارت أن تتعامل معها في الخفاء.ذلك الرجل هو والد رامي الشرعي.ابتسمت يارا ابتسامة ساخرة يائسة.يا له من أمر عبثي!أب يستخدم ابنه الذي أنجبه لتهديد الآخرين.ولا شك أنّ عاصم شاهين يملك عينًا حادّة، فقد أدرك منذ أوّل لقاء معها أين تكمن نقطة ضعفها.عادت يارا إلى السرير، برأس مثقل، وأسندت
Read more

الفصل354

رامي: "أتمنى أن تحبّيها."يارا: "كوني أحبّها أو لا ليس أمراً مهمًّا، المهم أنّك تحبّها."رامي: "نعم، أنا أحبّها. حتى لو رآها الآخرون غير جيّدة بما يكفي، فهي في عيني مختلفة، إنّها أفضل من أيّ أحد."شعرت يارا في تلك اللحظة بدفء يغمر قلبها.رامي رائع حقًّا، إن تزوّجته فتاة ما، فستكون حتمًا سعيدة.بل إنّها أحسّت بشيء من الغبطة تجاه تلك الفتاة التي نالت حبّه.لكنّ الأمر كان مجرّد غبطة، ومعها شعور بالفرح لرامي، ولتلك الفتاة أيضًا.تثاءبت قليلًا، وشعرت بالنعاس.وبعد حديثها معه، ارتاحت أعصابها المشدودة.قالت: "رامي، نَمْ مبكّرًا، كي تكون غدًا في حالٍ جيّدة."رامي: "نعم، وأنتِ كذلك، استريحي جيّدًا أنتِ والطفل، وبلّغيه سلامي."يارا: "حسنًا، تصبح على خير."رامي: "تصبحين على خير."وضعت يارا يدها برفق على بطنها وقالت: "طفلي، هل شعرت بذلك؟ إنّ العمّ رامي يهتمّ بك كثيرًا."ولمّا همّت أن تضع هاتفها جانبًا، ظهرت على الشّاشة رسالة جديدة: "هل نمتِ؟"رأت اسم المرسل، فعقدت حاجبيها قليلًا.إنّه كريم؟ لماذا يرسل إليها رسالة في هذا الوقت المتأخّر؟وقبل أن تردّ، جاءتها رسالة ثانية منه: "بعد الاجتماع انشغلت طوا
Read more

الفصل355

صدر من الهاتف صوت وائل الجاد: "لماذا سألت فجأة عن مكانها؟ ألم تجديها؟ هل حدث شيء لسهير؟"لم ترسل يارا يومًا رسالة إلى وائل تسأله عن أمرٍ يخصّ سهير، فهذه كانت المرة الأولى، وهو أمر غير مألوف.شعر وائل على الفور أنّ هناك خطبًا ما.خافت يارا أن يقلق، فأسرعت بالقول: "لا، أنا فقط سألت هكذا بلا قصد، لا أقصد شيئًا آخر."سألها: "إذًا لماذا تسألينني أنا؟ لماذا لم تتصلي بها مباشرة؟"قالت يارا: "اتصلت، لكن لم ترد على الخط."قال: "حقًّا؟"أنهى وائل المكالمة فورًا، ولم يقل شيئًا آخر.أظهرت يارا حيرة على وجهها.وبعد دقيقتين، اتصل وائل مجددًا.أجابت يارا بسرعة: "مرحبًا، أبي."سأل وائل: "أين أنتِ الآن؟"قالت يارا: "أنا في منزلي، ما الأمر؟"قال: "اتصلت بأمك ولم ترد، واتصلت بمكتبها، فقالت مساعدتها إنّها لم تأتِ اليوم."قالت يارا بقلق: "كيف حدث هذا؟ أين ذهبت إذًا؟"قال وائل بصوت متوتر: "كيف لي أن أعرف؟ اذهبي أنتِ الآن إلى منزلها وانظري، أنتِ زرتها أول أمس، أليس كذلك؟"قالت يارا: "حسنًا، سأذهب الآن، هل ستأتي أنت أيضًا؟"قال: "أنا الآن في مدينة بابل، ولا أستطيع أن أصل بسرعة. اذهبي أنتِ فورًا إلى بيتها وتحق
Read more

الفصل356

أجابت سهير على الهاتف بضيق، وصاحت بغضب: "وائل، أما زلت تزعجني؟ ألا تفهم حين لا أردّ على اتصالاتك؟ لا تزعجني، اغرب عن وجهي!"ثم رمت سهير الهاتف بقوّة على الحائط، فصدر صوت عالٍ.ارتعبت يارا، وتراجعت إلى الخلف بضع خطوات.لم ترَ يارا يومًا سهير غاضبة بهذا الشكل، لم تفهم ما الذي يحدث، لكنّها شعرت بغموض أنّ الأمر ربّما يتعلّق بها.ومع أنّ الخوف تسرّب إليها، إلّا أنّها لم تغادر، بل بقيت صامتة على مسافةٍ قصيرة، تنظر إليها.كان الهاتف على الأرض بشاشة مكسورة، والكراسي مبعثرة، وزجاجات خمرٍ محطّمة على الأرض.كانت سهير قد ثارت غضبًا حتى قبل وصول يارا.أمسكت سهير شعرها بعصبية، ثمّ انهارت على السرير، وسحبت الغطاء لتغطّي به رأسها.أخرجت يارا هاتفها من جيبها، ووضعته على الطاولة، ثم رفعت أكمامها، وانحنت تجمع الأشياء المبعثرة عن الأرض.وعندما رفعت سهير الغطاء عن رأسها، فوجئت بيارا تنظّف الغرفة.تحرّكت يارا بسرعة، رتّبت الأشياء في وقت قصير، وأزالت الزجاجات عن الأرض.ولم تنطق يارا بكلمة.وبعد أن أنهت الترتيب، وقفت بهدوء جانبًا.ظلّ الصمت يخيّم بين الاثنتين.جلست سهير أخيرًا على السرير، وقد هدأت نبرتها قليل
Read more

الفصل357

بعد أن سمعت سهير، غرقت في صمتٍ عميق.كان أول ما خطر في بالها أنّ كريم على الأرجح انتهى أمره.فبعد كل هذا، ما سهرَت يارا تقلب في الأوراق وتدقّق في المعلومات، لتكتشف مشكلة شركة النهضة، لم يكن أيٌّ من ذلك من أجل كريم، ولا يمتُّ إليه بصلة.فعلت يارا كل ذلك من أجل رامي.ابتسمت سهير فجأة، لكن ابتسامتها حملت شيئًا من العجز، ومعه لمسة من السخرية.فلم يخطئ في الفهم كريم وحده، بل هي أيضًا، كانت تظنّ أنّ يارا تفعل كل ذلك من أجل ابنها، لكن… لم يكن الأمر كذلك.يبدو أنّ يارا تعيش أوعى بكثير مما عاشته هي في شبابها.رغم أنّها تبدو فتاة ضعيفة رقيقة، لكنها في داخلها تدرك كل شيء، وتعرف تمامًا ما يجب عليها فعله.سألتها يارا بدهشة وهي ترى ابتسامتها المفاجئة: "أمي، ما الأمر؟" "لا شيء." رفعت سهير رأسها وقالت: "إذن، هذا عاصم شاهين استعمل ابنه ليهدّدكِ، وأنتِ قبلتِ تهديده فقط لأنك تهتمّين بابنه؟"قالت يارا مفسّرة: "رامي صديقي المقرّب. لا أستطيع أن أقف مكتوفة اليدين وأتفرّج فحسب، لذلك ما أقدر أن أفعله من أجله، سأفعله. لكن إن لم ترغبي، فلا بأس، سأبحث عن طريقة أخرى."قالت سهير: "لا داعي. أخبريه أنّني سأقابله."ف
Read more

الفصل358

قالت يارا: "لقد رأيتها، أمي ليست في مزاجٍ جيد."قال وائل بصوتٍ عميق: "أنا أعلم أنّ مزاجها سيّئ. لكن هل تعرفين لماذا؟"أجابت يارا: " أنا أيضًا لا أعرف."لاحظت يارا أنّ سهير رغم أنّها صرخت في وجه وائل وطلبت منه أن يرحل، إلّا أنّه لم يتذمّر، ربما اعتاد على ذلك.قال وائل: "ألم تسأليها؟"قالت: "سألت، لكنها لم تقل شيئًا."تنهد وائل: "كلّه بسببي، لو لم تكن أحداث الماضي لكانت الآن تعيش في سعادة أكبر."قالت يارا بهدوء: "أبي، أحيانًا حين لا يريد الطرف الآخر أن تقتحم حياته، فتركه وشأنه يكون أكبر سعادة له."رغم أنّ كلماتها جاءت بنبرة هادئة، إلّا أنّ في قلبها كان هناك خيط من السخرية.فهؤلاء الرجال الذين يخطئون، كانوا في الماضي لا يردعهم شيء، يؤذون من يحبّونهم بلا رحمة.وحين يدركون متأخرين خطأهم، يعودون محمّلين بندمٍ عاطفي.لكن… هل يمكن لجملة "أدركت أني أخطأت" أن تمحو كل الجراح؟سقط وائل في صمت.وبعد لحظة، أغلق الخط.ربما فهم المعنى المخفي وراء كلمات يارا.ابتسمت يارا بمرارة، ورفعت عينيها نحو شاشة الهاتف.كان كريم قد أرسل رسالة جديدة:" يارا، هل استيقظتِ؟"جلست يارا داخل السيارة تحدّق مطولًا في هذه
Read more

الفصل359

اكتشف كريم أنّ يارا أغلقت المكالمة.شعر ببعض الغضب، فاتصل بها مرّة أخرى.لكن، في الجهة الأخرى من الهاتف، جاء على الفور صوت الانشغال:(الرقم الذي طلبته مشغول، يُرجى المحاولة لاحقًا)ربّما يارا مشغولة الآن.ووضع كريم الهاتف جانبًا، محاولًا الصبر. بعد نحو عشر دقائق، أمسك كريم الهاتف واتصل بها مجددًا.(عذرًا، الرقم الذي طلبته مشغول...)ظلّ نفس الصوت المسجّل.تجمّد وجه كريم، وارتسمت عليه ملامح نذير شؤم.فتح "الواتساب"، وكتب ليارا رسالة:" يارا، إذا كان هناك أمر ما يمكنك أن تخبريني، لا تحبسيه في قلبك، أنا سأحلّه من أجلك، نحن عائلة واحدة."بعد أن أنهى كتابة الرسالة، أعاد قراءتها عدّة مرات، ثم ضغط على إرسال.لكن، على يسار خانة النص، ظهر رمز تعجّب أحمر.عقله كاد يتوقف لحظة، وكأنّ شيئًا ضربه في رأسه، وقلبه كلّه اهتزّ معه.تجمّدت ملامحه من الدهشة.أعاد التأكّد من ذلك الرمز الأحمر مرّات، ولم يكن يتوهّم.يارا… حظرته!!إذًا، مكالماته السابقة لم تكن لأنّها مشغولة على الخط، بل لأنّها حظرته بالفعل، حتى لو اتصل بها مائة مرّة، سيظل يسمع نفس الرسالة المسجّلة!من ذهول، إلى صدمة، ثم غضب اجتاح صدر كريم.لما
Read more

الفصل360

أغلق كريم عينيه، محاولًا كبح غضبه، وقال:"توقّفي عن الضحك."كان كأنه صدره قد ينفجر من الغضب!سعلت سُهير، ثم قالت: "حسنًا، لن أضحك بعد الآن. أنا أيضًا لا أعرف لماذا حظرتك يارا. ربما عندما نلتقي نحن الاثنان، سأصطحبها معي. لأنّي سبق وأخبرت يارا أنّني أريدها أن تكون موجودة عندما نلتقي، وهذه فرصة مناسبة.""إذًا…" قال كريم: "نلتقي الليلة نحن الاثنان، وندعو يارا أيضًا."قالت سُهير: "سأتصل بها لاحقًا وأسألها إذا كانت متفرغة."قال كريم بثقة:"إنها متفرغة. ليس لديها عمل الآن، وإذا قالت إنها مشغولة، فسيكون مجرد عذر، فلا تدعيها تنجح في ذلك."سمعت سهير كلامه الصريح، فارتسم على وجهها قلق: "لا عجب أنها حظرتك."عبس كريم قليلاً، وقال:" ماذا؟ أتعلمين السبب؟"تنهدت سُهير: "ابني، لأنك أحيانًا… مزعج.""…"توقف كريم للحظة، مذهولًا.طوال حياته، يبدو أنّ هذه المرة الأولى التي يسمع فيها أحدًا يحدّثه بهذه الصراحة، خصوصًا من والدته."لا تفهم السبب؟" قالت سُهير: "أنت تعتقد أنّ يارا بلا عمل، فلديها وقت لتلبي كل أوامرك. أنت دائمًا متعالٍ، فكيف ستستجيب لك؟ تظن أنّها بلا شيء لتفعله؟ هل فكرت فيما تفعله عندما لا تراها؟
Read more
PREV
1
...
3435363738
...
41
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status