بعد صمتٍ قصير، قالت يارا: "أنا لا أستطيع أن أُعطيكَ أيَّ ضمان على ذلك، سأستفسرُ أوّلًا."قال عاصم: "يا آنسة يارا، إذًا أنا أيضًا لا أستطيع أن أُعطيكِ أيَّ ضمان، يبدو أنّ علينا أن نبذل جهدًا، حسناً، لديّ أمرٌ آخر، سأذهبُ لأُنجزه، وأنتظر أخباركِ السّارة في أي وقت."وبعد أن أنهى كلامه، كان عاصم أوّل من أغلق الهاتف.شدّت يارا قبضتَها على الهاتف.لقد كان عاصم قاسيًا للغاية، فبما أنّ رامي هو ابنه الشّرعي، فكيف استطاع أن يمدَّ يدهُ عليه، بل ويتّخذه ورقةَ مساومةٍ.لكن، لا غرابة في ذلك، ففي هذا العالم يوجد أنواع مختلفة من الناس، وليس كلُّ الآباءِ يصلحوا بأن يكونوا آباءً.فالأوغاد يظلون أوغادًا حتى بعد أن يُصبحوا آباءً، ولن يُصبحوا عظماءَ لمجرّد أنهم رُزقوا بأبناء، فضلًا عن أن يصيروا أبطالًا.اضطرّت يارا إلى أن تُخرج رقم سهير من دفتر هاتفها، وبعد تردّد، ضغطت على زرّ الاتصال.وعلى الطرف الآخر، لم يُجَب الهاتفُ إلّا بعد مرور عشرات الثواني.قالت يارا: "مرحبا، أمّي، إنّها أنا."قالت سهير بصوتٍ بارد فجأة: "هل هناك أمر؟"ورغم أنّهما لم تكونا وجهًا لوجه، فإنّ يارا قد شعرت بالفعل أنّ نبرة سهير باردةٌ جد
Read more