All Chapters of بعد مرضها القاتل، الآنسة ياسمين تحل مكان حبه الأول: Chapter 11 - Chapter 20

30 Chapters

الفصل 11

خرجت ليلى من مكتب عمر، فتقدّم إليها باقي السكرتيرات باحترام، إحداهن حملت حقيبتها وقالت:"الآنسة ليلى، السيد عمر الراسني بانتظارك في المطعم لتناول الغداء معه، وقال إنكِ حين ترتاحين سنرافقك إليه."ثم قدّمت لها كوب قهوة وأضافت: "هذه قهوة حضّرها السيد عمر الراسني لك، لتشربيها في الطريق."ابتسمت ليلى ابتسامة رقيقة وهادئة، وتقبّلت ذلك الاهتمام وكأنها معتادة عليه.ثقتها بنفسها وهدوؤها جعلاها تبدو وكأنها بالفعل صاحبة المكان.الجميع عاملها كأنها السيدة الراسني.أما ياسمين فقد بدت متفاجئة.مكتب عمر المليء بالملفات السرية، فتحه لليلى لتستريح فيه، واعتنى بأدق التفاصيل.بينما في البيت، حتى مكتبه الخاص، لم يسمح لها بالدخول طوال ثلاث سنوات.الحب أو عدمه...أحيانًا لا يحتاج إلى تأكيد متكرر.أبدى كريم امتعاضه من قلّة فطنة ياسمين، فنبّهها: "المديرة ياسمين، لو سمحتِ ابتعدي قليلًا، أنتِ تحجبين طريق الآنسة ليلى."عضّت ياسمين على شفتيها، ورغم أنها لم تعد تكترث، إلا أن هذا التفاوت في المعاملة وخز قلبها، مذكّرًا إياها بأنها قضت ثلاث سنوات دون أن تُرى أو تُقدّر.خفضت رأسها وتراجعت جانبًا، ثم التفتت إلى كريم قائ
Read more

الفصل 12

"آسفة..." قالت ياسمين فجأة وقد امتلأت عيناها بالدموع.غضب وائل بشدة، لكنه حين رأى حالها رقّ قلبه وقال: "على ماذا تعتذرين؟ ثلاث سنوات وأنتِ غارقة في أوهامك! إن كان هناك اعتذار، فليكن لمن علّقت قلبك بها!"شعرت ياسمين برغبة في البكاء والضحك في آن واحد.وائل في الحقيقة كان يعلم أن ياسمين ستأتي.فسارة صاحبة اللسان الطليق لم تستطع كتمان السر، وأخبرته مسبقًا.قال وائل وهو يتنهد: "لم يفت الأوان بعد. ما دمت قد استوعبتِ الأمر، فمتى ما قررتِ البدء من جديد، فهو الوقت المناسب. بقدراتك، أي شركة ستفتح لك أبوابها. وجودك في شركة الريادة شرف كبير لها."فقد كانت موهبة ياسمين سببًا في أن يتم اختيارها بشكل خاص إلى معهد الأبحاث في الماضي.لم يكن ينبغي لها أن تُهمل أو تُدفن مواهبها.الدرونز الشهيرة يو إن الثاني التي أبهرت العالم لسنوات، ظن الجميع أنها ثمرة أبحاث غيرها، توافد الكثيرون على شركة الريادة حتى ازدحمت أبوابها. بينما في الحقيقة كانت ياسمين قد وصلت إلى هذا المستوى وهي في العشرين من عمرها، وحتى اليوم لم يستطع أحد أن يتجاوز إنجازها.لقد منحت الآخرين سنوات طويلة ليلحقوا بها، لكنهم ما زالوا متأخرين عن فك
Read more

الفصل 13

حصلت ليلى على رخصة قيادة الدرونز، وأصبحت تتحكم بها بسهولة تامة.فازت بتصفيق حار في كل مرة.متميزة وواثقة بنفسها.ليس غريبًا...أن يقع عمر في حبها من النظرة الأولى.امرأة مثلها تملك حقًا ما يجذب الرجال.كانت ياسمين ترى بموضوعية أن ليلى تملك جاذبية شخصية، فهي لطيفة، متزنة، تربّت بعناية منذ طفولتها، ذكية وطموحة، وتتمتع بجمال كافٍ.أينما ذهبت، كانت محط الأنظار.لكن...كل ما حصلت عليه ليلى، كان مسروقًا.كانت والدة ليلى صديقة لوالدتها قديمًا، وبما أن والدة ليلى لم تكن من عائلة ميسورة، فقد تكفلت والدتها بمصاريف دراستها وساعدتها لإكمال الماجستير.لكن في النهاية...سرقت والدة ليلى البحث الأكاديمي الذي كتبته والدتها خلال عامين ونشرته باسمها.استولت على جهد والدتها، وارتقت على حسابها، ثم سافرت بعد الحمل وتزوجت من رجل ثري أجنبي.واليوم، ليلى تعيش حياة براقة، لا تفعل شيئًا، وكل ما هو بحق ياسمين يأتيها بسهولة.رمشت عينا ياسمين ببرود، وغمرها شعور بالسخرية.بعد أن أنهت ليلى عرضها المتميز، اندفع الصحفيون نحوها ونحو عمر لإجراء مقابلة.كانت ياسمين واقفة في الوسط، فمرّ بها الصحفيون وارتطموا بها أكثر من مر
Read more

الفصل 14

"ألا تعلمين؟" أدركت جدة عمر الراسني على الفور أن هناك أمرًا غير طبيعي، فغضبت قائلة: "قبل الأيام حجزت لكما إجازة لمدة يومين في جبل الصفاء، وسألت عمر البارحة فقال إنه أعطاك التذاكر."تفاجأت ياسمين، إذ أن عمر لم يخبرها بشيء.من الواضح أنه لا يريد الذهاب معها، بل خدع الجدة ليتخلص من الأمر.قالت بتردد: "جدتي، أنا فقط لدي أمر طارئ، لذلك..."قاطعتها الجدة: "اليوم عطلة نهاية الأسبوع! ما الذي قد يشغلك؟ لا تدافعي عن ذلك الولد العنيد. هكذا، يا ابنتي، اذهبي الآن، فقد رتبت لكما كل شيء، وسأكلمه بنفسي."حاولت ياسمين أن تعترض: "جدتي، في الحقيقة أنا وهو قد..."سألتها الجدة بلطف وقد هدأ صوتها: "ماذا بكما؟"من الواضح أن الجدة لم تعلم بعد بأمر طلاقها من عمر.أيعقل أن عمر لم يخبر عائلة الراسني؟وإلا فلماذا رتبت لهما هذه الرحلة؟شعرت ياسمين بالضيق.الجدة ضغطها غير مستقر وقلبها ضعيف، ربما أراد عمر أن يختار وقتًا مناسبًا ليخبرها تدريجيًا.إن كان الأمر كذلك، فإن أفصحت هي الآن، قد تصاب الجدة بصدمة لا تُحتمل. لم ترد أن تكون هي السبب.على أي حال، أوراق الطلاق موقعة، ولم يبق سوى استلام الوثيقة الرسمية، وسيكون هناك
Read more

الفصل 15

"لا داعي، سأغادر الجبل الآن." قالت ياسمين، فلم تكن لديها رغبة في البقاء وإثقال الجو.لكن ما إن تحركت حتى أمسك عمر بمعصمها بيده الدافئة، والتقت عيناها بنظراته اللامبالية: "أنتِ ابقي، وسأبدل أنا الغرفة."تجهم وجه ياسمين وحاولت أن تسحب يدها، لكنه سبقها وأفلتها عمدًا ليترك مسافة بينهما:"إن غادرتِ الآن، سيكون من الصعب أن أشرح الأمر للجدة."فهمت ياسمين قصده، واتسعت عيناها بدهشة وعدم تصديق: "أتريدني أن أكون غطاءً لك مع ليلى؟"ليسهُل عليه مواجهة الجدة؟ماذا يظنها إذن؟أصلح عمر أزرار كمّه ببرود وهو يحدق بها: "لو لم تأتي من الأساس، لما حدثت هذه المشكلة."شعرت ياسمين بغصّة تخنق صدرها.إذن، هو يرى أن كل هذا ذنبها؟عضّت شفتها وقالت بصرامة: "حسنًا، لكن بشرط أن توافق فورًا على طلب استقالتي."ضيّق عمر عينيه قليلاً، وبدا وكأنه ابتسم ابتسامة غامضة: "موافق."لم تفهم ياسمين مغزى ابتسامته تلك.عادت مباشرة إلى غرفتها.أما بشأن ما رأته بينه وبين ليلى،فلم يكن غريباً أن عمر لم يخبرها بأمر المجيء إلى جبل الصفاء. فالسبب أنه أراد أن يصطحب ليلى في نزهة رومانسية.لو علمت ذلك مسبقًا، لما جاءت أبدًا.ضغطت على جبينه
Read more

الفصل 16

غيّر عمر الغرفة فعلاً، ومنذ الصباح الباكر خرج مع ليلى ودخلا معًا، مما يعني أن الاثنين قضيا الليلة الماضية في غرفة واحدة.شعرت ياسمين فجأة بغثيان.ابتعدت عنهما مسرعة وعادت إلى غرفتها، هرعت إلى الحمام محاولة أن تتقيأ شيئًا، لكن في النهاية لم يخرج شيء.مؤخرًا، شهيتها ضعفت كثيرًا، ربما حالتها أسوأ مما كانت تظن؟نظرت ياسمين إلى انعكاسها في المرآة، شاحبة منهكة، فغمرها شعور بالبرد.الإنسان ضعيف جدًا.لكنها حمدت الله أنها لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة قبل أن تستيقظ من غفلتها.ما زال أمامها وقت لتستعيد نفسها من جديد.أعادت ياسمين وضع بعض مساحيق التجميل لتبدو أكثر حيوية.وطلبت من موظفي النزل أن يرتبوا لها سيارة للنزول من الجبل، فإذا باتصال من جدتها من جهة الأم.جدتها امرأة جادة لا تعرف المزاح، فقدت زوجها مبكرًا، وكرّست حياتها لتربية أبنائها.ومنذ وفاة والدة ياسمين، ازدادت صمتًا، لكنها ظلت تهتم بياسمين أكثر من أي شيء."جدتي؟" قالت ياسمين بعد أن بللت حلقها لتخفي أي أثر لاضطرابها."هل تناولتِ فطورك؟" سألت الجدة قمر بلهجة مليئة بالحنان.ابتسم قلب ياسمين: "أتناوله الآن، هل اشتقتِ إليّ يا جدتي؟"ضحكت ا
Read more

الفصل 17

شدّت أصابعها وقالت بهدوء: "لا أحد يتمنى أن يُصاب بشيء كهذا، أرجو أن يكون واضحًا للجميع."لم ترغب في التبرير، ورأت أنه لا داعي لذلك.كان عمر يحدّق فيها بعمق، دون أن يظهر على وجهه أي انفعال.قالت رنا بنبرة معاتبة: "أنتِ تجادلين فقط، لو لم أمسك بك متلبسة لما اعترفتِ أبدًا. هذا مزعج جدًا، نحن في نُزُل، وكل شيء من طعام وشراب وخدمة متوفّر، لماذا تتبعيننا إذن؟ لا أحد بحاجة إليك."في السنوات الثلاث الماضية، كانت رنا تذهب في عطلة نهاية الأسبوع أو أثناء الإجازات إلى بيت أخيها لتتجنب إزعاج والدتها، وكانت ياسمين تقوم بدور أشبه بالأم، ترعاها وتعتني بها.اعتادت رنا على ذلك، فظنّت تلقائيًا أن ياسمين هذه المرة أيضًا جاءت بحجة العناية بهم، لكنها في الحقيقة تثير المتاعب."ما الأمر هنا؟" خرجت نور وسامي واحدًا تلو الآخر.ألقى سامي نظرة على ياسمين التي بدت وحيدة بلا سند، ثم ابتسم: "السيد عمر الراسني، لماذا الأجواء متوترة هكذا؟"رنا رغم صغر سنها، لكنها تفهم الإشارات. عرفت أن سامي بمثابة الأخ الأكبر لياسمين، فابتسمت بخجل ولم تقل شيئًا.أما ياسمين فقد أدركت أن سامي يحاول أن يفتح لها مخرجًا ويُنهي الموقف.لم ت
Read more

الفصل 18

إذن، هذا ما كان يشغل بال سامي.فهو لم يكن قلقًا عليها بدافع المشاعر القديمة، بل بسبب التعاون المرتقب مع شركة الأفق الأزرق.ففي نظره، هي ما زالت زوجة عمر، وإن تصرفت بغير لباقة، فقد يجلب غضبه عواقب كثيرة.وقفت ياسمين تنظر إليه بهدوء وقالت: "هذا فقط ما أردت أن تخبرني به؟"أجاب وهو يطفئ سيجارته محدقًا فيها: "لا. نور لا تعرف شيئًا عن ماضينا، فحاولي أن تتعاملي معها بود."بمعنى آخر: لا تفتحي الموضوع؟تملكتها رغبة في الضحك.لكن كل ما جرى اليوم جعل أنفها يلسع من شدة الكتمان.قالت بهدوء: "أخي... لو سألتني كيف أصبحتَ أخي، يمكنني أن أحدثها، لكن هل بيننا شيء آخر؟"قطب سامي حاجبيه، ثم ابتسم ابتسامة ذات مغزى وقال:"ياسمين، كبرت فعلاً. تلك المشاعر التي كانت يومًا على كل لسان، صرتِ تعرفين كيف تخفينها."فحبها له في الماضي لم يكن خافيًا على أحد من عائلة الدهري.أما الآن وقد صارت تكتم مشاعرها، فقد أعجبه نضجها.ثم أضاف مذكّراً: "أما بالنسبة لعمر، فالرجل في الخارج قد يساير المواقف، وهذا أمر طبيعي. نور لا تعرف أنكِ زوجته، فلا تكشفي الأمر حتى لا تُحرجي ليلى."رفعت ياسمين نظرها وسألت: "وهل هذا كلام عمر نفسه؟"
Read more

الفصل 19

شدّت ياسمين الملعقة بين أصابعها بتوترٍ لا إرادي، وقالت: "لا، أنا بخير، ربما كنت مشغولة أكثر من اللازم، فلم أتناول طعامي بانتظام."بعد مرضها، نحفت كثيرًا، وفقدت شهيتها، ولم يعد جسدها يمتص الطعام جيدًا، لكن عمر وسامي لم يلحظا شيئًا.وحدها جدتها التي تحبها، الجدة قمر، أدركت فورًا أن هناك خطبًا ما.لكن ياسمين لم تستطع البوح بالحقيقة.كبرت جدتها في السن، ومنذ وفاة أمها وهي لا تحتمل أي صدمة. أما خالها سامر الحليمي، فهو يقيم في مصحة منذ إصابته بسرطان الكبد، وإن انهارت هي أيضًا، فكيف سيتحملان؟"ياسمين، هل أنتِ غير سعيدة؟" سألتها الجدة قمر بقلق، وقد شعرت أن حالتها ليست على ما يرام: "هل تشاجرتِ مع عمر؟"وإلا فلماذا لا يأتي عمر لزيارتها إلا نادرًا؟وضعت ياسمين الملعقة جانبًا، وعانقت جدتها بحنان: "لا يا جدتي، علاقتي به جيدة جدًا، لا تقلقي. في المرة القادمة سأجعله يأتي بنفسه ليطمئنك."فقط عندما ينفصلان، سيعيش كل منهما حياته بهدوء.لم تجد الجدة قمر ما تفعله سوى أن تملأ طبق ياسمين بالطعام، كأنها تتمنى أن يزداد وزنها خمسة كيلوغرامات دفعة واحدة.أما ياسمين، فرغم أن شهيتها معدومة وتشعر بالغثيان، إلا أنه
Read more

الفصل 20

عندما رأت سارة القادم، تغير وجهها إلى العبوس وقالت بغضب: "مازن الكرمي، ما الذي أصابك؟!"عقد مازن حاجبيه، ونظر إليها بنبرة تحذير: "الآنسة ليلى السويدي جاءت بنية صادقة، وأنتما تغلقان الباب في وجهها! أين الذوق في هذا؟"ثم وقع بصره على ياسمين، وبدت على ملامحه لمحة دهشة.كانت ياسمين طويلة القامة، نحيلة الكتفين والعنق، يظهر من هيئتها أنها تلقت تربية جيدة منذ الصغر، ووقفتها أنيقة.شعرها الأسود المتموّج منسدل خلف أذنها، بشرتها بيضاء باردة، وزينت وجهها بمكياج خفيف لم يخفِ جمال ملامحها البارزة، وكانت عيناها المائلتان للخارج تنظران ببرود وهدوء.كان جمالها لافتًا، يستحيل تجاهله.قال مازن بدهشة ممزوجة بسخرية: " لا تخبراني أن هذه هي ضيفتكما المهمة؟! مجرد ربة بيت لا تجيد سوى الغسيل والتنظيف، وتغلقان الباب في وجه الآنسة ليلى السويدي لأجلها؟"كان مازن يعرف ياسمين، فهي صديقة أخته سارة المقربة.وكان يعلم أنها متزوجة، لكنه لم يعرف زوجها تحديدًا، كل ما تذكره أنه بحث عنها قليلًا في السابق بسبب جمالها المميز، ليكتشف أنها مجرد فتاة جميلة، شكل بلا مضمون.ليست مثل ليلى، فالنساء المتميزات مثلها نادرات.صرخت سارة
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status