بعد مرضها القاتل، الآنسة ياسمين تحل مكان حبه الأول

بعد مرضها القاتل، الآنسة ياسمين تحل مكان حبه الأول

By:  قيد على الحسنIn-update ngayon lang
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Hindi Sapat ang Ratings
30Mga Kabanata
13views
Basahin
Idagdag sa library

Share:  

Iulat
Buod
katalogo
I-scan ang code para mabasa sa App

‬من أجل إنقاذ أخيها بالتبني، تزوجت ياسمين الحليمي من عمر الراسني، زواجًا سريًا دام ثلاث سنوات، كان فيه علاقة جسدية بلا حب.‬‬ وفي اليوم الذي حُكم عليها فيه بمرضٍ عضال، كان زوجها يحتفل مع عشيقته بإشعال الألعاب النارية؛ بينما خرج أخوها بالتبني من السجن وهو يعانق امرأة معلنًا أنها حب حياته الحقيقي! حين رأت الرجال الذين طالما عرفتهم ببرودهم وقسوتهم يعلنون حبهم على الملأ، قررت ياسمين ألا تنتظر أكثر. فطلبت الطلاق، واستقالت من عملها، وقطعت صلتها بعائلتها... ثم بدأت من جديد، واستعادت أحلامها، فتحولت من ربة بيت كانت موضع سخرية إلى قامة بارزة في مجال التكنولوجيا! لكن في يومٍ ما، انكشف سر هويتها، كما انكشف مرضها العضال. حينها، احمرّت عينا أخيها بالتبني المتمرد من شدة الألم والندم، وهو يتوسل: "ياسمين، ناديني أخي مرة أخرى، أرجوك." أما عمر البارد القاسي، فقد جنّ وهو يصرخ: "زوجتي، سأهبك حياتي، فقط لا تتركيني..." لكن ياسمين أدركت أن الحب المتأخر أرخص من أن يُشترى، فهي لم تعد بحاجة إليه منذ زمن...‬

view more

Kabanata 1

الفصل 1

"آسفة يا آنسة ياسمين، لقد فاتك أفضل وقت لإجراء العملية..."

ظلت ياسمين واقفة متجمدة وهي تمسك بورقة التحليل التي تؤكد إصابتها بسرطان الرحم. بعد صمت طويل، اتصلت بسكرتير عمر، كريم الزهري.

رنّ الهاتف طويلًا قبل أن يُجيب أخيرًا، بنبرة لا مبالية كعادته:

"سيدتي، هل لديكِ أمر ما؟"

قبضت ياسمين أصابعها المرتجفة وقالت:

"أين عمر؟ أريد التحدث معه."

أجاب كريم:

"السيد عمر مشغول الآن ولا يستطيع الرد."

قالت بصوت متوسل:

"هل يمكنك أن تجعله يرد عليّ للحظة فقط...؟"

لكن قبل أن يكمل كريم كلامه، سمعت ياسمين من الطرف الآخر صوتًا ناعمًا:

"عمر، ما المفاجأة التي تخبئها لي حتى تتصرف بهذه السرية؟"

ثم جاءها صوت عميق مألوف حتى النخاع، لكنه كان يحمل حنانًا لم تنله هي أبدًا:

"ارفعي رأسك."

وفي اللحظة التالية، أنهى كريم المكالمة بلا تردد.

وفي الوقت ذاته...

بوم——

دوّى انفجار من جهة الميناء، فرفعت ياسمين رأسها بوجه شاحب.

ارتفعت في السماء المقابلة ألعاب نارية متلألئة، تتشابك ألوانها الزاهية في ليلٍ أزرق قاتم، فتبدو بجمالها كما في الأساطير.

أمام باب المستشفى، كان الناس يتحدثون بصخب:

"سمعتم؟ هذه الألعاب النارية التي أطلقها السيد عمر الراسني من شركة الأفق الأزرق لعيد ميلاد حبيبته، كلفته أكثر من مليوني دولار في ليلة واحدة!"

"إنها ليلى السويدي! حاصلة على دكتوراه من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، نخبة تتنافس عليها أكبر الشركات المحلية، ذكية وجميلة ومن عائلة مرموقة، وحبيبها وسيم وقوي النفوذ!"

"ليس غريبًا أن يحبها السيد عمر الراسني إلى هذا الحد، حبيبة كهذه تُعتبر فخرًا له!"

ظلت ياسمين تحدق طويلاً في تلك الألعاب النارية الباذخة، ثم ارتخت قبضتها ليسقط ورق التحليل من يدها إلى الأرض.

استدارت ورحلت.

في ساعات الفجر الأولى، عاد عمر إلى المنزل، فوجد ياسمين جالسة في غرفة المعيشة دون أن تشعل أي ضوء.

رفع الرجل يده وأشعل المصباح، قطّب حاجبيه وقال:

"لماذا لم تنامي بعد؟"

رفعت ياسمين عينيها إليه، كان يحمل سترته على ذراعه، وعيناه السوداوان العميقتان تحدقان بها ببرود معتاد.

كانت تظن يومًا أن طبعه بارد بالفطرة، لكنها أدركت اليوم أن ذلك الجليد الذي ينام إلى جوارها ما هو إلا جمرة متقدة في قلب شخص آخر.

قالت بصوت خافت:

"لم أستطع النوم... ذهبت اليوم إلى المستشفى."

ألقى عمر سترته على الأريكة بلا مبالاة وسأل:

"وماذا قال الطبيب؟"

كانت ياسمين قد اشتكت منذ فترة من ألم في أسفل بطنها، وقد وعدها أن يرافقها للفحص، لكنه كان يؤجل دائمًا.

مرة بحجة عقد بملايين، ومرة بمشكلة معقدة في مشروع.

حتى البارحة وعدها أن يذهب معها إلى المستشفى، لكنه علم أن ليلى أخفت عنه عيد ميلادها، فسارع للحاق بها ولم يسعفه الوقت إلا لإطلاق الألعاب النارية.

أما ياسمين، فلم يجد وقتًا لها.

خفضت رأسها وقالت بهدوء:

" لا شيء يُذكر، مجرد أن أنتظر قليلًا وكل شيء سيكون بخير... لكن لماذا عدت إلى البيت اليوم؟"

توقف عمر لثوان، ثم اقترب منها.

ضمها إلى صدره، أنفاسه الحارة تتردد على عنقها، وصوته مبحوح:

"هذه الأيام هي فترة إباضتك."

وأضاف ببرود:

"لقد طلبتِ مني واتفقنا أن نكون معًا في هذه الأيام من كل شهر، حتى ننجب وريثًا لعائلة الراسني. أم أنك نسيتِ؟"

كانت رائحة عطر نسائي تفوح منه بوضوح، كرصاصة مزقت ما تبقى من كرامة ياسمين التي كانت تتشبث بها.

لم يكن مخطئًا؛ ثلاث سنوات من الزواج وهو بارد معها، لا يقترب منها إلا استجابة لإلحاح الحاجة الراسني بضرورة إنجاب وريث لعائلة الراسني.

تاهت ياسمين في أفكارها: طفل؟ لم يعد ممكناً.

كان طبعها دائمًا هادئًا وخاضعًا، لكنها هذه الليلة لم تعد قادرة على الاحتمال.

قالت بحدة:

"عمر، ألا تخشى أن تغار حبيبتك إذا جئت لتنام معي؟"

كانت عيناها تلمعان في الظلام، كحيوان صغير أظهر أنيابه أخيرًا.

تأملها عمر، ورأى جديتها، فبردت نظراته شيئًا فشيئًا.

ثم ابتسم ابتسامة باهتة لا تصل إلى عينيه وقال:

"ولماذا أخاف؟ نحن متزوجان سرًا، وأنتِ من تعيشين في الظل."

وتابع ببرود:

"بما أنكِ اخترتِ أن تكوني الدور الثانوي، فلا يحق لكِ المطالبة بالكثير."‬
Palawakin
Susunod na Kabanata
I-download

Pinakabagong kabanata

Higit pang Kabanata

Mga Comments

Walang Komento
30 Kabanata
الفصل 1
"آسفة يا آنسة ياسمين، لقد فاتك أفضل وقت لإجراء العملية..."ظلت ياسمين واقفة متجمدة وهي تمسك بورقة التحليل التي تؤكد إصابتها بسرطان الرحم. بعد صمت طويل، اتصلت بسكرتير عمر، كريم الزهري.رنّ الهاتف طويلًا قبل أن يُجيب أخيرًا، بنبرة لا مبالية كعادته:"سيدتي، هل لديكِ أمر ما؟"قبضت ياسمين أصابعها المرتجفة وقالت:"أين عمر؟ أريد التحدث معه."أجاب كريم:"السيد عمر مشغول الآن ولا يستطيع الرد."قالت بصوت متوسل:"هل يمكنك أن تجعله يرد عليّ للحظة فقط...؟"لكن قبل أن يكمل كريم كلامه، سمعت ياسمين من الطرف الآخر صوتًا ناعمًا:"عمر، ما المفاجأة التي تخبئها لي حتى تتصرف بهذه السرية؟"ثم جاءها صوت عميق مألوف حتى النخاع، لكنه كان يحمل حنانًا لم تنله هي أبدًا:"ارفعي رأسك."وفي اللحظة التالية، أنهى كريم المكالمة بلا تردد.وفي الوقت ذاته...بوم——دوّى انفجار من جهة الميناء، فرفعت ياسمين رأسها بوجه شاحب.ارتفعت في السماء المقابلة ألعاب نارية متلألئة، تتشابك ألوانها الزاهية في ليلٍ أزرق قاتم، فتبدو بجمالها كما في الأساطير.أمام باب المستشفى، كان الناس يتحدثون بصخب:"سمعتم؟ هذه الألعاب النارية التي أطلقها الس
Magbasa pa
الفصل 2
انقبض قلب ياسمين فجأة، فازداد وجهها شحوبًا.رغم أن المكيف المركزي يحافظ دائمًا على حرارة ثابتة، إلا أنها شعرت وكأنها في قبو جليدي.وحين رآها صامتة، لم يُبعد عمر نظره عن وجهها إلا بعد بضع ثوانٍ:"صحة والدة ليلى تزداد سوءًا، وأمنيتها الوحيدة أن ترى ابنتها مطمئنة، تجد من يسندها، تحتاج إلى من يؤنسها. لا تثيري المشاكل، قومي بدورك كزوجة عمر الراسني، ولن أتجاوز حدي معك."قالها وكأن خيانته أمر مبرر.لن يتجاوز حدّه معها؟تجمدت ياسمين لبرهة، ثم ابتسمت بمرارة، وقاومت الألم الذي يمزق صدرها لتقول:"إن كانت تحتاج إلى من يؤنسها، فوجودك عندي ليس في مكانه."أنهت كلامها، ثم استدارت وصعدت إلى الطابق العلوي، وأغلقت الباب خلفها بلا تردد.وبعد دقائق، دوى صوت محرك سيارة من الأسفل، ورحل الرجل. لم تحتج أن تفكر لتعلم أنه ذهب إلى ليلى.سارت بخطوات مثقلة نحو الحمام، وغسلت وجهها بماء بارد أيقظها أكثر.ثم فتحت حاسوبها وتواصلت مع محامٍ كانت قد أضافته منذ ثلاث سنوات، وطلبت منه أن يعد لها عقد طلاق.سألها المحامي:"آنسة ياسمين، هل لديك أي شروط خاصة؟ كمنزل أو سيارة أو تقسيم الممتلكات؟"فكرت قليلًا ثم ردت بهدوء:"لا أريد
Magbasa pa
الفصل 3
"سامي!"انطلقت صيحة امرأة مفعمة بالفرح، لتقطع أفكار ياسمين. مرت المرأة بجانبها مسرعة، ثم قفزت مباشرة إلى أحضان سامي الواسعة. تلقّاها سامي بعفوية، وأسندها بذراعيه، تاركًا لها حرية الارتماء عليه.قالت وهي متشبثة به:"أتدري كم انتظرتك؟ لو لم تخرج الآن، لكان أبي أجبرني على الزواج من شخص آخر!"ثبت سامي نظره على وجهها، وردّ على قبلاتها الحارة بابتسامة جانبية: "مستعجلة إلى هذا الحد؟ إذن دعي سائقك ينزل بعد قليل، وسأرسل لوالدك هدية كبيرة..."أجابته بدلال وهي لا تزال متشبثة به: "ألا تكف عن مشاكستك؟ أبي طلب أن آخذك إلى البيت ليتعرف عليك، وقال إنه سيقيم لك استقبالاً خاصًا..."توقفت خطوات ياسمين فجأة، وكأنها جُمدت في مكانها، تحدّق في المشهد بذهول.شعرت بارتباك متأخر، وخجل يثقل صدرها.ذلك الشاب الذي كان يومًا ما حنونًا، يضعها في مركز اهتمامه، بدا الآن وكأنه لم يكن سوى حلم طويل استمر لسنوات.بدأ ألم حاد يلسع بطنها، كأن خنجرًا قد اخترق الزمن ليغرس نفسه فيها من جديد.ــ "ياسمين، لا أريد أن أُسجَّل في قيد عائلة الدهري، لا أريد أن أصبح أخاك حقًا."ــ "حين تكبرين، تزوجي مني، حسنًا؟"رنّ صوته العذب في رأسه
Magbasa pa
الفصل 4
تجمدت ياسمين في مكانها.عضّت على شفتيها الشاحبتين وقالت: " هل هذا ما يقصده؟""نعم."كريم في الحقيقة لم يكن يحب ياسمين، رغم أنها مجتهدة في عملها وذات كفاءة، لكنها في البداية استعملت وسائل غير شريفة للزواج بالأجبار.امرأة كهذه، تثير اشمئزازه.قال ببرود: " السيد عمر الراسني أوصى أن تبقي في المكتب اليوم ولا تذهبي إلى أي مكان حتى تهدأ الضجة."وأضاف بلهجة قاسية: "وإذا لم تستطيعي تنفيذ ذلك، فشركة الأفق الأزرق لا تحتفظ بالأشخاص عديمي الفائدة!"كانت ياسمين تعلم أن عمر لا يحمل لها أي مشاعر، لكنها لم تتوقع أنه حتى في وقت الطلاق سيكلفها بأمر كهذا.أن يجعل الزوجة الشرعية تدافع عن عشيقته في الخارج، وتغطي على فضيحة حقيقية!شعرت ياسمين بصدمة غاضبة تخترق صدرها، واشتد الألم في بطنها، فاستندت إلى الطاولة لتخفي انزعاجها، ثم نظرت بسخرية إلى بطاقة عملها الموضوعة أمامها.أمسكتها، ولفّت خيطها حول البطاقة.قالت بهدوء: "صحيح أن شركة الأفق الأزرق لا تحتفظ بأحد عديم الفائدة، لكنني لم أعد أستطيع القيام بهذا العمل." ثم وضعت البطاقة جانبًا وأضافت: "أنا أستقيل."كانت قد أرسلت طلب الاستقالة ليلة أمس مع أوراق الطلاق،ل
Magbasa pa
الفصل 5
بعد أن أنهت ياسمين عملها، تلقت اتصالاً من كريم يخبرها بما يريده عمر.كرّر كريم لها مقصده بوضوح، ففهمت ياسمين على الفور ما يرمي إليه.كانت علاقة ليلى به تُعَدّ خيانة زوجية صريحة، وقد ثبت بالفعل أنها العشيقة.وطلبه منها أن تتولى هي معالجة هذه المسألة، لم يكن إلا خطوة استباقية، فإذا ما حاول أحد في المستقبل إثارة الماضي، فبما أن الزوجة الشرعية قد "أقرت" الأمر بنفسها، فلن يُحسب على ليلى أنها تدخلت في زواج قائم، وبذلك يجنّبها الشبهات والانتقادات.من أجل ليلى، بذل عمر كل ما في وسعه!أما عبارته "فكري جيدًا"، فلم تكن سوى تهديدًا مبطنًا: إن لم توافق على معالجة الأمر، فخروجها من شركة الأفق الأزرق سيجعلها بلا مأوى مهني، إذ يستطيع أن يقطع طريق رزقها.ثلاث سنوات وهي تبذل قصارى جهدها لتؤدي واجب الزوجة، ومنذ يوم زواجها به قطعت كل صلة بماضيها، لكنها لم تنل منه ذرة من صدق المشاعر.لقد أنهكها الأمر.ابتسمت ياسمين بسخرية وقالت ببرود: "سآخذ إجازة مرضية، وإن أُجبرت على العمل وأنا مريضة، فهذا خرق لقانون العمل، وسنلتقي في المحكمة."فهي قد قررت الطلاق والاستقالة، ولم تعد تبالي إن كان عمر راضيًا أم لا!مع انتها
Magbasa pa
الفصل 6
التقت ياسمين بنظرات سامي، كان يحدّق بها بابتسامة غامضة، أشبه بمُتفرّج ينتظر أن يرى ارتباكها.شدّت أصابعها بقوة، لتدرك أن آخر خيط من الأمل في قلبها قد انقطع.لم تهرب من عينيه، بل واجهته كما أراد: "نعم، أهلاً بكِ يا زوجة الأخ."ابتسمت نور بمزيد من الرضا، وهي تتدلل متشبثة بخصر سامي.توقف سامي لحظة، ثم ألقى نظرة على ياسمين، قبل أن يطوق نور بذراعه ويدخل معها إلى غرفة الضيوف.اقتربت رؤى وقالت بسخرية: "تتظاهرين بالسماحة؟ أخي لم يعد ينظر إلى امرأة متزوجة!""أما تلك الآنسة السويدي التي احتفل السيد الراسني بعيد ميلادها البارحة، فهي دكتورة في هندسة الطيران، يتنافس الجميع في الأوساط التجارية على الفوز بها. وأنتِ؟ مجرد ربة بيت لا تجيدين سوى الطبخ وتدفئة السرير، كيف تقارنين نفسك بها؟""هل تخافين أن تُطردي من بيتك مطرودة ذليلة، فجئتِ لتتشبثي بعائلة الدهري؟"هذا الزواج الفاشل كان مادة لسخرية الجميع…شعرت ياسمين بقبضة خفيفة في صدرها، ووضعت الهدية التي كانت تحملها قائلة: "اطمئني، حياتي من الآن فصاعدًا، سواء كانت جيدة أم سيئة، لا علاقة لها بعائلة الدهري، فأنا في النهاية أحمل اسم الحليمي."ثم استدارت وغاد
Magbasa pa
الفصل 7
في اليوم التالي، جاءت المربية ترافقها أخت عمر الصغرى، رنا الراسني.تتجاوز الفتاة السابعة عشرة للتو، ملامحها مشرقة وقوامها ممشوق، وما إن دخلت حتى رمت حقيبتها على الأريكة.رمشت رنا بعينيها نحو عمر قائلة: "أين ياسمين؟"أجابها عمر وهو يشد ربطة عنقه وألقى عليها نظرة باردة: "كيف تنادينها؟"تقطب رنا شفتيها باستخفاف: "أنت لا تحبها يا أخي، فلماذا أناديها بزوجة أخي؟"كانت أمها قد أخبرتها أن ياسمين تزوجت من عائلة راقية وارتقت اجتماعيًا، وأن عليها أن تفني نفسها في خدمة عائلة الراسني.ثم تذكرت العبارة:خادمة متميزة على أعلى مستوى؟قال عمر ببرود وهو يعرف دهاء أخته: "قولي لي، ما الحيلة الجديدة الآن؟"أجابت رنا وهي تدور بعينيها: "أخي، أأنت مشغول اليوم؟"قال: "ماذا؟"ابتسمت رنا بخبث: "أمي ذهبت لحضور عرض أزياء، وأبي في الخارج، وجدتي مريضة ولا تستطيع الحضور. لا أحد يذهب معي لاجتماع أولياء الأمور."ثم تابعت وهي تهز ساقيها بدلال: "دع ياسمين تذهب، فهي تأكل وتشرب من مالك، وليس لديها ما يشغلها."توقف عمر لحظة ثم قال: "اتفقِي معها بنفسك."قهقهت رنا بثقة: "ولمَ لا؟ هي تحاول كسب رضاك، وتدللني كثيرًا، تمامًا كما
Magbasa pa
الفصل 8
لو أنها واصلت دراستها في تخصصها الذي كانت تحلم به، لكانت اليوم في مجال هندسة الطيران.فالطائرات دون طيار (الدرونز) هي أهم إنجاز تقني في هذا العصر، تُستخدم في المجال العسكري، المدني، وحتى في الزراعة.والسبب الذي جعل أستاذها يكتب لها رسالة توصية إلى معهد البحوث آنذاك، هو أنها صممت وأشرفت تقنيًا على مشروع الطائرة دون الطيار متعددة المهام يو إن، جمعت بين المدى الطويل، والحمولة الكبيرة، والسرعة العالية، والتشغيل الآلي، وتجاوزت أصعب العقبات التقنية، حتى أصبحت اليوم مُستخدمة في العمليات العسكرية الفعلية.لقد وصلت إلى قمة المجال.لكن الزواج الذي استنزفها أوصلها إلى ما هي عليه اليوم، جسدًا منهكًا ونفسًا محطمة، وإصابتها بالسرطان في عمر مبكر جعل حياتها كلها في مهب المجهول.ومع ذلك، أدركت حقيقة واحدة:أن الإنسان لا بد أن يعيش لنفسه أولاً!حتى لو لم تستطع الشفاء، فهي تريد أن تستثمر ما تبقى من وقتها دون ندم.إنها تريد...أن تعود إلى مجالها، وتغرس جذورها من جديد في حلمها.أما سارة، فمع أنها لا تفهم في التقنية، إلا أن شركة الريادة لديها خبراء يديرها.استثمرت سارة المال، وهو قاد فرق البحث، وخلال السنوا
Magbasa pa
الفصل 9
بدت ليلى وكأنها لم ترَ ياسمين، ابتسمت برقة نحو رنا وقالت: "رنا، ما دمتِ سعيدة، فكيفما ناديتني لا يهم."رفع عمر نظره إليها، وبدا عليه الضيق: "ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟"حين التقت ياسمين بنظرته الباردة، فهمت على الفور.لقد أساء الظن بها.وكما توقعت، ما إن رأى فارس العمري ياسمين حتى قال ببرود: "آنسة ياسمين، تملكين مهارة لا بأس بها، حتى إنك استطعت تتبع عمر إلى مكان تجمعنا الخاص. كلنا هنا أشخاص محترمون، أليس تصرفكِ هذا محرجًا؟"إذن لماذا جاءت ياسمين؟لتكشف خيانته، طبعًا."لا جدوى من هذا، وأنتِ تعرفين أن عمر لا يحبك." اعتقد فارس أنه قد أدرك أعماق ياسمين، وهز رأسه.بعد أن تسللت ياسمين إلى سرير عمر آنذاك، رتبت لإرسال صحفيين للتصوير سرًا، لولا أن عمر أوقف الأمر في وقته، لتردمرت سمعة عائلة الراسني.امرأة تساوم على سمعتها من أجل الصعود، لم يكن أحد منهم يقدّرها.اعتادت ياسمين على هذه السخرية الجارحة، فأصدقاء عمر جميعهم يكرهون ما يعتبرونه "وقاحة" منها.جلست ليلى بجانب عمر بهدوء، ملامحها وادعة وهي تسكب العصير لرنا، دون أن ترفع عينيها نحو ياسمين، ينبعث منها شعور بالفخامة والثقة.لم تخشَ مواجهتها.وكيف
Magbasa pa
الفصل 10
عندما عاد عمر إلى الغرفة، كان وجهه الوسيم البالغ الدقة باردًا للغاية، فعرفت ليلى أنه لم يتفاهم مع تلك ياسمين، كما أن ضيقه من ياسمين لم يحاول إخفاءه.أما رنا فبدت شاردة الذهن قليلاً، وقالت: "أخي، هل قالت لك شيئًا؟ مثلاً كلامًا سيئًا عني..."رفع عمر نظره إليها وسألها: "هل فعلتِ ما أغضبها؟"أجابت وهي تمسك عصيرها بتذمر: "لا طبعًا، أنا لست متفرغة لهذا الحد!"دخل إياد، وألقى نظرة على عمر، لكنه لم يعلّق على ما حدث قبل قليل في الخارج، حتى لا تكون ليلى غير سعيدة، فليس سهلاً على أي امرأة أن ترى امرأة أخرى تلقي بنفسها في أحضان رجلها.ضحك فارس وقال: "لماذا تسأل أختك؟ المسألة أن ياسمين تجاوزت الحدود، بل حتى تبعتك إلى هنا. قبل أن تثير المشاكل، كان عليها أن تعرف قدر نفسها."أشعل إياد سيجارة وقال: "من الواضح أنها حتى لو طلبت الطلاق، فلن تكف عن ملاحقتك. عليك أن تكون مستعدًا نفسيًا يا عمر."لم يرد عمر، بل ظل وجهه باردًا، ثم صبّ فنجان شاي لليلى.اكتفت ليلى بابتسامة هادئة، لم تُعلّق ولم تُبدِ موقفًا، وكأن الأمر لم يستحق اهتمامها.أما رنا، فشعرت للحظة بالذنب، لكنها سرعان ما غيّرت تفكيرها.حتى لو لم يكن بسب
Magbasa pa
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status