جميع فصول : الفصل -الفصل 20

26 فصول

الفصل 11‬

شعرت والدة سيف بالدوار وكادت أن تفقد وعيها.أسرعت تاليا وأمسكت بها قائلة: "خالتي، هل أنتِ بخير؟"استعادت والدة سيف أنفاسها، وحدّقت فيها بغضب شديد.قالت بحدة: "أيتها الفاجرة، ستدمرين ابني، وستقضين على عائلة الراشدي!"دفعتها بقوة فسقطت تاليا متعثّرة داخل قالب الكعكة الضخمة.أفزعت الحادثة المفاجئة ريما ذات السنوات الست، فانفجرت باكية بصوت عال.وسادت الفوضى في المكان.استغل أحد المصوّرين المتخفّين بين الضيوف الفرصة والتقط الصور بعدسته، فرحا بالخبر الحصري الذي سيشعل مواقع التواصل.تحوّل الحفل الذي كان من المفترض أن يكون مفعما بالبهجة إلى فوضى تامة، وانتهى بسرعة وسط صراخ سيف وطرده للمدعوين.ورغم أن عائلة الراشدي حاولت فورا التكتّم على الحادثة، إلا أن الكثير من الصور ومقاطع الفيديو تسربت إلى العلن.وفي تلك الليلة، تصدّرت أخبار الفضيحة قوائم البحث الثلاث الأولى:【الرئيس الحالي لمجموعة الراشدي، سيف الراشدي، يخون زوجته ويُشاع أن لديه ابنة غير شرعية】【حفلة الترحيب بالابنة بالتبني تتحول إلى ساحة معركة، والثراء لا يخلو من المشاكل】【وفقاً لمصادر موثوقة، غادرت الزوجة الأصلية لسيف الراشدي ميرا الشهابي
اقرأ المزيد

الفصل 12‬

جلس سيف منهارا على الأريكة.هل ميرا مصممة على ألا تدعه يجدها؟إذًا، رحيلها لم يكن قرارا لحظة غضب، بل كان مخططا له منذ البداية.نهض فجأة واندفع نحو الغرفة.كانت خالية تمامًا.كل أثر لميرا في الفيلا اختفى تمامًا.باستثناء الهدايا التي قدمها لها وملابسها، حتى خزانة سيف كانت فارغة.استدعى المربية، وحدق فيها بغضب."أين أغراض زوجتي؟ وأين أغراضي؟"ارتجفت المربية خوفا وقالت: "السيدة قالت إنها تريد تنظيف غرفة تبديل الملابس، وكل الأشياء... أُحرقت كلها."دوى رأس سيف، وتراجع مترنحا بضع خطوات.أمسك المربية بعنف وصاح: "لا تتكلمي هراء! ميرا تحبني كثيرا، كيف يمكن أن تفعل ذلك؟"قالت المربية بصوت مرتجف: "والله يا سيدي، هي من أحرقتها بنفسها، حتى حديقة الورود التي زرعتها لها في الفناء الخلفي، لقد... أحرقتها أيضًا."اتسعت حدقتا سيف فجأة، وأفلت يدها وركض نحو الفناء الخلفي.نظر إلى المشهد أمامه وكأن شيئًا عالقا في حلقه.الورود التي كانت مزهرة تحولت إلى رماد.كانت تلك الحديقة قد زرعها بيديه يوم حصلا على شهادة الزواج.حينها، أمسك بيدها وقال لها بحب: "حبي لكِ كهذه الورود، سيبقى متقدا لا يخبو أبدا."كانت ميرا تع
اقرأ المزيد

الفصل 13‬

استمرّت فضيحة ابنة سيف غير الشرعية في التصاعد، وتذبذبت أسهم مجموعة الراشدي.لكن سيف لم يعد يهتم بأمور الشركة، ولا يرغب في العودة إلى الفيلا الخالية الباردة.البيت الذي كان دافئًا ذات يوم، أصبح كالمقبرة بعد رحيل ميرا.صار يتردد على الحانات، محاولا أن يغرق همومه في الكحول.حاول أصدقاؤه القدامى إقناعه الواحد تلو الآخر:"زوجتك القانونية حسب عقد الزواج هي تاليا، وريما ابنتكما، فلماذا لا تستغل الأمر وتدع تاليا تدخل البيت رسميا؟""الآن بعد أن تركت ميرا المكان بنفسها، أليس هذا أوفر للمشاكل؟""يا سيف، ألم تقل بنفسك إنك تحمل مشاعر تجاه تاليا؟"بعد جولات من الشراب، وضع سيف الكأس بقوة على الطاولة.وقال بغضب: "التي أحبها هي ميرا! وما أشعر به تجاه تاليا ليس سوى حنين إلى الماضي. إن عادت ميرا، فسأتخلى حتى عن حق حضانة ريما."تبادل الحاضرون النظرات في حيرة.فتجرأ أحدهم وسأل: "لكن أليس زواجك من تاليا أولا وإعطاؤك لميرا شهادة زواج مزيفة كان لتتخلص منها يوما ما؟""طريق!"تحطّم الكأس على الأرض بقوة.صرخ سيف: "من يتجرأ على القول إن ميرا ليست زوجتي، فلن أسامحه أبدًا!"فصمت الجميع فورًا.في وقت متأخر من الليل،
اقرأ المزيد

الفصل 14‬

كان سيف ممددًا على السرير، يتقلب بلا توقف، عاجزا عن النوم.وبينما كان نصف نائم، مدّ ذراعه كعادته ليضمّ من بجانبه، فإذا به لا يجد أحدا.غياب رائحة ميرا جعله يختنق وكأن الهواء انقطع عنه.نهض سيف من فراشه وتوجّه إلى الشرفة، وأمسك بالتلسكوب الفلكي ليتأمل السماء.بحث طويلا، نصف ساعة كاملة، ولم يجد تلك النجمة الزرقاء التي سُمّيت باسم ميرا الشهابي.شعر بالذعر.كان ذلك نذيرا سيئا.على الفور، أخرج هاتفه واتصل بهيئة تسجيل النجوم في بريطانيا.وجاءه صوت الموظف ببرود وجفاء: "نعتذر، النجمة المسماة باسم ميرا الشهابي قد سقطت من السماء."في تلك اللحظة، شعر وكأن قلبه يُعصر بقوة حتى كاد ينفجر.رفض التصديق، كيف يمكن لنجمة أن تختفي هكذا فجأة؟صرخ بصوت مبحوح يكاد يتمزّق: "سأشتري نجمة أخرى، لا، عشر نجمات! جميعها باسم ميرا الشهابي!"لكن الموظف أجابه بأسف أن لا نجوم متاحة للتسمية حاليا.أنهى المكالمة، وكان الفجر قد بدأ يلوح في الأفق.خرج سيف حافي القدمين يسير بلا هدف في الشارع، تاركا الحصى تخدش باطن قدميه.تذكّر يوم دفع ميرا فسقطت، وتشققت راحة يدها بسبب الحصى.كم كانت تتألم حينها!وفجأة، لمح من خلال زجاج مقهى
اقرأ المزيد

الفصل 15‬

تجمّد سيف في مكانه، رفع رأسه بذهول ليكتشف أن الدموع قد غمرت وجهه منذ وقت طويل.منذ أن أصبح ثريا، صار الجميع يتوددون إليه، وكم من امرأة ألقت بنفسها في أحضانه طمعا في ماله.لكنه كان يعلم أنهن جميعا لا يرين فيه سوى المال، لا الحب الحقيقي.وحدها ميرا، هي التي وقفت إلى جانبه بلا تردد، وقطعت علاقتها بوالديها لترافقه في تأسيس عمله.كانت دائما ملاذه الآمن، ومرساه حين يتعب.أما الآن، فقد خسر مَن أحبّته بصدق، من أجل تاليا التي لا ترى في الحياة سوى المال.حين خطر له هذا، صفع نفسه بقوة مرارا، نادما حتى العظم.وجّه سيف نظره نحو الحشد المتجمّع حوله، ثم أخرج من محفظته مبلغا كبيرا من النقود ونثره في الهواء.وقال بصوت مبحوح: "من يجد لي زوجتي، سأمنحه خمسة ملايين!"ساد الصمت بين الناس.ركض مساعده نحوه بحماس وقال: "سيدي سيف، لقد وجدنا أثرا لزوجتك!"التقط أحد محبي التصوير صورة لميرا في الشارع، لكن لم يُعرف المكان بالتحديد.أشرق بريق في عيني سيف الكئيبتين، وقال: "اتصل بذلك الشخص فورا، لا يهم كم سيكلف الأمر، أريد معرفة مكان ميرا."اختفى أثر الخمر من رأسه في لحظة، واستعاد كامل وعيه.دفع فورا تعويضا لصاحب المق
اقرأ المزيد

الفصل 16‬

اندفع سيف إلى المستشفى بسرعة وغضب، وركل باب غرفة المرضى بقوة حتى انفتح.كانت تاليا قد ارتدت فستانا ضيقا قصيرا خصيصا، وتمايلت بخطواتها نحوه.قالت: "سيف، لنعد إلى البيت نحن الثلاثة كعائلة واحدة."أمسك سيف بشعرها بقوة، وضغطها نحو زاوية الجدار وهو يصرّ بين أسنانه:"أيتها المرأة الحقيرة، كيف تجرأتِ على خداعي؟!"تجمدت تاليا من الصدمة، وحاولت التملص وهي تصرخ:"لم أخدعك يا سيف، أرجوك اتركني، لقد أخفتَ ريما!"اقترب منها سيف وهو يخفض رأسه نحوها: "لم تخدعيني؟ أخبريني إذًا، ريما ابنة من؟"ارتجف قلب تاليا، وتلعثمت وهي تقول بصوت مرتجف: "إنها ابنتك، ألم ترَ نتيجة فحص النسب؟"رمى سيف التقرير في وجهها وقال بغضب: "انظري جيدا قبل أن تجيبي! وإن تفوهتِ بكلمة كاذبة أخرى، سأقضي عليك!"ركعت تاليا على الأرض تجمع الأوراق المتناثرة، واتسعت عيناها حين رأت عبارة "انعدام الحيوانات المنوية".رفعت رأسها وعيناها مليئتان بالرعب: "سيف، اسمعني من فضلك..."في تلك اللحظة، كان مساعده قد فتح هاتفها ووجد محادثتها مع ميرا.قال المساعد: "السيد سيف، الآنسة تاليا أرسلت إلى السيدة العديد من الصور والفيديوهات المستفزة، حتى الصورة ا
اقرأ المزيد

الفصل 17‬

أبعد سيف تاليا عنه باشمئزاز، ولوّح بيده طالبا من الحراس أن يسحبوها بعيدا.كانت ريما على السرير الطبي، وقد أفزعها ما حدث، فهتفت بوجه شاحب: "أبي... أمي..."لكن سيف لم يلقِ عليها نظرة واحدة، وأمر مساعده بأن يتواصل مع دار الرعاية الاجتماعية ليأخذوا ريما.ثم قال له أن ينشر إعلان بحث في جميع أنحاء البلاد: "مكافأة قدرها عشرون مليونا، لأي شخص يقدم معلومة عن زوجتي."بهذا المبلغ الضخم، لم يصدق أنه لن يجد ميرا.انتشر خبر بحث سيف العلني والمثير بسرعة في مدينة الهان.جلس جمال على كرسي المدير التنفيذي، يلعب بولاعة ذهبية خالصة بين أصابعه وقال بابتسامة ساخرة: "سيف فعلا رجل ثري حديث النعمة، كل هذا العناء، يبدو أنه ما زال يحمل لك مشاعر قديمة."كانت ميرا متكئة على الأريكة بكسل، تتناول الفاكهة التي أمر جمال بإحضارها خصيصا من الخارج.قالت: "ما بك يا سيد جمال؟ هل تشعر بالغيرة؟"انحنى جمال فجأة نحوها، حتى صار أنفاسه تبعد عنها بضع سنتيمترات فقط."أنتِ الآن سيدتي، زوجتي، ولستُ غبيا حتى أغار من رجل مثله."لكن الغيرة كانت تشتعل في عينيه.كلما تذكر أنها أحبت سيف يومًا، كان الغضب يأكل قلبه.مدّت ميرا يدها، وقدّمت
اقرأ المزيد

الفصل 18‬

حبس سيف تاليا في القبو ثلاثة أيام كاملة، من دون أن يعطيها لقمة طعام أو قطرة ماء.في صباح اليوم الرابع، أمر بفتح باب القبو.وانتشر في المكان رائحة كريهة خانقة.غطّى سيف أنفه وسأل: "هل ستذهبين الآن معي لتوقيع الطلاق؟"رفعت تاليا رأسها بشعرها المتشابك وجسدها الضعيف، وعيناها تلمعان برجاء.قالت: "سيف، أخرجني من هنا، سأفعل كل ما تريده."أخذ سيف كيس طعام الكلاب من يد مساعده ونثره على الأرض.قال ببرود: "كلي هذا كله، وسأطلق سراحك."بدأت تاليا تزحف على الأرض تجمع الحبوب وتضعها في فمها.كان المساعد يقف جانبًا، يشغّل هاتفه لتصوير المشهد.قال سيف: "احتفظ بهذا التسجيل، أريد أن أري ميرا بنفسي كيف لقّنت هذه الحقيرة درسا."ثم ضغط بقدمه على يد تاليا، فصرخت من الألم.قال بازدراء: "هل هكذا تأكل الكلاب طعامها؟ لا تستخدمي يديك!"انهارت تاليا تبكي بصوت عال، وتناثرت الحبوب غير الممضوغة من فمها.جرّ سيف تاليا بثيابها الممزقة وشعرها المبعثر إلى نافذة الإجراءات في محكمة الأحوال الشخصية.قدّم شهادة الزواج ودفتر العائلة وبطاقته الشخصية وقال: "مرحبًا، أريد أن أقدّم طلب طلاق بيني وبينها."نظر الموظف إليه بدهشة، ثم ا
اقرأ المزيد

الفصل 19‬

قال المساعد محاولا الإقناع: "ماذا لو كان الطرف الآخر محتالا...؟"لكن سيف كان قد حسم أمره قائلا: "ضياع الشركة لا يهم، ما دامت ميرا مستعدة للعودة، فسأبذل كل ما أملك دون تردد."تم تحويل المال إلى حساب الطرف الآخر بسرعة.بعد خمس دقائق، وصلت إلى هاتف سيف صورة واضحة.كانت الصورة تُظهر ميرا تتناول الطعام مع رجل آخر.قبض سيف قبضته بشدة، واشتعل قلبه غيرة وغضبا.قال بحدة: "ابحث فورا عن هوية الرجل الذي كان مع زوجتي!"أجرى المساعد عدة اتصالات، ثم التفت إلى سيف قائلا:"سيدي، تبيّن أن الرجل الذي كان مع السيدة هو خطيبها السابق، جمال الكيلاني."تجمّد سيف في مكانه.جمال الكيلاني؟ من عائلة الكيلاني ذات الخلفية العسكرية؟يُقال إن أجداده خدموا في الجيش لأجيال، حتى جاء هو فدخل عالم التجارة.لم تذكر ويكيبيديا عن جمال وعائلة الكيلاني سوى بضع جمل غامضة.كان سيف يعلم منذ زمن أن ميرا وجمال كان بينهما وعد بالزواج منذ الطفولة، ولولا ظهوره المفاجئ في حياتها، لربما كان لهما اليوم طفل يلهو في أرجاء المنزل.قال سيف متعجبًا: "لكن ميرا أنهت خطبتها منه قبل مغادرتها مدينة الهان، كيف يجتمعان الآن على العشاء؟ هل هناك خطأ؟"
اقرأ المزيد

الفصل 20‬

على مدى خمس سنوات، حافظ جمال على نفسه طاهرا لم يمسّه أحد.لم يُبدِ أي اهتمام بكل النساء اللواتي حاولن التقرب منه واحدة تلو الأخرى، حتى بدأ أفراد عائلته وأصدقاؤه يشكون في ميوله.حتى جده لمح له صراحة وضمنا قائلا: "لا يهم إن كانت زوجة حفيدي صبيا أم فتاة، فقط أحضرها لأراها."لم يكن جمال لم يحاول أن يبدأ من جديد، بل حاول بالفعل أن يقترب من نساء أخريات.لكن في كل مرة يصل فيها إلى اللحظة الحاسمة، كان يعجز عن المضي قدما.وكانت نظرات الدهشة على وجوه أولئك النساء تجرحه بعمق.زار جمال الطبيب بسبب ذلك.قال له الطبيب: "السيد جمال، ليس لديك أي مشكلة جسدية، أنصحك بزيارة طبيب نفسي."ولتجنّب الإحراج، قرر أن يعيش حياة العزوف التام.كان يظن أن حياته ستبقى هكذا، وحيدا إلى الأبد.حتى تلقى ذات يوم اتصالا من ميرا.حين رأى الرقم المألوف على شاشة هاتفه، كاد أن يتوقف تنفسه.وقف مستندا إلى الحائط، يتنفس بعمق مرارا، قبل أن يجيب المرتجف على المكالمة.حاول أن يبدو صوته ثابتا قدر الإمكان: " يا للعجب، الآنسة ميرا، تتكرمين وتتصلين بي بنفسك؟"لكن ميرا تجاهلت سخريته.قالت ببرود: "جمال، هل خطوبتنا ما زالت سارية المفعول؟"
اقرأ المزيد
السابق
123
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status