بعد مغادرة السلطان، كانت الوصيفة ربيعة السلمية، تغص بالقلق. قالت: "مولاتي، إن حظيت الملكة بحفاوة السلطان حقًا، فلن يبقى مقامك متفرّدًا في القصر." دوّى صوت مكتوم من داخل الستر. اندفعت مزهرية عند رأس السرير من وراء الستر، وتهشّمت قطعًا كثيرة. أسرعت ربيعة تجمع الشظايا، ثم جثت على ركبتيها. قالت: "لتسكن غضبتك يا مولاتي." جلست مرجانة على جنب السرير، تقبض بيد على الفرش، وفي عينيها ظلال موحشة تحدّق أمامها فتبعث القشعريرة. قالت: "كيف يمكن للسلطان أن يحظيها؟" إنها امرأة فقدت صفاءها من قبل، ومع ذلك تجترئ على مزاحمتها في القرب، يا لوقاحة من لا يقدّر نفسه. في تلك الساعة تجمّعت بضع محظيات معًا. لم تنلن حظوة السلطان قط، فلم يكن في صدورهن من حدّة مرجانة، غير أنّ الأمواج لم تخلُ من اضطراب. قالت إحداهن: "آه، حقًا إن للملكة حيلة، فالسلطان أجاب طلبها." وكانت المحظية جنان العقيلي الموالية لمرجانة تسخر. قالت: "أي حيلة هذه، إنما لوّت ذراع السلطان بذكر مرجانة، مثل هذه الدناءات لا أفعلها، انتظرن ترين كيف سيزهدها السلطان." وظلّت المحظية الرشيدة على عادتها لا تخوض في القيل والقال. قالت: "ما دمنا د
Baca selengkapnya