Semua Bab عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية: Bab 21 - Bab 30

30 Bab

الفصل21

بعد مغادرة السلطان، كانت الوصيفة ربيعة السلمية، تغص بالقلق. قالت: "مولاتي، إن حظيت الملكة بحفاوة السلطان حقًا، فلن يبقى مقامك متفرّدًا في القصر." دوّى صوت مكتوم من داخل الستر. اندفعت مزهرية عند رأس السرير من وراء الستر، وتهشّمت قطعًا كثيرة. أسرعت ربيعة تجمع الشظايا، ثم جثت على ركبتيها. قالت: "لتسكن غضبتك يا مولاتي." جلست مرجانة على جنب السرير، تقبض بيد على الفرش، وفي عينيها ظلال موحشة تحدّق أمامها فتبعث القشعريرة. قالت: "كيف يمكن للسلطان أن يحظيها؟" إنها امرأة فقدت صفاءها من قبل، ومع ذلك تجترئ على مزاحمتها في القرب، يا لوقاحة من لا يقدّر نفسه. في تلك الساعة تجمّعت بضع محظيات معًا. لم تنلن حظوة السلطان قط، فلم يكن في صدورهن من حدّة مرجانة، غير أنّ الأمواج لم تخلُ من اضطراب. قالت إحداهن: "آه، حقًا إن للملكة حيلة، فالسلطان أجاب طلبها." وكانت المحظية جنان العقيلي الموالية لمرجانة تسخر. قالت: "أي حيلة هذه، إنما لوّت ذراع السلطان بذكر مرجانة، مثل هذه الدناءات لا أفعلها، انتظرن ترين كيف سيزهدها السلطان." وظلّت المحظية الرشيدة على عادتها لا تخوض في القيل والقال. قالت: "ما دمنا د
Baca selengkapnya

الفصل22

سدد عاصم نظرة حالكة حادة، والبرد ينساب من عينيه نحو الجارية الراكعة أمامه. جثت جنان على حافة السرير بثوب منام رقيق، لا يدري أهو برد الربيع أم رهبة السلطان التي ألقَتها في وهدة الجليد، فارتجف جسدها وهي تطأطئ رأسها. قالت بصوت مبحوح: "مولاي، أنا المحظية جنان، قد رآني مولاي في قاعة السمو من قبل." كان وجهه وسيما قاسي الملامح، يبعث الخوف كقاضٍ في ساحة القصاص، ومع ذلك خرج صوته هادئا. سأل ثانية: "أين الملكة؟" تناهى الهواء وأطبقت الرهبة، وكادت جنان تختنق تحت سطوة النظر. قالت: "أمرتني مولاتي الملكة أن أبيت عند مولاي."اندفع لبيد من غير استدعاء عند سماع الصوت، فوقع بصره على المشهد وسمع مقالة جنان، فبهت. أيكون المبيّت الليلة ليس للملكة. ألها في الأمر كيد تريد به شدّ السلطان ثم إرخاءه.وكانت جنان ذاتها في عَجب، فما كانت تظن أن تنال مثل هذا الدور. ولما بلغها في النهار أن السلطان أجاب الملكة غضبت في نفسها، ثم جاءها رسول الملكة يأمرها بالمبيت، فطار قلبها وكتَمت الأمر حتى عن مرجانة. دخلت قصر النجوى بين خوف ورجاء، وقد مضت عليها سنون في القصر لا حظوة لها. فلما كشف السلطان الستر ورآها تلون وجهه
Baca selengkapnya

الفصل23

السلطان جاء فجأة إلى قصر الوفاق، فرأت لمياء ذلك عجيبًا. قالت: "لماذا جاء السلطان؟" حدّقتها سلامة البصري كأنها تنظر إلى غريبة. قالت: "أما زلت لا تدرين؟ مولاتنا شدّت النهار تطلب المبيت، ثم أوكلت إلى جِنان أن تبيت مكانها ليلًا، أليس هذا استهزاء بالسلطان!" قالت: "مولانا سيد البلاد، وكيف له أن يحتمل هذا!" قالت: "مولاتي، أسرعي بتبديل الثياب، أعمارنا بيدك!" ليان: "ماذا؟" قالت: "متى قلت إنني سأبيت!؟" أتُراها جُنّت؟ وكانت سلامة هي الأخرى في حيرة. أفهمت الأمر خطأ؟ لكنها ليست وحدها من ظنّ ذلك. ففي هذا القصر من لا يسعى لنيل القرب لنفسه، ومن ذا يمنح فرصة المبيت لغيره، أهو أحمق؟ وقد تبيّن فعلًا أنّ سلامة ليست وحدها التي أخطأت الظن. ومع آخر الليل كانت المحظيات ساهرات، فلما سمعن بما وقع في قصر النجوى بُهِتن جميعًا. "ماذا؟ ليست الملكة هي التي باتت؟ فمن إذن!" "جِنان؟ ما شأن جِنان؟ أتبيت هي؟ بأي حق!" "هاها، طردها السلطان حقًا، يا للعار على جنان!" "بل أخشى أن المحظية الكبرى مرجانة لا تطيقها بعد الآن!" أقبلت نهى مسرعة إلى جناح صفا. واجتمعتا في غرفة واحدة تتبادلان الحديث. قالت: "يا أختي
Baca selengkapnya

الفصل24

كيف يكون هو؟! تجمّد وجه ليان، وسخنت راحة يدها قليلًا. الرجل أمامها يشبه من قارعته يومها تمامًا! لا، أدقّ من ذلك، إنهما شخص واحد! الوجه الوسيم نفسه، والحدقتان العميقتان، وذلك الحدّ القاتل… بعد اللقاء الأول ظنّت ابتداءً أنه حارس من القصر. والحقيقة أنه السلطان عاصم! غير أنّ سلطانًا مترفًا يملك مهارة قتال رفيعة كهذه. عرَفت ليان عاصم، وأمّا عاصم فلم يدر أنّ التي أمامه هي القاتلة المتخفية التي واجهته مرتين. قال: "أتنظرين إليّ هكذا طويلًا يا ملكة" وكان صوته حادًا. سحبت ليان شرودها وخفضت بصرها. قالت: "ألتمس عفو مولاي". وبدت ساكنة، وقلبها ما زال في دهشة. وهذه أول مرة ينظر عاصم إلى وجهها عن قرب. آخر مرة رآها كانت حين روّضت الفرس وأنقذت الملكة الأم، نظر إليها من علٍ نظرة بعيدة… فجأة رفع عاصم ذقنها بأصابعه الباردة، وبنظرة متعالية. نساء آل الرياشي من الملكات المتعاقبات كنّ بسحنة رصينة، لا يطلبن فرط الجمال. أمّا في هذا الجيل فاختاروا هذه الفاتنة لتدخل القصر. ونوايا آل الرياشي ظاهرة مكشوفة. إدخال مثل هذه إلى القصر، كيف لا تطلب القرب! وقد ثبت أنّها منذ دخلت القصر لم تهدأ. قال: "من
Baca selengkapnya

الفصل25

كانت ليان تُقبَض على عنقها، وقد احمّرت ملامحها قليلًا. "هذه كلها مذكورة في رسالة أسرية …" قال السلطان عاصم: " رسالة أسرية؟" ولم يصدق. وأمرها أن تُخرج تلك الرسالة المزعومة. وخارجًا ذُهلت سلامة. من أين أتت تلك الرسالة؟ وما إن استدارت… يا ساتر، أفزعها ذلك! متى عادت لمياء يا ترى؟ ثم ما الذي تحمله في يدها؟ تجاوزت لمياء ذهول سلامة، وأسرعت إلى المخدع. قالت: "يا مولاي، هذه رسالة بعث بها السيد حسام اليوم." أرخى عاصم قبضته وتناولها ليتفحصها بنفسه. وكانت مكتوبة بلهجة أب إلى ابنته. وفيها: "روزان يا ابنتي، قلتِ من قبل إنك تريدين القيام بحق الملكة وأن تعدّي المحظيات أخوات فتُحسني إليهن، فسرّني ذلك. لهذا جمعتُ شيئًا من الأخبار لعلها تعينك…" وكان فيما بعد ذكرٌ لجنان ولغيرها من المحظيات. وأبرز ما فيه مواقيت دخولهن القصر، وصلات أهلهن، وميولهن. ومن سياق الكتاب يُرى حرص الملكة على شأن الحريم. كأنها حقًا تعدّهن أخوات وتريد معرفتهن. لما فرغ السلطان عاصم من القراءة بقي وجهه جليديًا. قال: "نِعْمَ الملكة أنتِ، أحسنتِ الإحاطة بكل شيء." ولم يكن ليُخدع، فأمر بمضاهاة الخط حالًا. وبينما ينتظر
Baca selengkapnya

الفصل26

رفعت ليان رأسها ببطء وعيناها هادئتان كبركة ميتة لا تموّج فيها. "مولاي السلطان، لقد زل لساني من قبل فأسخط المقام، وأنا منذئذ أحاسب نفسي ليلًا ونهارًا بذنوب معلقة، ولست أهلًا لخدمة المقام السلطاني." تلألأت عينا عاصم ببرودة عميقة تحمل خطرًا مكتومًا. "الملكة تعرف قدر نفسها." "هيئوا الموكب، إلى قاعة السمو." … بعد انصراف السلطان بدت لمياء كأنها انهارت تمامًا، فاتكأت مترنحة على حافة الطاولة. "مولاتي، لقد أفزعتِني حتى الموت…" ولما تأكدت أن لا أحد حولهما قالت لمياء بقلق تنصح. "مولاتي، لم يُدنِ السلطان جنان من وصاله، فإن كنتِ تريدين بها كسر انفراد مرجانة فقد أخفقتِ." "بل وأغضبتِ السلطان وزدتِ الشقاق مع مرجانة وجنان؛ أليس في ذلك جعلٌ لوضعنا أسوأ؟" لم ترَ ليان أنها خسرت. قالت بسكينة. "جنان قريبة من مرجانة ومن يقرب من الماء يسبق إلى الارتواء، فلو كان السلطان مائلًا إليها لكان قد آثرها منذ زمن." "آه؟ إذن أنتِ تعلمين أن السلطان لن يدنو من جنان ومع هذا رتبتِ لها مبيت الليلة؟" ثم قالت لمياء وقد خطر لها أمر آخر: "وأنتِ أيضًا تعلمين أنه لا يحب ذلك فأرسلتِها عمدًا إلى قصر النجوى، أليس كذلك؟"
Baca selengkapnya

الفصل27

كانت جنان بين الدهشة والسرور، فمسحت دموعها سريعًا ونظرت إلى الخارج. ولما رأت ذلك المِصد الذهبي نسيت وجعها كأن جرحها قد اندمل. خمّنت الوصيفة إلى جوارها. "مولاتي، يُقال إن مولاي السلطان بعدما غادر قصر الوفاق قصد قاعة السمو، ولا بد أن مرجانة قالت فيه خيرًا فأتت هذه العطية؛ عليك أن تشكريها." هزّت جنان رأسها بقوة. "نعم، مرجانة أخت صادقة في وُدها لي، بخلاف تلك الملكة." وما إن ذُكرت الملكة حتى عاد الحقد يغلي في صدرها. هذا الثأر ستأخذه لا محالة. … قصر النجوى. القاعة العظمى ساكنة لا صوت فيها. في نصف الليل. … امتدت يد من الداخل فأزاحت ستر السرير بعصبية. تسللت أشعة القمر عبر شقوق الضوء إلى داخل الستر. جلس عاصم هناك ورداؤه الواسع مفتوح يكشف صدرًا ممشوقًا. وضع يده على جبهته يعرك ما بين حاجبيه بضيق. لم يستطع النوم. كان يعيد حديث قصر الوفاق في ذهنه. ليس صحيحًا. لقد همّ آنذاك أن يجلد وصيفات الملكة زجرًا لهن. فكيف انقطع الأمر بلا تتمة. في أي موضع استدرجته الملكة وأدرجته في قولها. منذ ذكرت أبَا جنان وإخوتها مضى معها في الحديث، بل تحققت صحّة ما سمته برسالة الأهل… وفي النهاية لم يع
Baca selengkapnya

الفصل28

ظنّت مرجانة أنها أساءت السمع. كيف يمكن للسلطان أن يذهب إلى جنان؟ قال زاهر بعد ذلك. "الأمر يقين، للتو أرسل يقول لا تنتظري، فالسلطان سيتناول العشاء عند جنان." ساور مرجانة ضيق، فانعقد حاجباها قليلًا. لكنها ما لبثت أن قالت في نفسها إنه وإن تعشّى هناك فلن يعطف على جنان قطعًا. لا يجوز أن تربك صفوفها لأمر صغير فتكون أضحوكة لغيرها. اشتهر في القصور أن السلطان قصد جنان فعمّ الذهول. وكانت نهى أشد غضبًا فرمت في الحال صحنًا فكسرته. "منذ متى دخلت جنان القصر؟ وبأي حق تسبقني إلى الحظوة!" حاولت وصيفتها أن تلطف القول. "مولاتي، إنما ذهب السلطان إلى جنان، ويقال إن أباها نال فخر النصر، فلعل السلطان يُظهر سعة فضله." قطّبت نهى جبينها بغتة. "أتُراك ترين أن عمّتي كانت محقّة وأن الملكة هي من ساعدت جنان من وراء الستار؟" أجابت الوصيفة بتحفظ. "مولاتي، الأمر مشكل الحكم فيه." "ولكن الملكة نفسها محظور خروجها أفبيدها مثل هذه القدرة؟" عادت نهى تتردد. لو كان لها ذلك لألحت لنفسها لا لتجعل النفع لجنان. هي لا تصدق أن في الحريم امرأة لا تريد الحظوة. أسعد الناس تلك الليلة جنان. فمنذ زمن وهي في القصر وهذه
Baca selengkapnya

الفصل29

في منتصف الليل، في قصر النجوى. فشش سهم حاد استقر في إطار باب القاعة. في لحظة، انطلق الحرّاس جميعًا. قالوا: "هناك مغتال". القاعة الداخلية. كان عاصم يرتدي ثوب نوم من الديباج الموشى، وشعره الأسود منسدل كالشلال، يزيد وجهه وسامة فاتنة. قال: "ما الخبر؟" حمل لبيد السهم بكلتا يديه، وعلى رأسه رقعة، وتقدّم بحذر إلى الستارة. قال: "مولاي، هذا ما خلّفه المغتال". مدّ عاصم يده من داخل الستر، وأصابعه طويلة قوية. وتحت ضوء الشموع قرأ ما في الرقعة. مكتوب: "غدًا عند آخر الليل، قصر الشروق، لأجل علاج سمك". ضاقت حدقتا السلطان عاصم فجأة. ثم سحق الرقعة في يده حتى صارت فتاتًا. قال: "ما زالت تجرؤ على المجيء". يبدو أنها عرفت هويته، فأرسلت الرقعة مباشرة إلى قصر النجوى. لم يفهم لبيد المراد. قال في نفسه: "من تكون؟" أيعرف مولاي ذلك المغتال؟ … في مساء اليوم التالي. قصر الشروق. أحاط الحرس الخفي هذا القصر المهجور بطبقات من الطوق، ترقبًا لظهور المغتال. ما إن حان وقت آخر الليل، حتى دفعت باب القاعة امرأة في هيئة وصيفة ودخلت. فحاصروها على الفور. والغريب أن رد فعل المغتالة لم يكن الفرار… نظرت ليان
Baca selengkapnya

الفصل30

كانت كتف ليان مثبتة، ويدها مقبوضة.السلطان عاصم رجل في النهاية، وقوته كبيرة. إذا وقعت في يده، فلا تفكري بالفرار. قال: "يا حرس". بأمر واحد منه، اندفع الحرّاس إلى الداخل. قال: "اقبضوا على المغتالة". وإذ هم يوشكون على الإمساك بها، رفعت ليان ركبتها أولًا، مستهدفة أسفل عاصم. انحرف عاصم إلى الجانب، وضاعف ضغط يده القابضة على كتفها. ومبارزة السادة لا تحتمل ذرة تهاون. وما إن خفّ ضغطه قليلًا حتى كسرت ليان قيده، وخطفت نطاق سرواله من عند الخصر… هووف. في لحظة، أدارت الحراسات رؤوسهم غريزيًا لئلا يروا انكشاف السلطان. وفي تلك اللمحة أفرغ عاصم يدًا بسرعة، وأمسك بالسروال مانعًا انزلاقه. لكن وبسبب حفظه لكرامته بهذه الحركة أفلت قبضته تمامًا، ولم يبق إلا يد واحدة تمسك ليان. كما تعجز قبضتان عن أربع أيد، فقبضة تعجز عن يدين أيضًا. وانزلقت ليان كسمكة لزجة مراوغة، ففلتت من تحكم يده الباقية. ثم اغتنمت ذهول الحرّاس وخوفهم من مساس المهابة، وقفزت من نافذة جانبية. كان تسلسلها انسيابيًا كالغمام، ولو ترددت حركة لفشلت في الفرار. أما الحرس الداخلون متأخرًا فلم يفهموا ما جرى، إنما أحسّوا ببرد يجتاح القاع
Baca selengkapnya
Sebelumnya
123
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status