Semua Bab عروس الحرملك... التي قهرت الطاغية: Bab 11 - Bab 20

30 Bab

الفصل11

تماوجت المياه طبقات حين رُفعت من الحوض. وضعت ليان ذراعيها أمام صدرها بلا وعي. غير أن ظهرها وجسدها كله كان مكشوفًا.ومن غير أدنى انفعال، وقع بصر عاصم على أسفل ظهر ليان. لم يكن في أسفل ظهرها أثر كف ولا كدمة. نظيف مشدود. قبض عاصم حاجبيه وبقي في عينيه برد لا يزول. سخنت راحتا ليان وتلألأ عرق خفيف على جبينها. فقد صرفت ركود الكدمة بتحريك طاقتها حين اشتد بها الأمر. غير أن قصر الوقت استنزف من قوتها الباطنة كثيرًا. فبدت الآن واهنة لا محالة. لكن الطاغية لم يبدد شكه هكذا. وفي اللحظة التالية قبض بكفه على خصرها ووضع إبهامه على أسفل ظهرها ثم ضغط. قالت ليان: "آه". وشعرت بألم نافذ إلى العظم فخرج منها تأوه مكتوم. ثم كظمت ما بها ولم تبد شيئًا. وسألها الرجل من خلفها بصوت بارد. "أفي خصرك جرح؟" هزت رأسها: "لا. ولم يسأل مولاي هكذا؟" "خصر الملكة صلب." وكانت كفه كأداة تعذيب تمسك بنياطها وكل جذب منها عذاب. وأخذ يمرّر كفَّه صعودًا ونزولًا، كأنه يفتش موضع الأذى. وهو فعل يبدو موهمًا وفيه ما يقتل. غير أن صبر ليان معروف. فقد تاهت شهرًا في صقع بارد بلا طعام فصبرت بالإرادة. وبعد أن تجندت أصيبت
Baca selengkapnya

الفصل12

دار الكتب السلطانية. توقّف عاصم عن تقليب العرائض، وفي عينيه برد قاسٍ. "أتريد الختم الذهبي للحريم؟" ارتجف خادم القصر الناقل للرسالة. "نعم يا مولاي، مولاتنا على الباب تلتمس المثول لأجل الختم." غير أن الختم عند المحظية مرجانة. أفلا تكون الملكة تتعمد إثارة الخصومة؟ وسال العرق البارد على جبين الخادم يخشى سخط السلطان. وعلى الستار العظيم خلف العرش المذهّب انسابت ظلال. وتناوب الضوء والظل على وجه عاصم، وعيناه الضيقتان كعيني صقر، حادتان خطرتان. "بلّغها فإن تمادت في الشغب خلعتُها." "سمعًا وطاعة." … خارج دار الكتب السلطانية. كان نظر ليان ساكنًا، كأن لا غضب ولا سرور، وكأنها بمعزل عن شواغل الناس. ونقل الخادم كلام السلطان نصًا وزاده نصحًا. "مولاتنا الملكة، الأفضل أن ترجعي." "هذا الختم تستعمله المحظية مرجانة منذ زمن، ولن يسترده السلطان منها." "إلا إن تنازلت عنه من تلقائها." فاغتاظت لمياء لهذا القول. فالختم للملكة أصلًا، وهو رمز السلطة في الحريم. والطاغية لا يراعي حرمة النظام، ويهدد بالخلع. ولعله في قلبه يعدّ المحظية ملكته. فبهذا الانحياز، كيف تنافس مولاتنا. وساء ليان هذا الصنيع
Baca selengkapnya

الفصل13

قاعة السمو، عانت المحظية مرجانة من داء الشقيقة حتى عجزت عن الاحتمال. في المخدع الداخلي كان الطبيب الملكي يَغرز الإبر لتهدئة الألم. على كرسي من خشب الصندل في البهو الخارجي جلس السلطان بكل مهابته واشتدت عقدة حاجبيه. قال: "أين الرسول الذي أُرسل إلى قصر الوفاق؟" وما إن تم الكلام حتى اندفع خادم القصر على عَجَل. قال: "مولاي، مولاتنا الملكة قالت إن الدواء قليل ولا يمكن إعطاؤه."بدت ملامح عاصم حادّة كحد السيف فارتجف القوم. قال: "سوقوا الملكةَ إلى هنا." وإذا غضب السلطان لم يجترئ أحد على الإبطاء. ولم تمضِ برهة حتى عاد خادم القصر الثاني من قصر الوفاق. وخرّ راكعًا وهو يقول مرتعشًا. قال: "مولاي، إن مولاتنا قد أخذت مضجعها." فارتطم الكأس البلوري وتحطم تحت خفقة كمّ السلطان. ونهض قائلًا بصوت بارد. قال: "إلى قصر الوفاق." وفي المخدع كانت مرجانة تتلوّى من الألم وتُنادي: "مولاي." فدخل عليها قبل الرحيل وربّت عليها مطمئنًا. قال: "يا حبيبتي اصبري قليلًا وسأعود سريعًا." ولم يُعرف من السلطان رفقٌ ولينٌ إلا معها. واغرورقت عيناها بالدمع. قالت: "سأنتظر مولاي." بعد وقت قصير. قصر الوفاق. ليلةً
Baca selengkapnya

الفصل14

في قصر السكينة. بدت الملكة الأم وديعة القسمات، غير أن كلامها كان مدروسًا خطوة بخطوة. قالت: "يا ملكة، وقد صار الختم في يدك، فترتيب شؤون الحريم سيغدو أيسر. "ومثلًا سجل المبيت، قد آن أن ضبطه بقاعدة. "أما الداخلات حديثًا فلا بأس، لكن اللواتي مضى عليهن سنون لا يجوز إهمالهن. "وخاصة صفا نهى من القديمات، فلا تجعلي قلوبهن تبرد. "فإن جعلتِ السلطان يقسم المبيت بعدل عظموك والتزموا أمرك، وحينئذ يسهل عليك ضبط القصر." أومأت ليان: "صدق قول مولاتي. "وكانت أمي تقول: إذا سلم الحريم اطمأن رب الدار إلى شؤون الدولة، وهذه سيرة المرأة الرشيدة." فابتسمت الملكة الأم رِضًا: "ما دمتِ تعينين ذلك اطمأنت نفسي." خرجتا من قصر السكينة، فأسرّت لمياء إلى ليان:"مولاتي، الملكة الأم ليست والدة السلطان، ويُظن أن موت رُبى له صلة بها، فلذلك بينهما فتور. "والآن إذ يُدلل السلطان مرجانة لا تجرؤ هي أن تعظه، فتدفعك وأنت جديدة في القصر لتواجهي، أفلا تجعلين رأسك في وجه الريح. "ثم إنها لمّحت إلى نهى، والجميع يعلم أنها ابنة أختها. "تطلب لابنة أختها وتنسى ما يعرض لك من أذى. "وكيف يسمع لك السلطان فيعدل بين المحظيات، حسبُ
Baca selengkapnya

الفصل15

سألت الملكة الأم خادم القصر الناقل للخبر: "ما الذي حدث؟ كيف اندلع الشجار على غير توقع؟ ومن بدأه؟" فأجاب خادم القصر:"بعضُ المحظيات… إنهن ساخطات على نهى، بدأ الأمر بمِراءٍ ثم تطور إلى الضرب، فاجتمع عليها عدد منهن فلم تستطع ردًا…" قالت: "أبلغُ هذا الحد!" وكانت آنفًا تتفرج من بعيد، فلما سمعت أن ابنة أختها قد غُلبت اضطرب قلبها. قالت: "وأين الملكة، أتبقى واقفة تتفرج؟" … قصر الوفاق. وُلدت نهى وفي فمها ملعقة من ذهب، فأنّى لها احتمال مثل هذا الهوان. ومنذ دخلت الحريم لم يُدنها السلطان، حتى غدت من شابة نضرة إلى كبيرة تنتظر. واليوم صار كل أحد يطأها، يقولون لا خُلُقَ يوافق المنزلة، وإنما تتكئ على خالتها الملكة الأم. ولم تستطع الصبر. وأما من بدأت بالضرب فلا تدري. كل ما علمته صرخة فجائية، ثم التفّ حولها عدد منهن. منهن من جذبت شعرها، ومنهن من مزّقت ثوبها، وبلغ من بعضهن أن تفلن في وجهها. وكادت نهى أن تجن. ورأت ليان المشهد بوجه شديد الوقار. وعهِدَت في المعسكر مباريات الجنود، واليوم رأت النساء إذا اشتبكن لا يَقللن بأسًا. بل قد تكثر حيلتهن عن الرجال. وتحيرت لمياء. وقد قيل إن محظيات الحر
Baca selengkapnya

الفصل16

الغرفة السفلية الضيقة، التقت الطرق في ممر حرج. إما أن تموت أنت أو أموت أنا. حاجباه وسحنته حادة، ونظراته خانقة، وقتله يتوهج خطرًا. ليان لم ترتد لباس الليل، ولم تغط وجهها. إن لم تأمن قتله بضربة، فالأجدر أن تكف اليد، وإلا انكشف أنها تحسن القتال، ثم انكشف كونها المتخفية. ثم إنها ليست كالطاغية، لا تهوى قتل الأبرياء. وهذا الرجل إنما يمضي بأمر سيده، ليس من أهل الدهاء والإجرام. دارت أفكارها سريعًا، تلتمس وجه الخلاص. قالت: "من تكون، وما الذي جاء بك إلى هنا؟" ضاق نظر عاصم فجأة. تبين أن الملكة لا تعرفه. وهما لم يلتقيا إلا مرتين. ليلة الزفاف، والستر بلا ضياء. وليلة طلب المتخفية، كان خلفها وهي في حوض الماء، وظهرها إليه، ولم تلتفت. فهي فعلًا لا تعرف هيئته. لكن وقد وقفت الملكة على سر له، فلا تُترك. قال: "تطلبين الموت…" كان صوته أجش كأنه أحرقته النار. ثبتت ليان في مكانها، ونهض القتال في صدرها. هي لا تريد قتله، وهو يريد نفسها. تظاهر عاصم أنه لا يعرفها، وثب فقبض عليها. ولولا أن ليان لا تُظهر فنها ما قدر أن يمسكها. ولما أوشك أن يخنق عنقها لمحت خيطًا فضيًا على عنقه، فأخرجت إبرة فضية
Baca selengkapnya

الفصل17

حدّقت ليان ببرود صافي. لم تُرد الإطالة في الشرح، فحلُّ سمّ اليم لا يكون دفعةً واحدة، بل على جلسات بحسب حال المصاب، والاقتلاع في مرة واحدة متعذّر، والمسموم لا يحتمل ذلك. قالت: "أخبرني أولًا مَن دسَّ السم؟" قال بعنجهيّة: "عالجي أولًا." ثبت كلاهما على موقفه، لأن كليهما لا يثق بالآخر. بردت عيناه فجأة، وقال: "إن لم تُنزعي السم فلن تخرجي من هنا." يا لِهذي المكافأة على إنقاذه. سقط بصرها على سرير الرخام، وفاجأها أن الآلة في السرير نفسه. ضغطت الموضع، فانفتح مخرج في الأعلى. قفزت بخفّتها وخرجت من الممر الخفي، ولم تفكر في معاونة الرجل على دفع السم ثانية. قطّب عاصم، وانقضَّ يطاردها إلى الخارج. لكن سرعتها كانت خاطفة، فغابت في عتمة الليل. اندفع الحرّاس متأخرين، وهتفوا: "أمسكوا المتخفّية." وبعد استراحة شرب الشاي، اصطفّوا بين يدي السلطان مطائطي الرؤوس وجلّهم ذعر. "مولانا، قصّرنا في الحراسة حتى جسر المتخفّي على الدخول." لحسن الحظ أن السلطان كان سالمًا. ارتدى عاصم عباءته، وتحت الحافة عينان ضيّقتان باردتان. قال: "اعثروا عليها، أريدها حيّة." "سمعًا." … قصر الوفاق. ما إن عادت ليان حتى ت
Baca selengkapnya

الفصل18

كانت ليان لا تعلم إلا ما أخبرتها به أمها يوم الزواج. وأما هذه المرّة فكشفت قمرية أكثر. قالت قمرية: "لمّا رُدّت سيدتي إلى الدار ظلت تتقيأ بلا انقطاع. "وما كانت تقذفه ليس بقايا الطعام، بل أرجاس الآدميين. "لقد أجبروها على ابتلاع تلك الأقذار. "بل لم يكتفوا بانتهاك جسدها، وأعملوا فيها الكلّابات المحمّاة نارًا بوحشية. قال الطبيب إن سيدتي لن تُنجب أبدًا." العقم عند امرأة في سلطنة سراج مصيبة ما لها قرار. اختنق صوت قمرية غير مرة فعجزت عن إتمام الكلام. وأخيرًا خبّأت وجهها وبكت. انعقدت شفتا ليان خطًا رفيعًا، وفي عينيها حدّ انطلقت منه نية القتل. غصّ المخدع الضيق بصرامة باردة. وبعد حين لان اضطراب قمرية قليلًا. ثم هوت على ركبتيها أمام ليان. قالت: "تجرأتُ بالسؤال، أأنتِ تنوين قتل المحظية مرجانة ثأرًا؟" كان وجه ليان ساكنًا، وقبضتاها مشدودتين. تابعت قمرية: "مولاتي، حين كانت سيدتي تعي ما حولها أوصتني أن أبلغك أنها لا تريدك أن تقتلي لأجلها. "السلطان يحبّ مرجانة ويحوطها حراسة شديدة، وقصرها أشد مواطن الحريم تحصينًا. وإن كنتِ بالغة المهارة، فالخطأ وارد. "فإن زلّت قدمك أو تُرك أثر دلّ عليك،
Baca selengkapnya

الفصل19

مع أنّ زاهر يصف نفسه بالخادم، إلّا أنّ في نبرته تعاليًا ظاهرًا. كأنّما إذا طلب وجب على الملكة أن تُعطي. لكنّه نادى طويلًا فلم يجبه أحد عند الباب. بل إنّ سلامة مشرفة المخدع، وهي أبعد سكنًا، هي التي جاءت. كان وجه سلامة شاحبًا. وبما أنّ مولاتها غير مُقرّبة، فمشرفةُ المخدع عند قصر الوفاق أهون شأنًا من أوضع الخدم في قاعة السمو. لمّا رأت زاهر انحنت وتذلّلت. قالت سلامة: "يا زاهر، لا تعجل، لعلّ مولاتي الملكة لم تنهض بعد، أدخلُ فأُعجّلها." قال زاهر وهو يرفع ذقنه: "أسرعي إذن." قالت: "نعم، نعم، أدخل الآن." أسرعت سلامة إلى المخدع، فرأت الملكة تمتشط وتتهيّأ. فاقتربت باسمة. قالت سلامة: "مولاتي، أصاب المحظيةَ الكبرى صداعُها، ولو بذلتِ الدواء في هذه الساعة لحفظ السلطان لك يدًا، ولعلّ الفرج يدنو لك. "أليس هذا هو الرأي الصواب؟" كانت ليان ترسم حاجبَيها على مهل بلا عجل. قالت: "لقد نفد الدواء." سقطت ابتسامة سلامة في الحال. قالت: "أفنِد فعلًا؟ ألا تبحثين قليلًا؟" وما إن فتحت فمها حتى اشتدّ وجه لمياء. قالت لمياء: "سلامة، ما هذا الكلام، أدواء مولاتي تعرفينها أكثر منها؟ ما قالتْه مولاتي تُجي
Baca selengkapnya

الفصل20

كان السلطان شفاه كحد السيف، وفي عينيه غضب مكبوت. من قبلُ نفعتْه دواءُ الملكة، فأمر دار الطب السلطاني أن تُحاكيه، ولم ينجحوا، إذ تنقصه أعشاب نادرة. ظنّها محسنـة، فإذا بها تنتظر ساعة الابتزاز. قال: "وماذا قالت أيضًا." تفصّد العرق على جبين الحاجب زاهر. قال زاهر: "قالت الملكة، إنْ ترددتم لحظة زادت آلام المحظية الكبرى لحظة. قالت، إن لم تُجب فلن تُسلّم الدواء ولو أتلفته. وقالت، وإن كان وعد الكريم عزيزًا، فالمَرسوم أوثق، فلا يكفي الوعد الشفهي، لا بدّ من مرسوم سلطاني." ارتخت ركبتا زاهر، وخشي أن يقتله السلطان. اسودّ وجه عاصم كسحابة قبل العاصفة. قاعة السمو غدت صامتة كالقبر. وفي قصر الوفاق خيّم الجمود كذلك. شحب وجه المشرفة سلامة. انتهت همسًا: "هلكنا. الملكة أنكرت الدواء ثم هددت السلطان بالوصال." لم تجرؤ أن تتصوّر غضب السلطان. من قبلُ استوزر رجلًا نصحه بعدل القَسمة، فأمر بقتله في اليوم نفسه. قالت سلامة، كأنها تعاتب: "مولاتي، وإن أردتِ وُدّه فلا يكون هكذا، أتُقيدينه بدنياً طوال العمر." كانت لمياء واجمة، غير أنها تيقنت أن مولاتها لا تفعل ما لا تُحسنه، وهي لا تطلب لنفسها حظوة، وإنما
Baca selengkapnya
Sebelumnya
123
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status