Share

الفصل 2

Author: جين يه
كان التعامل مع شخص كهذا يتطلب أقصى درجات التركيز والانتباه.

دخلت ريم في الموضوع مباشرة وقالت: "أعلم أن شركتكم ستشارك الليلة في مسابقة عطور هذا الموسم، لدي عطر جديد ابتكرته مؤخرًا، وأتمنى أن أتمكن من إضافته إلى منتوجات شركة العود الذهبي."

رد السيد سعيد بسرعة قائلاً: "شركة العود الذهبيّ قد اختارت الأعمال المشاركة بالفعل."

كانت ريم على علم جيد بهذا الأمر، فقالت: "لكن يمكن أن تكون هناك أكثر من مشاركة واحدة. أنا فقط أرغب في إضافة عطر جديد، وليس استبدال الموجود..."

قاطعها السيد سعيد بسؤال مباشر: "لماذا يجب عليّ الوثوق بك؟"

فتحت ريم حقيبتها الصغيرة بسرعة وأخرجت منها مجموعة من المستندات، قائلة: "هذه هي البيانات والصيغ التي قمت بتطويرها لتركيب عطرالحب الأول، وهذا دليل على صدقي وإخلاصي. أما بالنسبة للجودة..."

وتابعت بثقة: "قبل ثلاث سنوات، وجهت لي دعوة خاصة، وأعتقد أن ذلك كان اعترافًا من جنابك بقدراتي. في الواقع، لقد أحضرت معي اليوم عيّنة أيضاً."

رد السيد سعيد باهتمام: "عينة؟"

بعد حديث ريم عن العطر، تغيرت ملامح وجهه أخيرًا، ورفع حاجبيه قليلًا كما لو أنه بدأ يهتم.

أومأت ريم برأسها، ثم مدت يدها نحوه فجأة.

ومع حركة يدها، انتشرت في الهواء رائحة عطر حلوة وجميلة، كانت زكيّة لكنها غير قوية في الوقت ذاته.

ظل السيد سعيد ينظر بهدوء إلى يدها الممدودة أمامه، يتأمل بياضها ونقاءها، مع أصابعها الدقيقة المتناسقة.

استقرت تلك الرائحة الحلوة عند أنفه، الأمر الذي جعل قلبه ينبض بشعور دافئ ومريح.

ثم قالت بثقة: "أنا واثقة من أن عطر الحب الأول يمكنه بسهولة أن يحتل أحد المراكز الثلاثة الأولى، وهذا بلا شك سيكون إضافة رائعة لشركة العود الذهبي."

أنهت ريم حديثها، ثم سحبت يدها بشكل طبيعي، لكنها لم تتوقع أن يمسك بها فجأة.

قبضته كانت محكمة، لكنها متوازنة، بحيث لا تؤلمها، ولا تُفلت منها.

ثم قال بهدوء، وعيناه تحدق بها: "هل تعتقدين أن شركة العود الذهبي تهتم بمثل هذه الإضافات؟"

ردت بسرعة ودون تردد: "هذه مجرد هدية أولية. إذا رأيت أنها غير كافية، فما رأيك لو أعطيت حقوق جميع العطور التي سأقوم بتطويرها خلال العامين المقبلين لشركتكم؟"

لقد فكرت في الأمر جيدًا، كانت تعلم أن السيد سعيد لن يوافق على عرضها الأول بتلك السهولة، لكنها كانت تدرك أيضًا أنه طالما استمر النقاش، فهناك مجال للتفاوض.

كان الوقت ضيقًا للغاية، ولم يكن لديها شريك أفضل يمكنها الاعتماد عليه.

لكنه رد بجملة واحدة موجزة: "بالطبع، هذا غير كافٍ."

ثم أفلت يدها، بينما بقيت أطراف أصابعه محتفظة برائحة عطرها.

خفض السيد سعيد بصره، مخفيًا ذلك اللمعان في عينيه، وقال بهدوء: "إلا إذا... أضفتِ نفسكِ أيضًا."

"أنا!" لم تفهم ريم قصده.

فسألها فجأة: "هل أحضرتِ كل ما طلبته؟"

أجابت بتردد: "نعم، أحضرت... كل شيء."

رغم أنها لم تفهم تمامًا ما ينوي فعله، إلا أنها أخذت كل شيء معها قبل الخروج، تحسبًا لأي طارئ.

ثم قال لها بهدوء وجديّة: "تزوجيني، وسأتولى حل جميع مشاكلكِ."

في تلك اللحظة، شعرت ريم وكأن فكها على وشك السقوط من الصدمة.

ما... ما الذي قاله للتو؟ تتزوج؟! منه؟!

بدأت في تلك اللحظة تدرك الموقف أخيراً، كانت السيارة متوقفة في الأصل أمام دائرة الأحوال المدنية، وقد اختار هذا المكان خصيصًا لموعدهما، وطلب منها إحضار كل المستندات. هل كان يخطط لكتابة عقد الزواج اليوم حقاً؟ هل هو جاد؟

أشار إلى الباب وفتحه بهدوء قائلا: "إذا لم تكوني موافقة، يمكنكِ النزول والمغادرة."

كانت كلماته واضحة وصريحة، ما أشعرها بأنه يتعين عليها اتخاذ قرار سريع.

ترددت للحظة، ثم قالت بحزم: "لم أقل إنني لست موافقة."

كانت خائفة من أن يطردها من السيارة، فأمسكت ريم بمقبض الباب بسرعة وقالت:

"حسناً، أنا موافقة!"

ابتسم السيد سعيد ابتسامة خفيفة قائلاً: "حسنًا، لنذهب لإتمام الإجراءات الآن، فلدي اجتماع في العاشرة والنصف."

سكتت ريم مشدوهةً: "..."

هل ضاق جدول أعماله لدرجة أن يستعجل زواجه أيضاً!

أمسكت ريم الباب بإحكام، وعيناها تنظران إليه، وأنفاسها متسارعة قليلًا. ثم سألت بصوت متردد: "هل يمكنني أن أسأل... لماذا؟"

لماذا أنا؟ ولماذا بهذه السرعة؟

رد عليها بنبرة فاترة وكأن الأمر بسيط جدًا: "أليس هذا مجرد عمل؟ أنتِ بحاجة إلى شخص يساعدكِ في الإنتقام من شركة K&W، وأنا بحاجة إلى زوجة. أعتقد أن هذا عادل."

كانت نبرته هادئة وطبيعية للغاية، لكن نظرة السخرية العابرة في عينيه جعلت ريم تشعر بشيء مألوف.

شيء تعرفه، لكن لا تستطيع أن تتذكره الآن.

رأت ريم أن زواجها بالتافه وليد، لن يكون له أي مستقبل. أما زواجها بالسيد سعيد، فبغض النظر عن السبب الذي سيدفعها له، لكن مع مكانته وهويته، لن يكون خيارًا سيئًا على الإطلاق.

نظرت ريم إلى السيد سعيد وكلها ثبات وعزم، وقالت بنبرة حاسمة: "اتفقنا!"

ما كانت تريده فعلا ليس سوى نوع من العدالة والانتقام الذي يحقّ لها.

لم تكن إجراءات الزواج معقدة، فمع توفر جميع الوثائق اللازمة، انتهى كل شيء بسرعة.

وبمجرد خروجهما من دائرة الأحوال المدنية، أخذ السيد سعيد عقد الزواج وطبّقه بعناية ووضعه في جيبه، ثم ارتدى نظارة شمسية أخفت ابتسامته البسيطة ومشى مسرعاً.

أسرعت ريم لتلحق به وهي تلهث قائلةً: "سيد سعيد، بخصوص مشروع التعاون..."

توقف فجأة عن السير، واستدار نحوها.

فشعرت ريم ببرودة ملامحه من خلف النظارة الشمسية، وارتخت قبضتها التي كانت تمسك بملابسه دون وعي.

"ابتداءً من اليوم، يجب أن تعتادي على هويتك الجديدة، حرم السيد سعيد."

ثم لف ذراعه حول خصرها، وكانت أنفاسه قريبة جداً.

في تلك اللحظة، تلعثمت ريم، ولم تستطع التفكير بوضوح.

"اعطِ بيانات العطر والعينة إلى السائق فوزي، وهو سيتولى الترتيبات."

ثم تركها وعاد إلى سيارته. فلحقته ريم لكنها توقفت بجانب السيارة ولم تصعد.

"سيدة ريم، هل هناك مشكلة أخرى؟"

استدار نحوها وكان هاتفه في يده يرن بصوت خافت، ينتظر منه الرد.

قالت ريم بتردد، ووجنتاها محمرّتان، وسرعتها في الحديث تًظهر خوفها من إضاعة وقته: "زوجي... هل يمكن أن نبقي أمر زواجنا سرًا في الوقت الحالي؟ لدي بعض الأمور الشخصية التي أحتاج إلى تسويتها أولا."

لم تستطع ريم بسبب النظارت الشمسية رؤية تعابير عينيه، ولا قراءة مشاعره من وجهه.

فقال بهدوء: "بحلول الساعة الخامسة مساءً، كوني في شركة العود الذهبي وانتظريني."

ثم نقر زر الرد على الهاتف، ورفع هاتفه عند أذنه: "نعم، أنا."

أومأت ريم برأسها، ثم أغلقت باب السيارة بهدوء، ووقفت تتابع السيارة وهي تغادر. كانت تتنفس بصعوبة، وتعرف أن أمامها تحديًا آخرًا كبيرًا عليها التعامل معه.

أخذت ريم بعض الوقت لتناول الطعام وشراء ملابس جديدة، ثم قادت سيارتها ببطء إلى شركة. K&W وطوال تلك الفترة، تلقت عشرات المكالمات من وليد، لكنها تجاهلتها كلها.

بمجرد أن أوقفت سيارتها، هرع نحوها قاسم، سكرتير السيد وليد، وقال لها بملامح متوترة: " الفنيّة ريم، أخيرًا أتيت! المدير وليد قلب الدنيا بحثاً عنك."

نعم، بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل في شركة وليد، لم تكن سوى "فنيّة" بالنسبة لهم.

سارت ريم بخطى ثابتة نحو الشركة وسألت دون مبالاة: "ما الأمر؟"

رد قاسم وهو يهز رأسه: "لست متأكدًا تمامًا، لكنه يبدو أمرًا عاجلًا جدًا."

في الواقع، لم يكن هناك أحد داخل الشركة، باستثناء وليد وكارمن وأقرب مساعديهم، يعرف أن جميع العطور التي حققت مبيعات هائلة لشركة K&W كانت كلها من ابتكار ريم.

أما جميع من في الشركة فكانوا يعتقدون أن كارمن هي بطلة الشركة الكبرى، والركيزة الأساسية التي تعتمد عليها.

في الماضي، لم تكن ريم تهتم بهذه الألقاب الجوفاء. والآن... أصبحت أقل اهتمامًا بها.

عندما وصلت ريم إلى باب مكتب الرئيس التنفيذي، سمعت صوت وليد الغاضب يتردد في أرجاء المكان:

"أنتِ تقضين كل وقتك معها، وتقولين لي إنك لا تعرفين أين ذهبت؟! كيف ذلك؟ يارا، دعيني أخبرك شيئًا: لا تستغلي دعم ريم لك، هل تصدقين أنني يمكن أن أطردك غدًا!؟"

تبع ذلك رطمةً قويّةً للهاتف على المكتب. فعبست ريم.

وتأكدت أن وليد قد صب جام غضبه على مساعدتها يارا؛ بسبب عدم قدرته على العثور عليها.

طرقت الباب بهدوء، وقبل أن تفتحه وتدخل. أدرك قاسم خطورة الوضع على الفور، وأغلق الباب خلفها دون أن يدخل معها.

"صوت زجاج يتكسر"

رفعت ريم بصرها لتجد كوبًا مكسورًا يتناثر أمامها على الأرض، وشظاياه تلامس قدميها، بينما يقف وليد أمامها يشتاط غضباً:

"أين كنت طوال الصباح!"
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 30

    مشت ريم مباشرة وجلست في مقعدها بكل أناقة.حينها وصلت كارمن، فلمحت وليد ورأته وهو يشير إليها بإشارة "تمام"، عندها شعرت ببعض الراحة.بدأ المؤتمر الصحفي بسرعة، وشرع وليد مباشرة في التحدث عن الموضوع الأساسي الذي يريد طرحه."بالنسبة للحدث الذي وقع في مسابقة العطور الجديدة في مدينتنا مساء الأمس، أظن أن الجميع قد اطلع عليه، هناك بعض سوء الفهم الذي أحاط به، وها نحن اليوم نجتمع في هذا المؤتمر الصحفي لنوضح من خلالكم، أيها الإعلاميون الأعزاء، للزملاء المهتمين بهذه القضية ولكل من يتابعها، حقيقة الأمر وتفاصيله"."لقد لاقى المنتج المشارك في مسابقة العطور ليلة أمس بعنوان 'الحب الأول' إشادة كبيرة، لكن طرأت بعض المشكلات، مثل تداخل أعمال شركتين من ضمن الشركات وتبادل الاتهامات بسرقة الأفكار، لكن نعلمكم أن الأشخاص المعنيون بالأمر موجودون هنا اليوم، لذا سأترك لهما المجال لشرح التفاصيل بأنفسهما".قال ذلك، ثم قام بتمرير الميكروفون إلى كارمن.كانت كارمن ترتدي فستانًا أسودًا بكتفٍ واحدٍ، مما أضفى عليها مظهرًا قويًا ومهيبًا، وما يلفت النظر هو التباين الكبير بينها وبين ريم الجالسة بجانبها، حيث كانت ريم ترتدي فست

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 29

    كان السيد سعيد معروف بقسوته، ومعاملته الجافة القاسية وأسلوبه الحاد، لم يتوقع أحد أبدًا أن يكون بهذه الرقة والاهتمام.وبالفعل، كانت درجة حرارة الماء مثالية، فاستمتعت ريم بحمام دافئ ومريح، ثم ارتدت ملابس نظيفة واستخدمت مستلزماتها الشخصية المريحة، مما خفف بشكل كبير من آلام الدورة الشهرية وجعلها تشعر بارتياح كبير.كان السيد سعيد محقًا، فعلاً لا حاجة للاستعجال، يجب عليها أن تأخذ قسطًا من الراحة.غفَت قليلاً بينما كان السيد سعيد يحتضنها، مما منحها شعورًا عميقًا بالأمان، استرخيا معًا، دون أن يفعلوا شيئًا سوى النوم، ولكن ريم شعرت حينها بسكينة وسعادة فريدة لم تعهدها من قبل.نامت ربما ساعة أو أكثر، وعندما استيقظت، وجدت أن هاتفها كان على وشك الانفجار من كثرة المكالمات.كان وليد كان مستعجلاً للغاية، وكلما استعجل، كلما زادت ريم في التراخي والتأجيل.وقفت بهدوء، وارتدت فستانًا أبيض بسيطًا، دون أي زينة أو تصميمات خاصة، كان تصميمه بسيطًا جدًا، لكنه كان يتناسب تمامًا مع قوامها، وعندما ارتدته، ظهرت بمظهر أنيق وجميل.وقبل أن تذهب، وقف السيد سعيد ولف يديه حول خصرها وقبَّل رقبتها، قائلاً: "لو كان الأمر بيدي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 28

    اغرتها بشرته السمراء وعضلاته الممشوقة حتى كادت تمد يدها لتلمسهم.ابتلعت ريقها بصوت مسموع."ريم، ريم؟".لم تُجب فظن وليد أنها اغلقت الخط، فناداها عدة مرات.في هذه اللحظة، فتحت ريم عينيها على آخرهما، وهي ترى السيد سعيد ينحني بجسده الطويل نحوها، ووجهه الوسيم يقترب من وجهها أكثر فأكثر.حبست أنفاسها، ثم ..........عندما كادت شفتيه تلامسان شفتيها، مال بوجهه فجأة قليلاً، وقبَّلها بلطف بالقرب من أذنها، ثم اعتدل ودخل مباشرة إلى غرفة الملابس."بوووم! طاااخ!"انزلق الهاتف من يدها وتدحرج على السجادة مرتين.لولا هذه السجادة، لتحطم الهاتف تمامًا.حينها انزعج وليد، الذي كان ينتظر ردها من الجهة الأخرى من الهاتف، بسبب الصوت العالي الذي صدر إثر سقوط الهاتف، فسرعان ما أبعد الهاتف عن أذنه.وبعد أن تدارك الأمر، بدأ يصرخ: "ريم! ماذا تفعلين بالضبط؟ هل سمعتي ما قلته؟"انحنت ريم لالتقاط الهاتف، وعندما سمعت صراخ السيد وليد، مسحت الهاتف بهدوء، وتأكدت من عدم تعرضه لأي ضرر ثم قالت: "سيد وليد، إن كان هناك أمر طارئ، أخبرني به مباشرة"."أنتِ......."كبح وليد غضبه، وأخبر نفسه أنه يجب أن يتحمل مزاجها المتقلب هذا حتى تن

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 27

    "أنا أحب الهدوء، وهناك سيدة تأتي كل يومين لتنظيف المنزل" قال وهو يفك ربطة عنقه: "سأذهب للاستحمام، يمكنكِ أن تستريحي قليلًا، يوجد غرفة ملابس فارغة بالداخل، يمكنكِ وضع أغراضكِ فيها".قال كلامه هذا وكان قد دخل إلى غرفته بالفعلاستمعت ريم إلى صوت تدفق الماء القادم من الغرفة الداخلية، وشعرت ببصيص من الارتياح.فبعدما وجدت نفسها في هذا المكان الغريب، كانت في أمس الحاجة إلى بعض الوقت للتأقلم.كانت الفيلا فسيحة، تتكون من ثلاثة طوابق تقريبًا، وكان الطابق العلوي عبارة عن علية منخفضة الارتفاع، بينما تمتد المساحة الرئيسة للفيلا على كونها فسيحة متسعة.غلبت الألوان الباردة والخطوط البسيطة الأنيقة على ديكورات المكان وكأنها تعكس شخصية مالكه: باردة حازمة دؤوبة.دخلت ريم إلى الغرفة حاملة حقيبتها، وشعرت بدهشة بسبب حجم غرفة الملابس وما بها من تجهيزات.تبدو الغرفة وكأنها غرفة عادية لا شيء مميز فيها، ففي داخلها، بجانب خزانتي ملابس تحتويان على ملابس رجالية مرتبة، لا يوجد شيء آخر سوى مساحة فارغة لا شيء فيها.لم يكن لديها سوى بضع قطع من الملابس، علقتها واحدة تلو الأخرى، ثم أخرجت كيسًا صغيرًا به جميع وثائقها الم

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 26

    "لقد شبعت"، خفضت ريم رأسها، وأحمر خدها قليلًا."إذاً، لنذهب الآن، دعينا نرتاح أولًا، فأنتِ بحاجة للراحة، سنناقش باقي الأمور غدًا".بدا السيد سعيد وكأنه يعلم ما يدور في ذهنها فقال: "بالنسبة لما ذكرتِهِ، سأطلب من فوزي أن يحل الأمر، لا تقلقي".بعدما قال ذلك، لم تشعر بالاطمئنان فحسب، بل كانت في قمة الراحة والسكينة.فالشعور بأن هناك من يقرأ أفكارك قبل أن تتكلم، ويقوم بتنظيم كل شيء لك بشكل مثالي، هو شعور لا يوصف ولا يضاهي جماله أي شعور آخر.بينما كانت تجلس ريم في السيارة مع السيد سعيد، سألها السيد سعيد فجأة: "هل الشقة التي تسكنين فيها الآن هي شقة مؤجرة؟""أجل"."اتركيها، وانتقلي لتعيشي معي".ثم أمسك بيدها برفق وهو يتحدث معها.تسارعت نبضات قلب ريم فجأة، فقبضت على أصابعها قليلاً، ثم خفضت رأسها وفكرت فيما يقوله في صمت.لم يكن مستعجلاً في دفعها للإجابة، بل ظل صبورًا، ممسكًا بيدها بهدوء، وينظر إلى الأمام وكأنه ينتظر ردها.في الواقع، كانت ريم على علم بأن هذا اليوم سيأتي، لكنها لم تتصور أنه سيأتي بهذه السرعة.على أي حال، لقد حصلوا على شهادة زواجهما، ويمكن القول أنهم... تشاركوا سرير واحد، وفي النهاي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 25

    قالت ريم بشيء من المزاح: "لا داعي لذلك حقًا، اسمعيني يا يارا، لقد أرهقك العمل مؤخرًا، عليك أن ترتاحي قليلًا".فلما رأتها مصرة على رأيها، توقفت يارا عن نصحها: "حسن إذًا، أنت تعرفين أن ادي هاتفين، سأغلق هاتف العمل، وإذا طرأ شيء اتصلي على الهاتف الآخر"."نعم، استمتعي بوقتك".ولما أغلقت المكالمة، وجدت السيد سعيد يتأملها بنظره، فأطرقت ريم قليلًا وكأن شيئًا لم يحدث."ما الأمر؟"."هل دفعتها إلى الرحيل لأنك لا تريدين إقحامها في ذلك الأمر؟".ولما تطرق السيد سعيد إلى لب الموضوع مباشرة، تسمرت ريم في مكانها، ثم ضحكت قائلة: "ليس الأمر هكذا بالضبط"."يارا كانت دائمًا مساعدتي المقربة، ويمكنني القول إنها على دراية تامة بكل إنجازاتي. وقد عقد وليد عزمه هذه المرة على أن يكيل لي التهم الكاذبة والافتراءات، وإذا قرر النبش في الماضي، فإنهم بالتأكيد سيلجؤون إلى يارا للحصول على الوثائق، وإذا لم تكن يارا قد استقالت حينها، فسيتعين عليها الإفصاح عما تعرفه، شاءت ذلك أم أبت"."لذا فإن غيابها عن المشهد وقتئذ هو الخيار الأمثل".كانت ريم تواصل تناول طعامها وتباشر الحديث مع السيد سعيد في آن واحد.ثمة دائمًا س

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   القصل 24

    قال السيد سعيد ضاحكًا كما لو أنه استطاع حقًا قراءة أفكار ريم،: "لست من هواة تقفي الأثر، لكن لي عينان أبصر بهما وأذنان أسمع بهما!".ثم وخزها في بطنها بإصبعه، فتظاهرت ريم بعدم الشعور بألم، لكنها في ذلك الوقت أحست بقرقرة الجوع في بطنها.اصطحبها السيد سعيد إلى مطعم الحديقة المعلقة.كان مطعمًا مشهورًا في المدينة، ليس فقط لتصميمه الفريد؛ وإنما أيضًا للمنظر الخلاب من حوله.كان هذا المطعم قبلة الطبقة "الراقية"، وكان يقدم الطعام السوري بشكل رئيس، حيث استقدم طهاة بارعين من أمهر الطهاة في سوريا، لذا، فمهما كان زوقك، ستجد ما يلائمك في هذا المطعم.وبالطبع. كانت أسعاره غالية جدًا، لا يستطيع الشخص العادي تحملها.ومع هذا، كان الحصول على مقعد هناك يتطلب كثيرًا من الانتظار، وقد كانت بعض المقاعد محجوزة خصيصًا لبعض الأشخاص.نظرت ريم إلى الرجل الجالس أمامها وهو يتناول قائمة الطعام بأناقة ويقدمها إليها، كما أنه منذ نزولهما من السيارة، كان ثمة من يستقبلهما خصيصًا، كان الأمر معدًا له مسبقًا على ما يبدو.قال لها السيد سعيد: "اطلبي أنتِ".بدأ النادل في القيام على خدمتهم بتلطف: "ما نوع الأطباق التي تفضل

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 23

    انطلقت السيارة بسرعة البرق، وسرعان ما تمكنوا من الفرار من السيارة التي كانت تلاحقهم.التفتت ريم بعد لحظة إدراك وقالت: "لقد أرسل رجالًا يتبعونني، يريد أن يعرف هل ما زلت على تواصل مع شركة أنفاس الورد للعطور"."آه"، رفع السيد سعيد حاجبيه وقال: "هل وعدتيه بعدم الذهاب إلى شركة أنفاس الورد للعطور؟"."لم أعده بأي شيء، لكنه ربما يظن أنه قد استطاع إقناعي".في الحقيقة لم تعده ريم بأي شيء، لكن وليد ظن أنه نجح في خداعها ثانية بكذبته السخيفة تلك.فهذه ليست المرة الأولى، وهي لا تختلف عن المرات السابقة، لقد اعتاد الأمر منذ فترة.لكنه لم يكن يعلم أن ريم التي وثقت به سابقًا، لما رأت بعينيها خيانته ونذالته، وعلاقته غير المشروعة بكارمن، انهارت ثقتها به كليًا، وما عادت تثق بكلمة أو حرف واحد مما يقول."ماذا تنوين أن تقعلي إذًا؟".لم يتدخل السيد سعيد في قرارها، على الرغم من شعوره ببعض الرغبة وشيء من الفضول.….كيف ستتصرف في هذا الموقف.بصراحة، ذلك الوغد المدعو وليد آذاها بشدة، في البداية كان ينوي أن يطالب لها بحقها، لكن الآن بعد أن استغنت زوجته تمامًا عن حمايته، صار يحق لها أن تتصرف بطريقتها.نظرت ر

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 22

    "برأيك ما أكثر ما أخشاه حين يرغمني وليد على الاعتراف أمام الناس بالنصب والاحتيال؟".ثم نظرت إلى يارا بنظرة مبهمة وأردفت قائلة: "شاهد ودليل يقفان ضده، أما الدليل فقد سرقه، وأما الشاهد.….."."أنا هي الشاهدة؟"، تحسست يارا أنفها لما تجلت لها الحقيقة."يمكنني أن أقف وأشهد لك"، ثم تخصرت بكلتا يديها وقالت بكل حماس: "حينها يمكننا أن نسقط عنه ذلك القناع الزائف، ونكشف للجميع حقيقة هذا الشخص".هزت ريم رأسها وقالت وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة: "لا، لا تذهبي، كل ما ينبغي عليك فعله هذين اليومين أن تأخذي إجازة"." إجازة؟"."نعم، إجازة! وليد لا يحتاجك أن تشهدي له، هو فقط يريد ألا يشهد لي أحد، وإذا غادرتِ حينها، فسيكون ذلك مثاليًا بالنسبة له".أضف إليه أن يارا إذا استقالت مباشرة في تلك اللحظة الحرجة، فإن وليد -بطبعه المتعنت- لن يدعها ترحل بسلام؛ بل سيتهمها بالتقاعس عن أداء الواجب، وهذا خيار مثالي بالنسبة له.كانت يارا لا تزال قلقة: "لكنني يجب أن أقف إلى جانبك في ذلك الوقت يا ريم، ألا يعد هروبي حينها فرارًا من المعركة؟"."أيتها الحمقاء، هذه ليست معركة، وهذا ليس فرارًا!"، ثم لم تتمالك ريم نفسها عن

Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status