عيد لها، جنازة لي

عيد لها، جنازة لي

By:  مو ليان تشينغUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
100Chapters
77views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

زواج ورد وسليم الذي دام خمس سنوات. لقد كان زواجا حافظت عليه مقابل الدوس الكامل على كرامتها الجسدية والنفسية. كانت تعتقد أنه إن لم يكن هناك حب، فلا بد أن تكون هناك مودة. حتى جاء ذلك اليوم. إشعار بخطر وشيك على حياة طفلهما الوحيد، وتصدر سليم عناوين الأخبار وهو ينفق ثروة طائلة على حبيبته الأولى، ظهرا في نفس الوقت أمامها. لم تعد مضطرة بعد الآن لتتظاهر بأنها زوجته. لكن ذلك الرجل القاسي القلب اشترى جميع وسائل الإعلام، وركع في الثلج بعينين دامعتين يتوسل إليها أن تعود. وورد ظهرت وهي تمسك بيد رجل آخر. حبيبها الجديد أعلن نفسه أمام العالم بأسره.

View More

Chapter 1

الفصل 01

"آنسة ورد، ألا تعلمين؟ إن مرض طفلك هو سرطان العظام الوراثي، ولم يتبق له من العمر سوى شهرين على الأكثر."

"إذا لم تخني الذاكرة، فقد توفيت والدتك بهذا المرض أيضا."

"أنصحك بإجراء فحص شامل لنفسك كذلك..."

شعرت ورد وكأن قواها تنهار فجأة.

كانت كلمات الطبيب تدور في رأسها بلا توقف، وجسدها يرتجف دون سيطرة.

"ما بك، يا ماما؟" قالت أميرة بصوتها الطفولي القلق، وهي تنظر إلى ورد، "هل فعلت شيئا أزعجك؟"

نظرت ورد إلى أميرة المستلقية على سرير المرض، وجهها الصغير الشاحب ملأه الذنب.

"إن كان خطأي، فهل يمكنني أن أعتذر؟" قالتها أميرة، محاولة أن ترسم ابتسامة ضعيفة.

كان قلب ورد يعتصر ألما؛ لم تصدق أن طفلتها لم يتبق لها سوى ستة أشهر لتعيش، بلا والدين، بلا عائلة، وزواج لا وجود له إلا بالاسم.

أميرة كانت أملها الوحيد للبقاء على قيد الحياة.

حبست ورد دموعها وقالت: "لست حزينة، بل سعيدة، لأنك ستتعافين قريبا."

أشرقت عينا أميرة وقالت بفرح: "هذا رائع! هل سيزورني أبي اليوم؟"

كانت عيناها السوداوان المليئتان بالأمل تنخفضان سريعا، وكأنها لا تجرؤ على التمني.

وكان هذا السؤال كطعنة تمزق قلب ورد.

حبست ورد ارتجاف قلبها وقالت: "سيأتي. ماما تعدك أن والدك سيأتي لرؤيتك."

"حقا؟" قالتها بنبرة طفولية تحمل ترددا غير واثق.

كانت ورد تعلم أن تردد أميرة نابع من كونها ابنة لأم لم تكن موضع ترحيب من والدها.

طفلة في الرابعة من عمرها لا تدرك تعقيدات مشاعر الكبار، كل ما تريده هو عائلة طبيعية، وذرة من حب الأب.

لكن طفلتها تحتضر.

ولا تستطيع أن تقدم لها ما تريد.

"أعدك يا حبيبتي، مهما حدث، سأجعل والدك يراك اليوم. عيد ميلاد سعيد." قالتها وهي تمسح على رأسها ثم قبلت جبينها.

ضحكت أميرة بسعادة.

بعد أن نامت الصغيرة، اتصلت ورد بـ سكرتير مهار.

أخذت نفسا عميقا وقالت: "أين سليم؟ قولي له أنني قد غيرت رأيي."

وبعد لحظة صمت، جاء الرد: "السيد سليم يحتفل الآن بعيد ميلاد الآنسة جميلة. يا آنسة ورد إن أردت الحديث، سأبلغ السيد سليم بذلك غدا."

عند سماعها كلمة "الآنسة جميلة"، شعرت ورد بغصة في حلقها وقالت: "قولي لـسليم، إن لم يكن اليوم، فلن أنتظره غدا."

ثم أنهت ورد المكالمة.

لم تمر عشر دقائق، حتى عاد سكرتير مهار واتصل بها، وأخبر ورد بالمكان — فندق بحر.

--

عندما وصلت ورد، كان سكرتير مهار هو من استقبلها.

عندما وصلا إلى باب الجناح، لم تكن قد دخلت بعد، حتى بدأت الأصوات تتسرب من الداخل.

"يا أخي سليم، اليوم أمام أختي، أخبرنا بالحقيقة. لقد كنت متزوجا من ورد لسنوات، ولديكما طفل. هل من المعقول أن لا تكون بينكما أية مشاعر؟"

شحب وجه ورد للحظة.

ثم جاء صوت منخفض، عميق كالنبيذ، يحوي برودة خفيفة، فعم الصمت المكان.

"هل تعتقدين أنني قد أعجب بامرأة وضيعة، قذرة الأساليب؟ وأما ذلك... اللقيط؟ من قال إنه طفلي أصلا؟"

"لا تقربي مني، لا تثيري اشمئزازي."

كلمات هادئة، باردة، لكنها كانت الأكثر قسوة وإيلاما.

وكأن إبرا حادة كانت تغرز في جسدها واحدة تلو الأخرى.

كانت تستطيع تقبل كره سليم لها.

وتفهم كراهيته.

لكنها لم تستطع تقبل أن يطلق على طفلها لقب "لقيط"!

دفعت ورد الباب ودخلت، فاستدار الجميع نحوها فورا، وبدت الصدمة واضحة على وجوههم.

كان سليم جالسا في صدر المجلس، دائما محاطا بالأنظار، وقد ثبت بصره البارد على ورد، وجبهته عقدت قليلا.

وبجانبه جلست امرأة أنيقة وجذابة، كانت هي "الآنسة جميلة" التي ذكرها سكرتير مهار، وهي أيضا حبيبة سليم السابقة، جميلة.

حتى جميلة، حين رأت ورد، لم تستطع إخفاء توترها الطفيف.

"يا ورد؟" قالت جميلة بدهشة خفيفة، "ما الذي أتى بك إلى هنا؟ سليم، لماذا لم تخبرني؟..."

كان الجميع يعلم أن ورد وسليم في خضم إجراءات الطلاق.

لذلك كانت جميلة قادرة على التحدث إلى ورد بكل طبيعية وكأنها سيدة المكان.

تغيرت ملامح سليم قليلا وقال ببرود: "اخرجوا جميعا..."

عندها بدا التوتر على وجه جميلة جليا.

لكن ورد رفعت عينيها بثبات نحو نظرة سليم الباردة وقالت: "لا حاجة لذلك... ما بيننا لا يوجد فيه ما يخفى، دعوهم جميعا يبقون."

لو كانت هذه ورد قبل خمس سنوات، لما استطاعت قول هذه الجملة بهذه البرودة.

كان سليم بالنسبة لها، يوما، عاصفة حب مجنونة وخفية.

أما الآن، فلم يبق سوى ندوب دامية تركها الواقع على قلبها.

وفي هذه اللحظة، لم يكن في قلبها سوى فكرة واحدة.

أن تمنح طفلتها نهاية تستحقها.

تغير وجه جميلة، وأمسكت بذراع سليم بقلق.

لكن سليم رفع عينيه ببرود نحو ورد وقال: "شروطي ما زالت كما هي، ما الذي تريدين إضافته؟"

نظرت إليه ورد بعينين لم يبق فيهما إلا الهدوء، وقالت: "شرطي هو أن ترافق أميرة لمدة شهر، كأب، بدءا من اليوم."

كانت كلماتها كالصاعقة، تزلزل المكان من شدتها.

غضب شقيق جميلة، اسمه فارس، وانفجر قائلا: "كنت أعلم أن هذه المرأة الوقحة ستعود لتتعلق بسليم من جديد! لولاها، لما ابتعدت أختي عن سليم كل تلك السنوات!"

اغرورقت عينا جميلة بالدموع، فأمسكت بذراع فارس بسرعة وقالت: "توقف... لا تقل شيئا بعد الآن..."

لكن كلما حاولت تهدئته، ازداد فارس غضبا، وقال: "أختي! لقد عانيت من الاكتئاب لسنوات ولم تتعافي بعد، كيف لا أغضب؟ سليم، هل ستدع هذه المرأة تخدعك مجددا؟"

تحركت ملامح سليم قليلا، وظهر التوتر في عينيه المعتمتين، ثم نظر إلى ورد ببرود وقال: "مستحيل."

كانت ورد تتوقع تماما أن سليم سيقول ذلك.

"أنا لا أريد الميراث، ولا أي شيء آخر. طلبي الوحيد في الطلاق هو أن تبقى مع أميرة لمدة شهر، كأب لها."

وحين ذكرت ورد اسم أميرة، شعرت بقلبها يتمزق ألما، وأضافت: "وإن لم توافق، فلن أوافق على الطلاق."

"طاخ!" غضب فارس بشدة فرمى وعاء باتجاه بورد، فأصابها، وهو يصرخ: "أيتها الحقيرة، ألا تملكين ذرة من خجل!"

نظرت ورد إلى بقايا الطعام المنسكبة على فستانها، ثم رفعت رأسها وقالت بصوت بارد بشكل مرعب: "سليم، إن أردت الخلاص مني، فهذه هي الطريقة الوحيدة. وإلا، فسوف نبقى عالقين معا لعامين آخرين على الأقل!"

"لكن إن بقيت مع أميرة لشهر واحد فقط، فسأبادر أنا بطلب الطلاق، دون أي مماطلة."

تجمدت عينا سليم بشيء من البرودة.

أما جميلة، فأخذت نفسا عميقا وقالت بهدوء: "سليم، وافق على طلبها."

هذه الجملة فاجأت الجميع تماما.

"يا أختي؟" قال فارس بصوت مرتفع، مستنكرا.

أمسكت جميلة يدي سليم بكل دفء وابتسمت ابتسامة خفيفة: "اعتبره تضحية لأجلنا... أنا أثق بك."
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
100 Chapters
الفصل 01
"آنسة ورد، ألا تعلمين؟ إن مرض طفلك هو سرطان العظام الوراثي، ولم يتبق له من العمر سوى شهرين على الأكثر.""إذا لم تخني الذاكرة، فقد توفيت والدتك بهذا المرض أيضا.""أنصحك بإجراء فحص شامل لنفسك كذلك..."شعرت ورد وكأن قواها تنهار فجأة.كانت كلمات الطبيب تدور في رأسها بلا توقف، وجسدها يرتجف دون سيطرة."ما بك، يا ماما؟" قالت أميرة بصوتها الطفولي القلق، وهي تنظر إلى ورد، "هل فعلت شيئا أزعجك؟"نظرت ورد إلى أميرة المستلقية على سرير المرض، وجهها الصغير الشاحب ملأه الذنب."إن كان خطأي، فهل يمكنني أن أعتذر؟" قالتها أميرة، محاولة أن ترسم ابتسامة ضعيفة.كان قلب ورد يعتصر ألما؛ لم تصدق أن طفلتها لم يتبق لها سوى ستة أشهر لتعيش، بلا والدين، بلا عائلة، وزواج لا وجود له إلا بالاسم.أميرة كانت أملها الوحيد للبقاء على قيد الحياة.حبست ورد دموعها وقالت: "لست حزينة، بل سعيدة، لأنك ستتعافين قريبا."أشرقت عينا أميرة وقالت بفرح: "هذا رائع! هل سيزورني أبي اليوم؟"كانت عيناها السوداوان المليئتان بالأمل تنخفضان سريعا، وكأنها لا تجرؤ على التمني.وكان هذا السؤال كطعنة تمزق قلب ورد.حبست ورد ارتجاف قلبها وقالت: "سيأتي
Read more
الفصل 02
نظر سليم إلى يد جميلة، وبدأ قلبه يثقل شيئا فشيئا، ثم قال ببرود: "إذا، شهر واحد. ورد، من الأفضل ألا تلعبي بأي حيلة. إن راودك أي تفكير آخر، سأجعلك تدفعين الثمن."ابتسمت ورد ابتسامة خفيفة وقالت: "حسنا. ما دمت ستبقى مع أميرة، سأتعاون في كل شيء.""بما أنك الأب، أليس من المفترض أن تحضر هدية عيد ميلاد لأميرة؟"كانت أميرة مستلقية في حضن ورد.وفي تلك اللحظة، كانت السيارة تتجه إلى منزل عائلة سليم."يا ماما، هل جاء بابا حقا؟..." جاء صوت أميرة مرتجفا قليلا، رغم محاولتها التحكم في مشاعرها، لكن الشوق في عينيها لم يكن يخفيه شيء.ربتت ورد على ظهرها وقالت بلطف وهمس: "بالطبع، حبيبتي."لمعت عينا أميرة وقالت: "لكن يا ماما، لا تخبري بابا أنني مريضة... لا أريده أن ينزعج."في تلك اللحظة، شعرت ورد بحرارة في عينيها، وأنفها امتلأ بالحرقة، فمسحت على خصلات شعر أميرة المبعثرة وقالت: "حسنا، أعدك."مدت أميرة خنصرها الصغير، وفهمت ورد الإشارة، فشبكت خنصرها بخنصرها."ممنوع التراجع لمئة سنة..." قالتها أميرة بابتسامة حلوة.لكن كل شيء أمام عيني ورد بدأ يضطرب ويتشوش.طفلتها.الوحيدة التي تشاركها دمها في هذا العالم.كانت ست
Read more
الفصل 03
فجأة ابتسمت أميرة وقالت: "لأن ماما تحبك كثيرا، بابا... لا بأس إن لم تحبني، لكن هل يمكنك أن تحب ماما أكثر قليلا؟""هل يمكنك أن تكون لطيفا معها أكثر في المستقبل؟..."كان صوتها خافتا جدا، وعيناها الواسعتان والواضحتان بالنقاء نظرتا إلى سليم.تحركت نظرات سليم قليلا.كما توقع تماما.كان يعلم أن هدف ورد لا يمكن أن يكون فقط من أجل الطفلة."هل هذا ما علمتك أمك أن تقوليه؟" قالها سليم ببرودة ولهجة ساخرة متعالية."لا!" هزت أميرة رأسها بسرعة، نافية بقوة.لم يصدق سليم بطبيعة الحال، فبردت نظرته قليلا.شعرت أميرة أن كلماتها أزعجت والدها، لكنها تعرف الحقيقة... فهي مثل حورية البحر، لن تبقى في هذا العالم طويلا، حتى وإن قالت ماما إن حالتها تحسنت، لكنها كانت تشعر أن مرضها لا يزال خطيرا.ومع ذلك، كانت تتمنى، أنه إذا جاء اليوم الذي تتحول فيه إلى زبد وتعود إلى البحر.فإن تكون هناك من يحب ماما.قامت أميرة من السرير، وسارت حافية على السجادة الناعمة نحو رف الكتب الصغير، وأخرجت دفتر ملاحظات وقالت: "بابا، ماما تحبك حقا، يمكنك أن ترى ما في هذا."توقف سليم للحظة، ونظر إلى عينيها المليئتين بالرجاء.أخذ الدفتر المغلف
Read more
الفصل 04
من الواضح أن هذا التغريد نسيت أن تحظرها.أظلمت عينا ورد قليلا، دون أن يظهر على وجهها أدنى تعبير.القلادة الماسية التي أهديت بالأمس، ظهرت اليوم في يد جميلة، يا له من إنجاز سريع يستحق الإعجاب.ولا عجب، فجميلة هي من تسكن في قلب سليم.ابتسمت ورد بسخرية خافتة، وكانت على وشك إغلاق هاتفها.لكن وصلت إليها رسالة.[ورد، سأعود إلى البلاد بعد عشرة أيام.]الصورة الرمزية كانت سوداء.والاسم المختصر: ج.ن.ذلك الشخص الذي ظل اسمه راكدا في قائمة جهات اتصالها لسنوات.لقد مضت ست سنوات منذ آخر تواصل بينهما.زادت وتيرة تنفس ورد قليلا، ولم تنطق بأي كلمة.في الساعة الرابعة وعشرين دقيقة عصرا، كان سليم قد أنهى لتوه اجتماعا مرهقا، ولم يتذكر أمر استلام أميرة إلا حين نبهته سكرتير مهار.فانطلق بسيارته الفاخرة مسرعا نحو الروضة.فرك سليم صدغيه بتعب وقال بنبرة منخفضة: "أسرع."رد السائق بهدوء: "حاضر يا سيدي."كان سليم يخطط لأخذ الطفلة وتسليمها إلى ورد، ثم التوجه مباشرة إلى منزل جميلة.لكن في هذه اللحظة، كسر هاتف سليم الصمت، وكان الاسم الظاهر عليه: "جميلة".تغيرت ملامحه قليلا قبل أن يرد على المكالمة.وعلى الطرف الآخر، جا
Read more
الفصل 05
"كح كح——" سعلت أميرة مجددا، وسعلاتها كانت هذه المرة أشد.وهذه المرة، لم تستطع حتى أن تظل جالسة من شدة السعال.ركعت على الأرض بجسدها الصغير، وفجأة "بخ!"، تقيأت دما."أميرة!" ارتجف صوت ورد وهي تهرع نحوها.كان وجه أميرة محموما حتى الاحمرار، لكن شفتيها كانتا شاحبتين تماما، وقالت بصوت خافت: "لا بأس يا ماما..."حملت ورد ابنتها بسرعة وقالت: "سآخذك إلى المستشفى!"أمسكت أميرة بيد ورد الصغيرة بشدة، وعيونها كانت حمراء تماما.أسرعت ورد بها إلى المستشفى، وبعد فحص الدم لأميرة، جلسوا في الخارج ينتظرون النتائج."ماما، هل بابا يكرهني؟" جاء صوتها الرقيق في لحظة ضعف أظهرت هشاشتها للمرة الأولى.ما إن سمعت ورد هذا السؤال.حتى لم تستطع الرد عليه.كم تمنت أن تقول لابنتها.أميرة.والدك لا يكرهك.إنه فقط يكرهني أنا.لو أنك كنت ابنة جميلة.لكنت الآن أسعد طفلة في هذا العالم.لكن ورد كذبت مجددا، وهي تبكي بصمت، وهزت رأسها قائلة: "لا، أميرة، والدك لا يكرهك... هو فقط مشغول جدا..."ابتسمت أميرة ابتسامة خافتة، ووجهها الشاحب ازداد بهتانا، ثم مدت يدها الصغيرة ولمست شعر ورد بلطف: "ماما، لازم تكوني سعيدة..."وكانت هذه الج
Read more
الفصل 06
"سليم، بما أن الآنسة ورد تريد التحدث معك، فخذ وقتك معها.""فقط لا تثيرا المشاكل أمام الطفلة."شدت جميلة زاوية شفتيها بابتسامة مصطنعة، وفي عينيها وميض خافت من الألم، لكنها ما زالت تحاول أن تبدو متفهمة.رأى سليم ذلك، رغم شعوره بعدم الارتياح، لكنه أومأ برأسه وسار مبتعدا معها إلى جهة جانبية.لم تتذكر ورد متى كانت آخر مرة تحدثت فيها معه على انفراد، لذا، للحظة، لم تعرف كيف تبدأ الحديث.لكن الواضح أن سليم لم يكن يملك أدنى صبر عليها."ما الذي تريدينه بالضبط؟""تأتين مع الطفلة إلى هذا المكان وتثيرين الفوضى... هل تظنين نفسك أما حقا؟"كلما تذكر سليم كيف أن هذه المرأة استخدمت جميع الوسائل القذرة فقط لتكسبه، حتى وصلت لاستغلال طفلها، شعر بالغثيان."لقد وعدتني بأنك ستبقى مع أميرة لمدة شهر، وكل ما أطلبه هو... ألا تظهر الآنسة جميلة أمامها خلال هذا الوقت."ورد لم تعد تهتم كيف يراها سليم، هي الآن تفكر فقط في أن تقضي ابنتها ما تبقى من الوقت بسعادة."أنا وعدتك بمرافقة أميرة فقط. غير ذلك... لا تتوقعي مني شيئا.""أنت كما أنت، ماكرة ومخادعة... حين استخدمت كل الأساليب الرخيصة لتدخلي سريري، لولاك، لما كنت أبا ا
Read more
الفصل 07
عمت الفوضى أرجاء المستشفى بسبب حالة أميرة، بينما شعرت ورد أن عقلها بات فارغا تماما، وكأن ما تبقى منها هو فقط صوت خطوات وأصوات صراخ، لا ترى شيئا ولا تسمع شيئا."الآنسة ورد؟ هل أنت بخير؟"لوح الطبيب بيده أمام وجه ورد، يحاول لفت انتباهها.عادت ورد أخيرا إلى وعيها، وحدقت في الطبيب، وكأن عقلها عاد دفعة واحدة، وقالت بصوت خافت يكاد ينهار: "كيف حال ابنتي؟""استقر وضعها مؤقتا، لكن حالتها تدهورت بسرعة، والوضع حرج جدا الآن. لا بد من إدخالها العناية المركزة، وبعد أن تستقر علاماتها الحيوية، ننظر إن كان بالإمكان إجراء عملية جراحية.""الآنسة ورد، في حالتها الحالية... الجراحة..."لم يكمل الطبيب، لكن ورد فهمت. كانت العملية عديمة الجدوى، مجرد عبء إضافي على جسد صغير يتهاوى.لكن قلبها لم يقبل بذلك، لم تستطع أن تستسلم لفكرة فقدان طفلتها، ولو كان هناك أمل واحد في المئة، فلن تتخلى عنه."فهمت... شكرا لك، دكتور."بمجرد أن استدارت، انهمرت دموعها بغتة، دون سابق إنذار. حاولت ورد مسحها، لكنها تساقطت أكثر فأكثر. جلست على الأرض، وانكمشت على نفسها، واحتضنت جسدها. في هذه اللحظة، عرفت حقا ما معنى اليأس، وما معنى الألم
Read more
الفصل 08
"أميرة!"صرخت ورد صرخة مدوية، وسالت دموعها في لحظة، كأن شيئا ثقيلا سد في صدرها، خنق أنفاسها ومنعها من التنفس.كانت تعرف أن أميرة قد رحلت، صعدت إلى السماء. جاءت إلى هذا العالم، ورأته، ولم تحبه. خابت آمالها فيهم جميعا، فعادت من حيث أتت، ولن تعود أبدا."أميرة، أنا آسفة... سامحيني!"احتضنت ورد طفلتها بين ذراعيها، يرتجف صوتها، ويداها المرتعشتان ترفعان وجهها البارد الخالي من الحياة، وتقبلانه مرارا وتكرارا.الخطأ كان خطأها، كانت عنيدة، وكانت مصممة على أن تحب سليم!كل هذا بسببها، لم تكن تستحق أن تكون أما لـ أميرة، وابنتها لن تعود أبدا!ثم هدأت ورد أخيرا، وغسلت أميرة بيديها، وألبستها فستانها الوردي المفضل، فستان الأميرات. أرادت أن تترك ابنتها هذا العالم جميلة كما كانت، وفي هذه اللحظة الأخيرة، أرادت أن تقدم لها كل ما تستطيع.كان الأطباء والممرضات يحبون أميرة، تلك الطفلة الملاك، والآن كانوا يشعرون بالحزن العميق، حتى أن بعض الفتيات كن يمسحن دموعهن بصمت.أما ورد، الأم، ففي هذا الوقت لم تستطع أن تذرف دمعة واحدة.نظرت إلى الممرضات وهن يبكين، وابتسمت لهن بلطف: "شكرا لكن على كل ما قدمتموه لـ أميرة في ه
Read more
الفصل 09
"جميلة، ماذا حصل؟ أين أنت؟""سليم، أنت تجرأت على إيذاء ابنة أختي؟! لن أتركك تمر بها بسهولة! أليست هذه المرأة غاليتك؟ انتظر، سترى جثتها قريبا!"جاء صوت حامد الوحشي من طرف السماعة الآخر."لا تقم بحماقاتك!"كان صوت سليم يرتجف، واضح عليه الذعر.ذلك الرجل الذي طالما بدا متعجرفا وهادئا، لم يعرف الخوف إلا عندما يتعلق الأمر بـ جميلة."إذا كنت لا تريدها أن تموت، تعال فورا!"أنهى حامد كلامه بغضب وأغلق الهاتف، ثم أرسل العنوان مباشرة.نظر إلى جميلة بنظرة حاقدة وقال: "كل هذا بسببك أيتها الحقيرة، أيتها العشيقة الوقحة التي دمرت حياة غيرك!""لا، لست كذلك! أنا كنت مع سليم أولا!"، هزت جميلة رأسها بقوة رافضة أن توصم بكونها عشيقة.لكن حامد لم يكن مثل سليم، لا يعرف ما الرحمة، كل ما يعرفه أن الطلاق يعني أن ورد لن تحصل على شيء، وبالتالي هو لن يحصل على شيء أيضا.صفع وجه جميلة بقوة وقال: "كانا زوجين شرعيين! أي حب تتحدثين عنه؟ تبا لك! أيتها الحقيرة، تستحقين الضرب!"صرخت جميلة من الألم، ولم تعد تحاول التظاهر بالضعف: "إن تجرأت على ضربي مجددا، سترى ما سيفعله بك سليم! لن يرحمك!"لكن حامد كان كالمجنون، لم يكن يخاف م
Read more
الفصل 10
ابتسامة ورد تلك جعلت سليم يشعر بقلق لا مبرر له، وكأن شيئا ما ثمينا حقا على وشك الانزلاق من بين يديه."سليم، لقد وافقت على الطلاق... لقد وقعت فعلا."قالت جميلة وهي تحمل أوراق الطلاق وتنظر إليها، ثم نادت على سليم بفرح، لتعيده إلى الواقع.شعر سليم بشيء من الدهشة، كان يظن أن الأمر مجرد حيلة جديدة من ورد، ولم يتوقع أنها ستوقع فعلا؟خطف أوراق الطلاق بسرعة، لكن توقيعها الواضح بخط قوي جعله يشعر بانزعاج غريب.هل تخلت عنه بهذه السهولة فعلا؟"سليم، أنت حقا أقسى رجل في هذا العالم.""حول لي مليون دولار بأسرع وقت."نظر حامد إلى الاثنين وهما يتعانقان، شعر بالاشمئزاز الشديد، فزمجر بازدراء وغادر المكان بخطوات غاضبة.رغم أن هذا ما كان يتمناه منذ وقت طويل، فإن سليم شعر بفراغ داخلي لا يفسر، وغضب مكبوت بدأ يتسلل إلى قلبه."رائع! سليم، أصبحت حرا، أخيرا أصبحت حرا، يمكننا أن نكون معا دون قيود، "قالتها جميلة وهي تعانقه، تبكي من شدة الفرح.كانت فرحتها حقيقية وصادقة، فمن الآن فصاعدا لن ينعتها أحد بـ"العشيقة" مجددا.قال سليم بهدوء: "سأوصلك إلى المستشفى أولا." لكنه لم يكن سعيدا كما توقع، بل كانت بداخله فوضى لا اسم
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status