بعد خيانة خطيبها السابق مع أختها المتصنعة، تزوجت فادية ريان الزهيري على عجل من نادل في ردهة القمر. زوجها المفاجئ شاب وسيم للغاية، ويتصادف أن لديه نفس اسم عائلة عدوها اللدود الراسني الثالث... أكدت فادية لنفسها، لا بد أنها مجرد صدفة! لكن في كل مكان يظهر فيه الراسني الثالث، كان يظهر زوجها المفاجئ أيضا. وعندما سألته، أجاب: "إنها مجرد صدفة!" صدقته فادية، حتى جاء يوم رأت فيه نفس الوجه الوسيم للراسني الثالث وزوجها. شدت فادية قبضتها وعضت على أسنانها، وهي تشحذ سكينها: "صدفة، حقا؟؟!!" انتشرت شائعة على الإنترنت بأن الراسني الثالث، المتحكم بمجموعة الراسني، قد وقع في حب امرأة متزوجة. سارعت عائلة الراسني بنفي الخبر: "شائعة!! إنها مجرد شائعة، أبناء عائلة الراسني لن يدمروا أبدا زواج الآخرين!" لكن بعد ذلك، ظهر الراسني الثالث علنا برفقة امرأة، وأعلن: "ليست شائعة، زوجتي بالفعل متزوجة!"
View Moreأمام هذا الجمع من الناس، أكثر من تبغضه ليان هو فادية!وبما أنها كشفت عن وجهها الحقيقي، فلم تعد تبالي بشيء.التفتت ليان، متجاهلة علاء ورئيس الخدم، وحدقت في فادية بسخرية باردة قائلة:"آنسة فادية، صحيح أن جدي اعترف بك كحفيدة بالتبني، لكن في ذلك اليوم في المستشفى، أنت نفسك أعلنت القطيعة مع عائلة الهاشمي. فما الذي جاء بك اليوم؟ هل تظنين أنك ستجني أي منفعة بعد الآن؟"كل كلمة خرجت منها كانت طعنة مهينة لفادية.وما إن أنهت كلامها حتى انطلق صوت يوسف صارخا ببرود: "ليان!"وفي الوقت نفسه، وقع بصر مالك البارد عليها.رجلان، كلاهما وقف لحماية فادية.في الماضي، ربما كانت ستتراجع قليلا،لكنها اليوم ترى أن عائلة الهاشمي أصبحت ملكا لها، ومصير يوسف في هذه العائلة مرهون بكلمة منها.أما مالك...فحتى وإن كانت عائلة الهاشمي لا تضاهي مجموعة الراسني، إلا أن ثروتها الحالية تجعل مالك يفكر مليا قبل أن يواجهها.وكلما زادا في حماية فادية، ازداد الغضب في قلبها.لكن فادية لم تلتفت إليها، بل بقيت تحدق في نعش الشيخ الهاشمي، مما أجج نيران الغيظ في صدر ليان.فتقدمت بخطوات سريعة، أمسكت بمعصم فادية، ورفعت يدها لتصفع وجهها بق
تجمدت فجأة ملامح البراءة والضعف على وجه ليان.بدا وكأن القناع انكشف للحظة، وظهر في عينيها شيء من الارتباك: "أخي علاء، ماذا تقصد؟""ماذا أقصد؟ يا ابنة عمتي لولو، هل تظنين أن الجميع أغبياء؟ منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها، عرفت حقيقتك. مظهرك يوحي بالبراءة والضعف، لكن داخلك مليء بالحسابات والمكر. أنت تستمتعين بخداع الناس بذلك القناع، وأنا فقط جاملتك وتظاهرت بأني صدقت براءتك."ارتدت كلمات علاء في أرجاء المكان.وكانت كلماته كالسكاكين في أذن ليان.ملامحها التي اعتادت أن تظهر البراءة، ظهر عليها الغضب لأول مرة.هل يقصد علاء أن كل ما فعله معها لم يكن سوى تمثيل؟لكنها بالأمس فقط وافقت أن تستعين بعلاقاته لتطلب قدوم المحامي الواسطي، فما معنى ذلك إذن؟لم يكن بإمكانها أن تسأله أمام الجميع،لكنها نظرت إليه نظرة فهم منها علاء تماما ما يدور في ذهنها.ألقى علاء نظرة غامضة نحو التابوت الكريستالي.حتى وإن بدأت ليان تشك، فليس هو من يكشف الحقيقة.تبعت ليان نظره، لكنها لم تفهم مغزى تلك النظرة.كل هذه الأيام كان يمثل معها، يسايرها ويعاملها كطفلة ساذجة!اشتعل الغضب أكثر في صدرها.وبسبب ما قاله علاء، ومع ما أ
كلمات ليان بقيت تتردد في الأجواء.الجميع كان ينظر إليها وكأنها نكتة سخيفة.قال يوسف ببرود: "هل تظنين أن فادية يمكن أن يحدث لها شيء؟"ثم أشار بعينيه إلى علاء.فهم علاء أن لحظة إخفاءه للحقيقة أمام ليان قد انتهت.نظر إليها بازدراء، وتقدم نحوها تحت أنظارها المليئة بالشك.حين هم أن يعطيها الهاتف، تردد للحظة.ثم فجأة، خطف الهاتف من يد أحد الخدم ورماه إليها دون أن يكلف نفسه حتى بالنظر إليها: "شاهدي بنفسك!"تجهم وجه ليان من أسلوبه.كان الهاتف لا يزال يعرض الفيديو.تجمدت لوهلة، وعيناها وقعتا على الشاشة، فرأت بوضوح الشخص الظاهر فيه.امرأة غارقة في الشهوة، تتلوى بجسدها بوقاحة… وتلك المرأة لم تكن سوى هي نفسها!كيف… كيف يكون ذلك ممكنا؟كيف يمكن أن تكون هي؟أغلقت الفيديو بارتباك، ووجهها شاحب كالموت.لكن أصوات الفيديو من هواتف الآخرين ما زالت تتردد من حولها، ومعها ظلت صور المشهد تدوي في رأسها.ما الذي يحدث بالضبط؟حاولت أن تتذكر، لكنها لم تجد في ذاكرتها شيئا مما ظهر في الفيديو.قال يوسف وكأنه يقرأ أفكارها: "أأنت تتساءلين لماذا كنت أنت؟"رفعت ليان رأسها بسرعة وحدقت فيه: "هل أنت من فعل هذا؟"نعم!لابد
أخفض مالك رأسه ليلتقي بنظرة فادية.كانت عيناها ثابتتين، ويدها التي تشد على ثوبها عند صدرها تزداد قوة، فظل القلق يثقل قلب مالك، لكنه بعد تردد قصير لم يستطع مخالفة رغبتها.أنزلها برفق، لكنه أبقى ذراعه ملتفة حول خصرها، يحميها بحزم، فكان هذا المشهد في أعين الآخرين مثيرا لشتى الأفكار.أما الأكثر ذهولا واضطرابا فكانت سلمى.مالك... هذا الرجل حاكم جديد لمجموعة الراسني، كانت قد رأته من قبل.سمعت عن أساليبه الصارمة التي هزت مجموعة الراسني، وعن سمعته المتداولة في العاصمة، حتى إنها كانت ترتجف لمجرد سماعها.كانوا يقولون إنه قاس لا يعرف الرحمة، أما الآن، فهذا الرجل الذي يقف أمامها، يفيض بعينيه حنانا وهو ينظر إلى المرأة بجانبه، لكن حين يلتفت للحظة إلى الآخرين، يعود بصره صارما كسيف.مالك مختلف تماما مع هذه المرأة.وبلا وعي، أخذت سلمى تتفحص المرأة التي بجواره، وتذكرت الاسم الذي ناداه الآخرون قبل قليل.فوفو... فادية...هل يعقل أنها هي الحفيدة التي اعترف بها الشيخ الهاشمي منذ فترة قصيرة؟رفعت نظرها إليها من أسفل إلى أعلى، وما إن التقت بعينيها حتى اضطرب قلبها وتراجعت خطوة للوراء.هاتان العينان...لم تكن ق
لم تذكر اسما، لكنها ثبتت نظرها على ليان.تجهمت ليان، وأدركت حينها أن هناك أمرا غير طبيعي، وقالت باستغراب: "ماذا... تقصدين؟""أنت مختلفة تماما عما ظهر في الفيديو."كانت نوايا سلمى واضحة؛ إذا انتشر ذلك الفيديو، فإن سمعة الابنة الحقيقية لعائلة الهاشمي ستتحطم تماما، ولن يكون لها مكان بين العائلات الثرية، ولا حتى داخل عائلتها.ذلك الفيديو، بالنسبة لسلمى، ورقة ضغط مثالية.نظرت سلمى مباشرة إلى يوسف، دون أن تخفي غايتها:"إرث عائلة الهاشمي هو ثمرة تعب الشيخ طوال حياته، وأنت يا يوسف أكثر من كان يثق به ويعتمد عليه. أظن أنك ستقف إلى جانبي لحماية سمعة العائلة وكرامة الشيخ، أليس كذلك؟ فلو انتشر هذا الشيء... هيه!"ضحكت بخفة، متجاهلة ليان، وحريصة على الوصول إلى تفاهم مع يوسف.عقدت ليان حاجبيها أكثر،وشعرت أن الريبة التي شعرت بها منذ قليل بدأت تتأكد.فادية ليست سوى حفيدة بالتبني للشيخ الهاشمي، ولو انتشر الفيديو، فكل ما تحتاجه العائلة هو إصدار بيان يعلنون فيه قطع العلاقة معها، ولن يكون لذلك أثر عميق.وفوق ذلك، هي الآن وريثة العائلة، وكان من الطبيعي أن تتشاور سلمى معها، فلماذا تجاوزتها وتحدثت مباشرة مع ي
تجمد الجميع لوهلة.الصوت النسائي الخارج من الهاتف بدا وكأنه قد عولج قليلا،لم يكن واضحا من هي صاحبته، لكن الأجواء كانت صاخبة ومثيرة.صوت المرأة كان ممتلئا بعبارات جريئة، حتى أن وجوه الحاضرين تغيرت لمجرد الاستماع.ليان شعرت بالدهشة، ولامت في سرها هناء لأنها عدلت الصوت، لكنها سرعان ما هدأت نفسها؛ فحتى لو لم يتعرف على صوت فادية مباشرة، إلا أن ظهورها في الفيديو كاف لإحداث الأثر المطلوب!ليان أرسلت نظرة خاطفة نحو يوسف.كانت تتوق لرؤية ردة فعله حين يكتشف أن بطلة الفيديو هي فادية، لكن يوسف اكتفى بعبوس حاد وانزعاج ظاهر، دون أن يخرج هاتفه في الحال.أما سلمى فقد بدت مصدومة، تحدق في الشاشة بذهول.وفي قاعة العزاء، ظل صوت المرأة يتردد.وسط الجو الغريب، أخرج شخص آخر هاتفه وفتح الرسالة التي وصلته للتو。آه…إنه نفس الصوت الأول، ثم تتابعت الأصوات تماما كما في هاتف سلمى.تبادل الحاضرون النظرات بدهشة، ثم بدأوا يدركون الحقيقة.فتح شخص ثالث الرسالة، وخرج نفس الصوت من هاتفه، وهذا يؤكد أكثر تخمينهم في قلبهم.إنه ما وصلهم جميعا هو نفس الفيديو.وكون الفيديو قد أرسل للجميع في الوقت ذاته، فهذا يعني أن المرأة الت
Comments