بعد خيانة خطيبها السابق مع أختها المتصنعة، تزوجت فادية ريان الزهيري على عجل من نادل في ردهة القمر. زوجها المفاجئ شاب وسيم للغاية، ويتصادف أن لديه نفس اسم عائلة عدوها اللدود الراسني الثالث... أكدت فادية لنفسها، لا بد أنها مجرد صدفة! لكن في كل مكان يظهر فيه الراسني الثالث، كان يظهر زوجها المفاجئ أيضا. وعندما سألته، أجاب: "إنها مجرد صدفة!" صدقته فادية، حتى جاء يوم رأت فيه نفس الوجه الوسيم للراسني الثالث وزوجها. شدت فادية قبضتها وعضت على أسنانها، وهي تشحذ سكينها: "صدفة، حقا؟؟!!" انتشرت شائعة على الإنترنت بأن الراسني الثالث، المتحكم بمجموعة الراسني، قد وقع في حب امرأة متزوجة. سارعت عائلة الراسني بنفي الخبر: "شائعة!! إنها مجرد شائعة، أبناء عائلة الراسني لن يدمروا أبدا زواج الآخرين!" لكن بعد ذلك، ظهر الراسني الثالث علنا برفقة امرأة، وأعلن: "ليست شائعة، زوجتي بالفعل متزوجة!"
View More"إنها فادية."نطق يوسف باسم فادية، ثم نظر بخفة إلى الشيخ الهاشمي.في عينيه، بدا الشيخ الهاشمي متفاجئا للحظة.تابع يوسف قائلا: "فوفو قد بذلت جهدا كبيرا في تصميم هذا اللباس لك، لقد قاست مقاساتك بنفسها وصممته خصيصا لك. كان هذا اللباس معدا ليكون هديتي لك في عيد ميلادك، لكن حين فكرت أكثر، قلت لنفسي: من الأصح أن يقال إنه هدية من فوفو لك."وعندما ذكر يوسف اسم فادية، لم يستطع أن يخفي الحنان الذي يملأ عينيه.كان يظن أن الشيخ الهاشمي سيشعر بالامتنان تجاه عناية فادية.لكن ما لم يتوقعه أن الشيخ الهاشمي أظلم بصره وقال: "تعبت، ساعدني على خلعه."تعجب يوسف، لكنه ما لبث أن خلع له اللباس بهدوء.وكان يريد أن يتحدث أكثر، غير أن الشيخ الهاشمي اكتفى بجملة: "أريد أن أرتاح." فلم يجد يوسف خيارا إلا أن يغادر الغرفة.وقبل أن يخرج من الباب، نظر إلى الشيخ الهاشمي نظرة امتلأت بالقلق.ذلك القلق انتقل من خلال كاميرا خفية، ليظهر على الشاشة أمام عيني ليان. فانطلقت منها ضحكة خافتة وباردة.قبل أيام، استغلت خروج الشيخ الهاشمي مع رئيس الخدم في جولة بالحديقة، وتسللت إلى غرفته لتزرع كاميرا خفية صغيرة.كان هدفها مراقبة حالته
عيد ميلاد الشيخ الهاشمي، تقرر إقامته في منتجع عائلة الهاشمي.مالك تلقى بطاقة الدعوة من عائلة الهاشمي، لكنه لم ينوي الحضور.أما يوسف فلم يرسل بطاقة دعوة إلى فادية، فمنذ أن عرف بأمر فقدان ذاكرتها، أصبح حريصا على حمايتها أكثر فأكثر. في أعماقه لم يرغب أن تظهر فادية في مثل تلك المناسبة، خوفا من أن تتعرض لأي مضايقة أو حرج.قبل أيام من عيد الميلاد، انشغل يوسف بالتحضيرات، بينما كانت جنى تمكث في مجوهرات الهاشمي لتدير العمل.وعلى العكس منها، فإن ليان فقدت فجأة اهتمامها بمنصب مديرة التصميم في مجوهرات الهاشمي، وصارت كل يوم ترافق الشيخ الهاشمي في المنتجع، وكأن شخصيتها تغيرت تماما.حتى طعام الشيخ وشرابه، كانت ليان تتولى تحضيره وترتيبه بنفسها.قال رئيس الخدم بإعجاب وهو ينظر إلى ليان:"سيدي، آنسة لولو حقا مثال في البر والطاعة."ولم يكن رئيس الخدم وحده من أعجب بها، بل كل من في المنتجع، صاروا ينظرون إلى هذه الحفيدة الحقيقية ذات الأخلاق المهذبة بإعجاب وود.حدق الشيخ الهاشمي في ليان بنظرات مليئة بالحنان وقال:"صحيح، لولو مطيعة وبارة. رؤيتي لها تذكرني بروبو. لو كانت روبو هنا، لا أدري هل كانت ستظل غاضبة مني."
تراجع يوسف بنظره البارد واستدار صاعدا إلى الطابق العلوي، لكنه حين مر بجانب ليان توقف فجأة.وقال بصوت عميق ينذر بالتحذير، مختلفا عن هدوئه المعتاد، وكأن كل كلمة منه مشبعة ببرودة تخترق العظم:"مالك لا يحب النساء المتصنعات، وأنت تعلمين ذلك جيدا، إنه رجل متزوج."ارتجفت ليان في داخلها.وكادت أن تدافع عن نفسها، لكنها ما إن التقت بنظرته الهادئة الحادة حتى غمرها شعور بالانكشاف والذنب، فسارعت بصرف بصرها بعد لحظة لم تحتملها.لكن حتى هكذا، بقيت تشعر أن تركيزه عليها يجعلها كالجالسة على جمر.أخيرا، أبعد يوسف عينيه عنها، وصوت خطواته أخذ يتلاشى في الممر، لكن الغضب والغيظ الذي اشتعل في قلب ليان كان يزداد.فهي الحفيدة الحقيقية لعائلة الهاشمي.أما يوسف فما هو إلا يتيم تبناه جدها، فبأي حق ينظر إليها بذلك الاحتقار؟أليس الأجدر به أن يعتني بها ويمد لها الحنان؟ومنذ أن عادت هي إلى العائلة، لم يكن يوسف يتعمد مضايقتها، لكن كان يضع مسافة باردة دائما.على عكس موقفه من فادية، حيث كان يقف إلى جانبها بقوة.ومجرد التفكير في مكانة فادية أشعل في ليان شعورا بالذنب وعدم الراحة.فالشيخ الهاشمي يقف معها، ويوسف أيضا يقف مع
بدافع الفضول لمعرفة ما الذي تنوي هذه المرأة فعله، كتمت فادية رغبتها في إغلاق الخط فجأة.قالت ليان بلهجة يملؤها الرجاء: "يا أختي فوفو، لا تغضبي مني بسبب ما حدث البارحة، أرجوك. أنا الآن مستعدة أن أركع أمامك، سامحيني، أرجوك!"كلامها كان عاطفيا إلى حد جعل فادية تكاد تصدق أن ما بدر منها البارحة في فندق القصر الكهرماني من تصرفات ماكرة، لم يكن إلا من خيالها.تطلب منها الغفران؟تركع لها؟أي مسرحية هذه؟رفعت فادية حاجبيها باستهزاء قائلة بلا رحمة: "إذن، ابقي راكعة!"وما إن أنهت كلماتها حتى همت بقطع الاتصال.لكن في الجهة الأخرى من الهاتف انطلق صوت رجل مسن بلهجة متفاجئة: "لولو، ماذا تفعلين؟"ذلك الصوت كان مألوفا، كأنها تعرفه. همت أن تصغي أكثر لعلها تتذكر شيئا، وإذا بليان فجأة تغلق الاتصال بسرعة."... "انعقد حاجبا فادية.تساءلت في داخلها: ما الحيلة الجديدة التي تحيكها هذه الأخت المتصنعة بالبراءة؟كانت تعرف تماما أن نواياها ليست بريئة، لكنها لم تكن راغبة أصلا في التدخل بما تفعل.الشيء الوحيد الذي ترك صدى في نفسها هو صوت ذلك الشيخ العجوز، الذي كان يشبه كثيرا صوت الرجل الذي يناديها في أحلامها وهي ترا
فادية تجمدت لحظة.هو ملكها…قلبها يخفق بعنف كأنه سينفجر من صدرها، حتى تنفسها لم يعد كما كان من قبل.وكأن الرجل أنهى حديثه، فلم يبق في الأجواء سوى أنفاسهما المتداخلة، فيما عقل فادية ما يزال يتردد فيه جملة زوجها الوسيم: "أنا لك".مشاعرها تتقافز بعشوائية لا تهدأ.ومضى وقت لا تدري كم هو، ولم يعد صوته يسمع، ويده التي كانت تمسك أصابعها انسحبت بصمت.تقطبت ملامح فادية، وغمرها شعور مفاجئ بالفراغ.أهو… نام؟بعد أن همس بتلك الكلمات التي هزت قلبها… ينام هكذا؟!شعرت فادية بعدم رضا.يشعل نارها ثم يغط في النوم، أي عدالة هذه!وبما أنه نام، فلا داعي أن تواصل التمثيل، فادية فتحت عينيها مباشرة.الغرفة ما تزال غارقة في الظلام.وبعد أن تكيفت عيناها مع العتمة، استطاعت أن تلمح ملامح الرجل المقابل، رفعت نظراتها نحو ذقنه، فشفتيه، فأنفه، ثم عينان مفتوحتان، ثم جبينه…وفجأة أدركت فادية شيئا فتجمدت في مكانها.عيناه مفتوحتان… أهما حقا مفتوحتان؟وكأنها تستعجل التأكد، هبط بصر فادية سريعا، فإذا به يلتقي حقا بتلك العينين المبتسمتين…"أهلا، استيقظت!"صوت مالك العميق تخلل الظلام ومعه نبرة سخرية ماكرة.وكأنه كان يتربص بها
فادية شهقت للحظة، تهيأت أن هناك حركة أخرى، لكن ما سمعته خلفها كان أنفاس الرجل المنتظمة.نام بهذه السرعة؟بعد التوتر، لمحت فادية في قلبها خيبة عابرة، فاشتعل وجهها بحمرة.أجبرت نفسها أن تغمض عينيها من جديد، لكن النوم جفاها.خلفها ما زالت أنفاسه هادئة.لم تتمالك نفسها وهمست في داخلها: المفروض سريرها هي، وهو مستغرق كأنه في قصره!وكأنها غير راضية، التفتت ناحية أخرى، فإذا بها وجه لوجه معه في العتمة.حين اعتادت عيناها شيئا فشيئا على الظلام، رفعت يدها وأخذت أصابعها ترسم في الهواء خطوط ملامحه، قريبة من وجه مالك من غير أن تلمسه.وكانت تهمس بمرارة:"تخرج مع ليان في موعد! بهذا التكلف وهذه التصنع، وتتحملها؟ تبا!""وقالت أيضا ألا أفهم خطأ، فماذا يمكن أن أفهم خطأ؟ ذوقك ليس لهذا الحد السيئ، صحيح؟ هم!""وتجرؤ أن تدعوني لعشاء معكما؟ مظهرها كله يوحي أنكما أنتما الثنائي، وأنا ضيفة زائدة فقط… هم هم هم!"كانت فادية تتكلم بأسنان مطبقة، لكن بصوت منخفض لا تجرؤ أن تعلو به.أرادت أن تشير بإصبعها نحو جبين زوجها الوسيم، ثم ترددت أن توقظه، فاكتفت بإشارتها إلى الهواء على بعد امتار بسيطة من مسافة بين عينيه."قالت لي
Comments