Share

الفصل 113

Author: خوا مينغ
وضعت يارا الهاتف بوجهٍ عابسٍ.

ما الذي تريد سارة فعله؟

لا عجب أنها تعرف بعض الأمور، لكن ما يحيّرها هو لماذا اختارت سارة إخبارها بهذا الآن؟

يقع مقهى بلو باي في شارع المنارة بمنطقةٍ حيوية، لذا حتى لو كانت سارة جريئةً للغاية، فمن المستبعد أن تقدم على أي فعلٍ ضدها أمام الملأ.

في المساء.

انتهت يارا من أعمالها في الحادية عشرة والنصف.

انتظرت قليلًا لكن طارق لم يعد، فاتجهت إلى غرفة الخادمة عفاف.

لمحت نورًا يتسلل من تحت الباب، فطرقت الباب.

عندما فتحت عفاف ورأتها، أدخلتها على الفور.

"لماذا ما زلتِ مستيقظةً في هذا الوقت المتأخر؟" قدّمت لها عفاف كوبًا من الماء الدافئ.

احتسَت يارا رشفةً ثم قالت: "عفاف، سأخرج غدًا."

"تخرجين؟" ارتبكت عفاف للحظة: "ألا تخشين من العائلتين؟"

أجابت يارا: "أخاف، كنتُ أنتظر عودة طارق لأخبره، لكن بما أنه لم يعد حتى الآن، فالأرجح أنه لن يعود الليلة."

"رأيت السيد عندما خرج صباحًا وكانت ملامحه متغيرة أيضًا." تنهدت عفاف.

لم تهتم يارا بأمر مكان ذهاب طارق، كل ما شغل بالها هو ما ستكشفه سارة الغد.

بعد توديع عفاف، عادت يارا إلى غرفتها.

أخرجت جهاز تسجيل من حقيبتها وقامت بشحنه، ثم استعد
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 375

    دخل شادي غرفة الاستراحة المليئة بدخان السجائر، وجلس على الأريكة بجوار طارق.كان على وشك أن يسأل عن الأخبار، عندما لاحظ الكدمة على شفة طارق وعينيه المحمرتين من التعب.سكت شادي للحظة، ثم فتح زجاجة الخمر وسكبها في كأسه: "الشرب وحيدًا ممل جدًا، سأشرب معك."ورفع كأسه ليصطدم بكأس طارق الذي كان يمسكه بقوة.شرب كأسه دفعة واحدة، ثم سكب المزيد بصمت.راقبه طارق لبرهة قبل أن يسأل: "أتيت لتسأل عن يارا، أليس كذلك؟"نظر إليه شادي باستياء: "هل أبدو لك كشخص يهتم بالآخرين ويتجاهل معاناة صديقه؟"ابتسم طارق ابتسامة ساخرة: "بالطبع لا، لكنك ما زلت تشعر بالفضول.""طارق!" قال شادي وهو يعبس، "أعلم أن مزاجك سيء، لكن كلماتك القاسية تؤلمني!"وضع طارق الكأس على الطاولة، محدقًا في الفراغ بنظرة باردة: "لا أستطيع أن أسامحها على ما فعلته.""ما زلت تعتقد أن يارا هي من نشر ذلك الخبر عن العمة نانسي؟"مرر طارق أصابعه الطويلة على حافة الكأس: "نعم، ولا أفهم لماذا تركت أمي تركب العجلة الدوارة وحدها."صاح شادي: "حادث العجلة كان حادثا عرضيا بحتا! لا يمكنك أن تلومها على ذلك!"ألقى عليه طارق نظرة حادة: "لست أحمق إلى هذه الدرجة!"

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 374

    قفز كيان من على الكرسي وقال بصوتٍ جليديّ: "إلى الطابق العلوي، لدينا أسئلة لكِ.""حسنًا..." همست شريفة.بعد أن تبعت الثلاثة بقلبٍ ثقيل، وجدت نفسها وكأنها متهمةٌ أمام محكمة الأطفال.سأل كيان بنبرة حادة: "لماذا كذبتِ بشأن وجود أمي في المستشفى؟"أيدته رهف بصوتٍ مرتعش: "أريد رؤية أمي، لقد رأينا الكاميرات، وعرفنا أنَّها تعرضت للضرب بقسوة!"بينما ظهر القلق جليًا في عيني سامر: "هل زرت أمي في المستشفى؟"أمطرتها الأسئلة المتلاحقة حتى شعرت بالدوار.قالت بصوتٍ يائس: "لا تقسوا عليّ، يارا هي من طلبت عدم إخباركم كي لا تقلقوا.""إذن لو لم نسأل، كنتِ ستستمرين في الكذب؟" هز كيان رأسه باستنكار.بينما همست رهف بعيون دامعة: "يا خالتي، كيف حال أمي؟"أما سامر فاكتفى بالضغط على شفتيه، محدقًا في شريفة بانتظار الرد."أوه! لا تقلبون على أمكم، عندما زرتها كانت تأكل وتشرب وكأنها في أفضل حال!"مجرد جروح سطحية، والفحوصات كلها سليمة!""هي فقط تحتاج للراحة، وعندما تتعافى تمامًا ستعود!"كانت أكاذيبها واضحة حتى أن آذانها احمرت من الخجل، هل كان عليهم حقًا استجوابها بهذا الشكل...؟أمالت رهف رأسها الصغير: "حسنًا، إذا كانت

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 373

    بعد أن هز بلال يد رامز بعنف، صرخ بغضب: "طارق! سيأتي يوم تندم فيه على ما فعلته اليوم!""يارا محقة في رفضها العودة إليك! لأنك لم تمنحها ذرة ثقة منذ البداية!"ألقى بكلماته الأخيرة ثم استدار صاعدًا إلى السيارة، حاملًا يارا بعيدًا.بقي طارق واقفًا كالتمثال، تعلو وجهه الوسيم سحابة صقيع، وفي أعماق عينيه غيمة ألم لا تتبدد.لو لم تكن يارا قد اقترفت تلك الأفعال، هل كان ليتخلى عنها بهذه القسوة؟ضم شفتيه بشدة، أخذ نفسًا عميقًا، ثم حوّل نظره متجهًا إلى سيارته.ذلك الظل الوحيد المنعزل، زاد هيبته وحشةً لا توصف.في المستشفى.حين نُقلت يارا من الطوارئ إلى الغرفة، كان رأسها وجسدها ملفوفين بطبقات من الشاش الأبيض.خلال عملية الخياطة، لم تبدِ أي رد فعل للألم، لا صوت، ولا حتى تجعيد جبين.انقبض قلب بلال ألمًا، لكنه عجز عن إيجاد كلمات المواساة.فقد أدرك بوضوح، مشاعرها تجاه طارق ما زالت عصية على النسيان.لكن كلمات طارق مزقت قلب يارا من جديد كالسكين.في ذلك المساء.حضرت شريفة قلقة لزيارة يارا.عندما رأتها ملفوفة بالضمادات، مستلقية بلا حياة على سرير المستشفى، انفجرت في البكاء فورًا."يارا..."نادتها بصوت مكتوم ب

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 372

    انفجر السيد أنور في ضحكة عالية: "حسنًا! إذن هذه المرأة لم تعد تساوي شيئًا في عينيك!"ثم التفت ببطء نحو يارا، قائلًا بنبرة سامة: "أسمعتِ؟ لستِ أكثر من مجرد قطعة شطرنج في يد هذا العاق!يستخدمكِ ثم يرميكِ كالقمامة!أين المشاعر؟ لا وجود لمثل هذه التفاهات في قاموسه!لماذا بذلتِ الجهد لنشر قصة أمه لتحسين صورته؟والآن وقد أوشكتِ على الموت، لا يكلف نفسه حتى نظرة!"رفعت يارا عينيها المتعبتين نحوه، وهمست بصوت مبحوح: "يا لك من بائس!"لقد تعبت من إعادة شرح أمر والدة طارق، فعائلة أنور معروفة بعنادها ورفضها تصديق كلام الآخرين.فما الفائدة من أي تفسير آخر؟تقاطبت حاجبا السيد أنور: "وأي بؤس هذا الذي تتحدثين عنه؟!"أجابت يارا بسخرية لاذعة: "حتى بعد أن توجك ابنك المدلل بتاج العار، ما زلت تسامحه! أليس هذا قمة البؤس؟""صوت صفعة."لم تكد يارا تكمّل كلامها حتى هبطت على خدها صفعة أخرى من السيد أنور!"إذا كنتِ تتوقين للموت، فسأمنحكِ أمنيتك اليوم!"وبحركة سريعة، انتزع المسدس من أحد الحراس ووجّهه إلى رأسها.اتسعت عينا طارق فجأة، وغمره خوفٌ لم يعرفه من قبل، لكن قبل أن يتحرك، انطلق صوتٌ من ناحية الباب."توقف!"ال

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 371

    قطب بلال حاجبيه، فهو يعرف هذا الأمر جيدًا.في الواقع، كان ينبغي توجيه اللوم إلى والدة طارق، لكن الأمر يبدو كما لو أن أحدًا ما يتحكم فيه خفية، حيث انحرف الرأي العام بشكل كبير.أما بالنسبة إلى من يقف وراء ذلك، فهو ليس لديه أي اهتمام للتعمق في الأمر.فالصراعات بين أفراد عائلة أنور لم تكن له أي رغبة في المشاركة فيها من البداية!ولكن إذا تجرأ السيد أنور على جرّ يارا إلى الأمر، فلن يكون قادرًا على تحمل ذلك!قبل مغادرته، ألقى بلال نظرة عميقة على منزل عائلة نبيل، فخمس سنوات من الكتمان لم تُجدِ نفعًا في النهاية!أحكم الرجل يديه على عجلة القيادة، وضغط على دواسة البنزين وغادر بسرعة.في قصر عائلة أنور القديم.توقفت عدة سيارات سوداء عند الباب.انفتح باب سيارة مايباخ، وخرج رجل يرتدي بدلة سوداء، حيث مدّ ساقه الطويلة من السيارة ووقف شامخًا أمام بوابة المنزل القديم.كان يشع من جسده بأكمله برودة قارسة، وكانت ملامحه القاسية تشبه جنديًا في ساحة الحرب، مما جعل من حوله لا يجرؤون حتى على التنفس بعمق.تقدم فريد وذكّره: "سيد طارق، قال الموظفون إن الآنسة يارا هنا أيضًا."لم ينبس طارق ببنت شفة، واتجه فورًا نحو ا

  • استقلت، فبحث عني في كل مكان   الفصل 370

    تقدمت ليلي بشفتيها القرمزيتين المنفوختين وتمسكت بذراع بلال، وهي تتكلم بنبرة دلال: "نعم، عدت البارحة فقط. يا ابن عمي، لقد ناديتك عدة مرات لكنك لم ترد! هل كنت تحدق بإحدى السيدات الجميلات؟"ابتسم بلال بخفة: "كفى عن هذا، لم أكن أنظر إلى أي شيء."لم تصدقه ليلي، فاتجهت بنظرها نحو المكان الذي كان يحدق فيه.عندما وقعت عيناها على سارة، برقت في عينيها نظرة ازدراء واضحة."يا بلال، هل تعتقد أن سارة تشبه الخالة؟ أعتقد أنها لا تشبهها أبدًا!"خفت ابتسامة بلال قليلًا، فكيف لشخصين لا تربطهما صلة قرابة أن يتشابها؟شعرت سارة بنظراتهما، فالتفتت فجأة نحو اتجاه بلال.عندما رأت ليلي، ترددت للحظة، لكنها سرعان ما تذكرت أنها حفيدة السيد نبيل الشرعية.ألقت سارة نظرة على حقيبة يدها، ثم ارتسمت ابتسامة على وجهها بينما تتجه نحو ليلي.عندما رأت ليلي اقترابها، أطلقت صوت احتقار خافتا.وعندما وصلت سارة أمامها، قالت ليلي بسخرية: "حتى أجمل الفساتين الفاخرة لا تستطيع أن تمنحكِ هيبة السيدة الأرستقراطية الحقيقية."ابتسمت سارة بلطف: "لا تمزحي يا ليلي، المهم أن أُحافظ على ماء وجه الجد."ثم أخرجت من حقيبتها علبة أنيقة وقدمتها ل

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status