Share

الفصل 3

Author: أمير
"توقفي!"

جرى طلعت نحو شريف بسرعة دون أن ينطق بكلمة، فنظرت ياسمين إلى طلعت مُلوحةً بالبطاقة العليا في يدها، وقالت:"أيُها مدير، انظُر، إن هذا الشاب قد سرق البطاقة المتواجدة في غرفة كبار العملاء الخاصة بك!"

ارتسمت ابتسامة الفخر على وجهه ياسمين.

فقد حافظت على شرف البنك من الخسارة، وبالقطع سوف يثني طلعت عليها!

يُعد طلعت من الأشخاص ذوي النفوذ في بنك المشرق بمنطقة وسط مصر، فحينما يُعقد الاجتماع في المقر الرئيسي ببنك المشرق، إذا تلفظ ببضع كلمات الإطراء عنها، فمن المحتمل أن تتم ترقيتها.

تتابعت الأفكار في ذهن ياسمين، لكن عندما انتبهت لوجه طلعت المتجهم والمُستشيط غضبًا، إرتعدت ياسمين من صرخة طلعت دون أن تُدرك السبب.

"اترُكي السيد حسني!" صاح طلعت وهو ممسكًا بالبطاقة العليا.

ارتجفت ياسمين خوفًا وتركت شريف دون إدراك؛ حينها دفع طلعت ياسمين بعيدًا وانحنى بجسده بزاوية ثلاثين درجة مُقدمًا البطاقة بكلتا يديه قائلًأ :" تفضل بطاقتك يا سيد حسني، أستمحيك عُذرًا، فلم أُعلِم من هم تحت سلطتي بشكلٍ جيد، أنا حقًا آسف!"

نظر شريف إلى طلعت ولاحظ تعبيرات التبجيل والإحراج والاضطراب على وجهه!

بينما بدت ياسمين والعملاء من حولها مندهشين!

هل حقًا هذه البطاقة العليا خاصة به؟

برزت عينا ياسمين وتجمدت مثل تمثال مفعم بالحيوية، حيث لم تتمكن من التفكير بشكلٍ جيد!

فإن البطاقة العليا تدل على ثروة لا تقل عن ثلاثين مليون دولارًا!

و هو لم يتجاوز عمره العشرين و قد ظهر بمظهرٍ بائسٍ فقير، مرتديًا ثوبًا زهيدًا، فكيف يمتلك مثل هذه الثروة الكبيرة؟

بصرف النظر عن كيفية إدراك الأمر، فهو ضرب من الخيال.

"هذا ليس ذنبك يا أخي طلعت،"قال شريف ذلك بينما كان يضع البطاقة داخل جيبه.

"شكرًا لك يا سيد شريف" أحنى طلعت رأسه أكثر لمدة ثانيتين، ثم استقام وصاح في ياسمين قائلًا: "لماذا تقفي مندهشةً هكذا؟ اعتذري إلى السيد شريف!"

ياسمين ليست بالغبية، أما زالت غير مدركة؟ أن شريف حسني هو رجلٌ ثريٌ بالفعل!

هرعت ياسمين مُنحنيه بزاوية تسعين درجة أمام شريف قائلةً : "يا سيد شريف، أنا حقًا آسفة بشأن سلوكي الغير المهذب، فقد كنت حمقاء حتى أنني لم استطع التمييز بل و قد تطاولت عليك، كُل هذا خطأي، سوف أُعاقب نفسي..."

أعرض شريف عنها على الفور، ولم يُرد الاكتراث لأمرها بأية حال.

"يا سيد شريف، إذا أرادت شيئًا فلا تتردد بالاتصال بي لطلبه، فسوف أفعل ما بوسعي لخدمتك."

اعتز طلعت بتلك المقابلة مع شريف، فهو يخشى صعوبة رؤية شخص مثله مرةً أخرى، لذلك حاول إرضائه بشتى الطُرق.

"حسنًا يا أخ طلعت" تبسم شريف مُجيبًا طلعت، فهو من ساعده للتو.

أثارت كلمة "الأخ" حماس طلعت، حيث دعاه رجلًا يملك أصولًا بقيمة 14 مليار دولار بالأخ. مثل هذا الشاب الغني ليس فقط يرتدي ملابسًا زهيدةً بل أيضًا متواضع!

انتهى شريف من حديثه، واتجه إلى جانب الطريق، واستوقف سيارة أجرة عائدًا إلى جامعة القاهرة.

عند دخوله إلى مبنى المحاضرات، تعثرت قدمه في بركة الماء أمام الباب واتسخ بنطاله.

حين رن الجرس، هرع إلى قاعة المحاضرات، وكان مروان يوسف يقف على المنصة لإلقاء محاضرة، فرمق شريف وشعر باليأس.

خفض شريف رأسه قليلاً، وشعر بالأسف في قرارة نفسه.

لقد كان مروان هو أصلح المعلمين بالنسبة له، فبسبب فقره تجاهله العديد من المعلمين الآخرين، حتى أن البعض قد تهكم عليه، مروان فقط مَن عامله مثلما يُعامل الطلاب الآخرين.

لم ينطق شريف ببنت شفة، وتسلل إلى قاعة المحاضرات، فانتبه إليه جميع الزملاء.

"لم يكن هذا الرجل الفقير معتادًا على التأخير، لكن اليوم اقترب وقت الغروب، وها هو قد أتى متأخرًا".

"انظر إلى بنطاله، يا إلهي، كم هو قذر، ألا يعلم كيف يُغيره؟"

"أتمزحون هل يمتلك مالًا لتغيير بنطاله؟ يبدو أنه ليس لديه سوى ثوبين."

كان أكثر الطلاب بقاعة المحاضرات سطحيين للغاية، حيث تفوه بعض الأولاد ببعض التعليقات، والفتيات بالصف الأمامي غطوا أفواههن وعلقن بصوتٍ منخفض ناظرين إلى شريف باستخفاف واحتقار.

"كفاكم حديثًا!" قال مروان بصوت عالٍ: "فلنكمل المحاضرة".

أثناء المحاضرة، لاحظ شريف أن مروان رمقه عدة مرات مُتعمدًا وغير مُتعمد، حيث كانت عينيه تقول "أتمنى أن يكون شخصًا أفضل في المستقبل".

انهينا درسًا كبيرًا اليوم.

"انتهت المحاضرة"

بعد أن دق الجرس، جمع مروان كتبه الدراسية وذهب أولًا.

دوّى صوت "رانيا خطاب" من الباب الخلفي.

انتبه جميع الطلبة في قاعة المحاضرات إلى مصدر الصوت، حينها دخل خالد رياض.

تسلل خالد من الباب الخلفي وسار باتجاه رانيا الجالسة بجوار النافذة، وضعت رانيا يدها حول جسده كطفلةٍ مُدللة، فضغط خالد على وجهها لأسفل وقبلا بعضهما البعض بسلاسة.

عندما رأى الطلبة هذا المشهد، نظروا إلى شريف مرةً أخرى حيث كانوا جميعًا على درايةٍ بأن شريف كان حبيب رانيا في الماضي، لكنهم يجهلوا أن رانيا هجرت شريف.

أحس شريف بالنفور، فقد سمع من زميله في الغرفة أن خالد استدعى خمس فتيات للإقامة معه في سكن الجامعة، وأمثال رانيا هذه لا تستحق أن يُفكر بها شريف.

لف خالد ذراعه حول خصر رانيا وسار أمام شريف.

"انتظرني يا عزيزي" بعدما انتهت رانيا من قول ذلك، ذهبت نحو شريف ومدت يدها بهاتفٍ محمول: "منذ أن افترقنا، لن أدين لك بأي شيء، فهذا هو الهاتف الذي اشتريته لي منذ نصف شهر، اُعيده لك!"

رمق شريف هاتف فيفو 27 الذي اشتراه لرانيا من قبل واسترده.

"توجب عليك العمل بدوام جزئي لنصف سنة حتى تتمكن من شراء هاتف فيفو 27!" أخرجت رانيا هاتفًا محمولًا جديدًا أبيض اللون من جيبها، ولوحت به مرتين أمام أعين شريف قائلةً : "لدي بالفعل أحدث إصدار من أيفون اكس"، وهو أكثر قيمة من هاتفك فيفو 27 ذاك!

"من الواضح أن فقيرًا مثله لن يحصل على هاتف سوى فيفو 27."

التفت خالد إلى شريف رافعًا ذقنه قائلًا: "علمت من رانيا أنها طلبت منك هاتفًا محمولاً منذ ستة أشهر، وبالنهاية اشتريت لها فيفو 27، ألم تشعر بالخزي يا أخي؟ هل لازلت تُغازل الفتيات بهذه الطريقة؟ عجبًا! بالمناسبة، اُحذرك أن تحاول التقرُب من رانيا فيما بعد، وإذا حدث ذلك، ساؤذيك!

"كُف عن الحديث مع هذا الفقير وهيا لنذهب إلى مطعم بورتوفينو لتناول العشاء." لم تهتم رانيا بشريف على أية حال.

قال خالد مبتسمًا: "ناديني بزوجي".

و ردت رانيا بابتسامة شريرة: "يا زوجي، هيا نذهب".

"رانيا!"

وقفت فتاة صغيرة فجأة ورمقت رانيا بوجهٍ متجهم: "لقد تخطيتِ حدودكِ ، لم أعتقد أبدًا أنكِ ستهجري شريف والآن تتفوهي بتلك الكلمات بعد فراقكما، أنا حقًا أخجل من أفعالك!

"غادة مدحت، ماذا تقولين!" أصبح وجه رانيا مرتبكًا.

حيثما كانت هي وشريف على ما يرام، كانت تربطها علاقة وثيقة بغادة.

غادة مدحت هي شخص جدير بالثقة بشكلٍ كبير، ففي أوقات الخلاف بين رانيا وشريف، كانت تطلب من غادة الفصل بينهما.

"لقد هجرتِ شريف من أجل شخص مثل خالد، وأغفلتِ عن اعتناء شريف بكِ، فعندما كنتِ مريضًة ولم تستطيعين النهوض من على السرير، أحضر لكِ شريف الطعام لمدة شهر؛ خلال فترة التدريب في العاصمة الإدارية الجديدة لويت قدمكِ على الجبل، وكان شريف مَن حملك بين يديه لمسافة عشر كيلومترات على الطريق الجبلي ونزل بكِ إلى الأسفل، هل نسيتِ كل ذلك؟. "

"لم يربح شريف من وظيفته ما يكفي من المال، حيث توجب عليه أن يدفع لكِ 800 دولار شهريًا، وعندما أردتِ هاتفًا محمولاً، إدخر لمدة 5 أشهر مُجتهدًا في عمله حتى يستطيع أن يشتري لكِ هاتفًا، والأآن نتِ تهجريه وتتهكمي عليه هكذا؟"

تبدل وجه رانيا إلى الضجر: "لم أرغمه على فعل ذلك، وبما أنه فعل ذلك فهذا يدل على أنه أحمق! أما عن الهاتف المحمول الذي اشتراه لي، إنه مجرد هاتف بسيط، وباعتبار أن بإمكاني إمتلاك أيفون،فلماذا أحتاج إلى فيفو؟"

هزت غادة رأسها وقالت بتهكم: "يا لغرابتك يا رانيا! فلا يوجد سوى المال في منظوركِ، إذا أغدقت عليكي بالمال، هل تستطيعين فعل أي شيء؟"

"بالتأكيد!"

ضحكت رانيا بحنق ونظرت إلى غادة: "أقر، أنا أعشق المال فقط، هل هذه خطيئة؟"

انتهت من حديثها، وتعلقت رانيا بذراع خالد قائلةً : "زوجي الطيب، لنذهب إلى مطعم بورتوفينو الآن، أشعر بالغثيان عندما أرى هذين الفقيرين."

نظرت رانيا إلى شريف وغادة، وانصرفت من قاعة المحاضرات بتبجح.

Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • الثراء المفاجئ   الفصل 30

    ربما كانت الخطة أن تتودد ابنة عمتي إلي شريف في البداية، لتكسب ثقته وتجعله أكثر طواعية بعد ذلك!"يا ابنة عمتي، دعيني أقدم زميلنا شريف، إنه طالب في سنتنا الثانية بالجامعة، شاب بسيط وأعتقد أنه يناسبك تمامًا"، قالتها هناء تلك الكلمات بابتسامة ماكرة على وجهها وهي تنظر إلى ابنة عمتها.عندما رأت أن شريف لا يعلم شيئًا مما يجري، شعرت هناء بسعادة غامرة من داخلها. هذا الأحمق لا يدرك أنني وابنة عمتي نستغله، ويعتقد حقًا أن ابنة عمتي معجبة به؟ انتظر حتى تتركك، وأرى كيف سيكون مظهرك حينها!بعد أن عرفت شريف بابنة عمتها، بدأت هناء في طلب الفاكهة والحلويات، لكن بسبب ازدحام المكان تأخرت الطلبات."شريف، لما مازلت تجلس هكذا؟ اذهب واسأل عن السبب!" قالت هناء هذا بغضب، وهي تدق بأصابعها على الطاولة وتنظر إليه بحدة.فقالت ياسمين بسرعة "لا عليكِ، سأذهب أنا لأتحقق الأمر"، وبدت عليها علامات التوتر من فكرة أن تجعل رجلاً ثريًا كشريف يقوم بهذا العمل بينما يجلسون.لكن هناء أمسكت بيدها ومنعتها من النهوض: "ابنة عمتي، اجلسي، هل يليق بنا أن نجعل رجلاً يجلس بيننا ونذهب نحن لنسأل؟"ثم التفتت هناء لشريف بعينين غاضب

  • الثراء المفاجئ   الفصل 29

    مازلت قليل الخبرة، عاصم رجل ثري جدًا، وهو مدير يكسب الملايين سنويًا، وقوته تفوقني بكثير جدًا، وعلي الرغم من أنه يحبني، إلا أن كل شئ مازال بيده، وإن أردت أن أغيّر هذا فينبغي علي أن أشعره بالخطر، وفقط حينها سيسعي إلي الزواج منّي.ثم سألت هناء نفسها بحيرة " ولكن لماذا عليكِ اختار شخصًا فقيرًا؟ " "يا لكِ من فتاة ساذجة! فكري، إذا تمكن شخص فقير في الوقوع بحبك، بينما عاصم لا يستطيع، ألن يشعر بأنه أقل شأناً ذلك الفقير؟ وهذا سيجعله يطرب، وسيرغب في التمسك بي أكثر، وبالتالي سيدفع علاقتنا للتقدم بسرعة"."آه...... أيتها العبقرية، الآن فهمت خطتك تماماً!" هناء كانت قد استوعبت نوايا ابنة عمتها.لم تمضِ دقيقة على إنهاء المكالمة، حتى توقفت سيارة "بيوك" سوداء أمام المدخل، ونزلت منها امرأة ذات قوام رائع، بشعر متموج طويل، وخصر نحيف، وأكتاف كأنها منحوتة، وساقين طويلتين مرتديتين جوارب سوداء.ما إن نزلت من السيارة، حتى لفتت أنظار جميع الرجال في المكان، وكأنها عارضة أزياء في مجلة."ابنة عمتي!" نادت هناء عليها، وأسرعت نحوها."هيا، الشخص الذي أحضرته موجود بالداخل، صحيح؟ لنذهب الآن". فكرت ابنة عمتها قليلا

  • الثراء المفاجئ   الفصل 28

    كان شريف يتجول بمفرده في الجامعة عندما تلقى اتصالًا من هناء قائلًا: "يا قائدتي، أتتدربون مرةً أخرى في الملعب الغربي؟ سأذهب إلي هناك!" هناء ليس لديها أي شيء آخر تتعامل مع شريف لأجله، فمن المؤكد أنها تريد منه أن يذهب إلى الملعب لنقل الملابس."تفكيرك هذا غير صحيح تماماً، لا أعتقد أن هناك شخصًا أكثر ضعفًا منك في الجامعة"، قالت هناء بانتقاد واضح : "اليوم لن أطلب منك نقل أشياء، تعال على الفور إلى مقهى الزهور"وبمجرد الانتهاء، أغلقت هناء المكالمة.كان شريف في حيرة، لماذا تبحث عنه؟مشى شريف سريعًا إلى خارج الحرم الجامعي.مقهى الزهور هو مقهى فاخر خارج جامعة القاهرة، يزوره طلاب الجامعة الذين يملكون بعض المال.دخل شريف ووجد هناء مرتديةً بشكل جذاب وشبابي، بنطال جينز وحذاء رياضي وشعر متعدد الألوان ومكياج أنيق."يا قائدتي، هل أنتِ هنا بمفردكِ؟" سأل شريف بإندهاش."ألا يكفي وجودي؟" قالت هناء بغضب."ماذا تود أن تشرب يا سيدي؟"سأله النادل بأدب."لا داعي لسؤاله، لم يأتِ هنا من قبل، فلتحضر له بعض قهوة " قالت هناء بأدب. كانت تحدق بشريف وهي تشرب القهوة،، مفكرةً بسرعة إذا كان يناسب خطتها أم لا.

  • الثراء المفاجئ   الفصل 27

    "لا أريد"، ابتسمت رانيا قائلة : "ألم أقل قبل قليل؟ أنا لم أعد إليك من أجل مالك، احتفظ بهذا المال معك الآن، وإذا احتجت شيئًا في المستقبل، سأخبرك بذلك!"يبدو أن شريف قد صدقها تمامًا الآن، لماذا تتعجل في الحصول على ماله؟ سيكون هناك العديد من الفرص لاحقًا!تشبث رانيا بذراع شريف وهما يتجولان معًا في الحرم الجامعي، وعندما وصلا إلى الساحة الصغيرة أمام قاعة الطعام، لاحظا خيمة حمراء تُقام فيها بعض الأنشطة.اقتربت فتاة بشعر مربوط على شكل ذيل حصان من شريف وقالت: "أيُها الزميل، نحن من اتحاد الجمعيات الطلابية، ونُنظم هذه الأيام حملة تبرعات لدعم الأطفال الذين يعيشون في القرى الجبلية؛ هؤلاء الأطفال يعانون كثيرًا للوصول إلى المدرسة، حيث يضطرون للسير لمسافة تتجاوز عشرة كيلومترات، ساهم معنا ببعضٍ من حبك وكرمك !" رد شريف قائلًا "حسنًا، سأتبرع، هل يمكن استخدام التحويل البنكي؟" وأومأ برأسه موافقًا.قالت الفتاة : "نعم، يمكنك أن تمسح هذا الرمز ضوئيًا، و لا تقلق، هذه الأموال تُدار من قبل الجامعة، وستُرسل أخيرًا إلى الطلاب في المناطق الجبلية." ثم أعطته الرمز. مسح شريف الرمز ضوئيًا أدخل مبلغًا للتبرع،

  • الثراء المفاجئ   الفصل 26

    أدرك شريف الحقيقة وابتسم بمرارة، فإن رانيا جاءت للبحث عنه من أجل هذا الأمر.تفاجأت رانيا قليلاً، لأن شريف بدا وكأنه عاد ليصبح نفس الشخص الذي كان عليه من قبل.قالت رانيا وهي مبتسمة وتشعر بالاحراج: "لا تقل ذلك، فلدينا الكثير من الذكريات الجميلة معًا"رد شريف قائلًا: "أنت تعرفين شخصيتي، لو كان الأمر في الماضي، لما كنت لأتردد في إنفاق المئة وخمسين ألفًا كاملةً عليك دون أن أشعر بأي ندم؛ لكن الآن، لن أكون غبيًا كما كنت من قبل وأشكرك لأنك جعلتني أدرك أنني مهما أعطيتك، فلن أكون أبدًا مثل خالد ابن الأثرياء!"نظر شريف إلى وجه رانيا، الذي أصبح أكثر كآبة وتعقيدًا بعد سماع كلماته، حاولت أن تقول شيئًا عدة مرات. لكنها لم تستطع البوح بالكلمات، وحينها شعر شريف بالراحة.نظر شريف إلى رانيا التي كانت متجمدة في مكانها، أنزل يدها التي كانت تمسك بذراعه، ثم بدأ بالسير للأمام.في تلك اللحظة، شعرت رانيا بخسارة كبيرة، فكرت في نفسها وأنها كم هي خاسرة! فلو انتظرت بضعة أيام قبل أن الإنفصال عن شريف، لكانت المئة وخمسين ألفًا أصبحت ملكها كلها.وعندما رأت أن شريف على وشك المغادرة، شعرت بالقلق، لأنها إذا أضاع

  • الثراء المفاجئ   الفصل 25

    في ظهر اليوم الثاني، لم يكن لدى شريف أي محاضرات، وكما كان يفعل من قبل، ذهب إلى المكتبة لقراءة الكتب. وأثناء صعود شريف درجات المكتبة سمع صوتًا خلفه يناديه " شريف ".كان هذا الصوت مألوفًا جدًا لشريف، التفت ليرى رانيا واقفة عند أسفل الدرج. كانت رانيا ترتدي فستانًا أبيض بسيطًا، وهو نفس الفستان الذي اشتراه لها العام الماضي.في تلك اللحظة، شعر شريف بشيءٍ من الذهول. رأت رانيا تعبيره هذا وابتسمت في داخلها بسخرية كان هذا بالضبط ما توقعته.اقتربت رانيا من شيف بابتسامة مشرقة وقالت: "هل أبدو جميلة بهذا الفستان؟"رد شريف ببرود: "ماذا تريدين؟" حيث قد فقد تركيزه للحظات فقط، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه. شعرت رانيا بعدم الرضا تجاه نبرة شريف، فعضّت شفتيها وقالت : "ما بك؟" على الأقل، كانت لدينا ذكريات جميلة معًا، كيف يمكنك أن تكون قاسيًا وباردًا معي بهذا الشكل؟نظرت رانيا إلى عيني شريف بحزن، ومدت يدها لتسحب طرف ملابسه. كان هذا سلاحها السري في الماضي، كلما تصرفت بهذه الطريقة، كان شريف دائمًا يستسلم لها. لكن هذه المرة، أبعد شريف يدها عنه، ونظر إليها ببرود قائلاً، " إذا لم يكن لديكِ شيء

  • الثراء المفاجئ   الفصل 24

    في الأصل، كان خالد يخطط اليوم لأخذ رانيا إلى فندق سوفيتل لتناول العشاء، ثم بعد ذلك استئجار غرفة لقضاء وقت ممتع معًا لكنه لم يتوقع أن يتعرض لمثل هذا الإحراج الكبير في سوفيتل، وبعد أن حدث ذلك، لم يعد في مزاج للاستمتاع، فأوصل رانيا إلى باب سكن الطالبات، ثم غادر بمفرده.أما شريف، فعاد إلى غرفته في السكن الجامعي، واستلقى على السرير مستعيدًا ذكرياته عن العشاء الذي تناوله مع غادة في فندق سوفيتل خلال العشاء، لاحظ أكثر من مرة نظرات رانيا الموجهة نحوه، حيث كانت تلك النظرات معقدة للغاية وتحمل العديد من المشاعرالمختلفة!ارتسمت على شفتي شريف ابتسامة خفيفة.وهذا الأمر فاجئه بعض الشيء، ففي يومٍ ما كان يعتبر رانيا كل شيء بالنسبة إليه، حيث كان مستعدًا للتضحية بكل شيء من أجلها أما الآن، فقد شعر بشيءٍ من السعادة لرؤيتها في موقف محرج!فكّر شريف بينه وبين نفسه أن مثل هذه المرأة يجب أن تُنسى تمامًا، اليوم كان مجرد البداية إذا تجرأت رانيا على مضايقته مرة أخرى في المستقبل، فلتفعل ما تشاء، وأنه سأكون مستعدًا لها!في هذا الوقت، كانت رانيا بالفعل عادت إلى سكنها، لكنها ظلت تفكر في ذهنها، هل من الممكن أن يكون

  • الثراء المفاجئ   الفصل 23

    كل هذا! صُدم خالد من الموقف و شعر بالتوتر واحمرّ وجهه خجلًا، فلم يكن في ذهنه سوى: "لا أستطيع تحمّل تكلف هذه الوجبة على الإطلاق"، ولم يعرف ماذا يفعل!قال خالد بصوتٍ منخفض "يا رانيا، دعينا نجلس في مكانٍ عادي".لكن رانيا لم ترغب بأن تُحرج أمام شريف، فقالت: "عزيزي، أنا أحب هذا المكان، دعنا نبقى هنا ونتناول الطعام".غضب خالد قائلًا: "إذا كنتِ لا تريدين المغادرة، حسنًا سأغادر أنا إذن!" لم يكن لديه ما يكفي من المال، وإذا استمر في البقاء هناك، فسيكون ذلك محرجًا للغاية في النهاية.بعد أن قال ذلك، غادر خالد بمفرده دون الالتفات إلي رانيا.الآن أصبحت رانيا وحدها، ولم يكن لديها المال أيضًا! بدأ الآخرون في المكان ينظرون إليها، فشعرت رانيا بالخجل الشديد، حيث لم تستطع البقاء هناك ولو لثانية واحدة، فكل ما شعرت به هو عدم الراحة! نظرت بغضب إلى شريف، ثم أخذت حقيبتها وغادرت مُسرعة.سرعان ما طلبت المديرة من النادل ترتيب الطاولة و دعت شريف وغادة للجلوس بأدب، تم تقديم مجموعة متنوعة من الأطباق الشهية واحدة تلو الأخرى على الطاولة، وعادت فرقة الموسيقيين الأجانب مرة أخرى لتقديم عرضها، كما كان هناك خادم

  • الثراء المفاجئ   الفصل 22

    اندهشت رانيا قائلة: "ما هذا الوضع يا مديرة، لا بد أنك أخطأتِ، رسالته بالتأكيد مزورة". أخرج خالد هاتفه وأظهر للمديرة رسالة حجز الطاولة: "لقد حجزنا الطاولة رقم ثمانية!" نظرت المديرة مرةً أخرى إلى الرسالة التي أظهرها خالد، وابتسمت بأدب قائلةً: " في الحقيقة كلاكما حجز الطاولة رقم ثمانية، هذا صحيح، ولكنك حجزت طاولة عادية، بينما أستاذ شريف حجز طاولة فاخرة". ماذا؟ "هو حجز طاولة فاخرة؟" نظرت رانيا بدهشة إلى المديرة "إنه مجرد شخص فقير، حتى إنه لا يستطيع دفع ثمن وجبة في الكافتيريا كيف يمكن لشخصٍ مثله أن يحجز طاولة فاخرة؟" لم تصدق رانيا ذلك على الإطلاق. حاولت المديرة تصحيح سوء التفاهم، فبادرت على الفور بمرافقة شريف وغادة إلى الطاولة الفاخرة رقم ثمانية! عندما وصلوا إلى الطاولة الفاخرة رقم ثمانية، عبست المديرة لأن الطاولة لا تزال عليها أطباق تم تناولها، وقد حجز الزبون الطاولة بالفعل ، هذا الموقف جعل المطعم يبدو غير احترافي بالمرة! قالت المديرة لشريف: "انتظروا قليلًا من فضلكم"، ثم تغيرت ملامح وجهها إلى الغضب واستدعت مشرف النادلين القريب منها: "ما الذي يحدث هنا؟" الزبائن قد وصلوا ب

Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status