LOGINالجيل الشاب من عائلة الراسني ، باستثناء سيده، هناك أيضا...راودت ذهن رائد عدة وجوه.وفجأة، مع صوت رنين خافت، انفتح باب المصعد.رفع رائد رأسه، فرأى ذلك النجم الأشهر في الوسط الفني، يقترب بخطوات واثقة، مرتديا قميصا أبيض بسيطا، ومع ذلك بدا وكأنه يجسد معنى "الوسامة الأسطورية" بكل تفاصيله."الـ... السيد الرابع؟"قلة قليلة فقط يعرفون أن النجم الأشهر في الوسط الفني، سامي، هو في الحقيقة أحد أفراد عائلة الراسني.تأسست شركة نجوم الترفيه منذ البداية من أجله.وكلمات السيد قبل قليل...هل كان يقصد أن يتم تزويج السيد الرابع بتلك الآنسة النجدي؟رائد لم يجرؤ على قول ذلك، لكن عينيه اللتين حملتا مزيجا من الدهشة والفهم، كانتا كافيتين ليقرأ مالك ما يجول في خاطره."ما الذي جاء بك؟"قالها سامي بلهجة باردة عندما وقعت عيناه على مالك.رغم أنهما شقيقان من أم واحدة، إلا أن لقاءاتهما دائما مشحونة بالتوتر، وكأن بينهما عداوة قديمة لا تهدأ.وخاصة بعد أن حاول سامي مرتين الذهاب إلى مدينة الياقوت، لكن مالك أعاده بالقوة إلى العاصمة. ومنذ عودته الثانية، ظل تحت "حماية" فرسان العقاب، ولم ينل حريته إلا مؤخرا."لم أظن أنك ستع
اقترب رائد من أذن مالك وخفض صوته قائلا: "سيدي، تلك الفتاة التي رأيناها قبل قليل أمام قصر الهاشمي... هي نفسها.""ألم تكن تريد أن تثير غيرة السيدة؟ هذه الآنسة النجدي، جمالها وقوامها مثاليان، وتصلح تماما لهذا الغرض."كان اقتراح رائد جريئا،ورغم أنه لم ير في فكرة إثارة غيرة السيدة حلا جيدا،ولكنه، وبما أنه السيد، فلا خيار سوى الانصياع له!"السيد الثالث، جئت اليوم خصيصا لأشكرك. أنا لست على دراية كبيرة بخبايا الوسط الفني في البلاد، ولولا أن شركة نجوم الترفيه ساعدتني وأرشدتني، لما كانت لدي حتى الآن أي وكالة تدير أعمالي. كنت سأكون في وضع مؤسف حقا."تدللت الجميلة بملامحها الناعمة، وكان من السهل أن تثير رغبة الرجل في حمايتها.لكن على غير المتوقع، عبس مالك أكثر فأكثر.سألها فجأة: "نجدي؟ أنت... من عائلة النجدي؟"يوجد العديد من الأشخاص الذين يحملون لقب النجدي، وهو يعلم أن إحدى العائلات الراقية في العاصمة تحمل هذا الاسم."نعم، في الحقيقة، عائلة النجدي وعائلة الراسني بينهما صداقة قديمة. ورغم أنني قضيت سنوات في الخارج، إلا أنني كنت أسمع من كبار العائلة عنك دائما."تأكدت شكوكه، إنها حقا عائلة النجدي.ع
سيارتان فاخرتان دخلتا تباعا إلى مجمع مجموعة الهاشمي.طلبت تالة من السائق أن يزيد السرعة، وفي الطريق أوصت بعض الأشخاص بالتواصل مع عدة وسائل إعلامية لتسريب خبر قدومها.قبل أن تصل، كان بعض الصحفيين قد تمركزوا بالفعل عند بوابة المجمع.توقفت السيارة الأولى، والتقط الصحفيون بحسهم أن القادم ليس شخصا عاديا، فرفع أحدهم الكاميرا مستعدا للتقدم. لكن ما إن رأوا من نزل من السيارة، حتى جمدت حركاتهم جميعا وتبادلوا النظرات في صمت.تلاقت أنظارهم وكأنهم يتساءلون: 「إنه الراسني الثالث… ماذا نفعل؟」「هل نذهب لالتقاط الصور؟」「هل نجرؤ على التصوير؟」أسئلة ثلاثة هزت أعماقهم.وفي لحظة، تراجع كل واحد منهم عن الفكرة.فمشهد الأمس ما زال حاضرا في أذهانهم: الراسني الثالث وهو يحمي الآنسة الزهيري. وفي ليلة واحدة، انهالت الضربات على الريادة للإعلام حتى صار كل من فيها مطاردا، بل إن مديرها نفسه استدعي للتحقيق.كانت الريادة للإعلام في السنوات الأخيرة في أوج صعودها،والجميع يعرف أن وراءها داعما قويا.لكن مهما كان هذا الداعم، لم يستطع أن يمنع سقوطها في ليلة واحدة.ومن تسبب في هذا الانهيار…كان من الصعب عليهم ألا يربطوا الأمر
"نعم يا سيدي." قال رائد، متراجعا عن فكرة إقناع مالك بالتفكير مرة أخرى.حينما لحقت تالة، كانت سيارة مجموعة الراسني قد انطلقت بسرعة بعيدا.نظرت إلى السيارة تختفي عن مجال بصرها، وأرادت أن تطلب من مساعدتها إحضار السيارة، لكن الأوان قد فات.فركلت الأرض بغضب، وصبت جام غضبها على مساعدتها بجانبها: "ألا تملكين أي حس؟ ألم تري أنني وقعت للتو؟ لو كنت أسرعت لمساعدتي، لكنت لحقت به!""بسببك ضاعت علي هذه الفرصة الثمينة.""لقد ابتسم لي الراسني الثالث قبل قليل!"كان وجه تالة مليئا بالامتعاض.أما المساعدة التي لحقت بها مسرعة، فقد كانت تستمع بحذر شديد، بينما في داخلها كانت مندهشة.فهي رأت المشهد كله بعينيها.ومن موقعها كمراقبة، لم تلحظ أن الراسني الثالث أبدى أي اهتمام بتالة.كان واضحا أن اهتمامه كله انصب على تلك السيدة التي ظهرت قبل قليل.عيناه لم تكن ترى سواها، فكيف لم تدرك هذه النجمة ذلك؟تمتمت المساعدة ساخرة في نفسها.هدأت تالة قليلا، واستعادت تفاصيل ما حدث، ثم عقدت حاجبيها قائلة: "تلك المرأة... لم أرها من قبل."ولم تسمع ما قاله رائد لفادية حين ناداها بـ "سيدتي"،بل لم تسمع سوى أنه خاطبها بـ "الآنسة ال
ابتسمت فادية ابتسامة خفيفة.ولما وقع بصر رائد على تلك الابتسامة، تنفس الصعداء.وكأن حملا ثقيلا قد أزيح عن صدره. فبعد أن تعيد السيدة المعطف بنفسها، فلا بد أن يكون السيد مالك راضيا.لكن ما أثار الدهشة، أن فادية بعدما استدارت، لم تتجه نحو مالك.تجمد رائد للحظة،وحتى ابتسامة مالك المليئة بالانتصار تجمدت على وجهه في الحال.تقدمت فادية بخطواتها نحو تالة.هل كانت تريد… أن تجعل هذه المرأة تسلمها؟في تلك اللحظة، اسود وجه مالك من الغضب.لو كان أي معطف آخر، لكان سهلا أن يرميه إن لمسه غيرها.لكن هذا المعطف بالذات، كانت فادية قد استخدمته ليلة أمس، وما إن ظهرت في قلب مالك لمحة من التردد حتى لم يستطع كبح نفسه.وما إن خطت فادية بضع خطوات، حتى امتدت كف كبيرة من خلفها وأمسكت بمعصمها.لم تكن قوته كبيرة، بحيث تمكنت فادية من أن تفلت."فادية!"ناداها مالك بامتعاض من محاولتها التهرب منه. تقدم خطوة نحوها، لكنها تراجعت خطوة كاملة، وكأنها لا تريد الاقتراب منه، بل حتى لم تكلف نفسها أن تنظر في عينيه.كانت فادية… تنفر منه!هذا الشعور جعل مالك في غاية القلق. أراد أن يعرف السبب، لكنه خشي أن يقترب أكثر فيزداد بعدها ع
كان مالك قد وقف في موقع يحجب رؤيتها، لكن صوتها وصل بوضوح إلى مسامع فادية.تذكرت فادية المشهد قبل قليل، حين كانت تلك المرأة متشبثة بمالك، فارتسمت على وجهها ابتسامة ساخرة، ثم هزت رأسها لتطرد تلك الأفكار وسارت إلى الأمام.وحين رأى مالك أنها تتجه نحوه، ازداد حماسه، فتحولت خطواته إلى عدو خفيف.وقبل أن يقترب من فادية تماما، كان قد مد ذراعه استعدادا لاحتضانها.شعر وكأنه على وشك أن يحتضن فادية، حتى إنه خيل إليه أنه استنشق رائحة الرماد العطرة العالقة بها.لكن فجأة، خطت فادية خطوة جانبية وتابعت المسير إلى الأمام.مالك: "…"ارتج دماغه كما لو أن دلوا من الماء البارد انسكب على رأسه.فتجمد في مكانه، وقدماه أثقل من أن تتحركا.أما فادية، فقد واصلت سيرها حتى وقفت أمام رائد، ابتسمت له بأدب وقدمت له سترة كانت تحملها بيدها، قائلة: "تكرما، هل توصلها بدلا عني؟"رائد: "…"ما الذي يحدث؟لم يكد يستفيق من ذهوله حين مرت السيدة بجانب السيد، حتى سمع كلام فادية، فصرخ قلبه داخله:يا ويلي!هو وحده يعلم حق العلم كم كان سيده يتشوق إلى سيدته.ولو أخذ هذه السترة، فسيكون مصيره الموت على يد سيده!رفع رائد عينيه نحو مالك، ف







