ندم الزوج السابق

ندم الزوج السابق

By:  إيفلين إم. إمUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
100Chapters
12views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

آفا: قبل تسع سنوات، ارتكبتُ أمرًا فظيعًا. لم تكن تلك من أفضل لحظاتي، لكنني رأيت فرصة لامتلاك الرجل الذي أحببته منذ أن كنت فتاة صغيرة، فانتهزتها. والآن، بعد مرور كل هذه السنوات، سئمت العيش في زواج خالٍ من الحب. أريد أن أحرر كلينا من زواج لم يكن يجب أن يحدث من الأساس. يقولون، إن أحببت شيئًا، فاتركه يرحل... وقد حان الوقت لأتخلى عنه. أعلم أنه لن يحبني أبدًا، وأنني لن أكون خياره يومًا، فقلبه سيظل دائمًا ملكًا لها. ومع أنني أخطأت، إلا أنني أستحق أن أُحب. رووان: قبل تسع سنوات، كنت واقعًا في الحب إلى حد أنني لم أعد أرى الأمور بوضوح. دمّرت كل شيء حين ارتكبت أسوأ خطأ في حياتي، وخسرت في المقابل حب عمري. كنت أعلم أن عليّ تحمّل المسؤولية، ففعلت، لكن مع زوجة لم أرغب بها. مع المرأة الخطأ. وها هي اليوم تقلب حياتي من جديد بطلبها الطلاق. ولزيادة الأمور تعقيدًا، عاد حب حياتي إلى المدينة. والسؤال الذي لا يفارقني الآن: من هي المرأة المناسبة فعلًا؟ أهي الفتاة التي أحببتها بجنون منذ سنوات؟ أم أنها طليقتي، المرأة التي لم أرغب بها يومًا، لكنني اضطررت إلى الزواج منها؟

View More

Chapter 1

الفصل 1

ترجلت من سيارتي، وأخذت أمشي ببطء نحو المنزل بينما يداي ترتجفان، وجسدي يتصبب عرقًا.

ما زلت أعجز عن تصديق أن الأمر قد حدث فعلًا، وأنني تطلّقت منه أخيرًا.

وكنت أحمل الدليل على ذلك في حقيبتي تلك اللحظة. وما أتيت إلى هنا إلا لأعطيه نسخة من ورقة الطلاق النهائية، ولأصطحب نوح معي.

عندما دخلت من الباب، تتبّعت تلك الأصوات الخافتة، لكنني توقفت فجأة عندما اقتربت من المطبخ.

في تلك اللحظة، بدأت أسمعهما بوضوح، وما سمعته جمّد قلبي بين ضلوعي.

"ما زلت لا أفهم لماذا لا يمكنك العيش معي ومع أمي؟"، سأل نوح والده.

وضعت يديّ المرتجفتين على صدري، وقلبي يعتصر حزنًا من نبرة الحزن في صوت نوح. كنت مستعدة لفعل أي شيء من أجله، لكن هذا الطلاق كان حتميًا.

كان زواجنا خطأ. بل كل شيء بيننا كان خطأ. إلا أن الأمر قد استغرق مني وقتًا طويلًا لأبصر الحقيقة.

"أنت تعرف السبب يا نوح، أنا ووالدتك لم نعد معًا"، قالها بصوت هادئ ولطيف.

من الغريب فعلًا، أنه طيلة فترة زواجنا لم يتحدث إليّ يومًا بذلك اللطف. كان أسلوبه دائمًا باردًا وجاف وخالٍ من أي مشاعر.

"لكن لماذا؟"

فقال متمتمًا، "هذه الأمور من الطبيعي أن تحدث."

أستطيع تخيل ملامح وجهه العابس، وهو يحاول إقناع نوح كي لا يطرح مزيدًا من الأسئلة. لكن نوح ابني وأعرفه، والفضول وحب الاستفهام يسريان في دمه.

"ألا تحبها؟"

حبست أنفاسي عند هذا السؤال البسيط الصادق. ثم تراجعت خطوة إلى الخلف وأسندت جسدي إلى الحائط. وبدأ قلبي ينبض بقوة مترقبةً سماع الإجابة.

كنت أعرف جوابه. ولطالما كنت أعرفه. والجميع، باستثناء نوح، كانوا يعرفون ذلك الجواب اللعين.

الحقيقة أنه لا يحبني. ولم يحبني أبدًا، ولن يفعل. كان ذلك واضحًا كوضوح الشمس. ومع أنني أعلم ذلك، إلا أنني لا أزال أرغب في سماع رده. هل سيقول الحقيقة لابننا؟ أم سيكذب عليه؟

تنحنح، وبدا أنه يُماطل، "نوح..."

"أبي، هل تحب أمي أم لا؟"، كرر نوح سؤاله بنبرة حاسمة.

سمعته يتنهد مستسلمًا، ثم قال أخيرًا، "أحبها لأنها أعطتني إياك".

كان ذلك مجرد تلطيف للموقف، لا إجابة.

أغمضت عينيّ أمام اندفاع الألم الذي غمرني حينها. بعد كل هذا الوقت، ما زالت تؤلمني هذه الحقيقة. وأشعر أن قلبي يتحطم من جديد عند سماعها. لا أعلم لماذا كان هناك جزء صغير مني يأمل أن تكون إجابته مختلفة هذه المرة.

لم يقل لي تلك الكلمات الثلاث أبدًا. لا عندما تزوجنا، ولا عندما أنجبت نوح، ولا في السنوات اللاحقة، ولا حتى عندما تشاركنا السرير معًا.

ظل يحبس مشاعره طوال فترة زواجنا. أعطيته كل ما لدي، لكنه لم يعطني شيئًا سوى الألم وانكسار القلب.

كنا متزوجين، لكن بدلًا من أن نكون اثنين، كنا ثلاثة في زواجنا، هو، وأنا، وحب حياته. تلك المرأة التي رفض أن يتخلى عنها طوال تسع سنوات.

امتلأت عيناي بالدموع قبل أن أمسحها. تعبت من البكاء. تعبت من استجداء رجل لا يريدني.

"هل أخبركِ أحد من قبل أنه من الوقاحة استراق السمع على محادثات الآخرين؟"

صوته العميق قطع السكون من حولي، وقطع أفكاري في اللحظة ذاتها. اعتدلت في وقفتي ودخلت المطبخ.

كان يقف هناك بجانب منضدة المطبخ. زوجي السابق، رووان وودز.

وعيناه الرماديتان الساخرتان تحدقان بي، وتجعلانني أتسمّر في مكاني.

وجهت عيناي نحو ابني. فخري وسعادتي. الشيء الوحيد الجيد في حياتي. بملامحه الجميلة ولون عيونه الذي ورثه من والده بلا شك. وشعره البنيّ الذي ورثه مني.

"مرحبًا"، أبتسم لهما ابتسامة خفيفة.

"مرحبًا يا أمي"، قال نوح وهو يضع شطيرته نصف المأكولة جانبًا وينزل من فوق المنضدة. ثم ركض نحوي واحتضنني من خصري، "اشتقت إليكِ."

"وأنا أيضًا، يا حبيبي"، قبلتُ جبهته قبل أن يبتعد عني ويعود إلى طعامه.

وقفت هناك بشيء من الارتباك. هذا كان منزلي، لكنني الآن أشعر أنني غريبة فيه. وكأنني لا أنتمي إليه.

والحقيقة أنني لم أنتمِ إليه يومًا.

سواء عن قصد أو دون قصد، لقد بنى هذا المنزل وفي ذهنه تلك المرأة. كان هذا منزل أحلامها، بكل تفاصيله وحتى ألوانه.

كان يجب أن تكون هذه أول إشارة لي على أنه لم يكن ينوي التخلي عنها. وأنه لن يبادلني الحب الذي منحته له.

"ما الذي تفعلينه هنا؟"، سأل بنبرة منزعجة وهو ينظر إلى ساعته، "وعدتِني أنكِ لن تقاطعي وقتي مع نوح".

"أعلم... وصلتني اليوم ورقة الطلاق، وظننت أنه من الجيد أن أحضر لك نسخة منها وأنا في طريقي لأخذ نوح."

تحولت ملامح وجهه إلى البرود، وزمّ شفتاه حتى كادتا تظهران كخط رفيع. وفي كل مرة ينظر فيها إليّ بهذه الطريقة، ينكسر بداخلي جزء مني. أحببته منذ أن وعيت على الدنيا، لكن ذلك لم يعنِ له شيئًا على الإطلاق.

مرة بعد مرة، كسر قلبي وسحق روحي، ومع ذلك بقيت أحبه، وأتمسك به، معتقدة أن الأمور ستتغير، لكنها لم تتغير أبدًا.

عندما تزوجنا، ظننت أنني سأحصل أخيرًا على الحب، ذلك الحب الذي كنت أتوق إليه منذ الطفولة. لكنني كنت مخطئة. الزواج تحول إلى كابوس. كنت دائمًا أحارب شبح ماضيه، شبح فتاة لم أستطع يومًا أن أكون مثلها مهما حاولت.

صرت أفرك صدري، محاوِلة تهدئة الألم الجاثم على قلبي.

لكن بلا فائدة. ما زال يؤلمني بشدة، حتى بعد مرور شهور على انفصالنا.

"نوح، هل يمكنك الصعود إلى غرفتك؟ أنا وأمك بحاجة إلى الحديث في أمر ما"، قال رووان وهو يصرّ أسنانه، وكأن كلمة أمك خرجت من فمه بامتعاض.

نظر نوح إلينا للحظة، ثم أومأ برأسه.

"لا تتشاجروا"، أمرنا قبل أن يغادر.

وبمجرد أن صار نوح خارج نطاق السمع، ضرب رووان الطاولة بقبضته غاضبًا. كانت عيناه الرماديتان حادتان كالجليد وهو يوجه كلامه لي.

"كان بإمكانكِ إرسالها إلى مكتبي اللعين بدلًا من أن تقاطعي وقتي مع ابني"، خرجت كلماته بصوت خشن غاضب. وقبضتاه مشدودتان، ويبدو على وشك الانفجار في وجهي.

"رووان..."، تنهدت، ثم عجزت عن إكمال الجملة.

"لا. اللعنة، لا! لقد قلبتِ حياتي رأسًا على عقب قبل تسع سنوات، ثم فعلتِها مجددًا عندما طلبتِ ذلك الطلاق اللعين، هل كانت هذه طريقتكِ لإيذائي؟ أن تبعديني عن ابني، فقط لأنني لم أستطع أن أحبكِ؟ مفاجأة يا آفا، أنا أكرهكِ... أكرهكِ بشدة."

كان يلهث حين أنهى كلماته. خرجت كلماته اللاذعة كالرصاص نحوي، واخترقتني بلا رحمة. شعرت بقلبي يتمزق بعدها. كل كلمة منها حطّمت جزءًا آخر من قلبي الهش بالفعل.

"أنا... أنا..."

ماذا يمكن أن تقولي عندما يخبركِ الرجل الذي لا زلتِ تحبينه بأنه يكرهكِ؟

"فقط اخرجي من بيتي اللعين... سأعيد نوح إلى المنزل عندما ينتهي وقتي معه"، قال بنبرة حادّة.

وضعتُ ورقة الطلاق على المنضدة. كنت على وشك الاعتذار، لكن هاتفي رنّ. أخرجته من حقيبتي ونظرت إلى اسم المتصل.

أمي.

كنت أرغب في تجاهلها، لكنها لا تتصل إلا إذا كان هناك أمر مهم.

فتحت الخط ووضعت الهاتف على أذني.

تنهدت، "أمي"...

لكنها لم تمنحني فرصة لإكمال جملتي.

"توجهي إلى المستشفى حالًا! أصيب والدكِ بعيار ناريّ!" قالت ذلك مذعورة قبل أن تغلق الخط.

سقط الهاتف من يدي، كنت مصدومة.

"ما الأمر؟"، صوته اخترق رأسي.

بدأ قلبي يخفق بسرعة، والتقطت هاتفي دون أن أنظر إليه قائلة، "أصيب والدي بعيار ناري!"
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
100 Chapters
الفصل 1
ترجلت من سيارتي، وأخذت أمشي ببطء نحو المنزل بينما يداي ترتجفان، وجسدي يتصبب عرقًا.ما زلت أعجز عن تصديق أن الأمر قد حدث فعلًا، وأنني تطلّقت منه أخيرًا.وكنت أحمل الدليل على ذلك في حقيبتي تلك اللحظة. وما أتيت إلى هنا إلا لأعطيه نسخة من ورقة الطلاق النهائية، ولأصطحب نوح معي.عندما دخلت من الباب، تتبّعت تلك الأصوات الخافتة، لكنني توقفت فجأة عندما اقتربت من المطبخ.في تلك اللحظة، بدأت أسمعهما بوضوح، وما سمعته جمّد قلبي بين ضلوعي."ما زلت لا أفهم لماذا لا يمكنك العيش معي ومع أمي؟"، سأل نوح والده.وضعت يديّ المرتجفتين على صدري، وقلبي يعتصر حزنًا من نبرة الحزن في صوت نوح. كنت مستعدة لفعل أي شيء من أجله، لكن هذا الطلاق كان حتميًا.كان زواجنا خطأ. بل كل شيء بيننا كان خطأ. إلا أن الأمر قد استغرق مني وقتًا طويلًا لأبصر الحقيقة."أنت تعرف السبب يا نوح، أنا ووالدتك لم نعد معًا"، قالها بصوت هادئ ولطيف.من الغريب فعلًا، أنه طيلة فترة زواجنا لم يتحدث إليّ يومًا بذلك اللطف. كان أسلوبه دائمًا باردًا وجاف وخالٍ من أي مشاعر."لكن لماذا؟"فقال متمتمًا، "هذه الأمور من الطبيعي أن تحدث."أستطيع تخيل ملامح وجه
Read more
الفصل 2
"يجب أن أذهب، هل يمكنك البقاء مع نوح من فضلك؟ لا أعلم كم سأبقى هناك"، قلت بلا وعي وأنا ألتقط حقيبتي."بالتأكيد. وسأكون هناك بمجرد أن أجعل أمي تأتي لتبقى مع نوح"، رد رووان، لكن صوتُ صدى رنين الهاتف في أذنيّ شوّش على كلامه.لم يترسخ في ذهني شيء واضح حين ودعت ابني وغادرت. ركبت سيارتي وبدأت أقود نحو المستشفى، وذهني غارق في الذكريات.أثناء نشأتي، يمكن القول إنني تعرضت للإهمال العاطفي. كنت الطفلة التي لم يهتم بها والديها كثيرًا. كان والدي يفضل أختي الكبرى إيما. كان يناديها أميرته وفتاته الصغيرة. وكانت أمي تفضل أخي الأكبر ترافيس. كان ولدها الوسيم. أما أنا فلم أكن مفضلة لأحد، كنت فقط آفا.كنت أشعر دائمًا بعدم الرغبة في وجودي، وعدم الترحيب بي، ليس فقط من والديّ بل من إخوتي أيضًا. ومهما حققت من درجات جيدة في الرياضة والنادي المدرسي، كنت دائمًا أجد نفسي مهمشة. كنت كغريبة تراقبهم من الخارج. لم أكن جزءًا من تلك الأسرة الكبيرة السعيدة.بعد ما حدث قبل تسع سنوات، العلاقة الهشّة التي كانت تربطني بأسرتي أصبحت معدومة. كان ترافيس نادرًا ما يتحدث معي، وكان هو ووالدي يتجاهلانني تمامًا. لم تكن والدتي مختلفة
Read more
الفصل 3
جلست على كرسي المستشفى البارد أتنفس بعمق، شهيقًا وزفيرًا. كانت أمي لا تزال تنتحب، ولا يمكن تهدئتها. قلبي انكسر من أجلها، فأنا أعلم كم أن فقدان الرجل الذي أحبته بهذه الطريقة المفاجئة ليس أمرًا سهلًا.ما زلت تحت وقع الصدمة. كنت أتوقع أن يتعافى تمامًا، لكنه الآن ميت، ولا فكرة لديّ عمّا يجب أن أشعر به.لم أتفق أنا وهو يومًا، وحتى وإن كان يكرهني، إلا أنني كنت أحبه. فهو في النهاية والدي، فكيف لي ألّا أحبه؟"هل أنتِ بخير؟"، سأل رووان وهو يجلس إلى جانبي.وصل قبل ساعة تقريبًا، وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها إليّ منذ أن جاء. لم أكن أعرف ما أفعل تجاه القلق الذي يُظهره، فلطالما تجاهل مشاعري من قبل."نعم"، تمكنت من قولها.لم أذرف دمعة واحدة منذ أن أبلغنا الطبيب بالخبر. ربما كانت صدمةً متأخرة، أو ربما نفدت دموعي عليه. في هذه اللحظة، كنت أفعل كل ما بوسعي لأبقى متماسكة، بينما الجميع من حولي قد انهاروا.ثم رأيت بطرف عيني أقدامًا تقترب مني، وعندما رفعت بصري وجدت ترافيس يحدّق بي. وكالعادة، تخلو عيناه من أي دفء وهو ينظر إليّ. أعلم أن ما فعلته كان خاطئًا، لكن أليس ما دفعته من ثمنٍ كان كافيًا لتلك الل
Read more
الفصل 4
هل شعرت يومًا وكأن قلبك وُضع داخل مفرمة لحم؟هذا بالضبط ما شعرت به وقتها وأنا أنظر إليهما. شعرت وكأن قلبي قد تمزق إلى قطع صغيرة.لو كان بإمكاني أن أقتلع هذا العضو عديم الفائدة وأرميه بعيدًا، لفعلت. لأن الألم الذي يعصف بي لا يمكن تخيله.كنت أرغب في الهرب. أن أشيح بنظري عنهما، لكنني لم أستطع. عيناي كانتا مثبتتين عليهما، ومهما حاولت أن أصرفها عن النظر إليهما، كان الأمر كما لو أنها قد التصقت بتلك اللحظة، وبذلك المشهد الحميميّ الذي يتكرر أمامي.جلست أراقبهما وهما ينفصلان عن العناق. كانت عينا رووان وديعتان وهو يحدّق في حب حياته. ثم ضع يديه على وجهها، وأخذ يُقرّبها إليه أكثر. لم يُقبّلها، لكنه أسند جبهته إلى جبهتها فقط.كان يبدو في غاية السكينة. كما لو أنه عاد أخيرًا إلى منزله بعد غياب طويل. وكأنه أصبح كاملًا أخيرًا."لقد اشتقت إليكِ"، قرأت الكلمات على شفتيه دون أن ينطق بها.لا أريد أن أتخيل ما كان سيحدث بينهما لو التقيا في ظروف مختلفة. لو التقيا ونحن لا نزال متزوجين. تُرى، هل كان سيخونني معها؟جزء مني رفض التفكير بذلك حتى، لكنني أعرف الحقيقة. ففي النهاية هذه إيما. وإن لزم الأمر لمشى رووان عل
Read more
الفصل 5
لم يكن في هذا اليوم ما يُوحي بوقوع كارثة. كانت الشمس مشرقة، وكل شيء بدا طبيعيًا وأنا أقود سيارتي في الشوارع المألوفة.وصلنا إلى الكنيسة وكانت ممتلئة بالكامل. جاء الجميع ليودّعوه الوداع الأخير.تفقدت المكان بعينيّ، وسرّني أن كل شيء على ما يرام. لم يُقدِّم اخوتي أي مساعدة تُذكَر في ترتيبات الدفن. كنت أنا من تحمّل عبء كل شيء وحدي.لكنني لم أشتكِ. بل اعتبرت ذلك فرصة لردّ الجميل على ما فعله من أجلي. فهو من أطعمَني وكساني، ووفّر لي سقفًا يؤويني.كانت المراسم على وشك أن تبدأ، وكان أغلب الناس قد جلسوا بالفعل. قررت أن أجلس في الجانب المقابل. لم أشعر أنه من الصواب أن أجلس مع البقية. وخاصةً بجانب إيما."أمي، لماذا نجلس هنا... أليس من المفترض أن نجلس بجانب جدتي؟"، سألني نوح وهو يشير إلى مكان جلوس أفراد العائلة.بالطبع، كنا نتلقى بعض النظرات الغريبة، لكنني لم أهتم. فكوني غير مُرحبٍ بي في العائلة بعد كل ما حدث لم يكن سرًا."لقد جلس الناس بالفعل، ولا أريد أن نتسبب في إزعاجهم"، كذبت عليه.نظر إليّ وكأنه غير مقتنع، لكنه قرر أن يسكت. ثم دخل القس، وبدأ بإلقاء الموعظة، وفي اللحظة ذاتها شعرت بشخص يجلس بجان
Read more
الفصل 6
رووانهناك شيء حدث بداخلي عندما رأيت زوجتي السابقة، أم ابني، وهي مصابة بعيار ناري وتنزف على أرض المقبرة الباردة. شيء لم أظن أبدًا أنني سأشعر به تجاه آفا.عندما رأيت الرجال المسلحين يوجهون أسلحتهم نحونا، لم أفكر لحظة. كنت أعلم أن نوح بأمان مع والديّ، فسيطرت عليّ غريزتي وقفزت نحو إيما. كنت مستعدًا للموت من أجلها، كنت بالفعل على استعداد لذلك.شعرت بالارتياح عندما هرب المسلحون بعد رؤية الشرطة، لكن راحتي لم تدم طويلًا عندما صرخ أحد الضباط طالبًا سيارة إسعاف. استدرت متسائلًا من هو المصاب، ولم أتوقع أبدًا أن تكون آفا، ورؤيتها مصابة كادت تُفقدني توازني.توالت الأحداث بسرعة بعدها. وصلت سيارة الإسعاف ورفض الضابط السماح لآفا بالذهاب حتى تأكد من تسليمها إلى الطبيب بأمان.كنت غاضبًا من حرصه عليها ألّا تذهب، فقد كانت زوجتي، أعني زوجتي السابقة، لكن الأهم من ذلك أنني كنت غاضبًا من نفسي. كان يجب أن أحميها. لو حدث شيء أسوأ لآفا ، كيف كنت سأشرح ذلك لنوح؟ كيف كنت سأبرر فشلي في حماية والدته؟وهنا كنت أمشي ذهابًا وإيابًا في غرفة الانتظار. كنت قلقًا جدًا لأننا لم نتلق أي كلمة منذ أن نُقلت آفا إلى غرفة الطوار
Read more
الفصل 7
آفااستيقظتُ وأنا أشعر بتيبس في ظهري وألم في ذراعي. كنتُ نائمة بجانب نوح، إذ رفض أن يتركني بعد أن أنهينا مشاهدة التلفاز. ابتسمتُ عندما تذكّرتُ كيف قال لي إنه يأخذ عمله بجدية، وأنه سيتولى العناية بي طوال الليل.وبصعوبةٍ بعض الشيء، تمكنتُ من تحريكه دون أن أوقظه. كانت الساعة حوالي الثامنة، وكنت بحاجة إلى تحضير الفطور قبل أن يستيقظ.بعد أن أنهيتُ روتيني الصباحي، نزلت إلى الطابق السفلي. وقفتُ أمام المطبخ للحظات، أتساءل كيف سأتمكن من إعداد الفطور بذراع واحدة.بينما بدأتُ بجمع المكونات اللازمة لتحضير الفطائر، اجتاحتني ذكريات يوم أمس. كل ما حدث بدا غير واقعي لدرجة أن جزءًا مني تساءل إن كان قد حصل فعلًا. لو لم تكن كتفي مضمدة وذراعي مربوطة بحمالة، لاعتقدتُ أن الأمر كان مجرد كابوس.عندما استيقظتُ في المستشفى بعد أن فقدتُ الوعي، أصبتُ بحالة من الذعر. احتاج الأمر إلى تدخل الطبيب والممرضة معًا لتهدئتي وطمأنتي بأن كل شيء على ما يرام. أخبروني أن الرصاصة استقرت في كتفي لكنها لم تُحدث أي ضرر جسيم. كنت محظوظة، فبحسب كلامهم، لو أن الرصاصة أصابت أسفل قليلًا، لكانت قد اخترقت قلبي.أزالوا الرصاصة ونظّفوا الج
Read more
الفصل 8
رووانرأيت اللحظة التي اختفت فيها مشاعرها. اللحظة التي تحول فيها ذلك الدفء في نظراتها قبل ثوانٍ معدودة إلى برود قاتل، ما جعل حماسي أنا الآخر يفتر ويبرد. "ماذا تفعل هنا؟"، تساءلت آفا بصوت خالٍ من أي مشاعر بينما كنت أدخل إلى منزلها.وكأنها تتحدث مع غريب. وكأنني لست أكثر من ذرة غبار لا قيمة لي. حدّقت بها غير قادر على قول شيء. لقد عشت مع هذه المرأة ما يقرب من عقد من الزمن، ومع ذلك لا أستطيع الآن العثور على الكلمات المناسبة.نظرت إلى يدها التي لا تزال في حمالة. وقد جئت لأطمئن عليها وآخذ نوح. إنها عطلة نهاية الأسبوع، وهذا هو الوقت المخصص لي معه.تذكرت الرجل الذي رأيته مغادرًا من عندها قبل قليل، فوقفت متجهمًا. لا بد أنه كان سبب ابتسامتها حين فتحت الباب. وهذه الفكرة الصغيرة وحدها كفيلة بأن تجعلني أعض لساني من الغضب."ماذا كان يفعل هنا؟"، سألتها بدلًا من الإجابة، محاولًا إخفاء الغضب غير المعقول الذي بدأ يتملكني.أفهم أنه ضابط، وأنه أنقذ حياتها، لكنّه كان يتجاوز حدوده. لم أكن أطيقه، ولم أُرِد له أن يقترب من آفا."هذا ليس من شأنك"، ردّت بحدة."بل هو من شأني حين تبدئين باستقبال رجال في هذا الوقت
Read more
الفصل 9
"ماذا تريدينني أن أقول؟ أنتِ تعلمين أنني لم أكذب عليكِ قط. كنتِ دائمًا تعرفين أنني أحببتها."ألقت منشفة الصحون بغضب، "وهل منعك ذلك من استغلال جسدي؟ يا إلهي، أنا أكرهك. لا أعلم ما الذي جذبني إليك من البداية. لا أعلم لماذا أضعت كل هذا الوقت والجهد عليك."بدأت أطحن أسناني من كلماتها التي أثارت غضبي. نعم لقد كنا نمارس العلاقة خلال زواجنا، لكن الأمر كان فقط لتفريغ حاجة جسدية. لقد نطقت عهد الزواج، وبرغم أنني لم أحبها، إلا أنني لم أكن لأخونها."أنا لم آتِ لأتحدث عن الماضي، جئت لأتحدث عن نوح."، قلت وأنا أغير الموضوع.كان من المرهق الدوران في ذات الدائرة. كان عليّ قول ما جئت من أجله ثم المغادرة قبل أن أقول أو أفعل شيئًا أندم عليه لاحقًا.اسم نوح لفت انتباهها. فلم ترد، بل فتحت أحد الخزائن وأخرجت زجاجة دواء، ثم فتحتها بيد واحدة وأسقطت حبتين في فمها وابتلعتهما.عندما قرأت الملصق، أدركت أنه دواء مسكن للألم."كيف حال ذراعكِ؟"، سألتها."أتيت لتتحدث، فتحدث يا رووان... كلانا يعلم أنك لا تهتم بي، فلا تتصنع الاهتمام الكاذب."، قالت بحدة.قبضت يدي وكدت أصرخ بصوت عالٍ، "تبًا لكِ يا آفا!""ماذا؟ أنا فقط أقول
Read more
الفصل 10
آفا"ما زلت لا أفهم لماذا عليّ الذهاب. لماذا لا أستطيع البقاء هنا معك؟"، تذمر نوح، والعبوس يعلو وجهه الوسيم.منذ أن أخبرته أنه سيغادر مع أجداده وهو منزعج من هذا الأمر. في البداية كان متحمسًا، لكنه شعر بالحزن حين أدرك أن لا أنا ولا والده سنرافقه.مدرسته كانت متفهمة لوضعنا. حتى معلمته وافقت على إرسال الدروس لأمي حتى لا يتأخر كثيرًا."قلت لك يا حبيبي، هذه إجازة بين الأحفاد والأجداد… إنها لك ولأجدادك فقط."بعد الحديث مع رئيس الشرطة، أكد لي أنهم سيرسلونهم إلى مكان استوائي."ستذهب إلى الشاطئ. ألم تكن تتوسل إلينا لنأخذك في عطلة؟"، أضفت بابتسامة ماكرة.كلمة "شاطئ"، لفتت انتباهه فورًا، فتلاشت كل شكواه السابقة.نوح مهووس بالمحيط. يحب الشواطئ لدرجة أنه بكى أسبوعًا كاملًا بعد أن عدنا من عطلتنا في المالديف. أراد منا أن ننتقل للعيش هناك. وعندما رفضنا، ترجانا أن نتركه هناك.ابتسمت لتلك الذكرى، ممتنة لما جلبه نوح من سعادة وفرح إلى حياتي."أنتِ لا تكذبين عليّ، أليس كذلك؟"، سألني، ليعيدني من أفكاري."هل كنت لأكذب عليك يومًا؟""لا." تحوّل عبوسه إلى ابتسامة عريضة. عيناه الرماديتان تلمعان فرحًا، "أظن أن ال
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status