Share

الفصل 2

Author: نبتة الشمندر
تلك الليلة، لم تنم جميلة تقريبًا.

في اليوم التالي، كان موعد متابعة الكشف في المستشفى.

لغى سامر كل أعماله، وأخذ جميلة بنفسه إلى هناك.

بمجرد وصولهما أمام المستشفى، شاهدا امرأة وجهها مليء بالندوب، تجلس على الأرض وتبكي.

"حتى أنقذك بذلك الوقت، احترقت وتشوهت، والآن، بعد عامين فقط، تخونني من خلف ظهري! هل أنت إنسانًا؟"

رد الرجل ووجه تعلوه القسوة، "إن كنتِ ستلومين أحدًا، لومي نفسكِ على حماقتكِ، كلما نظرت إلى وجهكِ القبيح هذا كل يوم، تراودني الكوابيس ليلًا!"

"لم أطلقكِ، ولم أطردكِ من المنزل، كنت رحيمًا معكِ بما يكفي بالفعل."

زمت جميلة قبضتها وهي تشاهد المشهد أمامها، الموقف كان مماثلًا تمامًا لموقفها.

سألت دون وعي: "سامر، هل أنت أيضًا يراودك الشعور ذاته؟"

لذلك أخفى عنها خيانته، لأنه يعتقد أن عدم طلاقه لها هو بالفعل أكثر ما يمكنه فعله لها.

لمس سامر الندوب على وجهها براحة يده الدافئة: "جميلة، ألا تثقين بي؟"

عندما رآها لا تتكلم، قال سامر بنبرة جادة: "أحبكِ لشخصكِ، لا يهم مظهركِ، إن كنتِ جميلة أم قبيحة، فأنا أحبكِ."

ابتسمت جميلة، "حقًا؟"

تعهد لها سامر بكل ثقة وتأكيد: "بالطبع، وقت زواجنا، أقسمت أنني سأحبكِ أنتِ فقط لبقية حياتي."

ما زال عهد الزواج يرن في أذني، لكن من قطع هذا العهد لم يعد الشخص ذاته بالفعل.

بعد دخولنا للمستشفى، لم أتوقع أن نرى راندا.

تساءل سامر بصوتٍ عابس: "لماذا أتيتِ إلى هنا ولستِ في المنزل تؤدين عملكِ جيدًا؟"

وضعت راندا يدها على بطنها ونظرت إلى جميلة، وظهر تعبير من الألم على وجهها، لكن نظراتها يشع منها الغرور.

"سيدي، لم أتهرب من العمل عمدًا، اللوم كله على حبيبي، كان قاسيًا عليّ بالأمس، أنتِ امرأة مثلي، بالتأكيد تفهمينني."

كان تعبير جميلة باردًا غير مبالٍ، "يبدو أن حبيبكِ يحبكِ جدًا."

تعمدت راندا أن تقول متذمرةً: "إنه سيء للغاية، تسبب في هذا وجعلني آتي للمستشفى بمفردي، كيف له أن يكون حتى عشر لطف السيد معكِ!"

"يا إلهي! سينادون على رقمي، سأصعد أولًا."

بعد أن ذهبت راندا، بدا سامر شارد الذهن قليلًا، رغم محاولته في تمالك نفسه، لكنه قال: "جميلة، تذكرت أن لدي صديقًا في المستشفى، سأذهب لأراه وآتي فورًا."

أومأت جميلة برأسها في هدوء.

قال أنه سيعود بسرعة، لكنه ذهب ولم يعد، ولم تهتم جميلة أيضًا، بعد انتهاء موعد المتابعة، طلبت سيارة أجرة مباشرةً، وذهبت لمركز الجوازات، للتقديم على تأشيرة سفر للخارج.

خلال هذا الوقت، كانت راندا حدثت منشوراتها على الفيس بوك.

[مرضتُ، فانشغل حبيبي برعايتي، وأهداني أيضًا هدايا لإرضائي.]

كانت القلادة التي ارتدتها راندا في الصورة من الألماس، مطابقة لتلك التي أهداها سامر إليها ليلة أمس.

ملأت الدموع عينا جميلة، ثم أغلقت الهاتف.

بعد ساعتين، جاءت مكالمة من سامر، قال بقلق: "جميلة، أين أنتِ؟ لم أجدكِ في أي مكان."

أخذت جميلة نفسًا عميقًا، "عدت بعد انتهاء إعادة الكشف."

قال سامر وهو يشعر بالذنب: "جميلة، لم أرَ صديقي منذ وقتٍ طويل، تحدثنا ونسيت الوقت، لن أفعل هذا مجددًا."

"تريد أمي أن نعود لنتناول العشاء، سآتي فورًا لآخذكِ بالسيارة."

كل أسبوع لابد أن نعود للمنزل القديم لتناول العشاء، هذه القاعدة وضعتها والدة سامر، نجوى صابر.

وكان هذا الوقت الذي تكرهه جميلة بشدة، كان الأمر جيدًا فيما قبل، لكن بعد أن تشوهت، لم تعد والدة سامر تحبها.

حتى وإن كانت تشوهت وهي تنقذ سامر، إلا أن نجوى ما زالت تعتقد أن امرأة مشوهة لا تستحق ابنها المميز، ولا تستحق بالأكثر أن تكون كنة عائلة شاهين.

عندما كانت في غيبوبة من أثر إصابتها بجروح بالغة، قالت نجوى مرات عديدة لسامر أن يدفع لها المال ويبعدها، وأن يلغي الخطبة.

دخلت السيارة لفناء المنزل، نزلت جميلة للتو من السيارة.

وبدأ طفل صغير برش جميلة بمسدس ماء كبير.

"سأقتلكِ أيتها العجوز الشريرة! سأقتلكِ أيتها القبيحة!"

رفعت جميلة يدها لتصد الماء، لكن لم يكن هناك مفرًا من وصول الماء لجسدها.

في اللحظة التالية، رفع سامر الطفل وضربه على مؤخرته.

"خالي سيء... يحمي هذه القبيحة... أنت وغد..."

جذب بكاء الطفل نجوى، والتي سرعان ما حمت حفيدها خلفها.

"الأطفال يقولون ما ببالهم ببراءة، ماذا يعرف الأطفال! الجميلة جميلة والقبيحة قبيحة، وهل صار الكلام ممنوعًا؟"

عبس وجه سامر وقال: "أمي، تشوهت جميلة بسببي، لولاها، لكان ابنكِ انفصل رأسه عن جسده!"

"بدءًا من اليوم، لا أريد سماع أي شيء سيء عن جميلة في منزل عائلة شاهين، وإلا فأنا وهي لن نأتي هنا أبدًا!"
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • تركني حبه مغطاة بالجروح   الفصل 23

    لكن هل سيتركها سامر ترحل حقًا؟منذ حديث جميلة مع نجوى، لم تعد نجوى تتحدث معها ببرود أو سخرية، حتى أنها أصبحت أكثر حذرًا معها.تعافت صحة سامر بشكلٍ جيد، بعد نصف شهر، أصبح بالفعل قادرًا على مغادرة السرير والمشي.كانت تتردد جميلة على سامر في المستشفى باستمرار في البداية، لكن بعد ذلك، أصبحت تزوره كل يومين أو ثلاثة.وسرعان ما انتهى الشهر، وتعافى سامر بشكل تام تقريبًا.حجزت جميلة تذكرة الطيران لتعود لمدينة السلام غدًا.في المساء، اشترى سامر الكثير من الطعام، وذهل لمنزل جميلة، واعتلت وجهه ابتسامة تحمل مرارة."جميلة، أتيت لأودعكِ."ما قصده بالوداع كان في الواقع كان استغلاله لهذه الوجبة حتى تبقى جميلة.خلال هذا الشهر، استخدم كل الطرق الممكنة حتى يستعيد قلب جميلة، والآن كان هذا آخر أمل لديه.وجميلة رأت أيضًا محاولات سامر، لكنها لم تمنعه، قبل عام، عشاء الوداع ذلك الذي أعدته، لم ينجحا في تناوله معًا، ليكن طعام اليوم بديلًا لذاك.كانت الأطباق التي أعدها سامر مطابقة تمامًا لتلك التي أعدها عندما اعترف بحبه لجميلة في الثامنة عشر من عمرهما.أضاف لها قطعة جمبري كبيرة، وقال وهو يضعها في وعاء جميلة: "هيا

  • تركني حبه مغطاة بالجروح   الفصل 22

    بمواجهتها لاعتراف الحب المفاجئ هذا، صُعقت جميلة ولم تعلم كيف ترد."أنا... أنت...""لا داعي أن تجيبي الآن، ولا أقصد أن أجبركِ، أنا فقط أعتقد أن اعترافي بحبي لكِ، من الأفضل أن أقوله لكِ بنفسي.""إن عدتِ بعد شهر، أرجو أن تخبريني بردكِ، حسنًا؟""حسنًا.""آم، وحتى ذلك الحين يكفي أن نبقى أصدقاء عاديين."بعد أن أغلقت المكالمة، نهضت جميلة لتغتسل، وبعد قليل، جاء صوت نجوى من الخارج.بمجرد وصولها، غمرت ابنها بالاهتمام والحنان وأشفقت عليه كثيرًا، وخاصةً عندما علمت أن سامر لم ينم طوال الليلة بسبب الألم، انفجرت غضبًا وأرادت أن تثير المشاكل مع الطبيب والممرضات.وفي النهاية، منعها سامر.برؤيتها لجميلة تخرج من غرفة الاستراحة، عبس وجهها تمامًا وبدأت في توبيخها."لم يستطع سامر النوم وكان يتألم طوال الليل، وأنتِ تنامين في الداخل بعمق، هل أنتِ صماء؟"أسرع سامر وقال بصوتٍ عالٍ: "أمي، بقيت جميلة هنا لترعاني، هي تعبت بالفعل كثيرًا، لا تتصرفي هكذا."ابتسمت جميلة وقالت بسخرية: "لست صماء، لكن هل أصبحت ذاكرتكِ سيئة، هل نسيتِ ما قلته بالأمس؟""لحسن الحظ، وأنا أيضًا لا أرغب في البقاء هنا."قالت جميلة هذا ورحلت دون

  • تركني حبه مغطاة بالجروح   الفصل 21

    "ما المستحيل في هذا؟ رجل غير متزوج وامرأة غير متزوجة، هذا ثنائي مثالي! وأيضًا بعد أن أصبح أخت زوجكِ، لن يكون بيننا أي من تلك الخلافات العائلية، بل وأيضًا سأساعدكِ في التعامل من أمي، الأمر وكأنكِ ضربتِ عصفورين بحجرٍ واحدٍ."ازداد كلام شروق جاذبية، كادت أن تتمنى لو أن يتزوجا في تلك اللحظة.قالت جميلة بعجز: "شروق، لا تمزحي، كيف يمكن لأخيكِ أن يكون معجبًا بي!"بالرغم أن شوكت ليس لديه حبيبة، لكن بظروفه، يمكنه الحصول على أي فتاة يريدها، كيف له أن يُعجب بامرأة مطلقة وكانت مشوهة من قبل؟لكن لم تتوقع أن كلام شروق التالي سيجعلها في صدمة أكبر، "وما الغير ممكن بهذا! أخي يحبكِ أنتِ!""ماذا تقولين؟" أومأت جميلة برأسها، هل كانت تهلوس؟بما أنها تكلمت بالفعل، فاستمرت شروق في الحديث بصراحة: "هذا حقيقي، كان يخفي صورتكِ على هاتفه سرًا، وأنا رأيت ذلك.""قبل أن تصعدي على الطائرة، كنت أريده أن يعترف لكِ بحبه، لكنه كان مترددًا طوال الوقت وقال أنه سينتظركِ تعودين، وكانت النتيجة الآن، أن سامر الوغد خدعكِ بألا تعودي قبل شهر.""جميلة، لا يمكنكِ أن تصدقي كلام ذلك الوغد سامر المعسول مجددًا، يجب أن تتذكري أن يوجد رج

  • تركني حبه مغطاة بالجروح   الفصل 20

    استمرت جميلة في حديثها بصوتٍ هادئ وقالت: "أنقذت حياتك مرة، والآن ها أنت أنقذتني أيضًا، سامر، لا يدين أحدنا للآخر بعد الآن."أومأ سامر برأسه، "لا، جميلة، ما أدين لكِ به لن أتمكن من سداده طوال حياتي، أتوسل إليكِ، دعيني أبقى بجانبكِ لأكفر عن ذنبي.""لكن يا سامر، أنا لا أحتاج تكفيرك عن هذا الذنب.""أنا الآن بخير، واستعدت وجهي، وأنا وصديقتي بمدينة السلام نقضي كل يوم بسعادة، إن كنت مصر على البقاء بجانبي، فلن تسبب لي هكذا سوى ألمًا."تلامست شفتا سامر قليلًا، هو يعلم أن تركها لتذهب هو الخيار الأفضل لكلٍ منهما.لكن بمجرد أن يفكر أنه فيما بعد، جميلة لن تكون له، لن يتمكن من لمسها أو عناقها مجددًا، يتألم قلبه بشدة وكأنه سيموت.وفي النهاية قال: "شهر واحد، أتوسل إليكِ، ابقي بجانبي شهرًا واحدًا فقط، وبعد شهر... إن أصررتِ على الرحيل، فسأرسلكِ بنفسي."نظرت جميلة لجسد سامر المليء بالجروح، وفي النهاية، أومأت برأسها.في المساء، اتصلت شروق لتسألها كيف تصرفت في الأمر.حكت لها جميلة عن أمر صدم السيارة لسامر وهو ينقذها، وأنها ستبقى شهرًا لترعاه.عندما سمعت شروق هذا غضبت فورًا وقالت: "جميلة، كيف لكِ أن تكوني ب

  • تركني حبه مغطاة بالجروح   الفصل 19

    "آنسة جميلة، أيمكنكِ المجيء للمستشفى الآن؟ سامر استيقظ ويريد رؤيتكِ.""حسنًا، سأكون هناك بعد قليل."أسرعت جميلة وركبت السيارة وعادت، لكن عندما عادت، كان الوقت قد تأخر بالفعل.عندما رأت نجوى جميلة، قالت بلهجة صارمة: "انظري كم الساعة الآن؟ أنتِ أيتها الجاحدة الناكرة للجميل، هل أنتِ متعمدة في تأخركِ هذا؟"قادت جميلة سيارتها بلا توقف، فاستشاطت غضبًا وخرجت عن أدبها وقالت: "سيدة نجوى، أنا لا أدين لكم بشيء، إن لم تضبطي طريقة كلامكِ معي، إذًا فأنا أعتقد أنه لا داعي لبقائي هنا."قالت نجوى بحزن: "كيف لا تدينين لنا! أصبح سامر بهذا الوضع لأنه أنقذكِ."نظرت جميلة إليها بطرف عينها، "إذًا هل تعرفين من كانت تقود السيارة؟"قالت نجوى بشراسة: "لا يهمني من يكون، تجرأ على أذية ابني، أنا قطعًا لن أتركه.""من صدمتني بالسيارة هي الخادمة التي خانني معها سامر قبل عام، لماذا تم توريطي في شيء كهذا؟ ففي النهاية، سامر من تسبب في هذا، لذلك من البداية وحتى النهاية، لست مدينةً لسامر بشيء."قالت جميلة باحترام وجدية: "سيدة نجوى، ما قلته للتو، قلته لمرة واحدة فقط، إن تكرر مرة أخرى، سأغادر من هنا فورًا."قالت هذا ودفعت با

  • تركني حبه مغطاة بالجروح   الفصل 18

    رفعت جميلة يدها وأمسكت بمعصم نجوى ودفعته جانبًا بقسوة."كنت أحترمكِ في الماضي كونكِ أكبرًا سنًا مني، أم الآن لم يعد هناك علاقة تجمعنا، لا تحلمي أن تتصرفي كالحماة المتسلطة أمامي مرة أخرى."شحب وجه نجوى من الغضب، "جميلة، يا لكِ من امرأة جاحدة! حياة ابني في خطر الآن لأنه أنقذكِ، وأنتِ على عجلة من أمركِ لتقطعي علاقتكِ به، أنتِ أيتها المرأة، هل لديكِ قلب؟""لقد أنقذني طوعًا، أما إن كان سيعيش أم لا، فهذا يعتمد على قدره." قالت جميلة هذا وهي تحدق في نجوى، "هذا الكلام ليس غريبًا عليكِ، أليس كذلك؟"عندما أنقذت سامر آنذاك ورقدت في العناية المركزة يحاولون إنقاذها من جروحها البالغة، قالت نجوى لسامر هذا الكلام.ارتجفت نجوى من الغضب، "صحيح أنني قلت هذا الكلام، لأن سامر لطالما كان صادقًا معكِ، تحمل وقتها ذلك الضغط الكبير بالزواج من امرأة قبيحة مثلكِ، وكان يدللكِ ويحميكِ.""هو فقط ارتكب خطأ يقع فيه كل الرجال، وأنتِ اختفيتِ ببساطة، وهو طوال العام من أجلكِ لم ينم وفقد شهيته.""وأنتِ عدتِ للتو وأرسلتِه للجحيم، معرفة سامر لكِ حقًا كانت أتعس شيء في حياته."قالت جميلة ببرود وهي تقف في مكانها: "ارتكب سامر خطأ

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status