 LOGIN
LOGIN
فكرت لينا قليلاً، ثم سألته: "اسم عائلتك هو المحمدي، فهل تعرف...؟رهف؟ولكن قبل أن تقول تلك الكلمة، قاطعها جمال قائلاً: "سأعيدكِ."صمتت لينا عند سماعه يقول هذا، وعبست قائلة: "لقد هربت بصعوبة، فلماذا أعود؟"نظر جمال إليها بصمت، ثم قال: "أعني أنني سأعيدكِ إلى المنزل."عندها فقط أومأت لينا برأسها، ونهضت عن الشاطئ. عليها أن تعود بسرعة لتخبر أنس.لقد هربت، وهي بخير، ولم تصبح عبئًا عليه، ولا حاجة لأن يتعرض للتهديد الآن.تبعت جمال إلى الشاطئ، فرأت سيارات الإسعاف تتجه بسرعة نحو النادي.توقفت للحظة، ورفعت عينيها لتنظر إلى الشاطئ البعيد، لم تستطع تمييز الأشخاص، لكنها رأت فقط قوارب كبيرة وصغيرة تتجه تباعًا نحو البحر.أطرقت لينا عينيها وهي تمعن التفكير للحظة، وشعرت أن جمانة لن ترسل كل هؤلاء الأشخاص للبحث عنها، أيعقل أن أنس قد جاء؟إذا كان أنس قد جاء، وعرف أنها قفزت في البحر، فمن المحتمل أن يموت رعبًا، فغيرت لينا رأيها وقالت:"لنذهب إلى هناك أولاً ونلقي نظرة."إن كان أنس لم يأتِ، فسيبقى لديهم الوقت للانسحاب.وضع جمال يديه في جيوبه، وسخر قائلاً: "لماذا عليّ أن أسمع كلامكِ؟"استدارت لينا ونظرت إليه، و
حاولت لينا الهروب ثلاث مرات وأُلقي القبض عليها، وكانت تلتفت بين الحين والآخر لتلقي نظرة على جمانة التي كانت تتبعها ببطء.كانت تتحدث على الهاتف باستمرار، كأنها تناقش أمرًا ما، لكنها كانت بعيدة فلم تتمكن لينا من السماع بوضوح، لكنها كانت تسمع أحيانًا اسم أنس.لم تكن تعرف إن كان أنس قد وافق أم لا، ولم تكن تعرف أيضًا الوضع الحالي، لكنها شعرت فقط أنها أصبحت تُثقل كاهله.حدقت لبضع ثوانٍ في البحر ذي الأمواج المتلاطمة، ثم قفزت في الماء بلا أي تردد.لقد قالت من قبل إنه إذا استغلها أحدهم لتهديد أنس بفعل شيء ما، فلن تصبح أبدًا عبئًا عليه.كانت جمانة تحاول إقناع والدها بعدم تهديد أنس مجددًا، وأصابها الذعر حين رأت هذا المشهد حتى شحب وجهها."لينا!"صرخت وألقت الهاتف بعيدًا، وهمّت بالإنقضاض في البحر لإنقاذها، لكن سبقها شخص يندفع بسرعة فائقة.قفز جمال في الماء – بلومب –، وسبح بكل قوته نحو ذلك الجسد الصغير الذي جرفته الأمواج.كانت جمانة على الشاطئ، وتمكنت في البداية من رؤية كليهما يطفوان على السطح واحدًا خلف الآخر.لكن الأمواج كانت عاتية، وهبت الرياح يمينًا ويسارًا، وسرعان ما لم تعد قادرة على رؤيتهما.ل
توقفت خطوات لينا للحظة.أرادت أن تستدير لترد عليه، لكنها خشيت أن تضيع الوقت، فتجاهلته ودفعت بسرعة باب دورة المياه النسائية.وبمجرد دخولها، أمعنت النظر في الحمام، ورأت نافذة صغيرة على الجانب، فسارعت نحوها ودفعتها لفتحها.خارج النافذة كان الطريق العام، فلو استطاعت التسلق إلى الخارج لوصلت إليه، مما سيزيد من فرصتها في الهروب.لم تكلف نفسها عناء التفكير فيما ستفعله بعد وصولها إلى الطريق العام، فشمرت عن ساعديها وتسلقت حافة النافذة العالية.كان ذلك الرجل جالسًا على الطريق، يطوي ساقًا واحدة ويضع يده فوق ركبته، ويدخن سيجارة بينما يراقبها تتسلق النافذة.كم هذا غريب!إذا كانت تريد المغادرة، فيمكنها عبور النادي مباشرة والخروج عبر المدخل الرئيسي أو عبر الشاطئ، فلماذا تتسلق النافذة؟"أنتِ!"صرخته جعلت لينا ترتعب، فسقطت من على حافة النافذة.بعد أن سقطت بقوة على الأرض، أصابها ألم لا يطاق. لحسن الحظ، كانت الأرض مغطاة بالرمل، وإلا لكانت كسرت عظامها.نهضت عن الأرض، ثم حدقت في الرجل الجالس على الطريق العام وهو يدخن، وقالت له: "هل أنت مجنون؟"رفع الرجل يده عن ركبته، وخفض رأسه وأخذ نفسًا من السيجارة، وبعد أ
لم تتصرف جمانة بحنكة، فلعبت لينا على وترها العاطفي."سيدة جمانة، أنتِ تعلمين أن أنس لا يهتم سوى بي.""احتجازكِ لأصدقائي لن يجدي نفعًا كبيرًا، فلماذا تعذبون أشخاصًا أبرياء؟"حدقت جمانة في عيني لينا النقيتين الصافيتين لبرهة طويلة قبل أن تلوّح بيدها وتقول: "انسي الأمر، فوجودكِ يكفي."أمرت أحدهم بإجراء مكالمة هاتفية، وعندما رأته يغلق الخط ويومئ لها برأسه، شرحت للينا الأمر."لا يعرف أصدقاؤكِ أنهم اختطفوا، فقد أرسلت أحدهم فقط ليسبب لهم بعض الإزعاج، لا داعي لذكر هذا الأمر عندما تعودين."خرجت مريم منذ الصباح الباكر، ولم يأتِ شكري ومنى إلى الفيلا ليس لأنهم اختطفوا، بل لأن رجال جمانة أوقعوهم في مأزق.لكن وفقًا لمقصد جمانة، فإن لم تأتِ، لكان أولئك الرجال الذين يسببون لهم المتاعب قد لجؤوا إلى العنف ضد مريم ومنى.إن جمانة تراعي أنس، أو تراعيها هي، لذا اختارت أسلوبًا لينًا، وإلا لكان اختطافهم مباشرة أسهل بكثير.لكن لم يعد مهمًا من تراعيه جمانة أو كيف تفكر.المهم هو أن مريم ومنى في أمان، وستفكر هي في طريقة للهرب.تفحصت لينا المكان من حولها، كان النادي على شكل صفوف متصلة ومكتظًا بالناس.ومن المستحيل ت
فهمت لينا مقصد جمانة، فسألتها: "هل يمكنني أن أعود أولاً لأبدّل ملابسي؟"أدركت جمانة نواياها، فقالت لها: "سيدة لينا، من الأفضل أن تأخذي وضع أصدقائكِ في الاعتبار."كان مغزى كلامها أنه مع وجود أصدقائها تحت سيطرتهم، فلا جدوى من أن تختلق الأعذار لتبلغ الحراس الشخصيين أو تصرخ لتناديهم.فكرت لينا قليلاً، ثم أنزلت يدها التي كانت تمسك بباب السيارة طوال الوقت، ووضعتها خلف ظهرها مشيرةً بإيماءة إلى الحراس.فعلت ذلك دون أن تُظهر أي انفعال، ثم فتحت باب السيارة وجلست داخلها.عندما رأتها جمانة صعدت بهدوء، أطفأت السيجارة التي كانت تمسكها وشغلت المحرك.لما ضغطت على دواسة البنزين، نظرت في مرآة الرؤية الخلفية لتجد الحراس الشخصيين يتبعونهما بالفعل.أشاحت جمانة ببصرها، وضغطت على الدواسة بقوة، وانعطفت مرارًا وتكرارًا حتى تخلصت منهم.فهي في النهاية قائدة فريق في المنظمة "إس"، وكان التخلص من الحراس أمرًا في غاية السهولة بالنسبة لها.تشبثت لينا بحزام الأمان بقوة كي لا تُقذف إلى الخارج، لكن الارتجاع المعدي المريئي جعلها تشعر بالغثيان.وضعت يدها على صدرها الذي يخفق بعنف، وكبحت غثيانها، ثم نظرت إلى جمانة التي كانت
نفضت جمانة برفق رماد السيجارة التي بين أصابعها."سيدة لينا، من التي تصطحب زوجها إلى حفل توديع العزوبية؟"كان رفض جمانة متوقعًا، ولكن لماذا؟ألم تدعوها إلى الحفل لتعلمها كيف تغازل معتز؟إذًا، فلن يمنعها اصطحاب أنس من تعليمها ذلك.شعرت أن جمانة تستغل الحفل ذريعة لأخذها بعيدًا، ولعّل هدفها له علاقة بالمحادثة التي دارت بين معتز وأنس.بعد أن فكرت لينا في الأمر بوضوح، نظرت إلى جمانة بصدق وقالت:"سيدة جمانة، أنا وأنس مررنا بعقبات كثيرة على مدى سنوات، وأخيرًا سنتزوج، ولا أريد أن يحدث أي شيء طارئ قبل الزفاف.""كل ما أريده هو أن أرتدي صباح الغد فستان الزفاف الذي أهداني إياه، وأتزوجه وأنا في أفضل حال، آمل أن تساعدونا في تحقيق ما نريد."لاحظت تغير ملامح وجه جمانة قليلاً أثناء حديثها، فأدركت أنها تفعل ذلك لهدف ما، فابتسمت وقالت:"سيدة جمانة، إن كنتِ ترغبين حقًا بأن أعلمك كيف تغازلين معتز، فهل يمكن أن تنتظري إلى ما بعد الزفاف؟"لم تتوقع جمانة أن تفهم لينا كل شيء؛ فهي ليست ساذجة بلا خبرة في الحياة.بل على العكس، بدت مغرمة بأنس إلى حد أنها أرادت ضمان سلامتها قبل حفل الزفاف.كانت في السابق لا تبالي بلي
