LOGINباعتبارها عشيقة سرية لأنس، بقيت لينا معه لخمسِ سنواتٍ. ظنت أنَّ السلوكَ الطيب والخضوع سيذيبان جليد قلبه، لكنَّها لم تتوقع أن يهجرها في النهاية. كانت دائمًا هادئةً ولم تخلق أيَّ مشاكل أو ضجةً، ولم تأخذ منه فلسًا واحدًا، ومضت من عالمهِ بهدوء. لكنَّ— عندما كادت أن تتزوج من شخصٍ آخر، فجأةً، كالمجنون، دفعها أنس إلى الجدار وقبَّلها. لينا لم تفهمْ تمامًا ما الذي يقصده السيد أنس بتصرفهِ هذا؟
View Moreكان تامر متمسّكًا بقناعته بأنه لم يخطئ، ورفع رأسه متحديًا أنس."ليس لديّ خلفية عائلية، ولا أخ يساعدني في حل المشاكل، لذا من الطبيعي أنني لست نِدًّا له."ابتسم أنس ابتسامةً خفيفة."باستثناء ذلك، سعيد لا يحتاج إلى أيّ حيلٍ لكسب شفقة السيدة مريم."بينما قال أنس هذا، وقعت عيناه على يد تامر المُضمّدة.لم يتوقع تامر أن يُدرك أنس حقيقة مُحاكاته لحادث سيارة سعيد، حتى بات يشعر أنه بلا أي حيلة.كان الأمر أشبه بتجريده من ملابسه، وتركه بلا غطاءٍ على الإطلاق؛ فبضع كلماتٍ كانت كافيةً لكشف ما في قلبه.وبينما شعر بإذلالٍ لا يُوصف، عاد صوت أنس البارد المُحتقر إلى أذنيه."الفرق الأكبر بينك وبين سعيد هو أنه يحتقر استخدام الحيل لمنافستك على السيدة مريم؛ وإلا لما استطعت هزيمته."كانت هذه الكلمات متعالية للغاية، مما أزعج تامر بشدة.كشوكة انغرست في قلبه، تستفز أعماقه المظلمة التي يخفيها.كان يعلم جيدًا أنه حتى لو كان سعيد زير نساء، فإنه يعيش حياة منفتحة وهادئة.لكن من منظور آخر، لو وضع نفسه مكانه، لوجد أن شخصًا مثله لا يستطيع تحقيق ما يريده إلا بالحيل.وهل هذا خطأ؟"أنت لست مخطئًا، ولكن حتى لو كان سعيد مكانك
لو كان أي شخص آخر، لكان تامر قد ضلله تمامًا، بل وربما ظنّ أنه غير مخطئ، وأن الخطأ كلّه يقع على سعيد.لكن للأسف، لم يكن الشخص الواقف أمام تامر هو مريم، بل أنس العقلاني والهادئ للغاية."دكتور تامر، لقد أوضحتُ موقفي بالفعل. ولن أكرر كلامي. سأمنحك خمس دقائق للتفكير."بمعنى آخر، بمجرد أن يحسم أنس أمره، سيتمسك به مهما قال تامر، ولن يتردد الطرف الآخر إطلاقًا.اشتعل الغضب في صدر تامر، فقبض يديه بقوة."سيد أنس، ألم تحاول انتزاع السيدة لينا من وليد كما فعلتُ أنا آنذاك؟"إذا ذُكر الأمر مرة واحدة، فقد يُقال إنه غير مقصود، لكن المرة الثانية كانت استفزازًا صارخًا.أثارت كلمات تامر صراعًا لم يقتصر على اتهام سعيد زورًا، بل شمل أيضًا سخرية من شخصية السيد أنس.بينما منى، التي كانت وراء تعرف تامر ومريم، شعرت بالذعر لا إراديًا لأجله، وبادرت لتنبيهه قبل أن يغضب أنس."دكتور تامر، انتبه لكلماتك."كانت رسالتها الضمنية لتامر أن يعتذر للسيد أنس فورًا. لكن تامر تظاهر بعدم الفهم، وواصل تحديه لأنس وهو يطحن أسنانه."سمعتُ أن السيد وليد والسيدة لينا كانا حبيبين منذ الطفولة، عاشقين لا يفترقان، فلماذا تزوجتك إذًا؟""د
لو كانت هذه الكلمات من قبل، لمزقه أنس إربًا، لكن الآن وبعد أن حصل على لينا، أصبح أكثر هدوءًا."لا أحد يستطيع أن يكون وليد."كان يقصد أن وليد ليس سعيد؛ فهو لن يظهر أمامهما بعد زواجهما متوسلًا للمصالحة، وهذا التشبيه لا معنى له."إذن، هل يعتقد السيد أنس أيضًا أن تصرفات سعيد كانت خاطئة؟"كان تامر بارعًا في إيجاد جوهر المسألة؛ كان هذا السؤال صعبًا لدرجة أن حتى منى وسامح لم يستطيعا الإجابة عليه."لم أقل أبدًا أنه كان على حق."أراد تامر هذه الإجابة بالضبط، فارتسمت على وجهه ابتسامة منتصرة لا إراديًا."بما أن السيد أنس يعتقد أنه مخطئ، فلماذا تسبب المشاكل لي؟""لقد أتيت إليك لأنك اتهمت سعيد ظلمًا. دكتور تامر، من الأفضل أن تفهم الفرق."هو لا يهتم بعلاقته مع مريم؛ بل كل ما يهتم به هو أساليب تامر المُضللة التي تسببت في ظلم سعيد، لكن تامر أراد الخلط بينهما."سيد أنس، سبب استخدامي أساليب ملتوية لتوريطه هو استمراره في محاولة العودة إلى مريم. لهذا السبب لجأتُ إلى هذه الوسائل الحقيرة. لو لم أفعل، لكان قد استمر في الظهور حولي أنا ومريم. لديّ أسبابي، وعليه أن يتحمل العواقب. ألستُ محقًا؟"عند هذه النقطة، ف
تامر، ويده ملفوفة بطبقات من الضماد، دفع باب مكتب المديرة، فرأى أنس ببدلته السوداء.كان الرجل يستند إلى مكتب العمل، طويلًا ومستقيم القامة، يداه في جيبيه، وملامحه الجانبية تبدو وكأنها منحوتة بدقة.وجهه لا تشوبه شائبة، وملامحه حادة وواضحة كأنها لوحة، كأن الله قد خصّه بنعمة الجمال.ومع كل هذا، كانت حركاته تنضح بهالة رفيعة وهدوء نبيل، تمامًا مثل سعيد.عند رؤية أنس، لم يستطع تامر إنكار أنه أمام سعيد يشعر بالدونية، وأمام أنس يشعر بالخوف."أتدري لماذا استدعيتك؟"صوته البارد، وهالته الجليدية، وضغطه الهائل جعل تامر يشعر بضيق في التنفس.رفع عينيه ليلتقيا بنظرات أنس، مستشعرًا نية القتل المنبعثة من هاتين العينين الواسعتين."نعم."تحت نظرة الرجل الباردة، شعر تامر بالضغط، فقبض يديه بخفية، وتقدم خطوة ليقف أمام أنس."سيد أنس، هل جئت لتأخذ بثأر سعيد؟"كانت نظرة أنس، تحت رموشه الطويلة الكثيفة، تحمل قوة ثاقبة."الثأر لا يليق بالوصف. فقط أريد أن أسألك، دكتور تامر، كيف تعتزم تسوية حسابك على افترائك ضد سعيد؟"وكانت عيون أنس الغامضة الحادة تحمل عدائية واضحة.لم يستطع تامر الحفاظ على التواصل البصري مع هاتين ال






Ratings
reviewsMore