الفصل 7

"آنسة ليان، أهذه طريقتك في طلب المساعدة؟"

أغلق حاسوبه بهدوء، ونهض ليغادر: "لم أعد أرغب في الطلاق الآن. يمكنك الانصراف."

أمسكت ليان معصمه، وتراجعت نبرتها أخيرا: "هادي، لقد نفدت كل خياراتي."

لم تبك، فقط عضت شفتها، متوسلة إليه: "أوافق على الطلاق، لن أتعلق بك بعد الآن، ساعدني فقط..."

كانت هذه المرة الأولى التي تظهر ليان مثل هذا الضعف أمامه.

لكنه نفض يدها: "لكنني أرغب في موته أكثر من أي شخص آخر."

"هادي، لديك سوء فهم تجاهه، إنه والد زوجتك. أو، أخبرني بشروطك، ما الذي يجعلك تساعد؟"

تحول صوتها المحايد إلى رعشة خفيفة.

لم يلتفت، كان سترته الفاتحة معلقة على ذراعه.

صوت ارتطام.

التفت هادي عند سماع الصوت.

ها هي ليان، ابنة العائلة المغرورة، الابنة المدللة لزياد، تركع أمامه.

بدت الصدمة في عينيه، فحتى عندما كان مع نورهان، وعندما مارس العنف النفسي لإجبارها على الطلاق، لم تركع أبدا.

هل يعني هذا أن مكانة زياد في قلبها أهم من مكانته كزوج؟

كان رد فعله الأول أن يساعدها على النهوض، لكن عندما تذكر أنها ابنة عدوه، سحب قدمه التي كاد أن يتقدم بها، وابتسم ببرود: "ليان، من أجل زياد، تخليت حتى عن كرامتك."

"أمام حياة إنسان، الكرامة لا تساوي شيئا."

هذا ما كانت تؤمن به ليان حقا. في السابق، كانت تعتقد أن الكرامة وماء الوجه هما العمود الفقري للإنسان، لكن عندما أصيب والدها، ولم تستطع توفير المال، واضطرت للتوسل، أدركت كم كانت ساذجة.

عبس هادي وسار نحو النافذة الممتدة من السقف إلى الأرض.

في الخارج، بدأت الثلوج تتساقط دون أن يلاحظوا.

إذا لم تخنه الذاكرة، كان زياد يعشق تساقط الثلج.

"إذا أردت الركوع، فاركعي أمام مبنى برج الكمالي!"

استدار، ورأى أنها تجمدت في مكانها.

ظنت ليان أنها أخطأت السمع، اعتقدت أن ركوعها هنا كان كافيا.

عندما يتعلق الأمر بالقسوة، لا يضاهي هادي أحد.

"يبدو أن ذلك العجوز ليس بتلك الأهمية في قلبك." هز هادي رأسه وتنهد بسخرية، واستدار ليغادر.

"إذا ركعت، ستنقذ والدي؟"

"إذا أردت الركوع فاركعي، وإلا فارحلي! لماذا كل هذا الكلام الفارغ؟"

نفد صبر هادي تماما، وبدا متوترا وهو يعدل ربطة عنقه، ثم استدار ليغادر.

"كما تريد، سأركع."

ارتجفت قامة هادي فجأة. سيدة عائلة الكمالي المغرورة دائما، هل ستتنازل وتركع من أجل ذلك العجوز؟ كان مصدوما، مندهشا، وشعر بلذة الانتقام.

لقد تسبب زياد في مقتل عائلته بأكملها، والآن سيجعل ابنته المدللة تركع في الثلج لتكفر عن ذنوبهم.

أمام برج مجموعة الكمالي.

كان الثلج الأبيض يغطي كل شيء.

ركعت ليان على الأرض المغطاة بالثلج، والرياح الباردة تهب بلا توقف، وتساقطت رقائق الثلج على شعرها الأسود المجعد، وبمعطفها الرقيق، بدت ضعيفة ويائسة.

لكن ظهرها كان منتصبا.

نظراتها عنيدة وحازمة.

ظهرت مظلة حمراء كبيرة فوق رأسها.

عندما لم تعد تشعر بالثلج يتساقط عليها، تفاجأت.

لم تكن تعلم حقا، بعد كل ما حدث لعائلة الكمالي، من سيساعدها بحمل المظلة؟ من سيحميها؟ فكرت ليان طويلا، لكنها لم تتخيل أن يظهر شخص كهذا.

كان لديها صديقة مقربة في السابق، لكن نورهان أثارت الخلاف بينهما وتفرقتا.

هل يمكن أن يكون هادي؟ ربما كان يتحدث بغضب فقط، لكنه في الحقيقة لا يطيق رؤيتها تعاني أدنى ألم أو معاناة؟

عند هذه الفكرة، رفعت ليان عينيها بسعادة.