All Chapters of دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي: Chapter 1 - Chapter 10

20 Chapters

الفصل 1

هذا هو مخططها لمستقبلها.إنها تريد مغادرة هذا المكان نهائيا.سألت هالة طارق: "هل يمكنني الآن تغيير اسم جواز السفر؟""نعم، هذا هو إيصال تغيير الاسم، يمكنك التوجه إلى النافذة في الطابق السفلي لتحديث اسمك على الجواز."بأسرع ما يمكن، أنهت هالة طارق إجراءات تغيير اسمها في جواز السفر.أما باقي المستندات، كشهادات التخرج وسجل العائلة، فلم تغيرها.على أي حال، بعد أسبوع، ستكون قد غادرت بجواز سفرها الجديد، وستترك هويتها السابقة إلى الأبد، فهي لم تعد بحاجة إليها.عندما خرجت حاملة جوازها الجديد من قاعة الخدمات، كان المبنى الشهير لمدينة هيروم يقابلها مباشرة.وعلى شاشته الضخمة، كانت تعرض مقابلة مع كمال أمير، رئيس مجموعة رافان.لاحظت المذيعة بذكائها حركة يديه وسألته بابتسامة: "يا سيد كمال، ألاحظ أنك تلمس خاتمك باستمرار، ولكن... يبدو أنه مجرد خاتم فضي عادي، هل له أي معنى خاص؟"كمال أمير ابتسم بلطف، ورفع يده ليعرضه عليها: "هذا خاتم زواجي.""آه؟ عذرا، كنت أظن أنه بالنظر إلى ثروتك الحالية، لا بد أن يكون خاتم زواجك من الألماس، وبعيار مرتفع أيضا!"رد كمال: "لقد صنعته بيدي، قمت بصقله قطعة قطعة، ونقشت في داخل
Read more

الفصل 2

"نزع الخاتم""لكنني صنعته بيدي، إنه دليل حبنا، لماذا نزعته؟"أجابت هالة طارق ببرود: "لقد زاد وزني مؤخرا، ولم يعد مناسبا لي."عندها فقط هدأ وجه كمال أمير قليلا، واستعاد ابتسامته: "إذن، سأخذه إلى محل المجوهرات لتعديل المقاس.""سنرى لاحقا.""بالمناسبة، ما هذا الذي على الطاولة؟"أشار كمال إلى العلبة الفاخرة الموضوعة على الطاولة، وعيناه تلمعان بالمفاجأة: "هالة، هل هذه هدية لي؟"أومأت برأسها: "نعم."داخل العلبة، كان هناك قطعة فضية صغيرة.لقد أذابت خاتم زواجهما ووضعته بداخلها.لكن كمال بدا سعيدا للغاية: "ما المناسبة اليوم؟ لم تعتادي على تحضير الهدايا لي!"في تلك اللحظة، شعرت هالة بأن قلبها يبرد أكثر فأكثر."اليوم... ذكرى زواجنا."على الفور، تحولت ملامح كمال إلى السوء.حاول استرضاءها بصوت لين: "أنا آسف يا هالة. كنت مشغولا جدا بالعمل مؤخرا... ما رأيك أن نخرج الليلة للعشاء؟ سأحجز مطعما حالا...""لا داعي، لقد تناولت الطعام بالفعل.""إذن، فلنخرج لرؤية منظر الليل؟ نتمشى قليلا عند النهر؟""أنا متعبة، وأريد النوم."اقترب منها من الخلف واحتضن خصرها محاولا إقناعها: "تعالي يا هالة، لم نتمشى سويا منذ وقت
Read more

الفصل 3

كمال أمير أصيب بالذعر، فاندفع نحوها بقلق: "هالة، ماذا بك؟"كانت هالة طارق تتقيأ بشدة، واستغرقت وقتا طويلا قبل أن تستعيد توازنها.لم تستوعب الأمر.كيف يمكن لكمال أمير، الذي يحبها بهذا القدر، أن يخونها؟ألم يخش أن تكتشف الأمر؟أم أنه يعتقد أنه يخفي الأمر جيدا، ولديه الثقة الكاملة بأنه قادر على إخفائه عنها إلى الأبد؟مع نسمات الليل الباردة، استعادت هالة طارق بعضا من صفاء ذهنها.سألها كمال أمير بقلق: "هل أنت بخير يا هالة؟ إن كنت تشعرين بعدم الراحة، يمكننا الذهاب إلى المستشفى الآن.""لا داعي، ربما أكلت شيئا فاسدا أثناء العشاء.""إذا، تعالي إلى الشركة غدا لنتناول الطعام معا."ضحكت هالة طارق بسخرية.هل تريدني أن أذهب لأشاهدك أنت ومايا هادي تمارسان الخيانة في مكتبك؟فجأة، خطرت لها فكرة لتلعب معه لعبة صغيرة."حسنا، سأذهب معك إلى الشركة صباحا، وأبقى بجانبك أثناء العمل، ثم نتناول الغداء معا، ونعود إلى المنزل مساء."لم يتوقع كمال أمير أن توافق، فتغيرت تعابير وجهه قليلا وأصبح مترددا: "لكن لدي الكثير من العمل مؤخرا، قد لا أتمكن من البقاء معك طوال الوقت.""لا بأس، قم بعملك، وسأنتظرك في مكتبك حتى تعود
Read more

الفصل 4

بعد الإفطار، ذهب الاثنان معا إلى الشركة.لكن هالة طارق شعرت بالضيق من المقعد الأمامي، لذا أصرت على الجلوس في الخلف.قالت: "أشعر بدوار السيارة، المقعد الخلفي أكثر راحة، ويمكنني الاستمتاع بالهواء."لم يجادلها كمال أمير: "حسنا، سأحاول القيادة بهدوء."عند بوابة الشركة، سارع كمال أمير لفتح باب السيارة لها.وعندما نزلت، وجدت نفسها مرة أخرى تحت أنظار الموظفين في ساعة الذروة.حتى أن بعض كبار المديرين ركضوا إليها بابتسامات متملقة:"هل جاءت السيدة؟ السيد كمال يذكر دائما أنك تحبين شاي الحليب، سأذهب فورا لشرائه لك."وأضاف آخر: "أما أنا فسأجلب لك بعض الحلويات الصغيرة."ضحك كمال أمير مازحا: "لا تطعموها أكثر، هالة اكتسبت وزنا مؤخرا لدرجة أن خاتم الزواج لم يعد يناسب إصبعها."فرد أحدهم سريعا: "هذا غير صحيح، السيدة تبدو نحيفة جدا، لا بد أن المشكلة في الخاتم، لقد انكمش!"ضحك الآخر: "اذهب، اذهب! تملقك واضح جدا! منذ متى كانت الفضة تنكمش؟"وأضاف آخر بمكر: "أنت لا تفهم! السيد كمال يعشق السيدة، طالما أنها سعيدة، فسيكون هو سعيدا أيضا، وهذا يعني أن حياتنا ستصبح أسهل!"ضحك كمال أمير بلطف: "حسنا، حسنا، لقد عرفتم ن
Read more

الفصل 5

قالت هالة: "إنها صديقة لي، فقدت جواز سفرها وسألتني عن طريقة استخراجه مجددا."تقدم كمال أمير بخطوتين وعانقها بإحكام: "لقد أخفتيني! ظننت أنك ستغادرين إلى الخارج دون أن تأخذيني معك."أدارت هالة رأسها وتقيأت مجددا.كان جسده يفوح برائحة حلوة نفاذة ممزوجة برائحة مريبة.وكانت تمتزج بها رائحة عطر نسائي.مسح كمال أمير على ظهرها بقلق وقال بحنان: "ماذا قدموا لك هذه المرة؟ لقد أكدت لهم ألا يعطوك أي شيء يزعج معدتك! انتظري، سأطردهم جميعا!"هذه المرة، دفعت هالة كمال بعيدا بكل قوتها."اطرد من شئت، لكن لا تتذرع بأنك تفعل ذلك من أجلي، حسنا؟!"تفاجأ كمال أمير من انفجارها المفاجئ: "هالة، هل أنت غاضبة مني؟ هل لأنني كنت مشغولا طوال اليوم ولم أكن معك؟"قال: "إذن، غدا سأؤجل كل أعمالي وسأكون معك فقط، حسنا؟"ضحكت هالة بسخرية من شدة الغضب."ستكون معي فقط؟""نعم، سأكون معك وحدك."أخذت هالة نفسا عميقا وزفرته ببطء: "أتمنى أن تفي بوعدك."في تلك الليلة، وبشكل مفاجئ، بدأ المطر يهطل بغزارة.ومنذ عودتها إلى المنزل، لم تتوقف هالة عن التقيؤ.حاول كمال أمير الاقتراب منها، لكنها صدته بقوة: "لا تقترب مني! رائحتك تجعلني أشعر
Read more

الفصل 6

مايا هادي لا تزال ترسل المزيد من الرسائل بلا توقف."مايا: بالمناسبة، انظري إلى هذا. " "صورة، إنها نتيجة فحص السونار الخاصة بي، أنا حامل."قامت هالة بتكبير الصورة، وأخيرا رأت بوضوح السطر الأول في تقرير الفحص."الجنين في الأسبوع الثامن، وهناك خطر الإجهاض.""مايا: بالأمس قضينا الليل على السطح، وجربنا كل الأوضاع الممكنة. ربما كنا عنيفين بعض الشيء، لذا هناك خطر الإجهاض. آه، كله خطؤه، يقول إنه معك في المنزل يكون مثل سمكة ميتة، لكن معي يريد القليل من الإثارة.""مايا: قال الطبيب إنه سواء قررت الاحتفاظ بالجنين أو إجراء الإجهاض، فلا بد من توقيع والد الطفل، لذا لم يكن أمامي خيار سوى استدعائه. ففي النهاية، أليس طفله أهم من مجرد التهاب في المعدة؟ ما رأيك؟"استقلت هالة سيارة أجرة بنفسها وغادرت المستشفى.ذهبت إلى مكتب محاماة."مرحبا، أريد توكيل مكتبكم لصياغة اتفاقية طلاق."لم تطلب أي شيء، وكان المحامي محترفا للغاية.بعد نصف ساعة، حصلت على نسخة كاملة من اتفاقية الطلاق.أخبرها المحامي: "لا تحتاجين إلى توقيع الزوج، بمجرد أن تكونا منفصلين لمدة عامين، ستصبح هذه الاتفاقية سارية تلقائيا."عندما خرجت هالة وه
Read more

الفصل 7

تبقى ثلاثة أيام على إقلاع الطائرة.أرسلت مايا هادي صورة لكمال أمير وهو يشوي على الشاطئ."مايا: احتفالا بحملي بطفله، كافأني برحلة إلى جزر ماراف~ قال إن الحمل متعب بالنسبة لي، لذا طلب مني أن أستلقي وأنتظر الطعام فقط."لم ترد هالة طارق، بل رتبت لقاء أخيرا مع بعض صديقاتها المقربات.فقد لا يكون هناك فرصة للقاء بهن مجددا في المستقبل.في هذا اللقاء، استمتعت هالة كثيرا.تبقى يومان على إقلاع الطائرة.أرسلت مايا هادي مرة أخرى صورة لكمال أمير وهو يقرأ كتابا، وكان عنوان الكتاب "دليل التعليم المبكر للأطفال"."مايا: الأب الجديد مهتم جدا بتعليم طفله! رغم أنه لا يزال مجرد "حبة فاصولياء" في بطني، إلا أن والده يتحدث إليه عبر بطني كل يوم."لم ترد هالة طارق مجددا، بل ذهبت إلى البنك، وحولت كل أموالها إلى نقد بالدولار، ثم أغلقت جميع حساباتها المصرفية.تبقى يوم واحد على إقلاع الطائرة.هذه المرة، أرسلت مايا هادي مقطع فيديو.في الفيديو، ظهر عرض مذهل من الألعاب النارية الرومانسية على البحر.ظهرت مايا وهي تبكي متأثرة، بينما احتضنها كمال أمير بلطف ليواسيها قائلا: "لماذا تبكين؟ لا يزال هناك المزيد من المفاجآت في ا
Read more

الفصل 8

كمال أمير أنهى المكالمة دون أن يشعر بأي شيء غير عادي.أما مايا هادي، فلم تكن سعيدة على الإطلاق: "الأيام التي ستكون فيها ملكي وحدي أوشكت على الانتهاء، وبعدها سنعود للاختباء من جديد."استمع كمال أمير إلى كلامها، ثم رد عليها بلهجة تحذيرية: "لا تدعي هالة تلاحظ أي شيء غير طبيعي، وإلا فأنت تعلمين العواقب."قالت مايا ودموعها تكاد تنهمر: "حسنا، حسنا، فهمت، لقد كررت هذا الكلام مئات المرات."عندما رآها على وشك البكاء، انحنى كمال أمير ليراضيها: "أنت حامل، من الأفضل ألا تبكي، هذا ليس جيدا للطفل.""لقد كنت قاسيا معي.""حسنا، سأعوضك بذلك. أي حقيبة أعجبتك؟ سأشتريها لك."رفعت مايا رأسها ونظرت إليه: "لنعد إلى الشركة، لنقضي وقتا معا قبل أن تعود إلى المنزل."تردد كمال أمير قليلا: "لقد أخبرت هالة أنني سأكون في المنزل خلال ساعتين، لن يكون هناك وقت كاف.""قل لها إن هناك ازدحاما في الطريق، فالطريق السريع المؤدي إلى المطار غالبا ما يكون مزدحما."نظر كمال أمير إلى ساعته، وما زال مترددا.لكن مايا لم تنتظر، بل أمسكت بعنقه وقبلته على شفتيه.في البداية، حاول كمال أمير إبعادها قليلا، لكنه سرعان ما استسلم واحتضنها،
Read more

الفصل 9

التزمت مايا هادي الصمت بامتعاض.لقب زوجة كمال وثروة كمال أمير سيصبحان لها عاجلا أم آجلا، فالعجلة لا تأتي بنتائج جيدة، ولهذا قررت التحلي بالصبر هذه المرة.لم يعد كمال أمير إلى المنزل خلال النهار منذ مدة، وعندما وقف داخل الفيلا المألوفة، شعر بغرابة وانتعاش غير معتادين. ولهذا السبب يقال إن الفراق القصير يجعل اللقاء أكثر حلاوة، ولهذا شعر وكأنه يعيش لحظة شبيهة بشهر عسل جديد."يا هالة، لقد عدت." نادى باسمها بخطوات خفيفة وهو يعبر الحديقة متجها إلى غرفة المعيشة.كانت الأزهار والأشجار في الحديقة مشذبة بعناية، والأثاث داخل المنزل مرتب كما هو، نظيف بلا ذرة غبار، مما يعكس ذوق صاحبة المنزل ورقيها.كل هذا بفضل هالة طارق.أراد كمال أمير أن يحتضنها ويقول لها "شكرا لتعبك، سيدتي"، لكنه لم يجد أثرا لها في المكان. فتوجه نحو العاملة المنزلية التي كانت تعمل في المنزل وسألها: "أين السيدة؟ هل خرجت؟"في العادة، في مثل هذا الوقت، كانت هالة طارق تبقى في المنزل.نظر الخدم إلى بعضهم البعض في حيرة، ولم يستطع أحدهم تحديد مكانها. "لا نعلم، لم نرها منذ صباح اليوم."شعر كمال أمير بعدم الارتياح وسألهم بحدة: "حتى إفطارها
Read more

الفصل 10

كلما فكر كمال في الأمر، ازداد قلقه. كان يخشى أن تكون قد غادرت تحت تأثير لحظة غضب، وأن تكتشف لاحقا أنها نسيت شيئا مهما أثناء إقامتها في فندق، أو أن تواجه أي صعوبات مادية خلال رحلتها. لذا، جلس مباشرة بجانب الأرجوحة، وسجل الدخول إلى حسابه المصرفي ليحول لها المال.لم ينتبه حتى للمبلغ الذي أدخله، كل ما أدركه أنه أضاف عدة أصفار، فقد كان قلقا حقا من أن تواجه صعوبات أثناء وجودها بالخارج، غير مدرك أن هالة لم تكن بحاجة إليه ليعيلها من الأساس.لم يمر وقت طويل حتى تلقى مكالمة من موظف البنك: "سيد كمال، جميع عمليات التحويل التي أجريتها قد فشلت."كان كمال على حافة الانهيار، ولم يعد يحتفظ بذرة من هدوئه المعتاد، فسأل مباشرة: "هل المشكلة في حد التحويل أو عدد العمليات؟ يمكنني تأكيد أنني من يقوم بالتحويل، إذا كنتم بحاجة إلى رمز تحقق أو توقيع، فسأقدمه فورا! أريد تحويل المال لزوجتي!"لم يعد يتذكر متى كانت آخر مرة حول فيها المال لهالة بنفسه، وكأن الثروة والمكانة المتزايدة قد جعلته يتخلى تدريجيا عن العديد من التفاصيل الصغيرة في حياته.حتى ذكرى زواجهما كانت ترتب بواسطة شركة تنظيم، والهدايا يشتريها مساعده، أما
Read more
PREV
12
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status