Share

الفصل 3

Author: لانغ تيان بو يون
كمال أمير أصيب بالذعر، فاندفع نحوها بقلق: "هالة، ماذا بك؟"

كانت هالة طارق تتقيأ بشدة، واستغرقت وقتا طويلا قبل أن تستعيد توازنها.

لم تستوعب الأمر.

كيف يمكن لكمال أمير، الذي يحبها بهذا القدر، أن يخونها؟

ألم يخش أن تكتشف الأمر؟

أم أنه يعتقد أنه يخفي الأمر جيدا، ولديه الثقة الكاملة بأنه قادر على إخفائه عنها إلى الأبد؟

مع نسمات الليل الباردة، استعادت هالة طارق بعضا من صفاء ذهنها.

سألها كمال أمير بقلق: "هل أنت بخير يا هالة؟ إن كنت تشعرين بعدم الراحة، يمكننا الذهاب إلى المستشفى الآن."

"لا داعي، ربما أكلت شيئا فاسدا أثناء العشاء."

"إذا، تعالي إلى الشركة غدا لنتناول الطعام معا."

ضحكت هالة طارق بسخرية.

هل تريدني أن أذهب لأشاهدك أنت ومايا هادي تمارسان الخيانة في مكتبك؟

فجأة، خطرت لها فكرة لتلعب معه لعبة صغيرة.

"حسنا، سأذهب معك إلى الشركة صباحا، وأبقى بجانبك أثناء العمل، ثم نتناول الغداء معا، ونعود إلى المنزل مساء."

لم يتوقع كمال أمير أن توافق، فتغيرت تعابير وجهه قليلا وأصبح مترددا: "لكن لدي الكثير من العمل مؤخرا، قد لا أتمكن من البقاء معك طوال الوقت."

"لا بأس، قم بعملك، وسأنتظرك في مكتبك حتى تعود."

"... حسنا، كما تشائين."

عند عودتهما إلى المنزل، بادر كمال أمير إلى تحضير ماء الاستحمام لها، لكنه تصرف بطريقة غير معتادة وأغلق باب الحمام خلفه.

أما هالة طارق، فنزلت إلى الطابق السفلي وعادت إلى السيارة.

بمجرد تشغيل السيارة، ظهرت أحدث رسائل المحادثة على الشاشة.

كمال أمير: هناك تغيير في الخطة، لا يمكننا أن نلتقي في المكتب غدا.

القطة الشرهة مايا: آه، هذا محبط قليلا.

كمال أمير: لا تحزني أيتها القطة المشاغبة، سأصطحبك إلى سطح المبنى، سيكون أكثر إثارة.

القطة الشرهة مايا: هههه، أنت الأفضل يا حبيبي.

عندما عادت هالة طارق إلى غرفة النوم، خرج كمال أمير من الحمام في نفس اللحظة: "يا هالة، الماء جاهز، يمكنك أخذ حمام دافئ الآن."

"لا، أشعر بالتعب، سأرتاح فقط."

"حسنا، إن كنت متعبة، فاذهبي للنوم. بالمناسبة، الهدية التي وضعتها على الطاولة، هل يمكنني فتحها الآن؟"

قالت هالة طارق: "افتحها بعد أسبوع."

"لماذا يجب أن أنتظر أسبوعا؟ أريد أن أرى الآن ما الذي جهزتيه لي حبيبتي هالة."

"لأن..."

لأنني بعد أسبوع، سأرحل عنك إلى الأبد.

"لأن هذه الهدية لن يكون لها معنى إلا بعد أسبوع."

قام كمال أمير بطبع قبلة خفيفة على جبينها: "حسنا، كما تريدين."

في الصباح الباكر، حوالي الساعة السادسة، بدأ هاتف كمال أمير بالرنين.

أطفأه وعاد ليحتضن هالة طارق: "تجاهليه، دعينا ننام قليلا بعد."

لكن الهاتف لم يتوقف عن الرنين مجددا.

عقد كمال أمير حاجبيه بانزعاج: "الوقت لم يحن حتى للعمل، لماذا يلحون بهذا الشكل؟ سأطرد هؤلاء المديرين غير الأكفاء يوما ما!"

أطفأه مرة أخرى.

عندما رن الهاتف للمرة الثالثة، نهض كمال أمير منزعجا: "يا هالة، واصلي النوم، سأرى ما هي المشكلة العاجلة التي جعلتهم يزعجونني في هذا الوقت."

ردت هالة طارق بصوت خافت: "حسنا."

استدارت بجسدها، وأعطته ظهرها.

خرج كمال أمير من غرفة النوم وهو يحمل هاتفه.

لكن سرعان ما ظهر عند الباب الرئيسي في الطابق الأول.

كان هناك شاب توصيل يرتدي ملابس صفراء، ناوله كيسا صغيرا.

أخذه كمال أمير، لكنه عاد إلى الداخل ويداه فارغتان.

سألته هالة طارق: "هل الأمر في الشركة خطير؟"

رد كمال أمير: "ليس كثيرا، لا تقلقي يا هالة، ارتاحي وسأحضر لك الفطور."

لم يعرف إن كان يشعر بالذنب أو قلقا حقا من أنها أكلت شيئا فاسدا، لكنه أعد إفطارا غنيا للغاية.

حليب، بيض، خبز، مربى، وحتى عصيدة الشوفان التي تحبها.

"من الآن فصاعدا، لا يمكنك تناول أي شيء غير صحي، سأوظف لك طاهية تأتي يوميا لتحضير الطعام لك."

"لا داعي."

"كوني مطيعة، يا هالة، أريدك أن تستمعي لي، وإلا لن أستطيع الذهاب إلى العمل وأنا مطمئن."

"يا كمال، هل يمكنني أن أسألك سؤالا؟"

"بالطبع، اسألي ما شئت."

وضعت هالة طارق السكين والشوكة برفق، وسألت ببرود: "هل تعتقد أن الملل بعد سبع سنوات من الزواج أمر حقيقي؟"

أظهر كمال أمير تعبيرا مفعما بالاشمئزاز العميق على الفور: "هذا مجرد عذر للرجال الخائنين، أما أنا، فمختلف تماما. في هذه الحياة، لا أحب سوى هالة وحدها."

"تحبني وحدي طوال حياتك؟"

"نعم."

"وماذا لو وقعت في حب امرأة أخرى؟"

"حينها، فليصبني البرق من السماء وليكن مصيري أسوأ نهاية ممكنة!"

ابتسمت هالة طارق بسخرية: "قسم بهذه الخطورة، ألا تخشى أن يتحقق فعلا؟"

"كل ما قلته هو حقيقي، فلماذا أخاف؟"

أمسكت هالة السكين والشوكة مجددا، وبدأت في دهن المربى على الخبز.

قال كمال أمير: "يا هالة، عليك أن تثقي بي."

لكنها ردت ببساطة: "تناول طعامك."

"ما زلت لا تصدقيني؟ هل يجب أن أخرج قلبي أمامك حتى تثقي بي؟"

"هناك أشخاص في الشركة بانتظارك، لا تتأخر."

شعر كمال أمير أخيرا بالراحة، وجلس مقابلها: "فلينتظروا قليلا، حفنة من الفاشلين، سأطردهم جميعا عاجلا أم آجلا."

"لكن، هل يمكنك حقا التخلي عنها؟"

ما قالته هالة كان "هي"، وليس "هم".

لم تكن تعلم إن كان كمال أمير قد فهم المغزى أم لا، لكنها سمعت فقط قوله: "باستثناءك، لا يوجد شيء يصعب علي التخلي عنه."

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 20

    عقله كان قد انهار تماما تحت وطأة اليأس، ولم يستفق إلا عندما أعطاه المتصل عنوانا غامضا داخل البلاد. ضحك بمرارة، ثم أغلق الهاتف.لم يكن الأمر مفاجئا، فقد كان كاذبا آخر يحاول الاحتيال عليه.لكنه لم يكلف نفسه عناء التحقق أو المواجهة، فقد استنزفت قواه تماما.منذ ذلك اليوم، لم تتوقف المكالمات المشابهة.كل شخص يدعي أنه رأى هالة في مكان ما، ثم يطلب مبلغا من المال مقابل المعلومة.رغم أنه كان يعلم أن معظمهم مجرد محتالين، إلا أنه كان يدفع لهم المال بلا تردد.متعلقا ولو بأمل ضئيل في العثور عليها.ذهبت كل تلك الأموال هباء، ولم يحصل على أي أثر لهالة. حتى عندما طلب البعض لقاءه شخصيا، كان يذهب بلا تردد.في خضم هذه الفوضى، بعض النساء بدأن بالاقتراب منه، كل واحدة منهن متأنقة بإفراط، وكلهن يحملن نوايا خفية. إحداهن لم تتردد في القول مباشرة: "سيد كمال، لدي العديد من الصديقات، وإذا كنت تشعر بالوحدة، يمكننا أن نبقى بجانبك."لقد أصبح محط أنظار بائعات الهوى.لم يعرهن أي اهتمام، وكان رده الوحيد كلمة واحدة: "اخرجن". وبمرور الوقت، حتى المحتالون توقفوا عن الاتصال به. صار هاتفه صامتا، أكثر هدوءا من صاحبه نفسه.مر ش

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 19

    كانت الأوراق المتناثرة على الأرض من نفس نوعية الورق الذي استخدمته هالة في رسائلها إليه. أحضر دفاترها غير المكتملة من مكتبة المنزل إلى غرفته، ثم راح يكتب فيها لعدة أيام دون توقف.في هذه اللحظات، فقد الزمن معناه.أجهشت والدته بالبكاء قائلة: "هالة لا تريد رؤيتك أبدا، فما الفائدة من ملء غرفة كاملة برسائل الاعتذار؟!يجب أن تقول لها هذه الكلمات بنفسك!"توقف كمال لحظة، بدا وكأنه يفكر في كلمات والدته، ثم أدرك منطقيتها، لكنه كان غارقا في دوامة هوسه، غير قادر على التراجع. رفع عينيه المتورمتين من قلة النوم، وأصر قائلا: "ستعلم بذلك، ستعرف كم ندمت... وحين أنهي هذه الكلمات كلها، ستسامحني، نعم، يجب أن أكتب بصدق..."كان صوته مبحوحا، لكن نبرته حملت حدة غير طبيعية، وعيناه تشعان بجنون غير مألوف. توقف للحظة فقط، ثم انقض على دفتره كمن يخشى أن ينتزع منه، وراح يكتب بيد مرتعشة، يتمتم بصوت خافت، وكأنه في عالم آخر:"يا هالة، لقد أخطأت... ستسامحينني، أليس كذلك؟ إن أكملت كتابة هذه الدفاتر، ستعودين، ستغفرين لي... أنا آسف..."ظل كمال يردد هذه الكلمات بلا كلل أو ملل.نظرت والدته إليه وبدا وكأنه فقد عقله، فانهارت بالب

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 18

    كان مشتعلا بالقلق، لكن التأشيرة وتذكرة السفر لم يكونا شيئا يمكن ترتيبه على الفور.عندما وطأت قدماه أرض مملكة نوفان، ثم تمكن عبر السفارة والشرطة المحلية من العثور على مكان هالة، كان قد مر بالفعل ثلاثة أيام.طرق كمال أمير باب الشقة، ونادى باسم "هالة" وهو يهم بالدخول، لكنه توقف فجأة عندما اعترضه المالك الذي كان ينظف المكان، وسأله بحذر: "من أنت؟""أنا أبحث عن هالة." قال ذلك، لكنه تذكر أنها تستخدم اسما إنجليزيا هنا، فاستدرك سريعا، "إنها زوجتي، وقع بيننا سوء تفاهم، وأريد أن أوضحه لها."أشار المالك بيده نافيا: "الشخص الذي تبحث عنه ليس هنا.""اسمها هالة، وإنه نفس الاسم بالحروف الإنجليزية."لكن المالك بقي على موقفه: "المستأجرة هنا تدعى رحيل، وليس الشخص الذي تتحدث عنه، يبدو أنك أخطأت العنوان."رحيل؟تجمد كمال في مكانه، غارقا في الحيرة."هل أنت متأكد من أنك لم تخطئ؟"بدت ملامح المالك غير راضية: "إذا كنت لا تصدقني، فهذا شأنك."ثم هم بإغلاق الباب.لكن كمال لم يكن مستعدا للتخلي عن الخيط الوحيد الذي بين يديه، فأخرج مبلغا من المال وقال: "اعتبر هذا مكافأة مني، فقط أخبرني متى استأجرت المكان؟ وهل تواصلت

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 17

    تقدمت سيدة انفصلت مؤخرا عن زوجها الخائن، غاضبة بسبب كرهها للخيانات، واعترضت طريقها وهي تصرخ: "أنت شابة صغيرة، ألا يوجد شيء آخر تفعلينه غير تدمير بيوت الآخرين؟ تبا لك، أيتها الثعلبة المخادعة!"عندما رأت مايا هادي أن هذه السيدة الغريبة تهاجمها أيضا، لم تبق صامتة بل ردت بسخرية: "يا خالة، بمظهرك هذا، حتى لو أردت أن تكوني ثعلبة مخادعة، لما استطعت! هل تهاجمينني لأنك لم تستطيعي الاحتفاظ بزوجك وتم التخلي عنك؟""تبا لك! هذا أفضل من أن تطردي شبه عارية من منزل رجل لا يريدك!" صرخت السيدة غاضبة وهي تحاول الإمساك بها.تحول المشهد إلى فوضى عارمة في لحظة.كانت هذه السيدة تسكن في الحي، ولم يمض وقت طويل حتى استدعت مجموعة من جاراتها، وبدأن جميعا في توبيخ مايا هادي ووصفها بأنها امرأة بلا خجل. أما المارة الذين كانوا يتابعون المشهد، فبدأوا بدورهم في استدعاء الآخرين لمشاهدة هذه الفضيحة، وسرعان ما تجمع عدد كبير من الناس.كان الصخب عاليا لدرجة أن من في الفيلا يمكنهم سماعه، لكن كمال أمير تجاهل كل شيء تماما، غارقا في أفكاره، ولم يبد أي نية للخروج.مهما كانت بارعة في الصراخ والجدال، لم تستطع مايا هادي مواجهة هذا

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 16

    "أنت لا تملكين الحق في تقييم هالة طارق، ثم إن فضح الأمر كان حلمك الذي طالما سعيت إليه، أليس كذلك؟ لقد التقطت لي صورا واضحة جدا، بينما كنت حريصة على ألا تظهري في أي منها. لا تظني أنني لا أعلم، لقد خططت منذ زمن لاستخدام هذه الطريقة لإجباري على قبولك."الآن أصبح في غاية الوضوح، لكنه تأخر كثيرا.حاولت مايا هادي أن تنكر مجددا، لكنه كان يمقتها بشدة ولم يشأ أن يمنحها أي فرصة. رفع هاتفه على الفور واتصل بحراس الأمن في الفيلا، وأمرهم: "خذوا من لا ينبغي أن تكون هنا بعيدا."كان أفراد الأمن في حالة تأهب على مدار الساعة، وبمجرد تلقيهم الأوامر، هرعوا إلى المكان.رفضت مايا هادي المغادرة واستمرت في المقاومة بشدة: "كمال، أنت من دعاني إلى هنا، إذا كنت تريدني أن أرحل الآن، فسأرحل فورا، لكن لا يمكنك معاملتي بهذه الطريقة..."أدار كمال أمير ظهره لها وتوجه نحو المنزل دون أن يلتفت، تاركا خلفه عبارة واحدة: "لا تدعيني أراك مجددا.""كمال——"تم جر مايا هادي إلى خارج بوابة الفيلا، وشاهدت بعينيها الباب الحديدي المزخرف يغلق أمامها، وكأن حياة الثراء والرفاهية تبتعد عنها. بدأت تصرخ بصوت باك:"كمال، حتى من دوني، ستنفصل

  • دفء الشتاء: شعور بالانتماء في بلد أجنبي   الفصل 15

    أساءت مايا هادي فهم قصده تماما، وارتمت في أحضانه وهي تضحك بمكر قائلة: "أليس هذا أكثر إثارة؟ كمال، نحن... آه! ماذا تفعل!"لم تكمل جملتها، حتى انتزع كمال أمير ثوب النوم عنها بغضب لا يمكن كبحه.لم يعر كمال أمير أي اهتمام لصراخها الحاد، ولم يتوقف حتى ألقى بثوب النوم على الأرض. طوال الوقت، لم يوجه إليها حتى نظرة واحدة.أما الخدم، فكانوا يعملون فقط لكسب رواتبهم، ولم يكن أي منهم يرغب في رؤية مثل هذا المشهد، لذا فروا جميعا بأسرع ما يمكن متجهين إلى الحديقة.شحب وجه مايا هادي في البداية، لكنها سرعان ما لاحظت أن لا أحد غيرهما في المكان، فضحكت بميوعة قائلة: "آه، وكأنني لا أفهم ما تريده! لماذا أنت عنيف هكذا؟"وبينما تتحدث، اقتربت منه أكثر، محاولة الارتماء في أحضانه دون أدنى محاولة لإخفاء نواياها.لطالما كانت علاقتهما قائمة على الرغبة فقط، بلا أي مشاعر حقيقية، لذا لم يكن هناك مجال للخجل أو الحياء. بالنسبة لها، ما يهم هو إرضاؤه، لأن ذلك يعني المزيد من المال.لم يكن يهمها إن كان يعتبرها مجرد لعبة أم عشيقة، طالما أنها ستحصل على لقب زوجة كمال وثروته.كانت مايا لا تزال غارقة في حلمها بالزواج من رجل ثري،

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status