"لم يلتفت تامر إلا عندها ببطء، وقد اختفى من عينيه ذلك التراخي السابق، وحلّ مكانه شيء من البرود.قال: "هل نسيتَ؟"انطلق صوت القدّاحة فجأة، وانبثق لهبها سريعًا، كاشفًا بوضوح ما في عيني تامر من ازدراء وحدة.لكن انطفأ اللهب في اللحظة التالية.سريعًا إلى حدّ أن سامي ظنّ للحظة أنّه توهّم ما رآه.قال تامر: "هي صاحبة قلبٍ رقيق، وتعيش تحت سقف غيرها، ولا تملك حق العتاب، أما أنت بوصفك أخًا لها، فهل اخترت أن تخدع نفسك أيضًا؟"تجمّدت يد سامي الممسكة بالكأس فجأة.وتأكد تمامًا، أن ما رآه قبل قليل، لم يكن وهمًا.وسامي في نهاية الأمر، هو أحد أبناء مدينة البحر المدلَّلين منذ طفولته، فكان من الطبيعي أن يشعر بالاستياء من هذا الكلام اللاذع.قال: "أنا أعرف أختي جيدًا، وهي لم تكن يومًا ممّن يُغرقون أنفسهم في المتاهات."ابتسم تامر دون تعليق.ارتشف سامي جرعة من شرابه، ثم قال: "أنت لا تعرفها أصلًا."رفع تامر حاجبه قليلًا، وأجاب بلا مبالاة: "صحيح… لا أعرف."لكنّه تذكّر تلك الليلة القائظة حين كان في الثامنة عشرة، حين انقطعت الكهرباء عن المدينة بأكملها، وتعطّل تكييف الفندق، كانا ممدّدين على السرير وجسديهما يكسوهما
Baca selengkapnya