ما إن توقفت السيارة حتى هطلت أمطار غزيرة في الخارج.بعد خمس سنوات، عادت سلوى إلى هذا المكان الذي تعرّضت فيه في أيام الثانوية لعامٍ كامل من التنمّر.واليوم، عليها أن تواجه الشخص الذي تنمّر عليها.حيث كان أصل تلك الحادثة، أخوها في أسرة الإيواء… سامي رياض.مرّت أنامل سلوى بلا وعي على الندبة في داخل معصمها.مضي خمس سنوات.أصبحت هذه المدينة أكثر بذخًا وبريقًا من وقت رحيلها، لكن طابعها الرمادي الباهت بقي كما هي.وكما دائمًا، تمنح المرء شعورًا بالاختناق.استعادت سلوى وعيها، ضمّت ياقة معطفها البيج، أخذت نفسًا عميقًا، فتحت المظلّة، نزلت من السيارة، وسارت نحو قاعة الحفل.قال لها طبيبها النفسي: إذا أرادت الشفاء التام، فعليها مواجهة أكثر ما كان يخيفها في الماضي.لذلك، كان لا بدّ أن تأتي."سلوى ؟"سمعت من ينادي اسمها."هذه أنتِ حقًا، سلوى!"استدارت، فرأت فتاة ترتدي سترة بلون الكستناء تركض نحوها بخطوات سريعة.احتاجت سلوى ثلاث ثوانٍ لتتذكر اسم الفتاة في ذاكرتها.ريم شوقي، واحدة من القلائل الذين كانوا لطفاء معها في الثانوية."حقًا أنتِ! لقد تغيّرتِ كثيرًا، ظللت أنظر إليك طويلًا ولم أجرؤ على التأكد!"
اقرأ المزيد