في طريق العودة إلى المنزل، اتصل يوسف بمساعده وطلب منهم البحث عن ريما ووالدتها.عندما وصل إلى البيت، كان مظلما تماما، وحين أضاء الأنوار، شعر بفراغ مخيف يحيط به.وفي غرفة النوم في الطابق العلوي، رأى حقيبة سفر لم تكمل ريما ترتيبها.ورغم ذلك، أدرك أنها تركت كل ما اشتراه لها وكل ما من عائلة التميمي، لم تأخذ شيئا معها، أرادت قطع كل صلة بالعائلة أو بالأحرى به.شعر وكأن خنجرا خفيا اخترق صدره، كل نفس كان يؤلمه بشدة.رن هاتفه حينها، فتجمد لحظة ثم سارع بالرد: "ما الأخبار؟ هل وجدتها؟"قال المساعد بصعوبة: "اكتشفنا أن هوية الآنسة ريما قد ألغيت، والسيدة حسان، مثبت وفاتها رسميا."ضاقت حدقتاه بدهشة: "ماذا قلت؟!"كرر المساعد كلماته، فقال يوسف بصوت عميق: "تحققوا فورا من سبب الوفاة، واعثروا على ريما بسرعة."كان يعلم مدى أهمية والدتها لها، لذلك ازدادت حاجته لإيجادها، لم يستطع تخيل كيفية مواجهتها كل هذا وحدها، فاشتد الوجع في صدره عندما فكر في الأمر.قضى يوسف الليل بأكمله دون غمضة عين، ينتظر الأخبار بقلق متلهف.جاء الصباح دون أن ينبثق ضوء الفجر، بل غطت السماء غيوم ثقيلة تنذر بعاصفة وشيكة.أضاء الهاتف الموضوع
Read more