صدر عنه صوت خافت وعميق جعلها تلقي عليه نظرة مستغربة: "أليس رداءك..."في اللحظة التي التقت فيها شفتاهما، شعرت يارا برأسها ينفجر.مرت ثوانٍ، وأفقدها ذلك الحضور القوي والمسيطر القدرة على الكلام، ولم يبق لها إلا أن تستسلم بصمت لكل ما يُقدّمه لها.كانت ذكريات تلك الليلة مضطربة للغاية؛ ولم تستعد وعيها الكامل إلا عند ظهر اليوم التالي.وجدت نفسها على سرير غرفة النوم الرئيسية، تحدّق في الفراغ. لقد قررت الرحيل بالفعل، فكيف انتهى بها الأمر متورطةً معه مرةً أخرى؟كانت جراحها قد أُعيد تضميدها، وجسدها النظيف دلّ بوضوح على أن أحدهم اعتنى بها أثناء غياب وعيها.وفي المساء، ذهبت يارا إلى الحانة لتعيد زيّ العمل.فبعد تفكيرٍ طويل، شعرت أن العمل محفوف بالمخاطر؛ ولم تُرد أن تُكثر من التواصل مع أي شخصٍ يعرف فارس.وعند مغادرتها، ذكّرتها السيدة وردة قائلة: "يا صغيرة، طلب أحدهم تسجيلات كاميرات المراقبة من الغرفة الخاصة الليلة الماضية."تركت هذه الملاحظة اللاذعة سؤالًا عالقًا في ذهنها.هل كانت منار؟ أم فارس؟وما إن خرجت يارا من الحانة، حتى وصلتها رسالة مجهولة: (الطفل ابن فارس.)هزت هذه الكلمات القليلة قلب يارا.
Baca selengkapnya