بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة

بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة

By:  حلوى الكستناءIn-update ngayon lang
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Hindi Sapat ang Ratings
30Mga Kabanata
676views
Basahin
Idagdag sa library

Share:  

Iulat
Buod
katalogo
I-scan ang code para mabasa sa App

في صيف عامها التاسع عشر، فشلت يارا السعيد في محاولة الهروب من الزواج للمرة التسعة والتسعين. وفي الليلة التي سبقت تزويجها قسرًا لرجلٍ عجوز، تسلّقت طريقها نحو فارس العلي—ذلك الشاب الذي نَفَى نفسه من العاصمة إلى أطراف البلاد بعد أن كان أحد أبنائها البارزين. كانت يارا تعرف أنّ قلبه كان قد احتوى امرأة أخرى، لكنها لم تُبالِ. كل ما أرادته هو التمسّك به، واستعارة قوّته لتخرج من الهاوية التي سقطت فيها. بدأت قصتهما من اندفاعٍ بدائي، لكن بعد شهور من التعلّق والمشاعر المتشابكة، عاد بها إلى العاصمة… ذلك العالم المترف المليء بالوهم والضوء. ولا أحد كان يعلم أن فارس، الرجل الذي وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب، عاش معها شهرًا بعد شهر في شقة صغيرة على أطراف البلاد. أعادت يارا امتحانها، واستعادت لقب المتفوّقة، وسارت خطوةً بعد خطوة نحو الحياة التي حلمت بها. لكنّها، في الليلة التي سبقت خطوبة فارس وفتاته القديمة، أُجبرت على مغادرة العاصمة، وخرجت منها وقد فقدت كل ما تملك. سنواتٌ طويلة مرّت، ثم جمعهما القدَر مجددًا في مدينة الصفوة. كانت تمسك بيد رجلٍ آخر، ومرت بجانبه دون حتى أن تنظر إليه. وفي تلك الليلة، توقفت سيارة مايباخ أسفل بنايتها حتى الفجر، وظل فارس يرسل لها رسالة بعد أخرى. كتب لها: "يارا الصغيرة… منذ البداية وحتى النهاية، لم تكن في قلبي إلا أنتِ." وُلدت يارا في فقر، لكنها لم تؤمن يومًا بأن القدَر يُملي عليها حياتها. لم تُفرّط في أي فرصة قد تغيّر مصيرها. أما فارس، فمنذ لقائهما الأول، أسَرَته فيها تلك القوة الحيّة التي تدفعها دائمًا نحو الأعلى—تعلّقٌ مُرهِق، وانجذاب لا يستطيع منه فكاكًا. هي الصبّارة التي تنمو في الصحراء رغم القسوة، الوردة البرّية التي اعتنى بها بيديه، والحبيبة التي تسكن قلبه… ولا يريد منها فرارًا.

view more

Kabanata 1

الفصل 1

青木玲奈(あおき れな)がA国の空港に着いたのは、すでに夜の九時を過ぎていた。

今日は彼女の誕生日だ。

携帯の電源を入れると、たくさんの誕生日メッセージが届いていた。

同僚や友人からのものばかり。

藤田智昭(ふじた ともあき)からは何の連絡もない。

玲奈の笑顔が消えかけた。

別荘に着いたのは、夜の十時を回っていた。

田代(たしろ)さんは彼女を見て、驚いた様子で「奥様、まさか……いらっしゃるなんて」

「智昭と茜(あかね)ちゃんは?」

「旦那様はまだお帰りになってません。お嬢様はお部屋で遊んでいます」

玲奈は荷物を預けて二階へ向かうと、娘はパジャマ姿で小さなテーブルの前に座り、何かに夢中になっていた。とても真剣で、誰かが部屋に入ってきたことにも気付かない様子。

「茜ちゃん」

茜は声を聞くと、振り向いて嬉しそうに「ママ!」と叫んだ。

そしてすぐに、また手元の作業に戻った。

玲奈は娘を抱きしめ、頬にキスをしたが、すぐに押しのけられた。「ママ、今忙しいの」

玲奈は二ヶ月も娘に会えていなかった。とても恋しくて、何度もキスをしたくなるし、たくさん話もしたかった。

でも、娘があまりにも真剣な様子なので、邪魔はしたくなかった。「茜ちゃん、貝殻のネックレスを作ってるの?」

「うん!」その話題になると、茜は急に生き生きとした。「もうすぐ優里おばさんの誕生日なの。これはパパと私からの誕生日プレゼント!この貝殻は全部パパと私が道具で丁寧に磨いたの。きれいでしょう?」

玲奈の喉が詰まった。何も言えないうちに、娘は背を向けたまま嬉しそうに続けた。「パパは優里おばさんに他のプレゼントも用意してるの。明日……」

玲奈の胸が締め付けられ、我慢できなくなった。「茜ちゃん……ママの誕生日は覚えてる?」

「え?何?」茜は一瞬顔を上げたが、すぐにまたビーズを見つめ直し、不満そうに「ママ、話しかけないで。ビーズの順番が狂っちゃう……」

玲奈は娘を抱く手を放し、黙り込んだ。

長い間立ち尽くしていたが、娘は一度も顔を上げなかった。玲奈は唇を噛み、最後は無言のまま部屋を出た。

田代さんが「奥様、先ほど旦那様にお電話しました。今夜は用事があるので、先に休んでくださいとのことです」

「分かりました」

玲奈は返事をし、娘の言葉を思い出してちょっと躊躇した後、智昭に電話をかけた。

しばらくして電話が繋がったが、彼の声は冷たかった。「今用事がある。明日にでも……」

「智昭、こんな遅くに誰?」

大森優里(おおもり ゆり)の声だった。

玲奈は携帯を強く握りしめた。

「何でもない」

玲奈が何か言う前に、智昭は電話を切った。

夫婦は二、三ヶ月も会っていない。せっかくA国まで来たのに、彼は家に帰って会おうともせず、電話一本でさえ、最後まで話を聞く気もなかった……

結婚してこれだけの年月が経っても、彼は彼女にずっとこうだった。冷淡で、よそよそしく、いつも面倒くさそうに。

彼女は実はもう慣れていた。

以前なら、きっともう一度電話をかけ直して、どこにいるのか、帰ってこれないのかを優しく尋ねていただろう。

今日は疲れているせいか、そうする気が突然失せていた。

翌朝目が覚めて、少し考えてから、やはり智昭に電話をかけた。

A国は本国と十七、八時間の時差がある。A国では今日が彼女の誕生日だった。

今回A国に来たのは、娘と智昭に会いたかったのはもちろん、この特別な日に三人で揃って食事がしたいと思ったから。

それが今年の誕生日の願いだった。

智昭は電話に出なかった。

しばらくして、やっとメッセージが届いた。

「用件は?」

玲奈:「お昼時間ある?茜ちゃんも連れて、三人で食事しない?」

「分かった。場所が決まったら教えて」

玲奈:「うん」

その後、智昭からは一切連絡がなかった。

彼は彼女の誕生日のことなど、すっかり忘れているようだった。

玲奈は覚悟していたつもりだったが、それでも胸の奥が痛んだ。

身支度を整え、階下に降りようとした時、娘と田代さんの声が聞こえてきた。

「お母様がいらっしゃったのに、お嬢様は嬉しくないのですか?」

「私とパパは明日、優里おばさんと海に行く約束してるの。ママが一緒に来たら、気まずくなっちゃうでしょう」

「それにママは意地悪よ。いつも優里おばさんに意地悪するもの……」

「お嬢様、玲奈様はあなたのお母様です。そんなことを言ってはいけません。お母様の心が傷つきますよ」

「分かってるけど、私もパパも優里おばさんの方が好きなの。優里おばさんを私のママにできないの?」

「……」

田代さんが何か言ったが、もう玲奈には聞こえなかった。

娘は自分が一手に育て上げた子。ここ二年、父娘の時間が増えてから、娘は智昭に懐くようになり、去年智昭がA国で市場開拓に来た時も、どうしても付いて行きたがった。

手放したくなかった。できれば側に置いておきたかった。

でも娘を悲しませたくなくて、結局認めた。

まさか……

玲奈はその場に凍りついたように立ち尽くし、血の気が引いた顔で、しばらく動けなかった。

今回仕事を後回しにしてA国に来たのも、娘との時間を少しでも多く持ちたかったから。

今となっては、その必要もないようだ。

玲奈は部屋に戻り、本国から持ってきたプレゼントを、スーツケースに戻した。

しばらくして田代さんから電話があり、子供を連れて出かけると言われ、何かあったら連絡してほしいとのことだった。

玲奈はベッドに座ったまま、心の中が空っぽになったような気がした。

仕事を後回しにしてまで駆けつけたのに、誰も彼女を必要としていない。

彼女が来たことは、まるで笑い話のようだった。

しばらくして、彼女は外に出た。

この見知らぬ、それでいて懐かしい国を、あてもなく歩き回った。

お昼近くになって、やっと智昭との昼食の約束を思い出した。

朝聞いた会話を思い出し、娘を迎えに帰るか迷っていた時、智昭からメッセージが届いた。

「昼は用事が入った。キャンセルする」

玲奈は見ても、少しも驚かなかった。

もう慣れていたから。

智昭にとって仕事でも、友人との約束でも……何もかもが妻である彼女より大切なのだ。

彼女との約束は、いつだって気まぐれにキャンセルされる。

彼女の気持ちなど、一度も考えたことがない。

落ち込むだろうか?

以前なら、たぶん。

今はもう麻痺して、何も感じない。

玲奈の心は更に霧の中にいるようだった。

はずんだ気持ちで来たのに、夫からも娘からも、冷たい仕打ちばかり。

気がつくと、以前智昭とよく来ていたレストランの前に車を停めていた。

中に入ろうとした時、智昭と優里、そして茜の三人が店の中にいるのが見えた。

優里は娘と仲睦まじく並んで座っていた。

智昭と話しながら、娘をあやしている。

娘は嬉しそうに足をぶらぶらさせ、優里とじゃれ合い、優里が食べかけたケーキに口をつけていた。

智昭は二人に料理を取り分けながら、優里から視線を離そうとしない。まるで彼女しか目に入っていないかのように。

これが智昭の言う『用事』。

これが、彼女が命を賭けて十月十日の苦しみを耐え、産み落とした娘。

玲奈は笑った。

その場に立ち尽くして、眺めていた。

しばらくして、視線を外し、踵を返した。

別荘に戻った玲奈は、離婚協議書を用意した。

彼は少女時代からの憧れだった。でも彼は一度も彼女を見つめてはくれなかった。

あの夜の出来事と、お爺様の圧力がなければ、彼は決して彼女と結婚などしなかっただろう。

以前の彼女は、頑張りさえすれば、いつか必ず彼に振り向いてもらえると信じていた。

現実は彼女の頬を、容赦なく叩いた。

もう七年近く。

目を覚まさなければ。

離婚協議書を封筒に入れ、智昭に渡すよう田代さんに頼み、玲奈はスーツケースを引いて車に乗り込んだ。

「空港へ」運転手に告げた。

Palawakin
Susunod na Kabanata
I-download

Pinakabagong kabanata

Higit pang Kabanata
Walang Komento
30 Kabanata
الفصل 1
على حدود الشمال الغربي، وفي مدينة صغيرة نائية، كانت يارا السعيد تُعاد قسرًا بعد فشل محاولتها التسعة والتسعين للهروب. كانت الشمس الحارقة تلسع الرمال، والغبار الأصفر يغطّي السماء.غطّت يارا رأسها ووجهها بوشاح، تحاول حماية نفسها من الرياح المحمّلة بالرمل والحصى.فجأة، اقتربت من الجهة المقابلة سيارة جيب قديمة أنهكها الزمن، تتحرك ببطء حتى توقفت أمامها وأمام القرويين.ومن نافذة السيارة التي انزلقت بصوت صرير، رأت يارا جانب وجه رجلٍ حادّ الملامح، شعره الأحمر الناري مربوط بلا مبالاة خلف رأسه، تتدلّى منه خصلات على جبينه.استدار الرجل، فكشف عن وجهٍ وسيم رغم ما حمله من تعب، بملامح نظيفة لا تشبه رجال هذه المدينة الحدودية.لم يلتفت إلى يارا المربوطة بإحكام، بل مدّ رزمة من النقود سائلاً عن أقرب محطة وقود.لم يفهم القرويون كلامه لأنهم لا يجيدون اللغة الرسمية، لكن أعينهم مثبتة فقط على المال في يده.كانت يارا تنظر إليه بحدة.تجاوز بصرها النقود ليستقرّ على يده الأخرى الممسكة بعجلة القيادة.ففي صباح الغد سيتم تزويجها للشيخ العجوز ليستمر نسله.لم يتبقَّ أمامها سوى عشرين ساعة، ولم يعد لديها طريق للهروب.لكن
Magbasa pa
الفصل 2
أضاء فجرٌ بلونٍ أزرق باهت سقف الغرفة الطينية، وكشف معه تلك اللؤلؤة المغطاة بغبار الصحراء بين ذراعيه.خصرٌ رفيع، ساقان طويلتان، وبشرة ليست ناعمة، لكنها تحمل حياة صلبة لا يمكن تجاهلها.انقر صوت قدّاحته، ثم رمى فارس نحوها قطعة ملابس قائلًا ببرود:"ارتدي هذا."المشهد الذي رآه بالأمس… أي شخص عاقل يعرف النهاية التي كانت تنتظرها. ومع ذلك، لم يتدخل.وأي إنسان طبيعي لن يعود إليه طلبًا للنجاة.لكنها؟ قطعت الصحراء كلّها على قدميها فقط لتلحق به.نظرت إليه يارا بعينين مليئتين الشك: "أنت حقًا… لا تريدني؟"ابتسم فارس بسخرية باردة: "لستُ مهتمًا بدمية طين."فهمت قصده فورًا. هو يراها… قذرة.رفعت حاجبيها وسألته بصراحة قاتلة: "وإذا اغتسلتُ… هل ستريدني؟"تجمّد الكلام في حلقه. هذه الفتاة… صراحتها غير طبيعية، وعيناها لا تدركان حجم جرأتها.لسعت النار أطراف أصابعه فعاد إلى نفسه، وضحك بخفة: "يعتمد على مزاجي."كانت الملابس التي أعطاها لها ناعمة وخفيفة، لم تلمس مثلها يومًا، ولم تتردد، بل بدأت تبديلها أمامه مباشرة.هل رأيتِ ذئبة الصحراء من قبل؟هكذا كانت يارا تنظر إليه الآن—نظرة جائعة، شرسة، كأنها تخشى أن يختفي في
Magbasa pa
الفصل 3
مضى وقت طويل منذ تلك القبلة المنفلتة تحت ليل الصحراء.رافقت يارا فارس في رحلته إلى المدينة الرابعة عشرة، التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر، مدينة صغيرة مزدهرة وسط أطراف الشمال الغربي القاحلة. بالنسبة لها، كانت أشبه بواحة بعد سنوات من الضياع والجفاف.هنا… يوجد فندق نظيف، وغرفة وحمام حقيقي.رنّ صوت الماء في الغرفة الضيقة، وأخيرًا غسلت يارا عن وجهها الغبار العالق منذ أيام.قوامها الطويل المتناسق، وصلابتها التي تشبه وردة تشق شوك الصحراء، جعلتها مشرقة رغم التعب.على المغسلة وُضعت مفاتيح سيارة الجيب؛ علامة الاطمئنان التي منحها إيّاها فارس.حدّقت في انعكاسها بالمِرآة: لا هشاشة، لا خوف… بل عينان تحملان عزيمةً لا تهدأ، ورغبة متوحشة في الصعود.هي تعرف أن فارس هو الجسر الوحيد للخروج من حياتها السابقة، وتعرف أنه يحمل امرأةً أخرى في قلبه، لكنها لم تهتم بذلك أبدًا.يارا تريد أن ترى العالم؛ أن ترى الأفق الأزرق، والمباني التي قرأت عنها، وكل شيء وكل ما حُرمت منه.قبلتُهما تلك… صارت كسراب الصحراء، ولم تتكرر أبدًا.وبسبب العاصفة الرملية، لم يتبق سوى غرفة واحدة في الفندق.فأقاما فيها أيامًا طويلة، حتى جاء ذلك
Magbasa pa
الفصل 4
"اخرجي"! جاء صوت فارس العلي حادًّا، مشبعًا ببرودة تنفذ إلى العظم.فتحت يارا السعيد عينيها، فرأت غضبًا متقدًا في نظراته، ورأت أيضًا ذلك الصراع الذي لم يفارقه طوال الأيام الماضية.قالت بلطف وهي تضع كفّيها على أذنيه: "فارس… لا تستمع".ثم طبعت شفتيها على شفتيه.اختلطت أنفاسهما، واصطدمت نظراتها بعمق سواده الهادئ.أما هو، فكان يشعر بأن النار التي تهبّ داخل جسده تدور وتتّسع في الظلام، وتبدّد شيئًا فشيئًا ضيق صدره.مرّة بعد مرّة، غمره ذلك الإحساس الذي يجتاحه كأنّ دفء الينابيع الحارة يحتضنه.عند الخامسة فجرًا، بدأت عينا يارا تستعيدان تركيزهما ببطء.سحبت ساقيها المثقلتين وتوجّهت إلى الحمّام، وقفت أمام المرآة وابتسمت ساخرًة.لقد وصلوا بسرعة فعلاً…لم يذهب سدىً أنها مشت كيلومترين لتجري تلك المكالمة.في المرآة، ظهرت يارا شابّة جميلة، تحمل شيئًا من الدلال والفتنة.لم تمضِ دقائق حتى خرجت مرتدية رداء النوم.كان فارس واقفًا على الشرفة، لا يرتدي سوى بنطال، يدخّن، والقلق يغمر جسده.اقتربت منه، عانقت خصره من الخلف وهمست: "سأبقى معك دائمًا."كانت تُعجَب بثباته، بحكمته، وبثقته الهادئة الباردة تجاه العالم.
Magbasa pa
الفصل 5
ساد الصمت في المقعد الخلفي لسيارة المايباخ الفاخرة.خارج النافذة، كانت أضواء النيون تتراجع سريعًا، وارتفعت ناطحات السحاب المضيئة…مناظر لم ترَ يارا السعيد مثلها يومًا.الرجل الجالس بقربها، فارس العلي، ظل هادئ الملامح، لكنه لم ينطق بكلمة منذ أن غادرا القصر.كما أنها لم ترَ رباب تخرج لتودعه، مما يدلّ على أن الحديث بينهما انتهى على خلاف.مدّت يارا يدها لتتحسس مزاجه، فقبض عليها بإحكام، كما كان يفعل دائمًا، تشابكت أصابعهما بقوة.وصلت السيارة إلى أرقى منطقة سكنية في قلب مدينة النرجس: حي النجوم.أرقى المباني فيه، يملك فارس فيها فيلا تتجاوز مساحتها الألف متر.وقفت يارا أمام الجدار الزجاجي المطل على المدينة، تنظر إلى مشهد ليلي مختلف تمامًا عن ذاك الذي عرفته في المدينة الحدودية.سألها فارس ، وهو ما زال يتنشق بخار الماء بعد خروجه من الحمام: "عمّ تنظرين؟"قفزت في حضنه، ومثّلت بمهارة ملامح فتاة فقيرة لم ترَ العالم من قبل، وأظهرت دهشتها بالمشهد:"الليل هنا جميل جدًا."وقفت على أطراف أصابعها وقبّلته بخفة."شكرًا لك يا فارس… لولاك لبقيت في المدينة الحدودية طوال حياتي، ولما شاهدت هذا الجمال"كانت عيناها
Magbasa pa
الفصل 6
رفعت يارا السعيد عينيها تبحث عن نظرة فارس العلي، لكنها وجدته منشغلًا بهاتفه.توقف رنين الهاتف، ثم عاد ودوّى من جديد.وفي المرة الثالثة، قبل أن ينقطع الاتصال تلقائيًا، أجاب فارس.كان العزل الصوتي في الغرفة ممتازًا، فلم تستطع سماع أي كلمة مما قيل في الطرف الآخر.لكن بضع ثوانٍ فقط كانت كافية ليتحوّل الرجل إلى شخص آخر.العاطفة التي كانت تتصاعد في عينيه لحظاتٍ قبل ذلك انطفأت فجأة، ثم ابتعد عنها ببرود قاسٍ.أمسكت بيده متوسلة: "فارس…"فأجابها بصوت خالٍ من أي دفء: "ارتاحي مبكرًا."أعاد إغلاق سحاب بنطاله، ثم استدار وغادر دون أي تردّد.دوّى صوت الباب وهو يُغلق، وبقيت يارا السعيد ترسم على شفتيها ابتسامة ساخرة مريرة.حتى بزغ الفجر، لم يعد فارس العلي. وبعدها اختفى لأيام أخرى.ولم يتبقَ أقل من ثلاثة أشهر على امتحاناتها، فانغمست يارا في الاستعداد بكل ما تملك من وقت وجهد.كانت تعلم أن الذهاب الآن إلى مدرسة جديدة والتأقلم مع البيئة والزملاء سيضيّع وقتًا لا تملكه، فاختارت أن تعتمد على الدراسة الذاتية، وهي الطريق الأنسب لها.وفي الحقيبة التي سلّمها لها مساعد فارس، وليد أحمد، وجدت نماذج امتحانات من سنوات
Magbasa pa
الفصل 7
ليلٌ عميق.في غرفة المكتب الأخرى المخصّصة حصريًا لـ فارس العلي.عاد من عمله مبكرًا اليوم، ودخل المكتب مباشرة منذ وصوله، ولم يذهب لمواجهتها بشأن قدوم منار. وهذا جعل يارا السعيد تشعر بقلق لا تعرف مصدره.هل يُعقل أن منار الشرقاوي لم تذهب لتشتكي منه؟وبينما لم تستطع تحديد موقف فارس، قررت أن تختبر الوضع بنفسها.كانت قدمها الصغيرة، المنتعلة تلك الشبشب الرمادي الكبير، تتردّد عند باب المكتب، تتقدم خطوة وتتراجع أخرى، مثيرة للانتباه.كان فارس العلي يجلس أمام المكتب ببدلته الرسمية يضغط على لوحة المفاتيح، لكن حركتها المتردّدة اجتذبت طرف عينه. فأغلق الحاسوب، وأسند ظهره إلى الكرسي بكسل، لتهبط نظراته تدريجيًا نحو قدميها.لم يجد شبشبه حين عاد… والآن عرف أين اختفى.قال بصوت منخفض: "اقتربي."لم يتضح من نبرة صوته ما إذا كان غاضبًا أم لا، فترددت يارا لحظة قبل أن تتقدم نحوه.وما إن اقتربت منه حتى التقطت أنفها رائحة مألوفة…كانت عطر منار الشرقاوي.أخفت ارتباكها، ودسّت ورقة الامتحان بين يديه ثم انكمشت في حضنه:"فارس… عندي سؤالان لا أعرف حلهما، هل عندك وقت لشرحهما لي؟"كان لفارس العلي جدار كامل من الشهادات: ت
Magbasa pa
الفصل 8
وفي النهاية… لم يُكتب لتلك الوجبة أن تُؤكل.فقد أثبت لها فارس العلي بالفعل معنى التحدّي، وجعلها تدرك ثمن الاستفزاز. كانت لذّة الاختناق القاسية تدفعها إلى حافة الإغماء، فتغيب وتفيق مرارًا طوال الليل.وحين سكن الليل تمامًا، اهتزّ هاتفه على منضدة السرير.كان صدره تحت خدّها، ونبضه المنتظم يلامس أذنها، بينما كانت متعبة إلى درجة عاجزة عن رفع ذراعها.لكنها تعرف ذلك اللحن جيدًا…إنه اتصال من منار الشرقاوي.اعتدل فارس وهو يضمّها بين ذراعيه، وأسند ظهره إلى وسادة السرير، وضغط زر الإجابة، ثم أنهى المكالمة بسرعة دون أن يقول شيئًا.مرّر أنامله في شعرها وقال بهدوء:"غدًا ليلاً… ستذهبين معي إلى سهرة."لم يترك لها أي مجال للرفض.مع حلول مساء اليوم التالي…كانت يارا السعيد ترتدي فستانًا طويلًا فضّيًا، وشعرها منسدلًا على كتفيها، وهي تمسك بذراع فارس وتدخل معه إلى إحدى غرف النادي الخاص. وما إن دخلت، حتى وقعت عيناها على منار الشرقاوي تتوسط الأريكة.كانت ترتدي فستانًا ناصع البياض ذا ذيل طويل، أشبه بزهرة ياسمين طاهرة لا يمسّها غبار، محاطة بصديقاتها الجميلات، وعلى وجهها تعالٍ واضح.وبمجرد دخول فارس العلي، تحوّ
Magbasa pa
الفصل 9
كان من السهل توقع نوايا الاثنتين.ابتسمت يارا السعيد وهي تمد يدها نحوها، وقالت:"آنسة منار، ما هو نوع الهدية التي تفضلينها؟"سخرت منها هالة:"ها! نبرة كلامك كبيرة. لولا أنني أعرفك لظننتك غنية. أليس معروفًا أنك أتيتِ من قرية نائية؟"في عالم الأقوى يأكل الأضعف، لا يمكن للمرء أن يعيش وينمو إلا إذا عرف كيف يحمي نفسه قبل أن يمتلك القدرة على الرد. هذه الحقيقة أدركتها يارا منذ صغرها.باستثناء اختيار مكان ولادتها، كل خطوة تخطوها كانت مدروسة بعناية.ولكن في داخلها كانت هناك تلك العناد الذي لا يعرف الخضوع.اليوم، جاءت مع فارس العلي، وعرفت تمامًا أن ضرب الكلب يجب أن يكون وفقًا لصاحبه. استغلال القوة والفرصة، لا أحد يفهم كيفية استخدام ذلك أفضل منها.ابتسمت يارا ونظرت للأعلى:"ماذا في كوننا من قرية نائية؟ ألسنا نجلس الآن على نفس الأريكة معكم؟"منذ دخول فارس الغرفة، كانت هناك عدة نظرات مليئة بالغيرة والغضب تتجه نحوها.ويارا ليست غبية، بالطبع أدركت هدف منار الشرقاوي من هذه التصرفات.صرخت هالة: "أنتِ!"لم تتوقع هذه الفتاة الفقيرة أن ترد عليها.أمسكت منار بيد صديقتها في الوقت المناسب وقالت:"كفى يا هالة
Magbasa pa
الفصل 10
ارتفع قلب منار الشرقاوي قليلاً، لكن وجهها ظل هادئًا كالمعتاد.منذ صغرها، كانت طباعها باردة، وفارس العلي يفعل الأمور كما يشاء، إلا أن اهتمامه بمسائلها كان دائمًا استثناءً واضحًا.يبدو أن هذا الاعتقاد كان مشتركًا بين الجميع.كانت هناك فضول، ومشاهدة للعرض، وكذلك حماس لمشاهدة ما إذا كانت ستُهان، وقد أخذت يارا السعيد تعابير وجوه الجميع بعين الاعتبار، وبدأت في خططها سرًا.بغض النظر عن علاقة منار السابقة بـفارس، فهي الآن خطيبة أخيه الأكبر، وهذا وحده يمنعه من التصرف بالقرب منها أمام الآخرين.لكنّ التخمينات تبقى تخمينات، حتى الثقة العالية قد تخطئ، ويارا في هذه اللحظة لم تسمح لأي احتمال بالحدوث.بينما كان الجميع يترقب بصمت، مدت يارا محفظة البطاقة على الطاولة نحو فارس، وابتسمت قائلة:"الآنسة منار قالت لا حاجة، يمكنك أخذها مرة أخرى."لم يرمق المحفظة إلا بنظرة واحدة، وفهم فورًا ما يجري.حين التقت عيناها بعينيه الثاقبتين، شعرت يارا بتوتر خفيف. رأته يتجه نحو المقعد الخالي المقابل لها، فأرخَت أصابعها وسقطت المحفظة على الأرض.كان تصميم فستان يارا عند الرقبة ذكيًا، يسمح لها بالوقوف دون أي إحراج، لكن الا
Magbasa pa
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status