على حدود الشمال الغربي، وفي مدينة صغيرة نائية، كانت يارا السعيد تُعاد قسرًا بعد فشل محاولتها التسعة والتسعين للهروب. كانت الشمس الحارقة تلسع الرمال، والغبار الأصفر يغطّي السماء.غطّت يارا رأسها ووجهها بوشاح، تحاول حماية نفسها من الرياح المحمّلة بالرمل والحصى.فجأة، اقتربت من الجهة المقابلة سيارة جيب قديمة أنهكها الزمن، تتحرك ببطء حتى توقفت أمامها وأمام القرويين.ومن نافذة السيارة التي انزلقت بصوت صرير، رأت يارا جانب وجه رجلٍ حادّ الملامح، شعره الأحمر الناري مربوط بلا مبالاة خلف رأسه، تتدلّى منه خصلات على جبينه.استدار الرجل، فكشف عن وجهٍ وسيم رغم ما حمله من تعب، بملامح نظيفة لا تشبه رجال هذه المدينة الحدودية.لم يلتفت إلى يارا المربوطة بإحكام، بل مدّ رزمة من النقود سائلاً عن أقرب محطة وقود.لم يفهم القرويون كلامه لأنهم لا يجيدون اللغة الرسمية، لكن أعينهم مثبتة فقط على المال في يده.كانت يارا تنظر إليه بحدة.تجاوز بصرها النقود ليستقرّ على يده الأخرى الممسكة بعجلة القيادة.ففي صباح الغد سيتم تزويجها للشيخ العجوز ليستمر نسله.لم يتبقَّ أمامها سوى عشرين ساعة، ولم يعد لديها طريق للهروب.لكن
더 보기