بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة의 모든 챕터: 챕터 1 - 챕터 10

30 챕터

الفصل 1

على حدود الشمال الغربي، وفي مدينة صغيرة نائية، كانت يارا السعيد تُعاد قسرًا بعد فشل محاولتها التسعة والتسعين للهروب. كانت الشمس الحارقة تلسع الرمال، والغبار الأصفر يغطّي السماء.غطّت يارا رأسها ووجهها بوشاح، تحاول حماية نفسها من الرياح المحمّلة بالرمل والحصى.فجأة، اقتربت من الجهة المقابلة سيارة جيب قديمة أنهكها الزمن، تتحرك ببطء حتى توقفت أمامها وأمام القرويين.ومن نافذة السيارة التي انزلقت بصوت صرير، رأت يارا جانب وجه رجلٍ حادّ الملامح، شعره الأحمر الناري مربوط بلا مبالاة خلف رأسه، تتدلّى منه خصلات على جبينه.استدار الرجل، فكشف عن وجهٍ وسيم رغم ما حمله من تعب، بملامح نظيفة لا تشبه رجال هذه المدينة الحدودية.لم يلتفت إلى يارا المربوطة بإحكام، بل مدّ رزمة من النقود سائلاً عن أقرب محطة وقود.لم يفهم القرويون كلامه لأنهم لا يجيدون اللغة الرسمية، لكن أعينهم مثبتة فقط على المال في يده.كانت يارا تنظر إليه بحدة.تجاوز بصرها النقود ليستقرّ على يده الأخرى الممسكة بعجلة القيادة.ففي صباح الغد سيتم تزويجها للشيخ العجوز ليستمر نسله.لم يتبقَّ أمامها سوى عشرين ساعة، ولم يعد لديها طريق للهروب.لكن
더 보기

الفصل 2

أضاء فجرٌ بلونٍ أزرق باهت سقف الغرفة الطينية، وكشف معه تلك اللؤلؤة المغطاة بغبار الصحراء بين ذراعيه.خصرٌ رفيع، ساقان طويلتان، وبشرة ليست ناعمة، لكنها تحمل حياة صلبة لا يمكن تجاهلها.انقر صوت قدّاحته، ثم رمى فارس نحوها قطعة ملابس قائلًا ببرود:"ارتدي هذا."المشهد الذي رآه بالأمس… أي شخص عاقل يعرف النهاية التي كانت تنتظرها. ومع ذلك، لم يتدخل.وأي إنسان طبيعي لن يعود إليه طلبًا للنجاة.لكنها؟ قطعت الصحراء كلّها على قدميها فقط لتلحق به.نظرت إليه يارا بعينين مليئتين الشك: "أنت حقًا… لا تريدني؟"ابتسم فارس بسخرية باردة: "لستُ مهتمًا بدمية طين."فهمت قصده فورًا. هو يراها… قذرة.رفعت حاجبيها وسألته بصراحة قاتلة: "وإذا اغتسلتُ… هل ستريدني؟"تجمّد الكلام في حلقه. هذه الفتاة… صراحتها غير طبيعية، وعيناها لا تدركان حجم جرأتها.لسعت النار أطراف أصابعه فعاد إلى نفسه، وضحك بخفة: "يعتمد على مزاجي."كانت الملابس التي أعطاها لها ناعمة وخفيفة، لم تلمس مثلها يومًا، ولم تتردد، بل بدأت تبديلها أمامه مباشرة.هل رأيتِ ذئبة الصحراء من قبل؟هكذا كانت يارا تنظر إليه الآن—نظرة جائعة، شرسة، كأنها تخشى أن يختفي في
더 보기

الفصل 3

مضى وقت طويل منذ تلك القبلة المنفلتة تحت ليل الصحراء.رافقت يارا فارس في رحلته إلى المدينة الرابعة عشرة، التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر، مدينة صغيرة مزدهرة وسط أطراف الشمال الغربي القاحلة. بالنسبة لها، كانت أشبه بواحة بعد سنوات من الضياع والجفاف.هنا… يوجد فندق نظيف، وغرفة وحمام حقيقي.رنّ صوت الماء في الغرفة الضيقة، وأخيرًا غسلت يارا عن وجهها الغبار العالق منذ أيام.قوامها الطويل المتناسق، وصلابتها التي تشبه وردة تشق شوك الصحراء، جعلتها مشرقة رغم التعب.على المغسلة وُضعت مفاتيح سيارة الجيب؛ علامة الاطمئنان التي منحها إيّاها فارس.حدّقت في انعكاسها بالمِرآة: لا هشاشة، لا خوف… بل عينان تحملان عزيمةً لا تهدأ، ورغبة متوحشة في الصعود.هي تعرف أن فارس هو الجسر الوحيد للخروج من حياتها السابقة، وتعرف أنه يحمل امرأةً أخرى في قلبه، لكنها لم تهتم بذلك أبدًا.يارا تريد أن ترى العالم؛ أن ترى الأفق الأزرق، والمباني التي قرأت عنها، وكل شيء وكل ما حُرمت منه.قبلتُهما تلك… صارت كسراب الصحراء، ولم تتكرر أبدًا.وبسبب العاصفة الرملية، لم يتبق سوى غرفة واحدة في الفندق.فأقاما فيها أيامًا طويلة، حتى جاء ذلك
더 보기

الفصل 4

"اخرجي"! جاء صوت فارس العلي حادًّا، مشبعًا ببرودة تنفذ إلى العظم.فتحت يارا السعيد عينيها، فرأت غضبًا متقدًا في نظراته، ورأت أيضًا ذلك الصراع الذي لم يفارقه طوال الأيام الماضية.قالت بلطف وهي تضع كفّيها على أذنيه: "فارس… لا تستمع".ثم طبعت شفتيها على شفتيه.اختلطت أنفاسهما، واصطدمت نظراتها بعمق سواده الهادئ.أما هو، فكان يشعر بأن النار التي تهبّ داخل جسده تدور وتتّسع في الظلام، وتبدّد شيئًا فشيئًا ضيق صدره.مرّة بعد مرّة، غمره ذلك الإحساس الذي يجتاحه كأنّ دفء الينابيع الحارة يحتضنه.عند الخامسة فجرًا، بدأت عينا يارا تستعيدان تركيزهما ببطء.سحبت ساقيها المثقلتين وتوجّهت إلى الحمّام، وقفت أمام المرآة وابتسمت ساخرًة.لقد وصلوا بسرعة فعلاً…لم يذهب سدىً أنها مشت كيلومترين لتجري تلك المكالمة.في المرآة، ظهرت يارا شابّة جميلة، تحمل شيئًا من الدلال والفتنة.لم تمضِ دقائق حتى خرجت مرتدية رداء النوم.كان فارس واقفًا على الشرفة، لا يرتدي سوى بنطال، يدخّن، والقلق يغمر جسده.اقتربت منه، عانقت خصره من الخلف وهمست: "سأبقى معك دائمًا."كانت تُعجَب بثباته، بحكمته، وبثقته الهادئة الباردة تجاه العالم.
더 보기

الفصل 5

ساد الصمت في المقعد الخلفي لسيارة المايباخ الفاخرة.خارج النافذة، كانت أضواء النيون تتراجع سريعًا، وارتفعت ناطحات السحاب المضيئة…مناظر لم ترَ يارا السعيد مثلها يومًا.الرجل الجالس بقربها، فارس العلي، ظل هادئ الملامح، لكنه لم ينطق بكلمة منذ أن غادرا القصر.كما أنها لم ترَ رباب تخرج لتودعه، مما يدلّ على أن الحديث بينهما انتهى على خلاف.مدّت يارا يدها لتتحسس مزاجه، فقبض عليها بإحكام، كما كان يفعل دائمًا، تشابكت أصابعهما بقوة.وصلت السيارة إلى أرقى منطقة سكنية في قلب مدينة النرجس: حي النجوم.أرقى المباني فيه، يملك فارس فيها فيلا تتجاوز مساحتها الألف متر.وقفت يارا أمام الجدار الزجاجي المطل على المدينة، تنظر إلى مشهد ليلي مختلف تمامًا عن ذاك الذي عرفته في المدينة الحدودية.سألها فارس ، وهو ما زال يتنشق بخار الماء بعد خروجه من الحمام: "عمّ تنظرين؟"قفزت في حضنه، ومثّلت بمهارة ملامح فتاة فقيرة لم ترَ العالم من قبل، وأظهرت دهشتها بالمشهد:"الليل هنا جميل جدًا."وقفت على أطراف أصابعها وقبّلته بخفة."شكرًا لك يا فارس… لولاك لبقيت في المدينة الحدودية طوال حياتي، ولما شاهدت هذا الجمال"كانت عيناها
더 보기

الفصل 6

رفعت يارا السعيد عينيها تبحث عن نظرة فارس العلي، لكنها وجدته منشغلًا بهاتفه.توقف رنين الهاتف، ثم عاد ودوّى من جديد.وفي المرة الثالثة، قبل أن ينقطع الاتصال تلقائيًا، أجاب فارس.كان العزل الصوتي في الغرفة ممتازًا، فلم تستطع سماع أي كلمة مما قيل في الطرف الآخر.لكن بضع ثوانٍ فقط كانت كافية ليتحوّل الرجل إلى شخص آخر.العاطفة التي كانت تتصاعد في عينيه لحظاتٍ قبل ذلك انطفأت فجأة، ثم ابتعد عنها ببرود قاسٍ.أمسكت بيده متوسلة: "فارس…"فأجابها بصوت خالٍ من أي دفء: "ارتاحي مبكرًا."أعاد إغلاق سحاب بنطاله، ثم استدار وغادر دون أي تردّد.دوّى صوت الباب وهو يُغلق، وبقيت يارا السعيد ترسم على شفتيها ابتسامة ساخرة مريرة.حتى بزغ الفجر، لم يعد فارس العلي. وبعدها اختفى لأيام أخرى.ولم يتبقَ أقل من ثلاثة أشهر على امتحاناتها، فانغمست يارا في الاستعداد بكل ما تملك من وقت وجهد.كانت تعلم أن الذهاب الآن إلى مدرسة جديدة والتأقلم مع البيئة والزملاء سيضيّع وقتًا لا تملكه، فاختارت أن تعتمد على الدراسة الذاتية، وهي الطريق الأنسب لها.وفي الحقيبة التي سلّمها لها مساعد فارس، وليد أحمد، وجدت نماذج امتحانات من سنوات
더 보기

الفصل 7

ليلٌ عميق.في غرفة المكتب الأخرى المخصّصة حصريًا لـ فارس العلي.عاد من عمله مبكرًا اليوم، ودخل المكتب مباشرة منذ وصوله، ولم يذهب لمواجهتها بشأن قدوم منار. وهذا جعل يارا السعيد تشعر بقلق لا تعرف مصدره.هل يُعقل أن منار الشرقاوي لم تذهب لتشتكي منه؟وبينما لم تستطع تحديد موقف فارس، قررت أن تختبر الوضع بنفسها.كانت قدمها الصغيرة، المنتعلة تلك الشبشب الرمادي الكبير، تتردّد عند باب المكتب، تتقدم خطوة وتتراجع أخرى، مثيرة للانتباه.كان فارس العلي يجلس أمام المكتب ببدلته الرسمية يضغط على لوحة المفاتيح، لكن حركتها المتردّدة اجتذبت طرف عينه. فأغلق الحاسوب، وأسند ظهره إلى الكرسي بكسل، لتهبط نظراته تدريجيًا نحو قدميها.لم يجد شبشبه حين عاد… والآن عرف أين اختفى.قال بصوت منخفض: "اقتربي."لم يتضح من نبرة صوته ما إذا كان غاضبًا أم لا، فترددت يارا لحظة قبل أن تتقدم نحوه.وما إن اقتربت منه حتى التقطت أنفها رائحة مألوفة…كانت عطر منار الشرقاوي.أخفت ارتباكها، ودسّت ورقة الامتحان بين يديه ثم انكمشت في حضنه:"فارس… عندي سؤالان لا أعرف حلهما، هل عندك وقت لشرحهما لي؟"كان لفارس العلي جدار كامل من الشهادات: ت
더 보기

الفصل 8

وفي النهاية… لم يُكتب لتلك الوجبة أن تُؤكل.فقد أثبت لها فارس العلي بالفعل معنى التحدّي، وجعلها تدرك ثمن الاستفزاز. كانت لذّة الاختناق القاسية تدفعها إلى حافة الإغماء، فتغيب وتفيق مرارًا طوال الليل.وحين سكن الليل تمامًا، اهتزّ هاتفه على منضدة السرير.كان صدره تحت خدّها، ونبضه المنتظم يلامس أذنها، بينما كانت متعبة إلى درجة عاجزة عن رفع ذراعها.لكنها تعرف ذلك اللحن جيدًا…إنه اتصال من منار الشرقاوي.اعتدل فارس وهو يضمّها بين ذراعيه، وأسند ظهره إلى وسادة السرير، وضغط زر الإجابة، ثم أنهى المكالمة بسرعة دون أن يقول شيئًا.مرّر أنامله في شعرها وقال بهدوء:"غدًا ليلاً… ستذهبين معي إلى سهرة."لم يترك لها أي مجال للرفض.مع حلول مساء اليوم التالي…كانت يارا السعيد ترتدي فستانًا طويلًا فضّيًا، وشعرها منسدلًا على كتفيها، وهي تمسك بذراع فارس وتدخل معه إلى إحدى غرف النادي الخاص. وما إن دخلت، حتى وقعت عيناها على منار الشرقاوي تتوسط الأريكة.كانت ترتدي فستانًا ناصع البياض ذا ذيل طويل، أشبه بزهرة ياسمين طاهرة لا يمسّها غبار، محاطة بصديقاتها الجميلات، وعلى وجهها تعالٍ واضح.وبمجرد دخول فارس العلي، تحوّ
더 보기

الفصل 9

كان من السهل توقع نوايا الاثنتين.ابتسمت يارا السعيد وهي تمد يدها نحوها، وقالت:"آنسة منار، ما هو نوع الهدية التي تفضلينها؟"سخرت منها هالة:"ها! نبرة كلامك كبيرة. لولا أنني أعرفك لظننتك غنية. أليس معروفًا أنك أتيتِ من قرية نائية؟"في عالم الأقوى يأكل الأضعف، لا يمكن للمرء أن يعيش وينمو إلا إذا عرف كيف يحمي نفسه قبل أن يمتلك القدرة على الرد. هذه الحقيقة أدركتها يارا منذ صغرها.باستثناء اختيار مكان ولادتها، كل خطوة تخطوها كانت مدروسة بعناية.ولكن في داخلها كانت هناك تلك العناد الذي لا يعرف الخضوع.اليوم، جاءت مع فارس العلي، وعرفت تمامًا أن ضرب الكلب يجب أن يكون وفقًا لصاحبه. استغلال القوة والفرصة، لا أحد يفهم كيفية استخدام ذلك أفضل منها.ابتسمت يارا ونظرت للأعلى:"ماذا في كوننا من قرية نائية؟ ألسنا نجلس الآن على نفس الأريكة معكم؟"منذ دخول فارس الغرفة، كانت هناك عدة نظرات مليئة بالغيرة والغضب تتجه نحوها.ويارا ليست غبية، بالطبع أدركت هدف منار الشرقاوي من هذه التصرفات.صرخت هالة: "أنتِ!"لم تتوقع هذه الفتاة الفقيرة أن ترد عليها.أمسكت منار بيد صديقتها في الوقت المناسب وقالت:"كفى يا هالة
더 보기

الفصل 10

ارتفع قلب منار الشرقاوي قليلاً، لكن وجهها ظل هادئًا كالمعتاد.منذ صغرها، كانت طباعها باردة، وفارس العلي يفعل الأمور كما يشاء، إلا أن اهتمامه بمسائلها كان دائمًا استثناءً واضحًا.يبدو أن هذا الاعتقاد كان مشتركًا بين الجميع.كانت هناك فضول، ومشاهدة للعرض، وكذلك حماس لمشاهدة ما إذا كانت ستُهان، وقد أخذت يارا السعيد تعابير وجوه الجميع بعين الاعتبار، وبدأت في خططها سرًا.بغض النظر عن علاقة منار السابقة بـفارس، فهي الآن خطيبة أخيه الأكبر، وهذا وحده يمنعه من التصرف بالقرب منها أمام الآخرين.لكنّ التخمينات تبقى تخمينات، حتى الثقة العالية قد تخطئ، ويارا في هذه اللحظة لم تسمح لأي احتمال بالحدوث.بينما كان الجميع يترقب بصمت، مدت يارا محفظة البطاقة على الطاولة نحو فارس، وابتسمت قائلة:"الآنسة منار قالت لا حاجة، يمكنك أخذها مرة أخرى."لم يرمق المحفظة إلا بنظرة واحدة، وفهم فورًا ما يجري.حين التقت عيناها بعينيه الثاقبتين، شعرت يارا بتوتر خفيف. رأته يتجه نحو المقعد الخالي المقابل لها، فأرخَت أصابعها وسقطت المحفظة على الأرض.كان تصميم فستان يارا عند الرقبة ذكيًا، يسمح لها بالوقوف دون أي إحراج، لكن الا
더 보기
이전
123
앱에서 읽으려면 QR 코드를 스캔하세요.
DMCA.com Protection Status