إن اليوم الثاني لإتمام الزواج يوافق عيد سنوي كبير لعشيرة ليان للاحتفال باكتمال القمر.
سطع ضوء القمر على المسرح. وفي وسط الاحتفال، جاشت منصة حجرية ضخمة بأكواب النبيذ والقرابين لتقديمها إلى الإله، بالإضافة إلى لعبة العجلة الدوارة خلف المسرح.
في زاوية المشهد، اتكأ ريان على شجرة قديمة شامخة، حاملاً في يده كأسًا فضي من النبيذ، متفاخرًا مع إخوته بإنجازاته في الصيد. كان أخوه مبارك هو أول من لاحظ وجودي عند دخولي إلى القاعة.
ابتسم مبارك قائلاً:"ريان، لقد جاءت تابعتك مرة أخرى." وكانت نبرته الساخرة سببًا في إجهاش الأخرين حولهم بالضحك.
"لقد تمت خطبته بالفعل، لماذا لازلتى تتبعينه؟"
استدار ريان ووقع بصره علي، ونفد صبره.
همس بصوت مليء بالازدراء:"كم أنتِ متلهفة على الزواج يا علياء."
"لقد جعلتِ كلى العائلتين يبرمون عقد الزواج دون موافقتي. يعرف جميع من بعشيرة ليان الآن أنك تريدين الزواج مني. أنتِ مذهلة حقًا."
جعل صوته المليء بالاشمئزاز صدري يضيق، ولكنني سرعان ما هدأت من روعي، ورفعت رأسى ونظرت مباشرة إلى عينيه.
"ريان، لم يكن هناك داعٍ لأحصل على موافقتك، لأنك لست الشخص الذي أرغب في الزواج منه."
ساد الصمت بين الجميع لبرهة من الزمن، ثم انفجروا ضاحكين.
كان مبارك هو أكثرهم ضحكًا، حتى أنه لم يستطع أن يستقيم، وقال:"ريان، فلتواسى خطيبتك الصغيرة سريعًا، وإلا فإنها ستجد طريقة أخرى لجذب انتباهك."
حدق ريان في ببرود، وكان صوته منخفضًا وغاضبًا قليلاً.
"علياء، لقد تعلمت الآن كيف تتظاهرين بأنكِ صعبة المنال، أليس كذلك؟"
"باستثنائي، من يمكنك الزواج به غيري في هذه العائلة؟"
"ناهيك عن أنكِ كنت تريدين الزواج مني منذ صغرك. ألم تكن تعتبرك عشيرة ليان بأكملها امرأتي بالفعل؟"
ثم اقترب وهمس في أذني بصوت يحمل تهديد شديد اللهجة:
" لن أجادل معك في أمر الزواج، أستطيع أن أقيم لكِ حفل زفاف مهيب، ولكنني سألاحق فقط شريكتي الحقيقية."
رفعت رأسي بدهشة. لقد كان ريان في حياتي السابقة دائمًا ما يلبي رغبات عائلته، وأسرع للزواج بي.
أيعقل .. أنه وُلد أيضًا من جديد؟
كنت على وشك أن أتأكد من الأمرعندما ظهر ظل مألوف فجأة عند مدخل القاعة.
إنها نورا ابنة عمتي.
كانت ترتدي فستانًا أزرق فاتحًا، وكانت عيناها حمراوان قليلاً، وكانت الدموع تتجمع بعينيها. سقطت دموعها على الفور عندما رأتني أنا وريان نقف معًا.
قالت بصوت يرتجف:" عزيزتي علياء، عزيزي ريان ..." كان صوتها منخفضًا لدرجة أنه كان غير مسموع تقريبًا. "لقد سمعت .. أنكم ستتزوجان قريبًا. لا أمتلك المال الكافي لشراء الأشياء الثمينة التى تريدينها، أستطيع فقط أن أتمني لكِ السعادة في المستقبل.."
ركضت نورا نحو البحيرة وهي تبكي قبل أن تنتهى من حديثها.
استدار ريان وحدق في بعينين ذهبيتين يتقدان بالغضب، وقال:"انظري ماذا فعلت!"
لم يقل شيئًا أخر، ولاحقها دون أن ينظر خلفه.
Expand