Share

الفصل11

Author: ون يان نوان يو
"يا سيد أنس، أتشرّف بأن أقدّم إليك رفيقتي لينا."

انطلق صوت طارق بزهوٍ مفرط، مما أصاب لينا بالذهول للحظة.

يا للسخرية القاسية, أن تحصل على المكانة التي كانت تتمناها من أكثر الرجال وحشية.

بينما بقي الرجل الذي طالما حلمت به منشغلًا بتدوير كأس النبيذ في يده، وكأن الأمر لا يعنيه البتة.

وكأن كل ما يحدث لا علاقة له به مطلقًا، فهو بارد المشاعر غير مبالٍ.

لاحظ طارق عدم اكتراث أنس، فأمال ذقنها.

"ألا ترى يا سيد أنس التشابه المذهل بينها وبين تاليا؟"

ففي ذلك الصباح، أثناء مناقشة أحد المشاريع مع عائلة رفيع، صادفت عيناه الآنسة تاليا التي تطابق لينا في الملامح.

وبعد التحقيق، اكتشف أنها خطيبة أنس التي عادت مؤخرًا من الخارج.

فما كان منه إلا أن أسرع إلى مقرّ شركة الفاروق، مستغلًا هذا التشابه الغريب كجسر للتقرب من هذا الرجل النافذ، حتى أفلح في ترتيب هذا اللقاء.

والآن يراوده الأمل في اغتنام هذه الفرصة الذهبية للفوز بمشروع المنطقة الغربية، خاصة بعد أن تكرّم أنس بحضوره شخصيًا.

عندما سمع أنس كلمات طارق، رفع عينيه الباردتين ببطء.

نظر إليها كما ينظر إلى شخص غريب، يتفحصها من أعلى إلى أسفل. تلك العينان اللوزيتان ك
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter
Comments (7)
goodnovel comment avatar
ام عبد الرحمان
القصة ممتعة نتمنى تسهيلات اكتر للقراءة
goodnovel comment avatar
Nadia S
سرد جيد .. القصة ممتعة
goodnovel comment avatar
Aill Taat
انا غبيه لتحميل هذا البرنامج سيئ جدا
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 391

    مكث أنس في المستشفى أسبوعين، وبقيت لينا بجانبه، تأكل وتنام إلى جواره، وكأن الزمن قد عاد بهما.مع ذلك، كان وسواس النظافة لديه مبالغًا فيه بعض الشيء، فإن نصحه الطبيب بألا يتحرك، لم يكن يصغي إليه، ويصر على تنظيف نفسه.وفي كل مرة يخرج فيها من دورة المياه، يكتفي بلفّ منشفة، كاشفًا عن عضلات بطنه المشدودة الصلبة، ويتجول أمامها بلا أي قيود.عندما كانت لينا تراه على هذه الحال، كانت تظن أن كثرة استحمامه لا ترجع إلى وسواسه بالنظافة، بل كانت تشعر أنه يفعل ذلك لإغوائها.وخاصة في الليل، كان يفقد السيطرة على نفسه، فيعانقها، ويغمرها بالقبلات بجنون.تلك المشاعر التي جمعت بين الكبت الشديد واحترامه لرغبتها، كانت تحطم حدود لينا مرة تلو الأخرى.في الليلة التي سبقت خروجه من المستشفى، لم يستطع أن يتمالك نفسه، فعانقها ودفعها إلى الحائط، ثم عض شفتيها قائلاً:"لينا، امنحيني نفسكِ، حسنًا؟"رفعت لينا عينيها، لتلتقي بهاتين العينين المغمورتين بالرغبة، الخاليتين من أي ذرة عقل. ترددت لحظة، ثم أومأت برأسها.إن لم تستطع تركه، فلتمنحه فرصة أخرى، ولتمنح نفسها أيضًا فرصة أخرى. أما ما يخبئه لها المستقبل، فستمضي قدمًا وترى.

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 390

    "لحسن الحظ كمية النزيف ليست كبيرة، لذا الحالة ليست خطيرة. سنبدأ بالأدوية كعلاج، وإذا ساءت الحالة لاحقًا، فسنضطر إلى إجراء عملية جراحية."وضع مدير المستشفى صورة الأشعة جانبًا، ونظر مطولاً إلى أنس الذي كان نصف مستلقيًا على السرير، وعندما رأى أن الدم لم يعد يتدفق من شفتيه، تنفس الصعداء بهدوء.لحسن الحظ، توقف النزيف في الوقت المناسب، ولم تحدث أي عدوى، وإلا، إن كان أصيب هذا المساهم الكبير داخل مستشفاه بمكروه، لطالبت عائلة الفاروق برأسه ثمنًا لهذا.أما لينا التي كانت ترافقه، حين سمعت كلمات مدير المستشفى، استرخت من توترها الذي رافقها طوال الوقت."ما الذي يجب الانتباه إليه أثناء البقاء في المستشفى؟""عليه الانتباه إلى نظامه الغذائي، والحرص على الراحة، وتجنب القيام بمجهود عنيف."دونت لينا ذلك في ذهنها، ثم سألت الطبيب الذي كان يضمد ذراع أنس:"كيف حال يده؟""إنه مجرد خدش ونزف بسيط. لم يتضرر عظمه، ليست إصابة خطرة."تنفست لينا الصعداء مجددًا، ونظرت بعينيها السوداوين اللامعتين إلى أنس الذي كان يحدق بها.وبعد لحظة من الصمت المتبادل بينهما، ضغط أنس على راحة يدها قائلاً:"لينا، لا تقلقي. بعدما دفعتكِ،

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 389

    سقطت لينا أرضًا، ولم تسمع إلا صوت الفرملة المفاجئة.انتابها الذعر، فالتفتت بسرعة، لترى أنس ملقى على الأرض.تأوه أنس، وأخذت قطرات الدم تسيل ببطء من فمه."سيدي!"نزل الحرس الشخصي من السيارة، وقد شحبت وجوههم من الذعر.هرعوا إليه، وساعدوه على النهوض، عازمون على نقله إلى المستشفى.ولكن أنس دفعهم بعيدًا، ووقف مترنحًا، ثم تقدم نحو لينا.جثا على ركبة واحدة أمامها، وساعدها على النهوض، ثم راح يفحصها بقلق من رأسها حتى أخمص قدميها."لينا، هل أصابكِ شيء؟"امتلأت عيناه بالتوتر والذعر والقلق، مما جعل قلب لينا يرتجف.حدقت بذهول في الرجل الذي صدمته السيارة، لكنه كان قلقًا على سلامتها أولاً.اجتاحت عقلها مشاعر معقدة لا يمكن وصفها، فكانت تشعر بالذهول، وعجزت عن النطق بكلمة واحدة.حين رآها أنس لا تتفوه بكلمة واحدة، ظن أنه دفعها بقوة مبالغ فيها وآذاها، فحملها وسارع مسرعًا نحو السيارة.حين حملها في الهواء، رأت لينا الدم على طرف شفتيه، فشحب وجهها تدريجيًا."أنس، أنت تتقيأ دمًا! لا بد أن أعضاءك الداخلية قد تضررت، أنزلني فورًا، ولا تُجهد نفسك!"لكن أنس لم يُعر اهتمامًا لتحذيرها، وحملها قسرًا إلى السيارة، ثم الت

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 388

    ظل أنس يحملها على ظهره حتى عادا إلى السيارة، ثم توجها إلى مركز كينيدي للفنون.وقبل أن يدخلا، توقف فجأة، ونظر إليها."لينا، هل تفضلين العروض الغنائية الراقصة أم الحفلات الموسيقية؟"كان قد انشغل في ترتيب برنامج للموعد، فنسي أن يسألها عمّا تفضله.لم تكن لينا تهتم كثيرًا بالعروض الغنائية الراقصة، فظهر بعض التردد على وجهها.ترددت لثانيتين فقط، لكن أنس أدرك ما يدور في خلدها، ثم أشار بذقنه مجددًا نحو الحارس الشخصي الذي يقف خلفه.توجه الحارس مباشرة نحو قاعة الحفلات، وما إن دخلا، حتى قادهما أحد خصيصًا إلى المقصورة الرئاسية في الطابق الثالث.كان المسرح مزين بعدد لا يحصى من آلات الأرغن، مما أضفى عليه مشهدًا بديعًا ومذهلاً.جلست لينا في المقصورة، تنظر من علٍ إلى العرض المذهل فوق المسرح، وارتسمت تدريجيًا ابتسامة على شفتيها.أما أنس الذي كان ينظر إليها طوال الوقت، لمّا رأى تلك الابتسامة، ظهر الفرح في عينيه."لينا، لقد ابتسمتِ أخيرًا."فمنذ عودتها، لم تكن ابتسامتها سوى مرارة معغلفة بالتماسك، أما مثل هذه الابتسامة المُبهجة، فلم يرها منذ وقت طويل.حين سمعت لينا ذلك، أدارت رأسها، وابتسمت نحوه قائلة: "شك

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 387

    انتهى العشاء على ضوء الشموع ببطء مع عزف موسيقى التشيلو واحدة تلو الأخرى.عندما نهضت لينا، هبت نسمة باردة على شعرها القصير، فتبعثرت خصلات شعرها، لتحجب عنها الرؤية.مد أنس يده وسوّى شعرها، ثم التقط سترته، ولفها حولها.ثم أمسك بيدها مرة أخرى، وقادها إلى الطابق السفلي، وقال: "لينا، هناك عرض غنائي راقص، هل..."خفض رأسه، ونظر إلى لينا بجانبه، ولكنه رآها تحدق مطولاً في مبنى الكونغرس من بعيد، فتوقف عن الكلام.أومأ برأسه نحو الحرس الشخصي خلفه، ففهم أحدهم قصده فورًا، واتجه بسرعة نحو البيت الأبيض."لينا، لنذهب إلى مبنى الكونغرس."أفاقت لينا من شرودها، وهزت رأسها قائلة: "لا داعي لذلك. طالما رتبت عرضًا غنائيًا راقصًا، لنذهب إليه."كانت قد سمعت فقط من نادر أن مبنى الكونغرس مستوحي من التصميم الإغريقي واليوناني القديم، فلم تتمالك نفسها من إلقاء نظرة عليه.لكنها لم تتوقع أن يصحبها أنس إلى هناك لأنها فقط ألقت نظرة عليه. كان ذلك اهتمامًا مفرطًا بمشاعرها.لم يقل أنس شيئًا، بل أمسك بيدها، وسار بها نحو مبنى الكونغرس.كانت لينا تظن أنهما سيتجولان خارجه فقط، ولكنه اصطحبها مباشرة إلى الداخل.رغم أنه يمكن زيارة

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 386

    قاد أنس لينا إلى الطابق الأعلى من الفندق.كانت هناك مطاعم فرنسية ، تُطل شرفاتها من ارتفاع عالٍ على كامل مشهد الليل تحتها.ويبدو أنه حجز الطابق بأكمله؛ نُدُل ببدلات سهرة وربطات فراشية يتحركون لخدمتهما وحدهما.تقدّم مدير فرنسي أنيق ببدلة رسميّة، مفعم بالحيوية، وانحنى وهو يقدّم قائمة طعامٍ فاخرة الصنع بعد جلوسهما على التراس.مدّ أنس يده وتناول القائمة ووضعها أمام لينا: "لينا، ماذا تحبّين أن تأكلي؟" فتحت لينا القائمة، وما إن رأت اللغة الفرنسية تملأ صفحاتها حتى تجمّدت ملامحها قليلًا.لم تفهم شيئًا؛ فطفا على وجهها الأبيض ارتباكٌ لا إرادي، وامتدّت يدها باضطراب تلامس خصلات شعرها القصير عند الأذن.أسرع أنس، من الجهة المقابلة، يلتقط القائمة بأصابعه الطويلة.كان يجهل ما تفضّله، لذلك أراد أن تختار بنفسها، لكنه لم يحسب هذا.نظر إليها بنفحة تأنيب ذاتي، ثم مال برأسه نحو المدير وهمس بالإنجليزية يطلب مقبّلاتٍ وأطباقًا رئيسية، وعاد يلتفت إليها: "لينا، الحلوى… ماكرون أم تارت؟"منحها خيارًا ليبدّد شيئًا من حرجها.قالت بصوتٍ خافت: "تارت…"هي تحبّ الأشياء الهشّة الحلوة قليلًا، والتارت من أحبّها إلى قلبه

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status