Share

الفصل10

Aвтор: ون يان نوان يو
بعد أن جهزت أشياءها، أرسل طارق مساعده أحمد لاصطحابها.

حملت لينا حقيبتها وصعدت إلى سيارة مايباخ.

ظنت أن أحمد سيقلها مباشرة إلى منزل طارق، لكنه فاجأها بأخذه إياها إلى أحد المراكز التجارية.

حيث أحاط بها مصففو الشعر وخبراء المكياج، فقاموا برفع شعرها المموج الطويل حتى الخصر، ووضعوا لها مكياجًا متقنًا.

ثم ارتدت فستان سهرة فاخرًا، كأنه خُيط خصيصًا لجسدها، لدرجة أنه بدا عليها مثاليًا بلا أدنى عيب.

كما أضافوا إلى عنقها عقدًا من الألماس قيمته تتجاوز الملايين، مما زادها بهاءً ورقّةً، وجعلها تبدو كأنها نبتة نادرة تفوح منها أناقة طبيعية.

نظرت إلى نفسها في المرآة، تلك الصورة اللامعة الغريبة عنها، فلم تعرفها. أحست أنها لم تعد هي، بل صارت تشبه تاليا.

لو رآها أنس بهذا المظهر، لربما ظن أنها تحاول تقليدها!

ابتسمت ابتسامة مريرة مليئة بالسخرية من نفسها.

وبعد أن اكتمل تحولها، نقلها أحمد بسرعة إلى ملهى الليل الساحر.

ذلك المكان الذي يُعد أعلى مقرات اللهو في مدينة اللؤلؤة، حيث لا يتردد عليه إلا علية القوم وأصحاب الثراء الفاحش.

هنا حيث لا توجد كاميرات مراقبة، وحتى لو وُجدت فمن المستحيل الحصول على لقطاتها.

كثير من أبناء الأثرياء يمارسون هنا أفعالهم المشينة بعيدًا عن الأعين.

ولعل اختيار طارق لهذا المكان بالذات لم يكن إلا نية مبيتة لإهلاكها.

أحست لينا بقلبها يخفق كالمصعد الصاعد بجنون، كلما اقتربت من الطابق الأخير.

ولحظة توقف المصعد، تمسكت بحقيبتها بقوة، محاولةً كبح اضطرابها، قبل أن تتبع أحمد إلى باب الصالة الفاخرة.

وبلمسة سريعة من بطاقة الـvip انفتح الباب الفاخر ببطء.

ليفيض منه ضوء خافت وموسيقى هادئة تلامس الأذن.

مشهد أثار دهشتها، فبخلاف توقعاتها عن ذوق طارق الصاخب،كان المكان أنيقًا وراقيًا، مع ديكور عصري وموسيقى مريحة للأعصاب.

بينما كانت تقف لينا عند الباب تتأمل المكان فاجأتها يد قوية تحيط بخصرها.

جذبها طارق إليه بقوة، وقبل أن تدرك ما يحدث، انحنى ليقبّل خدها قائلًا: "يا لحُسنكِ الليلة يا عزيزتي!"

أحست بقرفٍ يعصر أحشاءها، وحاولت أن تتفادى لمساته، حين وقع بصرها فجأةً على ذلك الرجل الجالس في ركن الصالة.

كان يرتدي قميصًا أبيض أنيقًا، مفتوحًا قليلًا عند الرقبة ليظهر عظام الترقوة التي أضفت عليه سحرًا غامضًا. ساعداه المكشوفان يبرزان عضلاته المتناسقة، بينما كانت أصابعه الطويلة تمسك بكأس خمرٍ برشاقة.

تحت الأضواء الخافتة، توهج النبيذ الأحمر بلونٍ قرمزيٍ داكن، أشبه بنظراته الحادة التي اخترقتها كالسكين.

لم يخطر ببال لينا أبدًا أن تصادف أنس في هذا المكان، فانتابتها الدهشة للحظة.

لطالما اعتقدت أنه ينتمي إلى عالمٍ مختلفٍ تمامًا عن عالم طارق الحقير.

فعائلة الفاروق تمثل قطبًا اقتصاديًا عتيدًا بمدينة اللؤلؤة.

أما عائلة الشناوي فهي مجرد عائلة كبيرة، لكن مقارنًة بعائلة الفاروق فهي لا شيء.

لكن المفاجأة كانت في رؤية هذين القطبين المتناقضين يتشاركان المكان نفسه!

أحست فجأة بالارتياح لعدم اتّصالها به ذلك اليوم، فلو فعلت، لكانت خسرت كرامتها وحصلت على رفض قاسٍ بلا شك.

فكيف يُعقل أن يُخاطر أنس بإغضاب صديقه لأجلها؟

لكن لماذا نظر إليها بتلك الطريقة؟

هل أغضبته رؤيتها بين أحضان رجل آخر؟

بينما كانت تغوص في تلافيف أفكارها، فجأةً سحب الرجل نظراته وكأنما كان يرمقها بلا اكتراث.

ارتجف قلبها للحظة. أدركت أن رجلاً قاسي القلب مثل أنس لن يهتم أبدًا إذا ما قبلها أحد.

حوّلت نظرها بعيدًا، وركزت كل اهتمامها على طارق، "لماذا أحضرتني إلى مكان كهذا، سيد طارق؟"

بلهجة ممزوجة بالدلال، ضغط على خدها برفقٍ قائلًا: "سأقدمكِ أولاً إلى بعض الأصدقاء، ثم نبدأ جولتنا الممتعة."

عندما سمعت لينا هذا، شحب وجهها للحظة، كان عليها أن تجد مخرجًا سريعًا من هذا المأزق.

وبينما كانت تفكر كيف تتعامل مع طارق، فاجأها بدفعه إياها نحو أنس.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 150

    لم تجد منى ما ترد به على هذا الكلام، فاكتفت بابتسامة خفيفة وهي تنظر إلى مريم، مما جعل الأخيرة تشعر بعدم الارتياح.اتجهت إلى غرفة النوم الصغيرة وطرقت الباب، وذلك بعد أن دعتها للجلوس على الأريكة مع السيد باسل."لينا، هناك من يريد مقابلتك."كانت لينا في الداخل، كانت قد استيقظت بالفعل عندما فتح أحدهم الباب. وقد سمعت حديثهم في الخارج، لكنها لم تكن تملك الطاقة للنهوض.اندفعت مريم إلى الداخل حينما رأت أن لينا كانت تحاول أن تنهض بصعوبة."لينا، ما بكِ؟"سمع السيد باسل ومنى ما جرى، فهرعا إلى الداخل. حاول السيد باسل التقدم، لكن منى سبقته بقولها، "أنت رجل أعمال، أما أنا فطبيبة، دعني أتولى الأمر."دفعته منى جانبًا، وتقدمت بسرعة نحو السرير، وضعت يدها على جبين لينا، ثم أخرجت مقياس الحرارة لقياس حرارتها."هل خرجتِ والسماء تمطر؟"لم تكن درجة الحرارة مرتفعة جدًا، لكن بالنسبة للينا، فإن القليل من الحرارة قد يكلفها حياتها.ويبدو أنها تبللت حين غادرت فيلا أنس الفاروق، ورغم أن السيد باسل حاول تغطيتها بمعطفه، إلا أن ذلك لم يمنع البلل.امتلأت ملامح السيد باسل بالندم، وحاول أن يمسك يدها، لكنها تجنبت لمسته. لم

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 149

    طرقت منى الباب، لكن لم يكن هناك رد.خمّنت أن لينا ربما غارقة في النوم العميق، وبينما كانت تفكر في كيفية فتح الباب، حينها دوى صوت غاضب خلفها،"من أنتم؟ لماذا تقفون أمام باب شقتي؟"كانت مريم قد أرسلت إلى لينا عدة رسائل في الأيام الماضية دون رد، ولكن حتى المكالمات لم تُجب عليها، فقلقت عليها وقررت زيارتها لتطمئن. لكنها ما إن خرجت من المصعد، حتى رأت مجموعة من الرجال ببدلات سوداء، وكان كل من باسل أبو الذهب ومنى محاصرين بهم، لكنها لم تنتبه لهما، وظنت أن هناك عملية سطو، فخطفت المكنسة التي تركها حارس المبنى في الممر واندفعت نحوهم وهي تصرخ.كانت تأمل أن تفرض هيبتها بصفتها مالكة للشقة على هؤلاء، لكنهم لم يلتفتوا لها سوى بنظرة باردة لا مبالية.مريم...حين سمع باسل أبو الذهب صوت مريم، أشار لحراسه بالتنحي جانبًا. وحين أفسحوا الطريق، رأت مريم باسل أبو الذهب وسألته بحدة،"لماذا أتيت مع هذا العدد كله وتحجب باب بيتي؟"رمقته بنظرة حادة، حيث تذكرت الركلتين اللتين وجههما إلى لينا، وتساءلت في نفسها، هل أتى ليزيد الطين بلة؟أخفض باسل أبو الذهب رأسه، واعتذر بصوت مملوء بالأسف، "آسف، مريم، أتيت من أجل شيء ما."

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 148

    إذا عثر على قلب مناسب، يمكنكِ أخذها مباشرة لإجراء عملية الزرع، ولا حاجة لأن تخبرني بأي شيء يتعلق بها بعد ذلك."كلمات باردة قاطعت أفكار منى. لو كان يهتم حقًا، ما كان ليقول ذلك بهذا البرود.كان واضحًا أنه أنهى علاقته بها، وفي النهاية فقط أراد أن يقدم لها معروفًا أخيرًا.فلم يكن يهتم إطلاقًا ما إذا كان الدكتور جورج سيعثر على قلب مناسب، وما إن كانت السيدة لينا ستنجو.وإلا لما أوصى بألا تُبلّغه بأي شيء يخصها بعد الآن.هذا اللامبالاة لا تعني إلا أن العلاقة قد انقطعت تمامًا.لكن السيد أنس على الأرجح يبذل مجهودًا لا جدوى منه، فحالة السيدة لينا الآن قد لا تتحمل انتظار قلب مناسب.أخذت منى تفكر، وبما أن السيد أنس لا يبالي، فلم ترَ أن هناك داعيًا للكلام، واكتفت بالرد، "حسنًا" ثم أخذت الأشياء وغادرت.بعد مغادرتها، لم يستطع أنس كبح نفسه، فقبض على يده وقد بدت عظام يده البارزة فوق الحاسوب المحمول.تذكرت منى وهي في طريقها للخروج أنها نسيت أن تسأل عن العنوان، لكنها لم تجرؤ على العودة، فسألت سامح الذي كان واقفًا عند الباب، "أخي، هل تعرف أين تسكن السيدة لينا؟"أومأ سامح برأسه، فقد كان هو من يذهب ليأخذها

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 147

    كانت لينا تعلم أن باسل أبو الذهب لا يزال واقفًا خارج الباب، لكنها لم تطلب منه المغادرة، لأنها كانت تعرف أن عائلة أبو الذهب لن تسمح له بإضاعة الوقت في هذه المدينة لفترة طويلة، ولن يمر وقت طويل حتى يُعاد بالقوة.عادت إلى منزلها، واغتسلت، ثم فتحت الدرج وتناولت الأدوية التي وُصفت لها في المستشفى.لقد نسيت إخراج الدواء الخاص الذي أعطتها لها منى، وكذلك هاتفها المحمول وأشياء أخرى. لقد كانوا في عجلة من أمرهم في ذلك الوقت، لذلك ارتدت ملابس أنس الفاروق وساعدوا باسل أبو الذهب على الخروج من الفيلا. أمسكت بذلك المعطف المشبع برائحة عطره، رفعت يدها ولمسته، ولم ترد أن تتركه.لكن حين تذكرت تلك الجملة التي قالها لها في أذنها، تلاشى الحنان من عينيها فجأة.كانت الوصية لا تزال محفوظة في الدرج دون أن تمسّ، أخرجتها، ثم وجدت تلك الورقة التي كتبت عليها اسم "أنس الفاروق ".ثم أمسكت بالقلم وكتبت تحتها سطرًا.قال، "لا تأملي أن أحبك، واتضح أنه لا يحبني."ربما لأن الأيام الماضية كانت مرهقة جدًا، فبمجرد أن لامست السرير، فسرعان ما دخلت في سبات عميق.فمرضى المراحل المتقدمة يغرقون في النوم سريعًا.أما الرجل الواقف خا

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 146

    وليد، هل تعرف لماذا أتيت لاستقبالك؟ لأن تاليا أجبرتني، وإلا لما كنت سأراك مرة أخرى أبدًا.""أنا نسيتك تمامًا، وأتمنى أن تنساني أنت أيضًا، عد إلى العاصمة واهتم بشؤون شركة أبو الذهب، فهذا هو بيتك الحقيقي."قالت لينا ذلك دفعةً واحدة، ثم همّت بفتح الباب للنزول، لكن السيد باسل أمسك بها من الخلف وعانقها.أسند رأسه المتعب إلى عنقها وقال بصوت مبحوح يختنق بالبكاء، "لينا، لا أستطيع نسيانك، ولن أنساك مدى حياتي. أرجوك، لا تتركيني."باسل أبو الذهب، بطبيعته عنيد ومهووس، ليس مثل أنس الفاروق المتغطرس والبارد، لا يرحل لمجرد سماع بضع كلمات قاسية. وإن أرادت أن تقطع علاقتها به نهائيًا، فعليها أن تكون أكثر قسوة من ذلك.تنهدت لينا بعمق، واستدارت نحوه قائلة بحدة وهي تعض شفتيها، "سيد باسل، اسمعني جيدًا. لا يهم إن كنت تستطيع نسياني أم لا، المهم أنني لم أعد أحبك. وتمسُّكك بي الآن يجعلني فقط أحتقرك، بل وأكرهك أيضًا."بدأت تفك أصابعه التي كانت تطوّق خصرها واحدة تلو الأخرى، وقالت بصوت بارد، "تظن أنني سأعود إليك وكأن شيئًا لم يكن بعد أن ركلني أخوك مرتين؟ دعني أخبرك أن هذا مستحيل. تلك الركلات جعلتني أكرهك أكثر، وكون

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 145

    كان وليد قد شعر بالفعل بذلك منذ البداية، لكنه لم يتوقع أن تعترف به أمامه بهذه الصراحة.لقد قالتها، دون مراعاةٍ لمشاعره، لأنها ببساطة لم تعُد تحبه.كان من الطبيعي أن يحدث ذلك، فهو قد غاب عن حياتها خمس سنوات، بطريقة لم تكن أقلّ من قاسية. أن تحب شخصًا آخر خلال هذه الفترة، ليس غريبًا.لكن... لماذا الألم كان بهذه الوحشية؟وضع يده على صدره، وانحنى بجسده إلى الأمام، كمن يحاول التقاط أنفاسه بصعوبة.كان الهواء يدخل رئتيه بصعوبة بالغة، وشعور خانق قبض على قلبه، يكاد يخنقه، ولا يترك له مجالًا للنجاة.سال من جبينه عرق، أم دموع؟ هو نفسه لم يعد يعلم.كل ما استطاع قوله أخيرًا بصوت مرتجف،"وماذا أفعل الآن...؟"ماذا يفعل؟حياته بأكملها لم تكن إلا من أجل لينا.والآن هي تحب أنس الفاروق... فماذا يبقى له في هذه الحياة؟نظرت لينا إلى انهياره أمامها، وشعرت بذنب عميق، وهمست بنبرة نادمة،"آسفة..."لكن وليد رفع عينيه المحمرتين من شدة البكاء، وبدا في عينيه انعكاس لوجه لينا الحزين،"أنا لا أريد أسفك، أريدك أنتِ. لينا، توقفي عن حبه، وعودي إليّ من جديد، أرجوكِ."أمسك يدها الباردة بقوة، وقرّبها من صدره بحرارة،"أعدك،

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status