 LOGIN
LOGIN



تحمل حازم طوال الأيام الماضية جميع التجارب.كان في الأصل إنسانًا دوائيًا، وكونه أنجح تجارب فرعون، فقد أصبحت لديه مناعة لتجارب إيهاب هذه.وبينما اقترب منه تابع إيهاب ليحقنه، انتفض حازم، وأمسك بالحقنة وغرزها بعنف في عنق هذا الشخص.ثم...سحبه حازم إلى أسفل الطاولة، وأزال عنه البدلة الواقية، وارتدى القناع بسرعة.وبعد ذلك، ألقى هذا الشخص داخل الوعاء، مخلّفًا وهم وجوده فيها.عرف حازم كل زاوية في المختبر، وكانت ذكرياته هناك عميقة وواضحة.راقب حازم المكان، وخطى نحو الأمام، حتى اكتشف أن نور على مسافة قريبة!اغتاظ حازم فور رؤيتها، واندفع بخطوات سريعة نحوها، وقال: "آيلين!"انحنى أمام نور، فرفعت نور رأسها فجأة عند سماع صوته المألوف.لم ترَ وجهه، لكنها لاحظت تلك العيون الصافية كالعقيق.ذهلت نور، وقالت: "حازم، أنت، كيف وصلت إلى هنا؟"لم تتوقع أن يكون حازم داخل قبيلة العزبي، وحتى داخل المكان ذاته!علمت أن حازم قد غادر بالفعل، لكنه هنا، يقف أمامها، وواضح تمامًا أنه هنا بسببها.لم تعرف نور كيف تصف مشاعرها حينها، أما حازم، فكان مندهشًا ومسرورًا بنفس الوقت.فهو عاد خصيصًا ليجد نور، ولم يتوقع أن يقف أمامه
ابتسم همام ابتسامة عميقة ساخرة عند زاوية فمه، وقال: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".لم يتكلم السيد المهرج، لكنه فهم جيدًا ما يعنيه همام....عاد سمير مرة أخرى إلى محيط قبيلة العزبي.ارتدى وجهًا آخر، وأعاد الحيلة القديمة.لكن قبل أن يتسلل إلى داخل القبيلة، وصلته مكالمة على هاتفه من رقم تابع للقبيلة.تذكر مكالمة نور له عبر هاتف همام، فأجاب بسرعة."هل تبحث عن نور؟"كان صوت امرأةعرف سمير فورًا من الصوت ومن معرفته بالرقم، أنها أخت همام، آيلين.غضب سمير وقال بحدة: "ما الحيلة التي تقومان بها أنتِ وأخوك؟"أجابت آيلين مبتسمة بخبث: "لا يحق لك السؤال. إذا أردت استعادة نور، فعليك أن تفعل ما أقول".عرفت آيلين أن سمير سيوافق بالتاكيد من أجل نور. لكنها فوجئت بسمير الذي لم يهتم، وأغلق الهاتف مباشرة.كان سمير معتادًا أن الشخص الذي يتفاوض معه هو همام، وحتى لو تغيَّر الشخص، فسيخبره همَّام بذلك، فيما عدا ذلك، لن يثق بأي شخصٍ آخر.سمعت آيلين صوت "طووط طووط" في الهاتف، واغتاظت غيظًا شديدًا.على أي أساس لا يزال سمير متعاليًا في هذا الوقت الحاسم!لكنها لم تستطع إعادة الاتصال به.وسمير لن يتواصل معها مجددًا.و
ذهبت آيلين اليوم عند همام أيضًا، عندما كان يتم مكافأة تابعي قبيلة العزبي، سكبت له كأسًا من الخمر، شرب همام الكأس، وفجأة انبثق الدم من فمه.تغير وجه آيلين من الرعب وقالت: "أخي! ما بك؟"حدق همام في آيلين بعينين ضيقتين، وفي الوقت ذاته ألقى نظرة سريعة على الحاضرين جميعًا. كان الجميع قلقين، لكن بما أن هذه الكأس المسمومة وصلت إليه، فلا بد أن يكون مصدرها من أقرب الناس إليه.أمسك همام بمعصم آيلين، وابتسم ابتسامة باردة عند زاوية فمه، وقال: "ما رأيك أنتِ؟"ردت آيلين ببراءة: "أخي، أنا مظلومة! أنت أخي الحقيقي، كيف لي أن أؤذيك؟"وقف فرعون وقال: "يمكنك أن تشك في أي شخص، لكن آيلين هي أختك"."حقًا ما تقول؟" اقترب همام بخطوات واسعة من فرعون، لكنه لم يقل شيئًا، ومال فجأة إلى الخلف وسقط. حملته آيلين بسرعة ودعمت جسده.حاول همام دفعها بعيدًا، لكن جفون عينيه كانت ثقيلة جدًا، حتى أنه لم يستطع فتحهما، وفي النهاية فقد وعيه.حملوه بعيدًا عن الغرفة، وأنهى فرعون مأدبة الليلة.ظلت آيلين بجانب همام طوال الوقت، تراقبه بعناية وحنان، ورأى فرعون ذلك.كان فرعون واعيًا تمامًا أن صرامته مع همام، وحنانه وتسامحه تجاه إعادة
صمتت نور بلا كلام.أدركت بعمق، مع ذلك، أن بعض الأمور وبعض الأشخاص، أبعد ما يكونون عما تتصوره.قال همام بصوت منخفض: "أنصحكِ ألا تحلمي بأمور أخرى. لدي أمر الليلة، وإذا احتجتِ شيئًا، فابحثي عن السيد المهرج".لم تجب نور.غرقت نور في الظلمة، كانت كلمات همام تدور في عقلها، ومعها ذكريات متفرقة عالقة في ذهنها.وعلى غير المتوقع، فجأة، في منتصف الليل، غطى أحدهم فمها.حاولت نور المقاومة، لكن قوة الطرف الآخر كانت هائلة، فلم تستطع أن تكون ندًا له......استيقظ سمير فجأة من نومه.رأى طارق استيقاظ سمير المفاجئ، فسأله وهو يدخل الغرفة: "قائد سمير، هل حلمت بالآنسة نور؟"كان سمير متعرق الرأس بالكامل.صمت سمير، فاعتُبر ذلك موافقة ضمنية.لم يعد سمير يهتم بأي شيء، فأمر طارق: "راقب القوات، وأبلغ القيادة إذا حدث شيء، وإذا أرادوا معاقبتي، سأقبل".لم يخش العقوبة، لكنه خشي على نور من الموت.لم يعرف طارق أيمنع سمير أم لا، فرد بثقة: "لا تقلق يا قائد سمير، سأحمي القوات جيدًا"....كانت نور تشعر بالدوار.عندما استيقظت، وجدت نفسها في غرفة مظلمة، لا ترى ما حولها، لكن رائحة الفورمالين القوية ملأت المكان.سمعت خطوات تقت
لم يقل همام شيئًا، وبعد ثوانٍ، مدّ هاتفًا إلى نور."لا يوجد كلمة سر."قال همام ذلك، ونهض وغادر.الهاتف في يد نور كان ثقيلًا كأنه يزن ألف طن.لم تعرف نور كيف تصف شعورها في تلك اللحظة، لكن مع وجود فرصة للتواصل مع سمير، قررت أن تستغلها جيدًا.كان رقم سمير محفورًا في ذهنها.سرعان ما صدر صوت سمير من الهاتف: "هل وجدت حازم؟"كان سمير يظن أن المتحدث هو همام.لكن الهاتف أجاب بصوت نور: "هل تواصلت مع حازم؟""نعم."كان سمير متفاجئًا بعض الشيء، لكنه شعر بالفرح لسماع صوت نور، خاصة وأنها كانت تتحدث بقوة، وليس كمن تتألم.لكن سمير لم يطمئن قلبه بعد.بدأت نور تتحدث بهدوء: "لدي بعض الأفكار، بعض الأمور، من الداخل إلى الخارج".كانت تراقب الخارج بعينها وهي تتحدث. لم يكن همام في مجال رؤيتها، ووصل صوت سمير إلى أذنها: "نور، لا تتسرعي، هذه الأمور ليست من شؤونك، فيما يخص قبيلة العزبي... لقد تقدمت بطلب إلى الجهات العليا".تفهمت نور موقف سمير، فجيش دولة العرب يختلف عن قوات قبيلة العزبي، وحتى عن باقي الدول الأخرى، لديهم تنظيم وانضباط، وكل عمل يجب أن يُبلغ عنه."سمير، أنا أعلم وضعك، ولا ألومك على عدم قدرتك على إنقا
إذن، كان عليها أن تقرّب علاقتها بهمام.لكنها لم تر همام منذ أن رأت آيلين، ولم ترَ حتى السيد المهرج.وبينما كانت تتردد في ما إذا كانت ستتواصل مع همام عبر شخص آخر، ظهر همام أمامها فجأة.كان همام يبدو وكأنه يمتلك قدرة قراءة الأفكار.عندما وقعت عينيه عليها، ابتسم وسألها: "يبدو أنك تبحثين عني؟"ردّت نور: "نعم".لم تنكر ذلك. بل في اللحظة التالية تقدمت خطوتين نحو همام وقالت بصراحة: "لأنني قررت، أريد التواصل مع سمير".كانت عيناها تحملان يقينًا ثابتًا، ولم تهتز تحت نظراته حتى لمحة واحدة.قال همام: "اتصل بي سمير، وأخبرني أن حازم موجود الآن في قبيلة العزبي".صُدمت نور من كلماته.وجود حازم في القبيلة، يعني أن سمير كان على اتصالٍ به، هل فعل حازم ذلك بسببها؟ شعرت نور بخنقة في قلبها.لو كان الأمر كذلك، فما مقدار الأهمية التي تحتلها في قلب حازم؟هل كان اهتمامه بها حقًا بسبب أنها آيلين؟أخذت نور تتنفس بسرعة، وزاد نبض قلبها.حازم يهتم بها، يقدم لها الأشياء، لكن تلك الذكريات لم تتضح لها الآن.إن كانت هي آيلين، فمن هي آيلين الحالية؟فجأة أدركت نور شيئًا، رفعت عينيها ونظرت إلى همام قائلة: "همام، من أعاد آ
