Share

الفصل 5

Penulis: شينغ خه
برودة طفيفة أصابت أنف هند، وضباب أبيض جري في عينيها، وشعرت بمرارة في قلبها لم تعهدها من قبل.

لم تر هند طارق بهذا الحنان من قبل، فطوال الثلاث سنوات من زواجهما لم تعهد منه سوي البرود.

كانت دائمًا ما تواسي نفسها قائلة إن هذه طباعه ولن تتغير.

كررت تلك الكذبة كثيرًا لدرجة أنها صدقتها.

أمّا الآن، فقد رأت هذا بأم عينها، فطارق يعرف كيف يكون حنونًا، ولكنه أعطي كل هذا الحنان لامرأة أخري.

ثم ركب طارق السيارة مع هذه المرأة ومرّ من أمام سيارتها، ولم يلحظ حتى وجود سيارتها.

"سيدتي، لقد عدتِ، ماذا ترغبين أن تأكلي علي العشاء.."

لاحظت الخالة ما بوجه هند من تعب، ورأت الدموع تتلألأ من علي خدها، ولم تكمل حتي حديثها، حتي رأتها تدخل إلي غرفة نومها مباشرة، ودون أن تنطق بأي كلمة.

فقدت هند قوته وانحنت على الباب، وكانت تشعر بألم شديد في حلقها.

بعد أن كظمت حزنها طوال اليوم، لم تستطع أن تتحمل أكثر من ذلك. فتغطت عينيها بطبقة من الدموع والتي تدفقت بغزارة، وانهمرت على وجنتيها.

كانت تتألم بشدة، وكأن الألم يمزق قلبها.

لقد عانت بما فيه الكفاية من معاناة العيش وحيدة بعد طلاق والديها، ولم تكن تريد لطفلها أن يعاني نفس المصير.

وكل ما كانت تريده هو أن يكبر طفلها سعيدًا.

ولكن من سيدلها كيف تتصرف؟

وبعد مرور بعض الوقت، طرقت الخالة باب غرفتها، وقالت " سيدتي، العشاء جاهز!"

ردت هند عليها بعد صمت طويل بصوت خافت وقالت: "حسنًا". ثم ذهبت إلى الحمام لتغسل وجهها.

وعند خروجها، تذكرت الرسالة التي تركها لها طارق.

فقد قال أنه جلب لها هدية عندما كان مسافر في العمل.

ماذا ستكون تلك الهدية ؟

ذهبت هند لغرفة الملابس للبحث عن الحقيبة، ثم فتحتها.

كانت الهدية أسطوانة موقّعة بخط يد مغنية أجنبية تحبها كثيرًا.

لم تكن الهدية ذهبًا ولا مجوهرات.

حضنت الهدية بين ذراعيها.

ووسط الخراب الذي كان يعم حياتها، إلا أنه نبتت برعمة خضراء صغيرة.

فعلى الأقل، كان ما زال يتذكر ما تحبه. وما زال يتذكر أن يجلب لها هدية.

وهذا يعني أنها لم تخسر تمامًا، أليس كذلك ؟

وفي الصباح، استيقظت هند كانت شبه غائبة عن الوعي لتجد السرير بجانبها فارغًا.

فجلست علي السرير في حالة ذهول لبضع دقائق.

لابد وإنه قد قضى الليلة الماضية مع خلود.

كان عليها أن تكون مستعدة لهذا الاحتمال منذ زمن.

لكن لماذا تشعر وكأن هناك فجوة في صدرها؟ كأن قطعة اقتُلعت منها، والدماء ما زالت تنزف.

فُتح الباب، إنه طارق. رآها جالسة على السرير شاحبة الوجه، وبخطوات طويلة اقترب وجلس بجانبها. "هند، هل إنتِ بخير؟"

تجمدت هند للحظة عند رؤيته، وشعرت بسعادة غير متوقعة بداخلها. فنهضت من السرير قائلة: "نعم، أنا بخير".

"هل حدث شيء؟ أخبريني."

هل تخبره؟

هل تخبره أنها لا تريد الطلاق أبدًا؟

لقد جلب لها هدية ولم يبق عند خلود الليلة الماضية. هل هذا يعني أنه مازال يحمل مشاعر من ناحيتها؟

وإذا طلبت منه البقاء، هل سيوافق؟

حاولت أن تتحدث، لكنه قال: "حتى لو لم أعد زوجكِ في المستقبل، سأظل بمثابة أخٍ لكِ. إذا شعرتِ بالظلم، يمكنكِ التحدث معي."

اختنقت كلماتها في حلقها، كأنها ابتلعت حفنة من الرمل. ما أرادت قوله توقف في حنجرتها ولم تستطع التفوه به.

وبعد قليل، استدارت ورسمت على وجهها ابتسامة طفيفة، وقالت: "أنا حقًا بخير، انزل أنت أولاً، ساغسل وجهي واتبعك."

نظر طارق إليها للحظة، وفك ربطة عنقه قليلًا.

"هند، نحن لم نطلق بعد. هل لديكِ نية للابتعاد عني بهذه السرعة؟"

حركت شفتيها بصعوبة، متحملة مرارة في حلقها، وابتسمت قائلة: "لا، لن أفعل."

ضيّق طارق عينيه قليلًا، وظهر على وجهه بعض الانزعاج. " إذا كنتِ لا تريدين الحديث، فلن أجبركِ. سأذهب إلى الشركة الآن."

ثم خرج من الغرفة دون أدنى تردد.

وحين أُغلق الباب، ولم يبقَ أحد في الغرفة، سقط القناع المبتسم الذي كان عن وجه هند.

لماذا كان غاضبًا؟

هل كان ذلك بسبب عودة خلود، فلم يعد يطيق الابتعاد عنها؟

حاولت هند أن تبتسم، لكنها فشلت. كان وجهها يُظهر تعبيرًا أسوأ من البكاء.

...

وفي مجموعة فايف استار.

دخل المساعد بسرعة إلى المكتب: :مديرة هند، مكالمة من وكيلة إسراء"!

وإسراء، هي الوجه الجديد والمحبوب، كانت الوجه الإعلاني للموسم الجديد لعلامة MQ التجارية التابعة للمجموعة.

تناسبت صورتها الشبابية المشرقة مع موضوع الموسم تمامًا.

"ما الأمر؟"

"لم تذكر السبب، لكنها أصرت على أن تتحدثي معها شخصيًا."

أخذت هند السماعة: "مرحبًا، آنسة هبة؟"
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 30

    "سأحاول قدر المستطاع." قالها طارق."ما الأمر مع الآنسة خلود؟" استجمعت هند شجاعتها لتسأله.كانت تشعر في أعماقها أن طارق لن يعود هذه المرة، تمامًا كما حدث بالأمس.تساءلت عن السبب الذي دفع خلود لاستدعائه مجددًا، يومين متتاليين.استدار طارق لينظر إليها بملامح عابسة، "هند، لم تعتادي على الأسئلة الكثيرة هكذا بالماضي."شحب وجه هند، "قدمي تؤلمني بشدة، ألا يمكنك...""إصابتكِ ليست خطيرة، إذا كنتِ بحاجة إلى شيء، استدعي العاملة."أنهى كلماته ببرود واستدار، مغادرًا دون أن يلتفت مرة أخرى.ظلت هند تحدق في ظهره وهو يبتعد، تتجرع مرارة الخيبة.نادراً ما كانت تُظهر جانبها اللطيف والضعيف أمامه، لكنه شعر أنها تبالغ.حينما لا يكترث أحد لوجودكِ، حتى وإن أظهرتِ ضعفكِ، فلن يغير هذا شيئًا.كانت تعلم جيدًا أنهما على وشك الطلاق، فما الذي يجعلها تعتقد أنها تملك الحق في السؤال؟لقد كانت في وهم مجرد وضعه للدواء لها جعلها تنسى نفسها .لكن إهانة أخرى كانت بانتظارها.لكن ما لم تتوقعه هند أن طارق لم يعد في تلك الليلة ولا الليلة التي تليها .جلست تنتظره طوال الليل، متشبثة بالأمل، تتصفح هاتفها بملل حتى استسلمت للنوم في

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 29

    حتى تتجنب عناء الصعود والنزول، لم تغادر هند غرفة النوم بالطابق الثاني منذ تعرضها لإصابة في كاحلها. كانت العاملة توصل لها الطعام يوميًا. في إحدى المرات، وبينما كانت هند منهمكة في العمل على حاسوبها المحمول، سمعت صوت فتح الباب. اعتقدت أن العاملة جاءت لتوصيل الطعام، فقالت دون أن تنظر: "ضعيه على الطاولة، سأتناول الطعام بعد قليل.""الأفضل أن تأكلي الآن قبل متابعة العمل. دقائق لن تضركِ." كان صوت طارق.رفعت" هند" رأسها لترى طارق وقد جاء بنفسه بالطعام. فوجئت وقالت: "انهيت عملك؟""نعم."أغلقت "هند" الحاسوب، ووضع طارق الطعام على الطاولة المجاورة لسريرها، ثم نزل ليتناول طعامه.بعد أن انتهت من تناول الطعام، عاد طارق ليأخذ الأطباق. هذه المرة، كان يحمل كيسًا بلاستيكيًا مليئًا بالأدوية. جلس بالقرب منها وبدأ بإخراج الأدوية، بعضها كان للالتهابات وبعضها الآخر خاص بمعدتها.لم تشمل هذه الأدوية تلك الموصوفة للتو من المستشفى فحسب، بل تشمل أيضًا “أدوية اضطراب الجهاز الهضمي” التي تناولتها من قبل.كان طارق ينظر وهو يخرد الأدوية واحدًا تلو الآخر، خفق قلب هند وأمسكت بإحكام بزوايا ملابسها.سألها وهو يمسك زجا

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 28

    لم تعرف هند كم مضى من الوقت حتى أفاقت وسط ظلام حالك، لتشعر برائحة المطهرات تخترق أنفها بقوة.فتحت عينيها ببطء، ونظرت حولها لتجد نفسها في غرفة مستشفى."هند لقد استيقظتِ؟ كيف تشعرين؟" لترفع هند عينيها وترى وجه طارق الوسيم أمامها.دون أن تشعر، وضعت يدها على بطنها، وردت بهدوء:"أنا بخير... "ثم ألقت نظرة نحو النافذة لترى أن الليل قد خيم.في تلك اللحظة، سمعت صوت معدتها تقرقر بصوت مسموع ."جائعة؟ سأطلب شيئًا ليُحضَر فورًا." قالها طارقلكن هند رفعت رأسها ونظرت إليه بنبرة طفولية لم يعهدها منها:وقالت "طارق، أنا جائعة جدًا الآن. لا أريد الانتظار. هل يمكنك أن تذهب بنفسك لشراء الطعام؟" هند رفعت رأسها ونظرت إليه .طارق، الذي فوجئ بهذا الطلب الممزوج ببراءة لم يعهدها منها، هز رأسه دون وعي وقال:"بالطبع، سأذهب فورًا. لكن لا تتحركي من السرير، وإذا شعرتِ بأي ألم، استدعي الممرضة فورًا."هزّت هند رأسها بالموافقة، وانتظرت حتى غادر. ثم ضغطت على زر الاستدعاء، لتدخل الممرضة بعد لحظات."كيف يمكنني مساعدتكِ، سيدتي؟ هل تشعرين بأي ألم؟"قالت هند بقلق وهي تضع يدها على بطنها:"أريد أن أعرف عن حالة طفلي..."

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 27

    رفعت خلود عينيها بفرح، وهتفت :طارق! خطا طارق خطوات واسعة نحوها، لكن فجأة تغيرت ملامح وجهه وصاح: “احذري!”هند التي كانت قريبة، رفعت رأسها عند سماع الصوت، لكنها فجأة شعرت بدفعة قوية أسقطتها أرضًا.دوى صوت التصادم! سقط أحد الأرفف الثقيلة على الأرض، محدثًا ضجيجًا مدويًا.وجدت هند نفسها على الأرض، حاولت الحركة، لكن قدمها لم تستجب.طارق الذي كان قد اندفع لاحتضان خلود وحمايتها،سأل بقلق: “هل أصبتِ؟”ردت خلود بصوت مليء بالخوف: "طارق كدت أموت من الذعر! لولا أنك جذبتني في اللحظة الأخيرة، لحسن الحظ أنك أتيت لأخذي من العمل وإلا لكانت الكارثة قد وقعت عليّ.”استندت خلود على صدره وهي ترتعش، فيما تحدثت إحدى الحاضرات وقالت:”يا لحسن الحظ! لو لم يكن طارق سريعًا، لكانت خلود الآن في خطر كبير!”تجمدت هند في مكانها وكأن جسدها كله قد تخدر حتي أنها لم تشعر بألم قدمها، وهي ترى المشهد أمامها، حيث كان طارق يحتضن خلود بحنان. هو يرى خلود فقط !لم يكن الأمر متعلقًا باهتمام طارق بخلود فحسب، بل بالطريقة التي دفعها بها إلى الخطر لإنقاذ خلود.من أجل حماية خلود يمكنه دفعها للخطر بل حتي للموت بدلاً عنها .إذا كان يحب

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 26

    أغمضت هند عينيها بسرعة، متظاهرة بالنوم. أنا لا أراه ... لا أراه .... لا أراه... كانت تردد ذلك في قلبها مرارًا؛ولكن جسدها المرتعش فضح تماما مشاعرها . خطوات الرجل تقترب أكثر فأكثر. كان يتقدم نحو سريرها .هند شعرت بقلبها يكاد يقفز من صدرها. وفجأة، شعرت ببرودة تسري في جسدها... لقد تم رفع الغطاء عنها. تجمدت هند في مكانها، وأغمضت عينيها بإحكام، وشدت ساقيها بقوة وهي تردد في داخلها : أنا نائمة ... أنا نائمة. طالما لا أراه، فلن يقتلني .... لكن صوتا منخفضًا ساخراً اقترب من أذنها وهمس: "أعلم أنكِ مستيقظة افتحي عينيكِ وانظري إلي.... وإلا... سأفعل بكِ ما تكرهينه ثم أقتلكِ." ارتجف عقل هند كليا فتحت عينيها ببطء، وصوتها يرتعش "سأفتح عيني... فقط أرجوك... لا تقتلني .... لا تقتلني.....ولكن قبل أن تكمل كلامها، توقفت فجأة..... لترى وجه الرجل الذي أمامها .إن لم يكن طارق فمن سيكون ؟همست هند بصدمة. ملامح وجهها تجمدت مزيج من الخوف الحيرة والإحراج اجتاحها في تلك اللحظة. أدركت أنها نسيت تماما أن طارق لا يزال في المنزل، وأن أمن الفيلا محكم جدًا بحيث لا يمكن لأي غريب الدخول. نظرت بعيدًا وهي تحاول التماس

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 25

    ألن تذهب إلى الغرفة الأخرى؟هيا أسرع.قالتها هند وهي تلتقط المنشفة بسرعة، تحاول تغطية جسدها بارتباك.كانت هند مندهشة.كان وجهه الوسيم يقترب منها ببطء، وانتشر نفسه الدافيء على وجهها.لم تستطع إلا أن تغمض عينيها.حتى وإن كنت مغمض العينين، يمكنك الشعور بالضوء أمامك.لكن لم تأتِ تلك القبلة قط.فتحت هند عينيها.تراجع طارق بضع خطوات للخلف، وقال: “آسف، سأذهب للنوم في الغرفة الأخرى، استريحي"وقف خلف الباب، أغمض عينيه محاولًا أن يتناسى المشهد في ذهنه . كاد أن يقبلها.لقد جن حقًا.هو وهند علي وشك الانفصال ويمكنه أن يكون مع خلود قريبًا،كيف يمكنني أن أكون مع هند .... كان يحاول أن يبرر لنفسه ويواسيها، أي رجل طبيعي كان سوف يثيره هذا الموقف، إن هذا رد فعل طبيعي.فرك طارق جبينه.......تخدرت هند عند سماعها لصوت إغلاق الباب وتوقفت في مكانها.كانت برودة الغرفة تغزو جسدها العاري. سحبت الغطاء وغطت جسدها، وانكمشت إلى زاوية السرير، ودفنت رأسها فيه. لكنها لم تستطع كبح الدموع التي انسابت بلا توقف، حتى تبلل الغطاء.كان شكلها وهو يغادر ببرود كالصفعة على وجهها.أظهر لها القليل من الحنان، وكانت غارقة فيه.أر

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status