로그인بعد قصة حبٍ دامت خمس سنوات، كان من المفترض أن أتزوج من خطيبي المحامي، لكنه ألغى زفافنا اثنتين وخمسين مرة. في المرة الأولى، وبحجة أن متدربته الجديدة أخطأت في أحد الملفات، هرع عائدًا إلى مكتبه وتَركَني وحيدةً على الشاطئ طوال اليوم. في المرة الثانية، وفي منتصف مراسم الحفل، غادر فجأة ليساعد نفس المتدربة بعد أن ادعى أنها تتعرض لمضايقات، وتَركَني أضحوكةً يسخر منها المدعوون. وتكرر السيناريو ذاته مرارًا وتكرارًا؛ فبغض النظر عن الزمان أو المكان، كانت هناك دائمًا "مشكلة طارئة" تخص تلك الفتاة وتستدعي وجوده. أخيرًا، وحينما تلاشى آخر أملٍ في قلبي، قررتُ أن أطوي صفحته إلى الأبد. لكن في اليوم الذي حزمتُ فيه حقائبي ورحلتُ عن المدينة، جُن جنونه، وأخذ يقلب العالم بحثًا عني.
더 보기على إثر تلك المهزلة، أعلنتُ للجميع في مكتب المحاماة أنني أغلقتُ صفحة العلاقات العاطفية في حياتي إلى الأبد.لن أقبل بعد الآن أي محاولة للتقرب من أي رجل كان.في نظري اليوم، لا شيء يعلو على أهمية مسيرتي المهنية.اختفى سامر من حياتي تمامًا. رجّحتُ يومها أنه عاد إلى مدينة الأفق.أما أنا، فقد بدأتُ أثبت أقدامي شيئًا فشيئًا في العاصمة. ترافعتُ في قضايا كبرى وكسبتها واحدة تلو الأخرى، حتى أصبح لي اسمي المعروف في دوائر المحامين.وذات يوم، وبمحض الصدفة، اكتشف زملائي في المكتب علاقتي بوالدَيَّ.كنتُ أخشى أن يظنوا أنني حصلت على وظيفتي عن طريق العلاقات، لكنهم فاجأوني بابتساماتهم وكلماتهم الطيبة."لا عجب أنها بهذه البراعة، فقد ورثت فطنة المُديرَين!""الآباء العظماء هم من ينجبون أبناءً بهذه القدرات!"وبينما كنت أستمع إلى ثنائهم، شعرت بارتياح كبير يغمرني، وتنفست الصعداء.لقد أدركتُ حينها أنني بالفعل قد أحسنتُ صنعًا.فيما بعد، استغللتُ إجازاتي السنوية في السفر إلى أماكن عديدة.في الصيف، كنت أستلقي تحت شمس الجزر الجنوبية الدافئة.وفي الخريف، قصدتُ مرتفعات الجنوب الغربي لأستمتع بسحر الطبيعة.أما الشتاء، ف
كنت أظن أنه سيغادر العاصمة بعد كل ما حدث.لكني لم أتخيل أبدًا أنه سيستغل زملائي – الذين تربطني بهم علاقة طيبة – بطريقة ما، ليمارس ألاعيبه ويخدعني أنا أيضًا.عندما خطوت بقدمي على العشب الأخضر، أصابني الذهول التام.كان اليوم عطلة نهاية الأسبوع، لكن في اللحظة التي وقعت فيها عيناي على سامر، تبخر كل أثرٍ للمزاج الجيد.لقد أقام مشهدًا يطابق تمامًا حفل الزفاف الأول الذي خططنا له. كان يقف هناك، مرتديًا بذلة الزفاف التي صممتها له بنفسي، وينظر نحوي بابتسامة عريضة."ياسمين، هل تقبلين الزواج بي؟"بدأ زملائي من حولي يطلقون صيحات التشجيع والهتاف."اقبليه! اقبليه!"اشتعلت نيران الغضب في صدري.بعد أن لاحقني وأرهقني طوال هذه الأيام، لا أدري من أين يأتي بهذه الثقة العمياء بأنني سأوافق.كانت عينا سامر تلمعان، وفي نظرته اليوم بريق من الثقة يفوق ما عهدته فيه."هل تظن حقًا أن إقامة حفل زفاف كهذا ستجعلني أسامحك؟!"لم أعد أحتمل، ففقدت السيطرة على أعصابي وصفعته على وجهه أمامهم جميعًا.وفي لحظة، عمَّ صمتٌ مُطبق، لم يكسره سوى موسيقى الخلفية الهادئة.لم يتمالك أحد الزملاء نفسه وسأل:"لقد قال إنه حبيبكِ، وإنكما فق
دون أن ينطق بكلمة، أصر سامر بعنادٍ على وضع السوار في كفّي."فخذيه إذن. لقد كان هذا السوار هو المفضل لديكِ دائمًا.""ليست لدي أي نوايا أخرى، كل ما أريده هو أن أراكِ سعيدة."رمقتُ السوار الذي وُضِعَ في يدي قسرًا، وأطلقتُ ضحكةً ساخرة."هذا السوار التافه لم يعد يعني لي شيئًا الآن."وفي اللحظة التالية، وأمام عينيّ سامر مباشرة، ألقيتُ بالسوار مجددًا في سلة المهملات، وسمعت صوت تهشمه للمرة الثانية.اتسعت عينا سامر وفمه نصف مفتوح. ظل صامتًا لوهلة طويلة، عاجزًا عن النطق بكلمة."في الماضي، كنتُ أعتز به كثيرًا. لأنني كنتُ أحبك، فقد كنتُ على استعداد للاحتفاظ بكل ما تهديني إياه كأثمن الكنوز.""أما الآن، فأنا أكرهك. ومجرد رؤية أي شيء يخصك يثير اشمئزازي."وبينما كنتُ أتحدث، بدأت عينا سامر الذي يقف أمامي تحمرّان، ثم لم يتمالك نفسه ورفع يده ليمسح زاوية عينه.لأكون صريحة، كانت هذه المرة الأولى التي أراه يبكي فيها.لكنني في الماضي، كنتُ أبكي من أجله مرارًا وتكرارًا.عندما تولى قضية ما وضُرب في زقاق ضيق على يد خصومه.عندما تمكّن بجهده الخاص من شراء أول شقة لنا في المدينة.وفي أول حفل زفاف لنا.وعندما رأيته
في الجانب الآخر، وصلتُ إلى العاصمة في ساعةٍ متأخرة من الليل.عند مخرج المحطة، كان والداي، اللذان اعتادا على النوم مبكراً، ينتظران عودتي، ويتلفتان بقلق بين الجموع.ما إن رأيتهما حتى هرولتُ لأرتمي بين أحضانهما، وقد غصّ صوتي بالدموع."أبي... أمي..."ربّت أبي على رأسي بحنان، وابتسامة واسعة ترتسم على وجهه."الحمد لله على سلامتكِ، المهم أنكِ عدتِ بخير."كل شيء في المنزل كان كما تركته تمامًا. وبعد أن نلت قسطًا من الراحة ليومين، باشرت العمل في مكتب المحاماة الذي أسسه والداي.كان والداي متواضعين ولم يخبرا أحداً في المكتب بأنني ابنتهما، لذا كان عليّ أن أبدأ كأي موظف جديد، وفقاً للإجراءات المعتادة.كان يتوجب عليّ اجتياز فترة الاختبار بنجاح حتى أتمكن من البقاء في المكتب.رغم ذلك، شعرتُ براحة وسعادة غامرتين.فلأول مرة في حياتي، ومنذ ذلك اليوم، قررتُ أن أعيش لنفسي فقط.إن كنتُ قد أثبتُّ جدارتي في مدينة الأفق، فسأثبتها في العاصمة أيضاً.بعد ثلاثة أشهر، اجتزتُ فترة الاختبار بنجاح، وما إن علم والداي بالخبر حتى أعدّا لي في البيت مائدة عامرة بالأطعمة الشهية."نعم! كنتُ أعلم أن ابنتي تستطيع فعلها!"قالتها






리뷰