Short
الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور

الغيوم لا نية لها، والرياح تثير الشعور

By:  غصن مشتعلCompleted
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
20Chapters
1.1Kviews
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

بعد ثماني سنوات من علاقتها بضياء الحكيم، دخلت فريدة الصفدي إلى المستشفى بسبب المرض. و في يوم خروجها من المستشفى، سمعت فريدة الصفدي بالصدفة حديث ضياء الحكيم مع أخته. "ضياء الحكيم، هل جننت؟ هل حقًا أعطيت رهف الهادي نخاع فريدة الصفدي دون إخبارها؟" "أنت تعلم بالفعل أن صحة فريدة ضعيفة، لكنك كذبت عليها أنها في المستشفى بسبب مرض المعدة و عرضتها إلى الخطر؟" رهف الهادي هي صديقة طفولة ضياء الحكيم التي أحبها لسنوات طويلة. لم تبكِ فريدة الصفدي، بل اتصلت بوالديها اللذين يعيشان في الخارج، ثم وافقت على الزواج من عائلة الرشيدي…..

View More

Chapter 1

الفصل الأول

"ضياء الحكيم، هل جننت؟ هل حقًا أعطيت رهف الهادي نخاع فريدة الصفدي دون إخبارها؟"

في مستشفى خاصة بمدينة الزهور، دخلت جنى الحكيم مسرعة إلى غرفة المستشفى، و أشارت إلى ضياء الحكيم الجالس على الأريكة و وبخته بشدة.

رفع ضياء الحكيم رأسه قليلًا، كان وجهه الوسيم عابسًا، و قال بصوت مملوء بالاستسلام.

"أختي، نخاع عظام فريدة الصفدي فقط متطابق مع رهف الهادي، ليس لدي خيار آخر."

أخذت جنى الحكيم تقريرًا من على الطاولة يثبت أن فريدة الصفدي دخلت المستشفى لمدة نصف عام بسبب العدوى و نظرت إليه ثم قالت:

"ليس لديك خيار؟ أنت تعلم بالفعل أن صحة فريدة ضعيفة، لكنك كذبت عليها أنها في المستشفى بسبب مرض المعدة و عرضتها للخطر؟

أنا حقًا مستغربة، هل ألقت رهف الهادي عليك تعويذة؟ في ذلك الوقت قدتَ سيارة سباق فقط لإسعادها، مما أدى إلى شللك لمدة خمس سنوات، في تلك الخمس سنوات كانت فريدة الصفدي دائمًا بجانبك."

"و الآن بعد أن تحسن جسدك، و مرضت فريدة الصفدي و تم إعادتها للوطن، أنت أخفيت عن فريدة الصفدي و أعطيت رهف الهادي نخاع عظمها. الآن بعد مرور أكثر من نصف عام تعافت رهف الهادي، ذهبت معها لتجارب أطفال الأنابيب!"

عند باب غرفة المستشفى، كانت فريدة الصفدي قد أنهت إجراءات الخروج من المستشفى للتو، و سمعت حديث جنى الحكيم الغاضب.

شدّت يدها على الحائط فجأة، و تجمدت الابتسامة التي على وجهها، و شعرت أنها سقطت في كهف جليدي.

قبل نصف ساعة، أخبرها الطبيب أن بعد الجراحة قد اختفت العدوى تمامًا، و يمكنها الخروج من المستشفى.

تقدم ضياء الحكيم لخطبتها على الفور، فبكت فرحًا، و نشرت على حسابها أن اليوم هو أسعد يوم في حياتها.

و في غرفة المستشفى، كان ضياء الحكيم خافضًا رأسه، و كان شعره الأسود يغطي عينيه الداكنتين، مما جعل تعبيراته غير واضحة.

"أختي، ساعديني في إبقاء هذه الأخبار سرًا، لا تخبري فريدة الصفدي، إن أيام جدة رهف الهادي قليلة، و أمنيتها الوحيدة أن تعانق طفلها، لا أريدها أن تترك أي ندم."

حدقت جنى الحكيم، و كان وجهها الصغير الجميل مملوءًا بالغضب.

"ماذا عن فريدة؟ الجميع يعلمون أنها أحبّتك لمدة ثماني سنوات كاملة!"

"أتذكر بوضوح أنه تم رفض رهف الهادي بعد أن اعترفت بمشاعرها إلى الابن الثاني في عائلة الرائدي، و أنت من أجل التنفيس عن غضب رهف الهادي، اقتربت من فريدة الصفدي عمدًا و غازلتها، لكي تجعل الابن الثاني لعائلة الرائدي الذي يحب فريدة الصفدي يشعر بالإهانة."

"الآن رهف الهادي حامل، و فريدة الصفدي معك منذ ثماني سنوات، فماذا ستفعل لها؟"

خفض ضياء الحكيم نظره لوهلة ثم قال بصوت أجش:

"لقد رتبت كل شيء، لن تعلم فريدة الصفدي أبدًا بشأن حمل رهف الهادي، أما عن المستقبل، لقد اعتدت بالفعل على وجود فريدة الصفدي خلال هذه السنوات الثماني، سوف أتزوجها……"

لم تستمع فريدة الصفدي إلى بقية الحديث.

الممرضة كانت تمشي باتجاه الغرفة، فخفضت فريدة الصفدي رأسها كأنها عادت للتو.

كان الاثنان في الغرفة ينظران إلى بعضهما نظرة قلق، ثم سحبت جنى الحكيم ضياء الحكيم و خرجا.

في طريق العودة إلى المنزل، كان ضياء الحكيم يناقش مع فريدة الصفدي تفاصيل الزواج، لكن فريدة الصفدي لم تكن تستمع إلى كلمة واحدة حتى.

كانت تنظر إلى ناطحات السحاب خارج النافذة، و شعرت بقشعريرة في جسدها.

التقت ضياء الحكيم لأول مرة و هي في الخامسة عشرة من عمرها، في اجتماع مع والديها و شركاء العمل.

هذه النظرة العابرة، و شكل الشاب البارد و النبيل، لم يفارق ذهنها منذ ذلك الحين.

في السادسة عشرة من عمرها، شاركت فريدة الصفدي في سباق السيارات بهوية "همس" و أنقذت حياة ضياء الحكيم، و بدأت قصة حب طويلة.

و في العشرين من عمرها، طاردها أنور الرائدي، و في نفس العام حضر ضياء الحكيم حفلة لصديقتها، و أضافها على الفيسبوك في هذه الليلة.

في هذه الليلة، كانت سعيدة طوال الليل.

و في نفس العام علمت أن ضياء الحكيم لديه صديقة طفولة اسمها رهف الهادي، لكن رهف الهادي كانت تحب الحرية، و خاضت عدة علاقات عاطفية، و لم تكن تحب ضياء الحكيم.

في الحادية والعشرين من عمرها، اعترف ضياء الحكيم بحبه لها، ووافقت على أن تكون مع ضياء الحكيم.

في الثانية والعشرين، تعرضت سيارة السباق الخاصة بضياء الحكيم لحادث، و تم نقله إلى المستشفى، و في اليوم التالي أعلن الأطباء إعاقته.

في تلك الليلة بدا و كأن ضياء الحكيم المصاب بإعاقة أصبح شخصًا آخر، أصبح كئيبًا و عصبيًا. و بسبب حبها له، رفضت السفر مع والديها إلى الخارج، و اختارت البقاء داخل البلاد و الاعتناء به.

في السابعة والعشرين، شُفيت ساق ضياء الحكيم بالكامل، و أعلن جد ضياء الحكيم أنه سيتولى قيادة العائلة، فشعر بالفخر.

في نفس العام، فقدت فريدة الصفدي وعيها فجأة في المنزل، و عندما أفاقت، أخبرها الأطباء أنها مصابة بمرض في المعدة و تحتاج إلى عملية جراحية...

و الآن عندما تفكر بالأمر، أدركت أن علاقة الحب الجميلة التي اعتقدت أنها سقطت من السماء فجأة، كانت كذبة منذ البداية!

قبل أكثر من نصف عام، تم سحب كميات كبيرة من دماء فريدة الصفدي في المستشفى، و قال ضياء الحكيم لها في هذا الوقت إنه مجرد فحص، لكنها اكتشفت أنه خدعها لكي تتبرع بنخاعها العظمي إلى رهف الهادي!

دخلت السيارة البنتلي ببطء إلى مجمع الفيلات.

و عند منتصف الليل، رن هاتف ضياء الحكيم.

رأت فريدة الصفدي اسم المتصل و كان "رهف اللطيفة"

أغلق ضياء الهاتف، و نقر على الشاشة بأصابعه، ثم نهض بعد قليل و خرج على عجل.

سارت فريدة الصفدي نحو النافذة.

في الظلام الدامس، انطلقت السيارة البنتلي تدريجيًا.

اتصلت فريدة الصفدي بوالدتها.

"أمي، لقد فكرت جيدًا، أنا أوافق على الزواج من عائلة الرشيدي. بعد سبعة أيام، سأتزوج به رسميًا فور وصولي إلى المطار."

خمنت والدة فريدة ما حدث لابنتها، و واسَتها ببضع جمل ثم شرحت لها بهدوء.

"هل فكرتِ جيدًا؟ فريدة، عائلة الصفدي لم تعد كما كانت، هذا الزواج ليس لعبة. عائلة الرشيدي وعائلة الحكيم بالرغم من أنهما بعيدتان عن بعضهما بآلاف الأميال، إلا أنهما كانا أعداء منذ أجيال، لا يجتمعان أبدًا كالنار والماء."

"إذا تزوجتِ من عائلة الرشيدي، فمن الممكن أن يطلبوا منك قطع كل العلاقات مع عائلة الحكيم."

على الجانب الآخر من الهاتف، انخفضت عينا فريدة الصفدي المليئتان بالدموع.

قبل ست سنوات، نقلت عائلة الصفدي شركتها إلى الخارج بسبب توسع الأعمال، و استقرت بالخارج منذ ذلك الوقت.

لكن لم يمضِ وقت طويل على انتقالهم ثم واجهوا أزمة مالية، و أعربت عائلة الرشيدي التي تعيش بالخارج أيضًا عن رغبتها بالزواج من عائلة الصفدي مرات كثيرة.

لكن والديها كانا يعلمان جيدًا أنها تحب ضياء الحكيم، فلم يريدا التضحية بابنتهما لأجل إنقاذ الشركة.

أما الآن، فهي لا تريد أي علاقة أخرى بضياء الحكيم، و الزواج من عائلة الرشيدي هو أفضل خيار لها.

"أمي، لقد فكرت جيدًا! لا أريد أن أرى ضياء الحكيم مرة أخرى طوال حياتي!"
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
20 Chapters
الفصل الأول
"ضياء الحكيم، هل جننت؟ هل حقًا أعطيت رهف الهادي نخاع فريدة الصفدي دون إخبارها؟"في مستشفى خاصة بمدينة الزهور، دخلت جنى الحكيم مسرعة إلى غرفة المستشفى، و أشارت إلى ضياء الحكيم الجالس على الأريكة و وبخته بشدة.رفع ضياء الحكيم رأسه قليلًا، كان وجهه الوسيم عابسًا، و قال بصوت مملوء بالاستسلام."أختي، نخاع عظام فريدة الصفدي فقط متطابق مع رهف الهادي، ليس لدي خيار آخر."أخذت جنى الحكيم تقريرًا من على الطاولة يثبت أن فريدة الصفدي دخلت المستشفى لمدة نصف عام بسبب العدوى و نظرت إليه ثم قالت:"ليس لديك خيار؟ أنت تعلم بالفعل أن صحة فريدة ضعيفة، لكنك كذبت عليها أنها في المستشفى بسبب مرض المعدة و عرضتها للخطر؟أنا حقًا مستغربة، هل ألقت رهف الهادي عليك تعويذة؟ في ذلك الوقت قدتَ سيارة سباق فقط لإسعادها، مما أدى إلى شللك لمدة خمس سنوات، في تلك الخمس سنوات كانت فريدة الصفدي دائمًا بجانبك.""و الآن بعد أن تحسن جسدك، و مرضت فريدة الصفدي و تم إعادتها للوطن، أنت أخفيت عن فريدة الصفدي و أعطيت رهف الهادي نخاع عظمها. الآن بعد مرور أكثر من نصف عام تعافت رهف الهادي، ذهبت معها لتجارب أطفال الأنابيب!"عند باب غرفة ا
Read more
الفصل الثاني
على الطرف الآخر من الهاتف، صمتت والدة فريدة الصفدي لعدة ثوانٍ ثم قالت:"حسنًا، سنذهب أنا ووالدك غدًا إلى عائلة الرشيدي لمناقشة الزواج."لم تنم فريدة الصفدي طوال الليل.في اليوم التالي، لم يعد ضياء الحكيم، بل أرسل إليها رسالة نصية فقط."فريدة، هناك مشكلة في الشركة، سوف أسافر في رحلة عمل لمدة ثلاثة أيام."لم ترد فريدة الصفدي عليه، بل حجزت تذكرة سفر إلي دولة النور بعد سبعة أيام.بدأت في جمع أغراضها، كانت تعيش مع ضياء الحكيم طوال هذه السنوات، لذلك كانت أغراضها كثيرة.وبما أن عمل عائلة الصفدي لم يكن جيدًا، فقد وضعت كل ما يمكن بيعه من أغراضها على الإنترنت لبيعه.وفي المساء، ظهرت لها رسالة من شخص غريب على موقع التواصل الاجتماعي الخاص بها."مرحبًا فريدة الصفدي."فتحت فريدة الصفدي الرسالة، كانت صورة الملف الشخصي هي نتيجة فحص الحمل، وكان اسم الحساب "رهف السعيدة".كان هذا حسابًا خاصًا جديدًا أنشأته رهف الهادي.لم تجرؤ على نشر خبر حملها بشكل علني، وكانت الصديقة الوحيدة التي تتابعها هي فريدة الصفدي.بعد دقيقة، أرسلت رهف الهادي إلى فريدة الصفدي مقطع فيديو على تيك توك، كان الفيديو يحتوي على صور لضياء
Read more
الفصل الثالث
نظرت فريدة الصفدي إلى ظهر الاثنين وهما يبتعدان.رفعت رأسها حتى لا تنزل دموعها، وفتحت باب السيارة بيدها، ثم سارت مرتجفة نحو مدخل المستشفى.تساقط مطر كثير مساءً، لم تحاول فريدة الصفدي حتى أن تحمي نفسها بيدها من الماء، بل تركت المطر يبلل جراحها.صرخت الممرضة عند مكتب الفحص عندما رأت فريدة الصفدي، بدأت تعالج جراحها بسرعة، ثم أخذتها لإجراء بعض الفحوصات.بعد ساعة، أنهت فريدة الصفدي الفحوصات وهي مرهقة، ثم وجدت وقتًا لتمسك بهاتفها أخيرًا.ظهر على الشاشة أكثر من عشرة مكالمات فائتة.جميعها من ضياء الحكيم.لم تتردد، أغلقت الهاتف مباشرة.وعندما فكرت أن عليها أن تتلقى المحاليل طوال الليل، طلبت من الممرضة حجز غرفة خاصة لها.وبينما كانت شاردة الذهن، بدأت تتذكر الماضي.منذ أن أصبح ضياء الحكيم معاقًا، كانت تحضر نيابةً عنه بعض مناسبات العمل وحفلات الشرب.في إحدى المرات، اختلف مديران أثناء عشاء عمل وقلبا الطاولة، فتكسرت الصحون وتناثرت الشظايا في كل مكان، لتصيب معصم يدها.عندما عرف ضياء الحكيم، جاء مسرعًا، وقطع العلاقات التجارية مع الشركتين في الحال، وأوصلها بسرعة إلى المستشفى لتنظيف جراحها.رأت أن تصرفه
Read more
الفصل الرابع
"ليس الأمر أنني لا أصدقك، بل أنا أعرف رهف منذ ستة عشر عامًا وسبعة أشهر، وهي لم تكذب على أحد أبدًا."توقف لحظة وعبس، ثم عزم على إنهاء الأمر:"فريدة الصفدي، أنتِ جعلتِ رهف تبكي، لذا أنتِ مسؤولة عن إرضائها."في هذه اللحظة، أسقطت رهف الهادي خاتمها من يدها في المسبح، ثم صرخت فجأة:"أخي ضياء، لقد سقط الخاتم الذي أهديتني إياه في المسبح دون قصد."ثم نظرت رهف إلى فريدة الصفدي، ورفعت شفتيها الحمراوين بابتسامة متعجرفة وقالت باستفزاز:"ما رأيكِ بهذا الحل، ليس عليكِ أن تراضيني، التقطي هذا الخاتم فقط وسوف أسامحكِ على كل ما فعلتِه لإيذائي."لقد بدأ الشتاء مؤخرًا، ومياه المسبح كانت باردة كالثلج.وكانت إصابة فريدة الصفدي لم تلتئم بعد، فنظرت إلى ضياء الحكيم الجالس.كان يخفض حاجبيه، فلم تستطع رؤية عينيه بوضوح.كانت أصابعه الطويلة تنقر بخفة على سطح الطاولة، ولم يرفع رأسه المنحني ببرود حتى لينظر إليها.في تلك اللحظة، شعرت فريدة الصفدي وكأن شيئًا ما قد اخترق قلبها، فألمها بشدة.وتذكرت فجأة ما حدث بعد نصف عام من تأكيد إصابة ضياء الحكيم بالإعاقة.جاء كبير عائلة الحكيم لزيارته، وعندما علم أن احتمالية شفائه ضئي
Read more
الفصل الخامس
عندما فاقت فريدة الصفدي، رأت عينين سوداويتين مليئتين بالقلق.عندما رأى ضياء الحكيم أنها تفيق، أسرع لاستدعاء الطبيب. بعد أن تأكد أنها بخير، تنفس الصعداء.لاحظت فريدة الصفدي أن يدها اليسرى كان عليها سوار.يبدو مثل السوار الذي يرتديه ضياء الحكيم دائمًا.قال المساعد وهو يبتسم من الجانب:"سيدتي، عندما لم تفيقي، كان السيد ضياء الحكيم قلقًا للغاية، حتى إنه أعطى إليكِ سواره الذي كان يرتديه لأكثر من عشر سنوات، حتى إنه أقسم الليلة الماضية أنه إذا استيقظتِ بسلام، فسوف يأكل نباتًا فقط طوال حياته، لن يأكل أي لحوم، ولا يدخن أو يشرب بعد الآن."عبست فريدة الصفدي، ونزعت السوار من معصمها بنظرة ازدراء، وناولته إلى ضياء الحكيم."لا داعي أن تغيّر عاداتك لأجلي."لكن ضياء الحكيم لم يأخذه، بل أعاده إلى يدها، وقال بلطف:"فريدة، عندما كنتُ مُعاقًا من قبل، ألم تقومي بأداء قسم مشابه أيضًا؟"ارتجف قلب فريدة قليلًا.في السنة الثانية من إعاقة ضياء الحكيم، سمعت أن معبد الفجر في مدينة الزهور فعّال في تحقيق الأمنيات، فأخذت ضياء الحكيم إلى هناك ليلًا لتقديم الدعاء.في ذلك اليوم، وقفت وتمنّت: سوف أُضحّي بكل ما أملك مقابل
Read more
الفصل السادس
لم يكن لدى فريدة الصفدي الوقت للتفكير بعمق، وكان هناك الكثير من الناس حولها يحللون الوضع، وساروا بكوب النبيذ إلى رهف الهادي، كانوا يمدحونها."رهف الهادي، الأخ ضياء يعاملك بلطف جداً، سيارة غالية للغاية كهذه أعطاها إليكِ بسهولة.""فستانكِ الأبيض هذا جميل جداً، يجعلكِ تبدين كأميرة حقيقية.""سمعتُ أنكِ بطلة سباق سيارات قوية، رائع للغاية، أنتِ لطيفة وقوية في الوقت نفسه، أنتِ والأخ ضياء ثنائي مثالي."زاد عدد من يمدحون رهف الهادي، ونسي الجميع أن بطلة اليوم الحقيقية هي فريدة الصفدي.بعد ساعة، بدأت الأجواء تصبح صاخبة، وبدأ الناس بالغناء واللعب.جلس ضياء الحكيم بجانب رهف الهادي طوال الوقت، ولم يرفع عينيه عنها.اشتهت رهف الهادي أكل السلطعون، ولكن ضياء الحكيم حاول بصبر تهدئتها، وقال بصوت منخفض:"أنتِ لا تستطيعين أكل السلطعون وأنتِ حامل، بعد أن تنجبي طفلاً، سوف أشتريه لكِ."احمرت عينا رهف الهادي، وأرادت أن تثير ضجة، لكن ضياء الحكيم تنهد وأخرج من محفظته بطاقة ائتمان سوداء غير محدودة وأعطاها إليها.أثارت هذه البطاقة السوداء غير المحدودة ضجة كبيرة."هل يُعقل أن الأخ ضياء ما زال مهووساً برهف الهادي؟""
Read more
الفصل السابع
في صباح اليوم التالي، كانت فريدة الصفدي قد استيقظت للتو، حتى سمعت صوت ضحكة ناعمة من الطابق الثاني.نهضت من على سريرها وسارت وخرجت، ومن بعيد رأت ضياء الحكيم في ردهة الطابق الثاني يُعلّم رهف الهادي تنسيق الزهور.كان الاثنان قريبين من بعضهما البعض، وكان ضياء الحكيم يشرح لـ رهف الهادي بلطف كيفية تقليم كل الأنواع المختلفة من الزهور.عندما رأت فريدة الصفدي هذا المشهد المؤثر، شردت بذهنها قليلًا.عندما كان ضياء الحكيم مُعاقًا، كانت تقلق من شعوره بالملل، لذا علّمته لفترة كيفية تنسيق الزهور.وكانت ذاكرته قوية، فعلّمته مرة واحدة فقط، وقد أتقنها.بعد ذلك، كان يطلب من المساعدة حجز الزهور، وكان أول شيء يفعله بعد أن يفيق من النوم هو تنسيق الزهور ووضعها بجانبها على السرير.لكن منذ عودة رهف الهادي من الخارج، لم يعد يفعل ذلك قط...خفضت فريدة الصفدي رموشها لكي تُخفي الحزن والوحدة التي في عينيها.نزلت إلى الأسفل، وكانت مستعدة لتناول الإفطار.لكنها ما إن سارت بضع خطوات، حتى سقطت على الأرض بسبب اصطدام مزهرية ثقيلة بها.تحطمت جمجمتها على الفور، وتدفّق الدم من رأسها، مما جعلها تتلوّى على الأرض من شدة الألم.ث
Read more
الفصل الثامن
في اليوم التالي، ظل ضياء الحكيم طوال اليوم بجانب رهف الهادي بغرفة المستشفى.دلّلها لتخضع للفحوصات وتناول الدواء.بالرغم من أن غرفة فريدة الصفدي في الطابق السفلي، إلا أنه لم يذهب ليراهـا ولا حتى مرة واحدة.في المساء، أصرت رهف على الخروج من المستشفى.أخذها ضياء الحكيم وعادا إلى الفيلا، و تحلي بالصبر حتى نامت.وعندما نزل أخيرًا إلى الطابق السفلي، اقترب الخادم منه وأعطاه العلبة الرمادية، وتردد قليلاً ثم قال:"بعد أن عادت السيدة البارحة، طلبت مني أن أعطيك هذا."أخذ ضياء الحكيم العلبة الرمادية، وعبس وجهه قليلاً:"خرجت من المستشفى؟ ألم أقل لها إن عليها أن تبقى هناك لتتعافى؟ عادت إلى المنزل لتفعل ماذا؟""ألا تكون عادت كي تفتعل مشاكل مجددًا؟ ألم أخبرها بوضوح أنني أعتبر رهف أختي..."فتح العلبة الرمادية، وظهر خاتم الخطوبة أمامه، فتجمّد في مكانه.قال الخادم بصوت صغير بجانبه ليقوم بتذكيره:"قالت السيدة أيضًا إنها تركت لك رسالة على المكتب في الطابق الثاني."شدّ ضياء الحكيم ربطة عنقه بتوتر، وشعر بقلق، ثم صعد إلى المكتب في الطابق العلوي.وكانت هناك رسالة فوق المكتب.عندما نظر ضياء الحكيم إلى كلمة "رسا
Read more
الفصل التاسع
"رهف الهادي، لقد خدعتِني خدعة بشعة جدًا!"في ذلك العام، كانت همس تتسابق بنفس الفريق على حلبة السباق.في ذلك اليوم، اشتعلت سيارته بفعل فخ من أحد أعدائه، وكانت همس على وشك الفوز بالمركز الأول وجائزة مئة ألف دولار، لكنها استدارت لإنقاذه مخاطرةً بحياتها.وعندما أنقذته همس في ذلك الوقت، رفعت ذقنها و قالت له:"أهلًا، لقد أنقذت حياتك، لا تنسَ ردّ الجميل!"وقد ظل يتذكر هذا الوعد لمدة اثني عشر عامًا كاملين!لكن من كان يتوقع أنه ردّ الجميل للشخص الخطأ!عندما فكر بالأمر، دفع رهف الهادي التي كانت تبكي، وأمرها ببرود:"رهف الهادي، عودي إلى منزل عائلتك الآن!"تجاهل ضياء الحكيم توسلاتها، وأمر الخادم بطردها.ثم اتصل بمساعده بوجه كئيب، وقال له ببرود:"تحقق من حادثة اختطاف رهف الهادي وحفلة ذلك اليوم..."في مطار دولة النور.هبطت الطائرة، ارتدت فريدة الصفدي قبعة لتخفي الضمادة الطبية التي على رأسها.كان والداها ينتظرانها عند البوابة منذ وقت مبكر.وبجانبهما، يقف رجل غريب يرتدي بدلة رمادية، كان وسيم الملامح ويجذب الناس.لم تقابل ابنتها منذ وقت طويل، لذلك امتلأ وجهها بالسعادة."تعالي يا فريدة، دعيني أعرّفك، هذ
Read more
الفصل العاشر
في هذه اللحظة، فتحت فريدة الصفدي هاتفها.وكما هو متوقع، قد أرسل إليها عنوان الفيلا ورمز دخول الباب.كان أكثر اهتمامًا مما توقعت.حتى إنه فكّر في جعلها تذهب إلى بيت والديها لبضعة أيام أولًا.نظرت فريدة الصفدي إلى الرجل الوسيم الذي أمامها.ولأول مرة، شعرت أن هذا الزواج المندفع قد يكون اختيارًا جيدًا.تناولت العائلتان الغداء معًا، وكان الجو ودودًا، ولم يفترقا إلا بعد الظهر.في المساء، أعد والد ووالدة فريدة طاولة مليئة بالأطباق.فبعد وقت طويل، اجتمعت العائلة المكونة من ثلاثة أفراد معًا مرة أخرى.كان والد فريدة سعيدًا للغاية في هذه الليلة، وشرب كثيرًا وتكلم كثيرًا أيضًا:"إن علاقتنا مع عائلة الرشيدي مليئة بالقدر، في البدايات لم نكن نعرف عائلة الرشيدي جيدًا، لكن في هذه السنوات، ساعدتنا عائلة الرشيدي في العلن وفي السر مرات كثيرة، لولا مساعدتهم، لكانت عائلة الصفدي انهارت منذ وقتٍ طويل."اندهشت فريدة الصفدي قليلًا.هل كانت عائلة الرشيدي تساعدهم طوال هذه السنوات؟مرت الأيام الثلاثة بسرعة، وفي عصر اليوم الرابع، جاء أدهم الرشيدي ليصطحب فريدة الصفدي.ودّعت فريدة الصفدي والديها.نظرت والدة فريدة إلى
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status