Share

الفصل 2

Author: بيلا
زايا

كان إشراق اليوم التالي كئيبًا ومظلمًا كالثقل الجاثم على صدري.

غادر سيباستيان ليلة أمس، سمعت صوت الباب الأمامي يُغلق، تساءلت ما إن كان قد ذهب إلى أناليس.

كنت أحدق في الملف أمامي، خمسة مليون دولار كنفقة، المبلغ ليس قليلًا، أيريد حقًا التخلص مني لهذه الدرجة؟

ألقيت بالملف على السرير، لا أحتاج لأمواله، لا شيء يمكنه تعويضي عن ألم رفضي من قِبل رفيقي المقدر، الرجل الذي وهبته كل شيء.

دفعت الأغطية المجعدة للخلف ونهضت من السرير، وحدقت في انعكاسي فوق طاولة الزينة خاصتي.

حدقت بنفسي ببشرتي الكريمية ذات النمش، وبشعري الطويل البرتقالي، رغم صعوبة العناية به، لم أفكر قط في قصه، لأن سيباستيان كان يحبه، شفتاي الممتلئتان لم تكونا في كبر شفتي أناليس، لكن أكثر ما كان يميزني ربما هو لون عيني البنفسجي كحجر الجمشت.

كان هناك ذلك الوقت عندما كان يريدني كل رجل، في الكلية والجامعة، كل الشباب أرادوا أن يواعدوا زايا توسان.

سمعتي أثناء الدراسة كابنة الألفا هيو توسان، زادت من الأمر، أتيت من عشيرة ذات سمعة جيدة، حجمها يكاد يكون بحجم هذه العشيرة، ومع ذلك، فسمعتهم مختلفة تمامًا.

فعشيرة والدي معروفة بمكانتها الاجتماعية وتأثيرها، أما عشيرة الوادي المظلم كانت معروفة بقوتها وسيطرتها.

لا أحد يريد العبث معهم.

حدقت بالأوراق التي كانت بيدي.

ووضعت يدي على بطني، هدأت من نفسي، التوتر ليس جيدًا للطفل، لن أجلس هنا وأبكي، سأريه أنني بخير.

وبكل عزيمة، حكمت قبضتي يديّ وأنا لا أزال أحمل الأوراق البغيضة، قبل أن أستعد لليوم وأنزل للطابق السفلي.

"هل عاد الألفا ليلة أمس؟"، سألت إيما، وهي تخرج من غرفة الطعام حاملةً أطباق طعام ليلة أمس الذي لم يؤكل.

"عاد متأخرًا، وأنا قد غفوت."، أجبتها وأجبرت نفسي على الابتسام بينما أتوجه للمطبخ.

"تبدين شاحبة اللون يا سيدتي، هل أنتِ بخير؟"، سألتني وأنا أحضر بعض الحبوب لنفسي كفطور، رغم أنني فاقدة لشهيتي.

قبل أن أجيبها، رن هاتفي.

كانت فاليري سكوت، طبيبتي وصديقتي المقربة.

"مرحبًا؟"، أجبت على الهاتف وأنا أبتعد عن الطاولة وأغادر المطبخ، لأحظى ببعض الخصوصية.

"زايا، آسفة على إزعاجكِ، كنت ألقي نظرة أخرى على تقاريركِ، أريدكِ أن تعودي لبعض الفحوصات الأخرى."

"فاليري... هل كل شيء على ما يرام؟"، سألت بقلق.

"لا تقلقييا زايا، فقط تعالي لرؤيتي في أقرب وقت ممكن."

أغلقت المكالمة وسيطر الخوف على بطني، أسرعت لأغادر، طلبت من إيثان أن يجهز السيارة.

بمجرد أن ركبت السيارة، أخبرته أن يأخذني للمستشفى.

نظر إليّ بفضول وهو ينفذ أمري. "هل كل شيء بخير يا سيدتي؟"

"أوه، أجل، سأقابل فاليري فقط لتناول الغداء."

ليست كذبة تمامًا.

فاليري كانت رئيسة أطباء قسم النساء في المستشفى، وأنا سعيدة أنها هي من علمت بأمر حملي.

وصلنا إلى المستشفى بعد وقت قصير، بعد أن شكرت إيثان، طلبت منه أن ينتظرني.

صفعني الطقس العاصف، كنت سعيدة بدخولي لدفء مدخل المستشفى.

"هل لديكِ موعد آخر يا سيدتي؟"، سألت موظفة الاستقبال.

الشائعات ستنتشر كالنار في الهشيم، سيعلمون أنني أتيت إلى المستشفى ليومين متتاليين.

"أوه، لا، أنا—"

"إنها هنا لرؤيتي."

استدارت كلتانا، ارتحت لرؤية فاليري تقف هناك بمعطفها الأبيض وذراعيها متقاطعان.

"أوه، فهمت."، قالت الموظفة المتطفلة خلف مكتب الاستقبال قبل أن تبتسم وتعود لعملها. كانت رائحة المطهر قوية جدًا في الممرات.

"أعتقد أنه من الأفضل أن تبقي أمر حملكِ سرًا حاليًا."، همست فاليري وهي تخطو في الردهة وتفتح باب مكتبها.

"أعتقد ذلك أيضًا."، وافقتها الرأي، مع أن أسبابي كانت مختلفةً نوعًا ما.

بمجرد دخولي مكتبها المريح، طلبت مني الاستلقاء على السرير، لتجري فحصًا سريعًا على بطني، بما أننا في مكتبها، فلا توجد شاشة مقابلة لي لأتمكن من رؤية الفحص بنفسي.

بالرغم من ذلك، ومع ازدياد عبوسها، لم أجرؤ على إزعاجها وهي تأخذ قياسات الجنين وتراقب الشاشة.

وأخيرًا، عندما مسحت الجل البارد عن بطني، أشارت لي بالنهوض، سألتها وأنا أنهض: "أخبريني يا فاليري، ما الأمر؟"

"لا داعي أن تقلقي كثيرًا، لا توجد مشكلة بالحمل نفسه، لكن..."، بدأت كلامها، لكن كان مبكرًا جدًا لأشعر بالراحة.

"تفضلي، اجلسي."

استجبت لها وجلست، تنهدت وهي تجلس خلف مكتبها.

"لكن؟"

تنهدت وأمالت رأسها وهي تفتح ملفًا على مكتبها.

"لكن صحتكِ ليست بخير، أنا مندهشة، لأكون صريحة، أنتِ من سلالة قوية، وتبدين بصحة قوية، لكن بعد النظر عن تقارير فحوصاتكِ... أنتِ ضعيفة جدًا، وهذا قد يؤثر على نمو الطفلين."، وضعت الملف جانبًا، فعقدت حاجبيّ.

فتحت عيناي فجأة. "طفلين؟"

"أجل يا زايا، ستُرزقين بتوأم، وهذا يزيد قلقي على حملكِ وصحتكِ."

توأم، كنت سأكون أسعد لو لم يكن الطلاق يزعجني، لكن من الواضح أن الطبيبة لا تشاركني الحماس، إنها قلقة.

"هل سأفقدهما؟"، سألت بقلق.

"احتمالات الإجهاض عالية جدًا، وحتى تتجاوزي الثلث الأول من الحمل، أنصحكِ أن ترتاحي قدر الإمكان، ربما سيكون من الأفضل كتم خبر الحمل في الوقت الحالي، أعلم أن أفراد العشيرة سيريدون زيارتكِ إن علموا أن وريث الألفا سيولد قريبًا."

أومأت برأسي متفهمةً، وأمسكت بالملف وتصفحته، ربما لست طبيبةً، لكنني درست الطب جانبًا إلى جنب مع إدارة الأعمال في الجامعة.

"كيف يمكن أن تكون مستوياتي منخفضةً لهذا الحد؟"، سألتها.

هزت رأسها، "الأمر فاق توقعاتي، لكنني سأعطيكِ بعض الفيتامينات، وسنتتبع وضعكِ."

"شكرًا يا فاليري، أيمكن أن أسأل سؤالًا غريبًا؟ هل الرفض يؤذي الجنين؟"، سألت بهدوء.

نظرت إليّ بحدة، بينما أبقيت ذقني عاليةً، آملةً ألا تكتشف أمري.

جلست، فكرت في الأمر للحظة قبل أن تنظر إليّ مباشرةً في عينيّ، بنظرات محسوبة.

"لا يا زايا، لن يتأذى الطفل، لكن الأم ستتأذى بالتأكيد... وإن كانت الأم بالفعل ضعيفة، مثلكِ على سبيل المثال، ربما لن تتمكن من حمل طفل آخر مجددًا."

-...

بعد وداعي لفاليري، لم أعد للمنزل، كنت مشتتة جدًا وغير مستقرة لأفكر بوضوح. بعد ما أخبرتني به، لم أعد متأكدة مما يجب أن أفعله.

كنت أفكر فيما سأفعله طوال الساعة الماضية، صرفت إيثان، وقررت أن أعود للمنزل سيرًا، على الرغم من حالة الطقس.

ما زال ذهني مشوشًا، عادت إليّ ذكرى من زمن بعيد، عصرت قلبي.

(استرجاع لذكرى)

"عندما نُرزق بطفل، أتمنى أن يكون شبهكِ تمامًا."

"أنا؟"، سألته، تفاجأت وهو يسحبني لأجلس على فخذيه ويمرر أصابعه بين شعري.

"أجل، جنيتي النارية الجميلة. وأتمنى أن يكون شعرهم مثلكِ."، أجابني وهو يُقبّل رقبتي.

خفق قلبي بشدة وأنا أميل رأسي، لم أشعر بالثقة حقًا تجاه شعري البرتقالي المتوهج، لكن سيباستيان أحبه، قال إنه يذكره بطائر الفينيق.

"زيون"، قال وهو يداعب خدي، لكن كلماته القادمة هي ما جعلت عينيّ يُفتحان على مصراعيهما من الصدمة. "سيكون هذا اسم ابننا."

(نهاية استراجاع الذكرى)

كان يتوق كثيرًا لأطفالنا، إن كنت حملت مبكرًا، هل كان شيئًا ليختلف؟

ومع ذلك، أعلم أنه لم يعد يريدني، أعتقد أنني يجب أن أحاول على الأقل، من أجل الطفلين، لربما سيعيد التفكير عندما يعلم أننا سنرزق بطفلين جميلين، ربما سيفكر بأمر الطلاق. بعد كل شيء، كأب، لديه الحق أن يعلم بشأنهما.

تسلل بصيص أمل إلى قلبي، وتوجهت نحو قاعة العشيرة. سيباستيان سيكون في عمله بذلك الوقت.

تقع قاعة العشيرة بجوار قصرنا، يفصل بينهما فقط بوابة سوداء. كل أفراد العشيرة يعيشون في الجهة المقابلة للمدينة، وهذا هو المكان الوحيد الذي يمكنهم التجمع فيه للاجتماعات والمناسبات المهمة.

دخلت، أدخلت رمز الطابق الثالث من خلال مسح بصمة إصبعي، وصعدت على الدرج المفروش بالسجاد، هذا الطابق مخصص فقط لأعضاء العشيرة ذوي الرتب، وغير مسموح بدخول أحد دون شارة.

استجمعت شجاعتي وضبطت كتفيّ، آملةً أنه ربما سيعيد التفكير في التخلي عني، عندما رأيت أناليس تجلس على مكتب سيباستيان، مرتديةً فستان قصير للغاية وهي تضحك على شيءٍ قاله للتو.

للمرة الأولى، تساءلت إن كان سيباستيان قد أعجب بي لأنني أذكره بأختي غير الشقيقة.

بالرغم أن أناليس أطول وأنحف، وشعرها أشقر جميل وعينيها زرقاوتان، كانت دمية ملائكية يمكن للجميع أن ينخدع بها.

لم يسعني سوى أن أنظر لخصلات شعري البرتقالية المنسدلة على كتفي، نحن متشابهتان، لكننا مختلفتين...

"أوه، سيباستيان، لا يسعنى إلا أن أقلق أنك حقًا تحب أختي."، صوت أناليس جعلني أنظر للأعلى بحدة.

تسلل إليّ شعور بالانزعاج، أنا ما زلت السيدة زوجة الألفا حتى أوقع تلك الأوراق، وهو ما زال ملكي... كيف تجرؤ! لم أستطع كبح الغضب الذي انتابني وأنا أسير في الردهة المفروشة بالسجاد.

"لا تسيئي فهمي."، جاوبها سيباستيان.

تعثرت بينما أناليس تضحك.

سمعت صوتًا كصوت أظافر تخدش سبورة، فصررت على أسناني، وأنا أحدق من خلال فجوة الباب.

"لذا أتقول لي أنك خلال الثلاث سنوات الماضية لم تشعر تجاهها بأي مشاعر؟"

ساد الصمت، بينما وضعت يدي على الحائط، آملةً ألا يحطم قوايّ تمامًا.

"ليس تمامًا، الأمر ببساطة، كان مجرد رفض متأخر ثلاث سنوات، أمر كان عليّ فعله منذ وقتٍ طويل."، وها قد جاء رده البارد.

انقطعت أنفاسي فجأة، حاولت ألا أدع هذا الرفض المرهق يعصر قلبي.

"أوه، هذا أشعرني بالراحة، خاصةً وأننا يمكننا أخيرًا أن نعود معًا كما كانت الأمور قبل أن تدخل بيننا."

من خلال فجوة الباب، رأيت سيباستيان يجلس هناك صامتًا، تعبيرًا قاسيًا اعتلى وجهه، وهو ينظر من النافذة شارد الذهن.

"هل تستمع إليّ يا سيباستيان؟"

"معذرةً، كنت فقط... ماذا قلتِ للتو؟"

"قلت، أن الأمور ستكون كما كانت من قبل، قبل أن تأخذ كل شيء مني."، مررت يديها على كتفيه.

وضعت يدي على صدري، تمنيت أن يزول الألم، بينما استمرت أناليس بالثرثرة.

"لا داعي أن تقلق حيال أي شيء، أعني، كان يجب أن تنجب لك طفلًا خلال هذه السنوات... أنا سأنجب طفلًا لنا، أنت تستحق وريثًا."، قالت هذا بإغراء.

تمنيت لو أنني علمت ماذا فعلت لأُعامل هكذا، ذكرياتنا معًا ملأت ذهني، وأنا أهز رأسي.

أجل، تزوجنا بسرعة عندما علمنا أننا رفقيان مقدران لبعضنا البعض، لكن هذا طبيعي، والد سيباستيان كان مصرًا، أجل، لكن أنا لم أشعر أبدًا أن سيباستيان كان حزينًا، كان يحبني ويثني عليّ، أعلم أنه كان يعتقد أنني جذابة...

ماذا حدث بعد ذلك؟

"سيباستيان، كنت أفكر أننا ربما يمكننا أن نخرج في موعد غرامي كما كنا من قبل، في إحدى عطلات الأسبوع في الينابيع الساخنة؟"، همست له برقة.

زوجي يجلس أمامي وأنا أشعر بتقلصات في بطني بينما هو يضع يديه على فخذها العاري. "أعتقد أنها فكرة رائعة."

تراجعت للخلف، قلبي كان يصرخ من الألم، ألم لا يمكن لأحد سماعه، لست قادرة على الوقوف هنا لأشاهدهما يسخران مني.

لا يمكنني فعل هذا، لا يمكنني إخباره عن طفليّ. ماذا إن حاول التخلص منهما؟

استدرت، ركضت عائدة للدرج، أهرب منهما، أحاول كبح دموعي التي كانت تهدد بالسقوط، لكنني فشلت، والسد انهار، تمامًا كما انهارت حياتي من حولي.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • أنا زوجة القائد   الفصل 30

    كلا، لا أصدق ذلك.حاولت أن تنتزع نفسها من بين يديّ، لكنني رفضت أن أُفلتها."انظري في عينيّ وكرري ذلك."، همست.اشتعلت عيناها وهي تحدّق بي بغضب."هذا الطفل ليس ابنك."، هذه المرة لم يرمش لها جفن وهي تحدق فيّ، ومع هذه الكلمات، شعرت وكأن شيئًا ما بداخلي قد انكسر."إذن لمن؟"، سألت بهدوء.كانت على وشك الإجابة عندما سبقها صوت من خلفنا."لي."دق قلبي بقوة ونحن نلتفت لنرى أتيكوس واقفًا هناك، عابس الوجه ويداه في جيوبه.لا...أنكري ذلك يا زايا، لا أصدق ذلك.ابتعدت زايا عني على الفور، وقلبها يخفق بشدة وهي تراقبه."أنا أسألها هي، وليس أنت."، أجبت بغضب.لم يُفاجأ... لذا كنتُ مُحقًا؛ كان يعلم.سار نحوها، أمسك معصمها برفق، ودفعها وراءه كما لو كان يحميها."اتركها يا سيباستيان، لقد اختارتني... وتذكر، أنت من أنهيت علاقتك بها. دعها وشأنها"، قال بهدوء وأنا أحدق في المرأة التي تنظر إلى الأرض."زايا... هل هو والد الطفل؟"، سألتُ بهدوء.أخبريني إنها كذبة..."لستِ بحاجة للإجابة يا زايا. لقد كانت ليلة طويلة، وتحتاجين إلى الراحة."، قال أتيكوس."لا، يجب أن أجيب... حتى يخرج من حياتي إلى الأبد."، أجابت وهي تنظر إلى أ

  • أنا زوجة القائد   الفصل 29

    سيباستيان.التفتت المرأتان إليّ، وغمر الارتياح وجه أناليس، بينما خفت حدة غضب زايا، شحب وجهها وصدرها يعلو ويهبط بسرعة قبل أن تُخفض نظرها نحو أختها."أنا... أنا لم أدفعها، بل هي من سقطت!"، قالت.انقبض قلبي وأنا أنظر إليها، وأميل رأسي.أتمنى لو لم تدع غيرتها وغضبها يتملكانها.تكافح أناليس للوقوف، فأساعدها على النهوض، "ادخلي ونظفي الجرح."، أمرتها بهدوء.نظرت إليّ والدموع في عينيها وهي تمسك بذراعها، وشعرت بوخزة من الذنب، فأنا أستغلها حقًا..."أناليس، أخبريه الحقيقة، أنا لم أدفعكِ!"، قالت زايا بحدة، وهي تحدق في أختها."لقد كان حادثًا. أنا... لا بد أنني تعثرت."، همست أناليس، متجنبة نظرة أختها.أغمضت عينيّ، متمنيًا لو أن زايا رأت ذلك، فمهما كانت أناليس مزعجة؛ إلا إنها تحبها بالفعل."توقفي عن التصرف ببراءة!"، قالت زايا والإحباط واضح في صوتها. "إن كنت تصدقها، فأنت أحمق يا سيباستيان!""لقد رأيت ما يكفي... أناليس اذهبي."، أمرتُ.نظرت إليّ قبل أن تهمس لزايا قائلةً "أنا آسفة" ثم أسرعت بعيدًا، محاولةً كتم شهقاتها."أتظن حقًا أنني دفعتُها؟"، سألتني زايا.نظرت إليها، كارِهًا كم افتقدتها… كيف لي أن أقف

  • أنا زوجة القائد   الفصل 28

    سيباستيان.منذ اللحظة التي دخلت فيها القاعة، سلبت أنفاسي.كانت تبدو جميلة كعادتها، زايا كانت دومًا مَن تبرز وسط الجميع، حتى حين كانت الفتيات الأخريات يتهافتن حولي، كانت هي في عالمها الخاص، تخطط لأحلامها وتتحدث عن طموحاتها، لكنها رغم ذلك كانت تجذب انتباه الجميع.تلك الفتاة التي أصبحت الأهم في حياتي… لكن لم يُكتب لنا أن نكون معًا...إذًا لماذا حتى بعد أن دمّرت كل شيء، وبعد أن أبعدتها عني، ما زال حضورها يؤثر فيّ بهذا الشكل؟كنت قد وعدت نفسي، من أجل سلامتها، أن أسيطر على مشاعري، وأن أقبل بأن هذا هو الخيار الآمن إلى أن أجد من يقف وراء ما حدث.لكن في اللحظة التي رأيت فيها أتيكوس يتوجه نحوها، نهض الغضب بداخلي، ورغبت في أن أنتزعها من بين ذراعيه.إنها على قيد الحياة، وهي بخير وأيضًا... حامل.تخطر كلمات فاليري في بالي فجأةً، وأشعر فجأةً أنها كذبت... هل من المصادفة أن زايا في هذا الطور من الحمل، وأن التوقيت يجعل الأمر واضحًا بأنها كانت حاملاً حين رحلت!أحتاج للتحدث معها، لكن قبضة أناليس المزعجة على ذراعي تُذكرني بضرورة توخي الحذر، هل سأُفسد التضحية التي بذلتها للحفاظ عليها لمجرد إشباع فضولي؟ولكن

  • أنا زوجة القائد   الفصل 27

    شددت مقبض الباب، فينفتح بسهولة.غير مقفل؟خفق قلبي بشدة، من الذي كان مهمِلًا إلى هذا الحد ليتركه مفتوحًا؟! خصوصًا ونحن نستضيف هذا العدد من الضيوف. حتى وإن كانت مجرد قاعة عامة، كان على الطاقم أن يكون أكثر حرصًا. سأذكر هذا لمدير التنظيم غدًا.هززتُ رأسي ودخلتُ؛ خفّض الباب صوت موسيقى قاعة الرقص، وسرتُ في الممر، مستعدة للعودة إلى المنزل، والاستحمام لفترة طويلة!ألقيتُ نظرة خاطفة على الباب، متذكرة سيباستيان، وتنهدتُ بهدوء.مع أنه خانني، إلا أن رؤيته مرة أخرى... كانت مؤلمة، ومع ذلك، في أعماقي، كنت أريد أن أراه.استدرتُ، وتوقفتُ عندما سمعتُ أصواتًا منخفضة.من هنا؟ألقيتُ نظرةً حولي، فلمحتُ شعاعًا من الضوء يتسرّب من إحدى غرف التخزين. ربما جاء أحد أفراد الطاقم ليأخذ بعض المستلزمات، فأتجهت نحو الغرفة عازمة على تنبيههم بضرورة إبقاء الأبواب مقفلة دائمًا.كدتُ أفتح الباب، لكنني أتجمّد حين أتعرف على الصوت القادم من الداخل.أناليس؟ماذا تفعل هنا بحق السماء؟"... الآن."، همست بصوتٍ خافت."تذكّري ما قيل لكِ. الاجتماع هنا خطر."صوت رجل... لكنني لم أستطع تمييزه، إنه منخفض جدًا..."أعلم، وكل شيء يسير كما

  • أنا زوجة القائد   الفصل 26

    "سأنتظركِ يا زايا. خذي من الوقت ما تحتاجين، فأنا لن أستسلم."فتحتُ فمي لأخبره أنني لا أنوي المضي قدمًا، فوضع إصبعه على شفتي وهز رأسه."لا ترفضيني الآن... قلتُ إنني سأنتظر... لأنني مستعد لذلك، سواء استغرق الأمر أسابيع... أشهر... أو حتى سنوات. لقد دخلتِ حياتي حين لم أكن أتوقع أحدًا، وأريدكِ أن تبقي فيها."التزمت الصمت، إن القدر يلعب لعبته الملتوية... الرجل الذي أحببته دومًا لا يريدني، بينما الرجل الذي لا أهتم لأمره هو من يريدني...أفضل أن أكون وحدي، ألا أسبب الألم لأحد، وألا يجرحني أحد...أمسك بيدي وأعادني إلى قاعة الرقص، لمحتُ سيباستيان يتحدث إلى بعض الرجال، وكأس النبيذ في يده، وأناليس تقف إلى جانبه.عبستُ قليلًا، وأنا أحدق في فستانها المنتفخ. لقد لعبت بذكاء، فالفستان ليس فقط مليئًا بطبقاتٍ كثيرة من الخصر إلى الأسفل، بل وحين عانقتني كانت إلى جانبي لا أمامي.ما كنت لأعرف أنها تكذب لولا أن فاليري أخبرتني.إنها ذكية، سأعترف بذلك، لكنها دائمًا ما كانت بارعة في التلاعب بالمواقف.رفع سيباستيان نظره فجأة، والتقت نظراتنا للحظة قبل أن أشيح بنظري بعيدًا بسرعة."هل لي برقصة واحدة؟"نظرت إلى أتيكوس

  • أنا زوجة القائد   الفصل 25

    زايا"زايا!"، التفتت إليّ فاليري لحظة خروج النساء من الحمام."آسفة، لقد شردتُ قليلًا."، هززت رأسي محاولةً توضيح الأمر."هل أنتِ بخير حقًا؟ أعلم أن ما حدث كثير لتستوعبيه، لكن أحتاجكِ أن تُصغي إليّ جيدًا."، همست فاليري بقلقٍ واضح."أعلم يا فاليري، أنا آسفة."، ثم تابعت: "أنا فقط... من الواضح أن سيباستيان قد تجاوز الأمر ويفعل ما يشاء. لا أفهم لماذا لا يجعلها زوجته، إنها تحمل طفله، ماذا يريد الناس أكثر من ذلك؟"جزء مني يريد أن يخبره بحقيقتها، أن يخبره أنها هددت أطفالنا، وأن يحذره على الأقل أنه حتى لو لم يُرِدني، عليه أن يتصرف بحذر من أجل العشيرة."ماذا؟"، سألت فاليري، وهي تحدق بي وعيناها متسعتان.رفعت رأسي إليها، "همم؟""قلتِ إنها حامل... هل هي من قالت ذلك؟ جاي لم يذكر شيئًا... أعني، حتى لو كان الأمر في بدايته، لكان سيباستيان أخبره."عبست؛ في بداياته؟"فاليري، لقد كانت حاملاً قبل أربعة أشهر... أعلم أن فستانها لا يُظهر الكثير، لكن..."سخرت فاليري، "ماذا؟ تلك الحقيرة ترتدي ثيابًا ضيقة كل يوم! صدقيني، ليست حاملاً. بل كانت تشرب حالما وصلنا!"خفق قلبي وأنا أحدق بها مصدومة.لقد كذبت عليّ."أوه...

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status