عقد الألفا

عقد الألفا

By:  تايلور ويستOngoing
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
10
3 ratings. 3 reviews
100Chapters
8.8Kviews
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

كان مقتل والديها عن طريق الخطأ هو ما قلب حياة نياه رأسًا على عقب. وكعقوبة على جريمتها، تم تقييد قدراتها كذئبة، وأُجبرت على حياة من العبودية على يد شقيقها نفسه. في سن الثانية والعشرين، لم تكن ترى أي سبيل للخلاص، فاستسلمت للحياة، تحاول فقط النجاة من يوم لآخر. لكن عقدًا بين القبائل جلب معه قدوم "ألفا دان"، صاحب العينين القرمزيتين، والذئب القوي الذي يخشاه الرجال. ومع ذلك، لم تستطع نياه إلا أن تشعر بالافتتان نحوه. لم يكن من ضمن خطة "ألفا دان" أن يشمل العقد نياه، لكن رائحتها الغريبة جذبت انتباهه، وأدرك أنه لا يستطيع تركها خلفه، وخاصة بعد أن سمع الأكاذيب التي كان يرويها شقيقها. غير أن لقاؤه بنياه لم يكن سوى البداية. فإن لم تكن هي من تتحداه، فقبيلتها السابقة هي من تجعل حياته جحيمًا بإخفاء الأسرار ودفن الحقائق.

View More

Chapter 1

الفصل 1

نياه

"أين هي بحق الجحيم؟" كان صوت بيتا يمزق الصمت بصرخته المدوية.

أدركت على الفور أنه يبحث عني، لأنني الخادمة الوحيدة في هذا القصر.

تنهدت ونهضت على قدمي، أمسكت بسلة التنظيف وأخذتها معي.

بمجرد أن وقعت عيناه عليّ، اندفع نحوي بخطى غاضبة، وبلا مقدمات، صفَعني بقوة على وجهي.

لم أُصدر صوتًا واحدًا، فقد علمتني السنوات الطويلة من المعاناة التزام الصمت في جميع الأوقات.

وأن أتحدث فقط عندما يُطلب مني، حتى لو كان ما يفعلونه بي مؤلمًا.

"ننتظر أنا وألفا تري ضيوفًا، وما زلتِ لم تنظفي المكتب كما طُلب منكِ!" بصق بيتا كايل الكلمات في وجهي بحدة.

أومأت برأسي وشددت قبضتي على سلة التنظيف.

لو كنت أملك الشجاعة لضربه بها على رأسه، لكان ذلك كافيًا ليجعل يومي أفضل.

لكنني تراجعت، فهو أقوى مني، ولا أريد أن أُحبس أسبوعًا آخر دون طعام؛ معدتي تؤلمني بما فيه الكفاية.

صرخ قائلًا: "نحن نحاول أن نترك انطباعًا جيدًا لدى ألفا دان، ألا تفهمين كم هو مهم أن ننضم إلى قطيعه؟!"

لم أجب، لأنني كنت أعلم أنها حيله لكي يُوقعني في الكلام، فيعطي نفسه سببًا لمعاقبتي.

أبقيت عيني منخفضتين حتى لا أضطر إلى النظر إلى وجهه.

كل ما عرفته عن ألفا دان كان مجرد إشاعات.

مجرد همسات بين أعضاء القطيع حين أكون حاضرة دون أن ينتبهوا.

مما فهتمه، أنه رجل قاسٍ، ذئب يخشاه الجميع، لا يمزح أبدًا، وكان سيد القطيع الأكبر.

تابع بيتا كايل الحديث: "إنه ألفا قطيع الظل الأسود، الأكبر في العالم، نحن نحتاج إليه!"

لكنه لم يشرح لي السبب.

لم نهاجم أحدًا يومًا، ولم يهاجمنا أحد... فلماذا نحتاج إلى دعم من قطيع آخر؟

وضع يديه على كتفيّ، وغرز أظافره في جلدي، ثم أدارني جسدي، ودفعني بركلة نحو المكتب.

ثم قال وهو يبتعد، "ذئبة عديمة الفائدة."

أغلقت الباب خلفي بهدوء، وأسندت ظهري إليه، متأملة المكتب الذي كان نظيفًا بالفعل.

كل شيء في مكانه، بدا مثاليًا لعقد اجتماع مع ذلك الألفا القوي كما يزعمون.

أغمضت عيني وانزلقت إلى الأرض.

كم أكره هذا البيت.

كنت أظن أنه حين أبلغ الثامنة عشرة سأتمكن من الهرب، لكن ها أنا، بعد أربع سنوات، ما زلت عالقة هنا، عبدة في منزلي، أؤدي كل المهام القذرة لأخي ألفا تري وللقطيع، بينما يتمشى رفيقي السابق بيتا كايل في الأرجاء كأنه يؤدي رقصة الفالس، ويواصل تجريحي وتذكيري كم أنا بلا قيمة.

سمعت أحدهم يسعل، فتجمّدت مكاني.

ظننت أنني وحدي.

أُطلّ برأسي للأمام، فأرى رجلًا وسيمًا جالسًا على كرسي، قدمه مرفوعة على ركبته، وهو يحتسي كأسًا من الكحول.

شعره القصير قاتم، وعيناه بلون قرمزي غريب... لا يبدو طبيعيًا.

عيناه تنظران إليّ فجأة، فرميت نفسي إلى الخلف نحو الباب وقلبي يخفق بشدة.

"هل هذه طريقتكِ في الترحيب بالألفا؟" صوته العميق يملأ الغرفة، بنبرة تملؤها السخرية.

فقلت له، "أنا آسفة" قلت هامسة ونهضت واقفةً.

"كنت أظن أنني وحدي."

لم أعرف من هو، لكنني شعرت بالقوة التي تشعّ منه، حتى وإن لم تستشعرها ذئبتي بعد، لم يقدم لي نفسه، ولماذا سيفعل؟

"تقدمي."أمرني وشعرت بالفعل بكتلة تتشكل في حلقي. ألفا تري سيقتلني.

تقدمت من خلف الزاوية، كما طُلب مني، لكي أسمح له برؤيتي بوضوح.

أُغمضت عيني، منتظرة الأسوأ.

"رائحتك غريبة... أنتِ مستئذبة، صحيح؟"

أومأتُ برأسي، رغم أنني لم أكن أعرف ماذا ستكون ردة فعله.

معظمهم كانوا يسخرون مني عندما يعرفون حقيقتي.

"أفضل أن تتحدثي إليّ فأنا لست في مزاج للعب" يقولها وكأنه يهددني

"نعم" قلت هامسة

لا يسعني سوى التفكير في العقوبات التي سأواجهها.

ربما الجلد بالسياط... ربما تجويع لأسبوع آخر.

"لماذا رائحتك غريبة؟ وكيف لم تشعري بوجودي في الغرفة؟ كان ينبغي أن تستشعري وجودي."

"أنا..."

لقد كرهت هذا السؤال.

"تحدّثي فورًا، ليست متفرغًا اليوم كلّه" قال وهو يرتشف من كأسه.

كنت أعلم لماذا لم أشعر به، ولماذا لم أكن واعية بوجوده.

لكن قول السبب للناس لم يكن شيئًا أرغب فيه أبدًا.

لم يسمحوا لي يومًا أن أروي قصتي، كانوا فقط يسخرون ويضحكون.

"ينبغي أن تفتحي عينيكِ وأنتِ تتحدثين إلى أحد، من الوقاحة ألا تنظري إليه، ألم يعلمك الألفا خاصتك شيئًا؟" صوته العميق بعث رجفةً في جسدي

فتحت عيني وأنزلتها ببطئ

لا يمكنني التحديق في عينيه مباشرة.

"قدرات ذئبتي... مُقيّدة."

ثم همست بتردد "مرّتين"

كنت أود أن أُضيف: تم تقييدها مرتين.

لكنه على الأرجح غير مهتم.

انحنى للأمام، ووضع كأسه على الطاولة الصغيرة بجانبه.

شعرت بأنه يحدّق بي.

"لماذا قد يفعل أحد بكِ ذلك؟"

إن كان هو الألفا الذي من المفترض أن يقابل أخي، فأنا أعلم أنه بإمكاني تدمير كل شيء إذا تكلمت كثيرًا.

همست قائلة، "كان... عقابًا"

لم تكن بعيدة عن الحقيقة، لكنها أبسط إجابة يمكنني تقديمها.

ارتجفت عضلة في خده.

لا أعلم إن كان غاضبًا لسماع هذا النوع من العقاب، أم ساخرًا مثله مثل البقية.

لم أستطع التمييز.

ينفتح الباب، ويصرخ أخي:

"نياه! ماذا تفعلين في مكتبي؟"

ينظر إلى الرجل ذي العينين القرمزيتين.

"آسف لما سببته أختي من إزعاج، ألفا دان."

تبًا... إنه هو!

دار أخي نحوي، ومد يده ليضربني.

أُغمضت عيني استعدادًا للألم.

"لو كنتُ مكانك، لما فعلت ذلك."

صوت ألفا دان يملأ الغرفة.

من خلال شقوق جفني، أراه واقفًا، يمسك بمعصم أخي.

كان أطول منه، وأكثر عضلية.

"نياه"

نطق اسمي بصوته العميق.

"كانت تُرشدني إلى مكتبك، ألفا تري، لأنك لم تستقبلني عند باب المنزل كما طلبت.

كنتَ محظوظًا بوجودها، على الأقل، هناك شخص واحد يفهم أهمية هذه الصفقة."

ماذا؟

لم أكن أعلم عمّ يتحدث.

لم يكن لديه سبب للكذب من أجلي.

رمقني أخي بنظرة حارقة، وهو يقبض على فكه.

كنت أعلم أنني سأدفع الثمن لاحقًا.

سيتوجب عليّ أن أسرق بعض الطعام.

"اذهبي، وأحضري بيتا كايل، أخبريه أن ضيفنا قد وصل."

أومأت برأسي، وأُسرعت بالخروج من الغرفة.

أخر ما أريده هو أن أُحتجز بين رجال يتشاجرون.

"بيتا كايل"

همست وأنا أدخل صالة الطعام.

رمقني فورًا بنظراته السوداء.

تكلّمت دون أن يُؤذن لي.

"ألفا تري في المكتب مع ألفا دان... أُرسلتُ لإبلاغك."

ضرب الصحيفة على الطاولة، وزمجر وهو يمرّ بي.

"أنتِ محظوظة لأن الألفا هو من أرسلكِ، وإلا لما رأيتِ ضوء الشمس لعدة أيام."

توقف خلفي، وجذب رأسي للخلف، بأصابعه المتشابكة في شعري.

واقترب من أذني، شعرت بأنفاسه الحارة خلفي.

لم يتحدث... كانت طريقته ليُثبت أنه قادر على فعل ما يشاء، وقتما يشاء.

حاولت أن أبقي نفسي مشغولة، حتى أبتعد عن المكتب قدر الإمكان، لكن سكين الراحة لا يدوم حين يناديني أخي مجددًا.

اتجهت نحو المكتب بهدوء، راسمة ابتسامة زائفة على وجهي وأنا أفتح الباب.

"نياه، اذهبي وأحضري الشمبانيا وبعض الكؤوس، سنحتفل."

انحنيت، واتجهت نحو خزانة المشروبات.

بحثت بسرعة عما طلبه أخي، وعندما عدت إلى المكتب، شعرت بأن ألفا دان يتابع كل حركة أقوم بها.

حتى أن شعيرات رقبتي قد انتصبت. لم يسبق لأحد أن راقبني بهذه الدقة.

اقتربت من الطاولة الصغيرة بجانب مقعد ألفا دان، وبدأت أملأ الكؤوس.

أخذ زجاجة الشمبانيا مني، وأخبرني بأنه قادر على ملء كأسه بنفسه.

شعرت بأن وجنتيّ تشتعلان، ليس خجلًا، بل لأنني أعلم أنني سأُعاقب على ذلك.

كان عليّ أن أكون أسرع، كان عليّ أن أملأ الكؤوس قبل أن أدخل المكتب، كان عليّ أن...

توقف تفكيري حين رأيت أخي يحدّق بي غاضبًا.

"نياه، إنها أختك، صحيح؟" يسأل ألفا دان أخي.

"نعم، هي كذلك."

تمتم ألفا تري باشمئزاز، وهو يشيح نظره عني.

"لماذا تعاملها بهذه الطريقة؟"

سؤال مباشر، يعلم أخي أنه لن يعجبه.

فهو لا يحب أن يُسأَل إلا بشروطه.

لم يتحدث أحد إلى أخي من قبل عن معاملته لي، لأن الجميع يستمتعون بضربي.

لم أكن أعرف ما عليّ فعله، لم أستطع التحرك، لكنني كنت أعلم أن عليّ الخروج من هنا.

إذا فشلت هذه الصفقة بسببي، فسيكون ذنبي مجددًا.

"نياه هي من كانت مسؤولة عن مقتل والدينا."

قال ألفا تري بازدراء.

أغمضت عيني، أحاول أن أقاوم الدموع التي تهدد بالانهمار.

"كيف كانت مسؤولة عن ذلك؟" صوت ألفا دان يزلزلني.

قال وهو غاضبًا، "لقد قدمت لهما عشبة قاتلة للذئاب."
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

default avatar
Ahlahom Ahmed
لا تحديث لا فصول جديدة
2025-08-30 00:35:29
1
default avatar
Salma
ًًًًًًًًًًًًًًًًًً
2025-08-16 17:12:50
0
default avatar
Ahlahom Ahmed
الروايه غير مكتمله ولا يوجد تحديث لفصول جديدة منذ وقت طويل يبدو ان هذا التطبيق فخ تقوم بالاشتراك وتدفع ولا تقابلني اي روايه مكتمله للان
2025-08-31 01:08:41
5
100 Chapters
الفصل 1
نياه"أين هي بحق الجحيم؟" كان صوت بيتا يمزق الصمت بصرخته المدوية.أدركت على الفور أنه يبحث عني، لأنني الخادمة الوحيدة في هذا القصر.تنهدت ونهضت على قدمي، أمسكت بسلة التنظيف وأخذتها معي.بمجرد أن وقعت عيناه عليّ، اندفع نحوي بخطى غاضبة، وبلا مقدمات، صفَعني بقوة على وجهي.لم أُصدر صوتًا واحدًا، فقد علمتني السنوات الطويلة من المعاناة التزام الصمت في جميع الأوقات.وأن أتحدث فقط عندما يُطلب مني، حتى لو كان ما يفعلونه بي مؤلمًا."ننتظر أنا وألفا تري ضيوفًا، وما زلتِ لم تنظفي المكتب كما طُلب منكِ!" بصق بيتا كايل الكلمات في وجهي بحدة.أومأت برأسي وشددت قبضتي على سلة التنظيف.لو كنت أملك الشجاعة لضربه بها على رأسه، لكان ذلك كافيًا ليجعل يومي أفضل.لكنني تراجعت، فهو أقوى مني، ولا أريد أن أُحبس أسبوعًا آخر دون طعام؛ معدتي تؤلمني بما فيه الكفاية.صرخ قائلًا: "نحن نحاول أن نترك انطباعًا جيدًا لدى ألفا دان، ألا تفهمين كم هو مهم أن ننضم إلى قطيعه؟!"لم أجب، لأنني كنت أعلم أنها حيله لكي يُوقعني في الكلام، فيعطي نفسه سببًا لمعاقبتي.أبقيت عيني منخفضتين حتى لا أضطر إلى النظر إلى وجهه.كل ما عرفته عن ألفا
Read more
الفصل 2
نياهلا تُصدري صوتًا. لا تُصدري صوتًا.كنت أعلم أن ألفا دان يراقبني. كانوا جميعهم كذلك، لم يستطع أحد يومًا أن يصدق أن شخصًا يمكنه ارتكاب أمر مقزز كأن يسمّم والديه. وقفتُ هناك، رأسي منحني للأسفل، متمنية أن تنشق الأرض وتبتلعني.ثم بدأت حركات من حولي. كان يقف أمامي مباشرة. بإصبع خشن، رفع وجهي نحوه، مجبرًا إيّاي على النظر إليه. ببطء، أمسك عنقي بيده، دون أن يضغط."هل أنتِ من سمّم والديكِ؟""كنت في السادسة."، همست بصوت متقطع، "لقد صنعت لهما عصير ليمون فقط." خرج صوتي أجشًا بينما حاولت الدفاع عن نفسي. بالكاد أتذكر والديّ، لكنني أتذكر كل الذنب الذي شُعرت به منذ ذلك اليوم.برقت عيناه القرمزيتان تجاه أخي، "لا يبدو من العدل إلقاء اللوم على طفلة في السادسة.""طفلة في السادسة يجب أن تعرف الفرق بين النباتات."، قال ألفا تراي بحدة."يبدو لي أنها كانت مدبرة." هز ألفا دان كتفيه، أطلق حلقي. "نعلم جميعًا أن عشبة الذئاب العادي لم يعد يؤثر فينا. لقد تطورنا من ذلك الهراء منذ قرون."ماذا؟ ماذا كان يقصد؟ عشبة الذئاب لم تكن مميتة. لقد دُق في رأسي منذ أن استطعت المشي."مما لا يترك سوى دم عشبة الذئاب." همس ألفا د
Read more
الفصل 3
دان"العروسة العاشرة قد تكون هي الحظ." قال جينسون بسخرية بينما توقفت السيارة أمام بيت قطيع ضوء القمر."اصمت!"، صرخ إيريك عليه."كلاكما اغلقا فميكما قبل أن تقولا شيئًا تندمان عليه!""لن يتعلم أبدًا"، همس ذئبي آيرو في داخلي.فتح السائق الباب، "أعطني لحظة، أحتاج إلى التحدث مع رجالي."، أغلق الباب ولم يتفوه أحد بكلمة."هي ليست مثل الأخريات. لا تتحدثا إليها، لا تنظرا إليها. وأنت يا جينسون، ابقِ يديك اللعينتين بعيدتين عنها، وإلا قد تفقدهما هذه المرة".كنت أكثر اضطرابًا من المعتاد. نياه كانت مختلفة عن رفيقات السابقات المختارات.لم أكن أعلم ما السبب، ربما لأنني اعتدت على النساء الواثقات، لكن كان هناك شيء بها جذبني.حتى آيرو بدا أنه معجب بها أكثر من أي فتاة سبقتها. كان عليّ أن أمتلكها."أنا جاد!" صرخت في وجه جينسون المغرور، "كونك أخي لن يغير رأيي!"مرر إصبعه على شفتيه كما لو أنه يغلقهما بسحاب.خرجوا خلفي من السيارة. وقفنا أمام بيت القطيع القديم، وكلنا نحدق فيه. حتى شهر مضى، لم أكن أعرف شيئًا عنهم، وحتى بعد زيارتي، كل ما عرفته أن الألفا تري شخص حثالة.طرقت الباب بقوة. وما إن فتح قليلًا حتى دفعت ن
Read more
الفصل 4
دانبدت وكأنها غزالة فوجئت بأضواء سيارة أمامها عندما كنت أدوّن مقاسها.كانت أصغر حجمًا مما توقعت، مجرد جلد وعظم.لو رفعت يدي أكثر قليلًا، لكنت شعرت بكل ضلع يبرز من جسدها.أثار ذلك اشمئزازي، فهي من المفترض أن تكون قوية مهيبة، يجري في عروقها دم الألفا.لاحظت أيضًا كيف تجهم وجهها عندما قمت بأخذ مقاسها.لم يكن خوفًا بل ألمًا.كانت تخفي شيئًا تحت فستان الخادمة الفضفاض.قلت لها، "أعلم أنكِ ترغبين في قول شيء، فقولي ما عندكِ، لست مهتمًا بالتفاهات التي زرعها تري في رأسكِ.لست بحاجة إلى الانتظار حتى يسألكِ أحدهم، أنتِ حرة في قول ما تريدين، هل أنتِ مصابة؟"أجابت، "لا."كانت تكذب، شعرت بذلك.هزت رأسها كأنها تؤكد إجابتها، وسقطت خصلة من شعرها الأسود من الرباط الذي يفترض أن يثبّته.كانت نياه فتاة يصعب كسرها.حياتها في الجوع جعلتها حذرة ومتحفظة للغاية.سأجعل تري يدفع ثمن ما فعله بها.قلت، "عليكِ أن تقولي شيئًا يا نياه، لا أستطيع قراءة أفكاركِ، عندما أضع علامتي عليكِ، على الأقل سأعلم بمشاعركِ".قالت بدهشة، "علامتكِ؟"لم أعتقد أن عينيها يمكن أن تتسعا أكثر، لكنهما فعلتا.قلت، "نعم، سأضع علامتي عليكِ."كا
Read more
الفصل 5
نياههمست قائلةً، "أنا لا أعرف ما هو دم عشبة الذئاب."قطّب جبينه وقال، "ألم يقل أخوكِ إنكِ تعرفين التمييز بين النّباتات؟"تمتمت، "أنا..." ولم أستطع الإجابة، ولم أكن أتذكر تمامًا.قال، "دم عشبة الذئاب، التي تغذت على دمائنا. أوراقها تكتسب لونًا أحمر. لا أظن أنّ طفلاً يمكن أن يعرف ذلك، لأنّه لا يُزرع في العلن، فقصة أخيكِ لا تبدو منطقية."قلت، "يا إلهي."نظر إليّ بعينين متوهجتين وقال، "لن أتوقّف حتّى أكتشف من فعل بكِ هذا يا نياه، وسأجعله يدفع ثمن معاناتكِ."جلس على طرف مكتبه يراقبني.ثم تابع الحديث قائلًا، "لكن الآن، تحتاجين إلى أن تري أحدًا بشأن هذا الالتهاب."ظللتُ صامتة، أحاول أن أستوعب كلماته عن أن كل ما جرى لي كان مدبرًا. لماذا لم يفكر أخي بذلك؟قال، "تعالي، سأريكِ غرفتَنا، ويمكنكِ الاستحمام قبل أن نذهب لرؤية طبيبة القطيع."تجمّدت في مكاني، هل قال "غرفتنا؟" أي أنّنا نتشارك الغرفة؟ يبدو أنّه يعتقد أنّه يستطيع معاشرتي متى شاء، طالما أنّني رفيقته بموجب عقد. ارتعش جسدي من الفكرة.رفعتُ بصري فرأيته واقفًا عند الباب ويراقبني، منتظرًا أن أتحرك. تأكدت من أن ثوبي ما زال يغطي جسدي، ثم خرجتُ إ
Read more
الفصل 6
دانلم تكن تثق بي، ولا بمقدار شعرة. وهذا فقط زاد من تساؤلي حول ماضيها، فأردت أن أعرف كل شيء. أردت أن أعرفها من الداخل والخارج، أردت أن أعرف من الذي قلب حياتها رأسًا على عقب قبل كل تلك السنوات ولماذا اختاروا إلصاق التهمة بطفلة.بينما كانت تُفحص على يد رايفن، أجريت اتصالًا ببيتا الخاص بي، إيريك.كان يراقب قطيع ضوء القمر، وأردت أن أعرف إن كان قد لاحظ أي شيء غير طبيعي.حتى الآن، لم يكن هناك شيء. وهذا فقط جعلني أتساءل عن مقدار ما يخفونه عن العالم، وإلى أي عمق تمتد أسرارهم؟ لأنه حتى تواصل تري معي، لم أكن قد سمعت بقطيع ضوء القمر من قبل.قطيع يعيش على بعد أقل من خمسين ميلًا منا، فتساءلت إن كانت نياه تعلم ذلك.أخبرته أن يعود، فالركضة الجماعية للقطيع الليلة، ويجب أن يكون هنا من أجلها.لم أستطع تجاهل حقيقة أن نياه لم تبتسم ولا مرة منذ أن التقيت بها. لم تتغير رائحتها الغريبة ولو لمحة، بما يُظهر أنها شعرت بالسعادة ولو قليلًا. وكان عليّ أن أغير ذلك، خاصة إن كانت ستكون رفيقتي.مررتُ يدي على بطنها، فحبست أنفاسها وأبعدت نظرها عني، تبحث عن أي شيء آخر لتحدق فيه.سألتها مباشرة بينما كانت تُسدل سترة القط
Read more
اللفصل 7
نياهقالت رايفن مبتسمة وهي تدس قطعة كرامبت في فمها، "أتعلمين أن شقيقي معجب بك حقًا؟"ارتفعت عيناي نحوها عبر طاولة الإفطار، وكانت قد وُضعت في مهمة حراسة لي بينما يقوم الألفا دان بالمهمات التي ذكرها. من الواضح أن تعليقي عن كوني وحيدة جعله يعيد التفكير.لم يخبرني إلى أين هو ذاهب، ولم أسأل، فلم أكن أظن أنه من شأني.تمتمت رايفن وهي تشتت أفكاري، "أنتِ أجمل من الفتاة السابقة".قلت متفاجئة وكدت أختنق وأنا أشرب العصير، "الفتاة السابقة؟"قالت، "أنتِ رفيقته المتعاقدة، صحيح؟"أومأت برأسي.قالت، "هل كنتِ تظنين حقًا أنكِ الأولى؟"لم يخطر ذلك ببالي من قبل، فقد كنت منشغلة أكثر بما سيفعله الألفا دان بي.لم يقم بأي حركة سوى احتضاني أثناء النوم، ولم يحاول التسلل بيده بين فخذي، ولم يُصرّ على أن أنام عارية، لا شيء.وذلك جعل الأمر أسوأ، الانتظار المجهول. لم يبدو كالرجل الذي ينتظر.قالت رايفن وهي تمد يدها لتأكل قطعة أخرى، "آمل أن تبقي."كررت بدهشة، "أن أبقى؟" لم أكن معتادة على هذه العبارات ولا على أسلوبها العفوي في الحديث معي، فقد اعتدت على الأوامر والإساءة فقط.قالت بعد أن أخذت نفسًا عميقًا، "ربما لا يجب أن
Read more
الفصل 8
دانرأيت ذلك في عينيها، كانت مشوشة مثلي تمامًا إن لم يكن أكثر. كانت تسير بجانبي تكاد تركض لتلحق بخطواتي بينما كنا نتجه عائدين إلى المنزل. كانت عيناها منخفضتين مركزتين على قدميها وهي تتحرك.قلت لها، "اجلسي." بينما أدخلتها إلى المكتب. لم تتردد كما فعلت في قطيع ضوء القمر وجلست على أحد الكراسي الفارغة. جلست وساقاها ملتصقتان ببعضهما، وأكمام قميصها مسحوبة إلى أسفل تغطي يديها، ووجهها منخفض في خضوع.قلت، "نياه؟"اعتدلت في جلستها حين ناديت اسمها، وبدأ قلبها يخفق بسرعة. في المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك كادت أن تُغمى عليها.قالت مسرعة وكأنها تقاتل من أجل حياتها، "أقسم أنني لا أعرف. لو كنت أعلم لكنت أخبرتك." تساقطت الكلمات من فمها كأن حياتها متوقفة عليها. شعرت بشيء لم أشعر به منذ سنوات وهو الذنب. لم يكن ينبغي لها أن تشعر بذلك، ليس معي.زمجر آيرو في ذهني، "أنت تجعلها تتألم."تمتمت وأنا أجلس على مكتبي، "ما كان يجب أن أصرخ في وجهكِ. لم تستحقي ذلك." توقفت لحظة وأنا أشعر بالانزعاج مما أخبرتني به. "سرقتِ طعامًا؟"همست، "كان عليّ أن أفعل."كلما عرفت أكثر عن ذلك القطيع وما فعلوه بكِ، ازددت كرهًا لهم.
Read more
الفصل 9
نياهكانت شفتاه خشنَتين ومع ذلك ناعمتين، لكنني ابتعدت عنه. بدا منزعجًا محبطًا وربما غاضبًا وهو يتأملني، لم أكن متأكدة. يداه اللتان كانتا تمسكان بذراعيّ العلويتين بقوة أفلتتا فجأة بينما خطا خطوة إلى الوراء.لقد رفضتُ ألفا، وألفا على الأرجح لم يسبق أن رفضه أحد من قبل. ماذا فعلت؟ثبتت عيناه القرمزيتان على وجهي حتى خفضت بصري. شعرت بالخزي مما حدث، فلم يكن هذا أبدًا ما تخيلته لأول قبلة في حياتي.قال بحدة، "يمكنكِ الذهاب." ثم استدار متجهًا إلى مكتبه.تمتمت بخفوت، "أذهب؟ إلى أين؟" كنت أتوقع تمامًا أن يطردني من قطيعه.قال بصوت قاطع، "إلى خارج المكتب."توقفت عند الباب مترددة فيما إذا كان عليّ الاعتذار. التفتُّ إليه فرأيته منشغلًا بالأوراق على مكتبه. لوّح لي بيده في إشارة واضحة كي أغادر.خرجت إلى الردهة وشعرت بحرارة وجنتيّ تشتعلان.سألني صوت عميق فضولي، "هل أنتِ بخير؟"رفعت بصري لأرى أحد الرجال الذين جاءوا إلى منزل أخي برفقة ألفا دان. وكلما حدّقت فيه أكثر أدركت مدى الشبه بينه وبين رايفن، نفس الشعر الداكن والعينين الداكنتين.ابتسم قائلًا، "لم تتح لنا فرصة التحدث من قبل. أنا جينسون."همست وأنا أراه
Read more
الفصل 10
قال وهو يدخل غرفة النوم، "ذئب تري كان له اسم أيضًا، أليس كذلك؟"أجبته وأنا أقطب حاجبيّ في حيرة، "لا، لم يذكره أبدًا في حياته."ثبتت عينا ألفا دان القرمزيتان على عينيّ. شعرت أنه يظن أنني أكذب، فقد بدا ذلك جليًا من نظرته إليّ. أردت بشدة أن أحيد بنظري عنه لكنني لم أستطع، كأنه يجبرني على النظر إليه دون أن يلمسني.هل يتمكن كل ألفا من فعل ذلك أم أنه وحده القادر على هذا؟انخفض صوتي حتى صار بالكاد مسموعًا، "أقسم، أنا... أنا أقول الحقيقة." تمتمت متعثرة بالكلمات بينما كان يحدّق في عينيّ بلا انقطاع.قال أخيرًا بصوت منخفض، "حسنًا." لكن شعرت أنه لا يزال لا يصدقني.ثم تابع، "وأعتقد أنه بسبب تقييدك لم تتح لكِ فرصة لقاء ذئبك؟"هززت رأسي نافية، "يأتون عندما نبلغ الثالثة عشرة، هذا كل ما أعرفه."عقد حاجبيه لكنه لم يتكلم. وحين صرف نظره عني أخيرًا شعرت بجسدي يسترخي، لكن ذلك ترافق مع ألم حارق بدأ يشعّ من معدتي.تجاهلت الألم وبقيت ساكنة أراقب ألفا دان وهو يتحرك في أرجاء الغرفة كأنه يجري حوارًا مع شخص ما، ربما مع ذلك المسمى آيرو.راودتني أسئلة كثيرة، هل يعيش آيرو بداخله؟ وماذا يحدث حين يتحول؟ لقد ذكر موضوع ال
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status